العدد 4674 - الأربعاء 24 يونيو 2015م الموافق 07 رمضان 1436هـ

باريس تدعو واشنطن لـ «إصلاح الأضرار» بعد تسريبات «ويكيليكس»

باريس، واشنطن - أ ف ب، رويترز 

24 يونيو 2015

دعت فرنسا أمس الأربعاء (24 يونيو/ حزيران 2015) الولايات المتحدة إلى «إصلاح الأضرار» التي لحقت بالعلاقات بين الدولتين الحليفتين إثر الكشف عن الممارسات «غير المقبولة» للاستخبارات الأميركية بعد تسريبات «ويكيليكس» التي أظهرت أن وكالة الأمن القومي الأميركي تجسست على ثلاثة رؤساء لفرنسا.

وأمام البرلمان، قال رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس إنه «على واشنطن أن تعترف بأن مثل هذه التصرفات ليست فقط خطيرة على حرياتنا بل عليها أن تبذل كل ما في وسعها وبسرعة لإصلاح الضرر الذي يلحق بالعلاقات بين دولتين حليفتين بين الولايات المتحدة وفرنسا».

وأضاف «من الأفضل وضع مدونة حسن سلوك بين الدول الحليفة في ما يتعلق بالاستخبارات واحترام السيادة السياسية»، وأوضح أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اجتمع بمجلس الدفاع حيث تمت إدانة «الممارسات غير المقبولة لدولة صديقة».

وأوضح فالس أن كشف هذه المعلومات «لا يشكل مفاجأة لأحد»، مشيراً إلى أنه «تم التطرق إلى هذا الموضوع بين صيف 2013 وزيارة الرئيس هولاند إلى الولايات المتحدة مطلع العام 2014. وكانت السلطات الفرنسية طلبت تفسيرات واضحة وصريحة. وكان أصدقاؤنا الأميركيون قطعوا تعهدات. يجب التذكير بها واحترامها بصرامة».

وعلى إثر نشر موقع «ميديابارت» وصحيفة «ليبيراسيون» مساء أمس الأول (الثلثاء) وثائق سرية سربها موقع «ويكيليكس» وتكشف عن عمليات تجسس مارستها واشنطن على هولاند وسلفيه نيكولا ساركوزي وجاك شيراك على مدى سنوات، أعلن هولاند أن حكومته تدين هذه «الوقائع غير المقبولة» ودعا إلى عقد اجتماع لمجلس الدفاع. وتم استدعاء السفيرة الأميركية في باريس جاين هارتلي إلى وزارة الخارجية.

من جهته، أعلن المتحدث باسم الحكومة ستيفان لوفول أن المنسق الفرنسي للاستخبارات ديدييه لو بريه سيتوجه «خلال الأيام المقبلة» إلى الولايات المتحدة برفقة رئيس الاستخبارات الخارجية الفرنسية برنارد باجوليه. والهدف من ذلك بحسب لو فول هو التأكد من صحة تطبيق واحترام التزامات العام 2013.

وبحسب الوثائق السرية المنشورة فإن وكالة الأمن القومي الأميركية تنصتت بين العامين 2006 و2012 على الأقل على هولاند الذي انتخب في العام 2012 وساركوزي (2007-2012) وشيراك (1995-2007).

وكان المستشار السابق لدى الوكالة إدوارد سنودن سرب معلومات في العام 2013 كشفت عن نظام واسع النطاق تطبقه وكالة الأمن القومي لمراقبة الاتصالات الهاتفية والانترنت ولاسيما الاتصالات في ألمانيا وصولاً حتى إلى الهاتف الجوال الخاص بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وذلك على مدى أعوام.

والمعلومات الجديدة المنشورة تنقل فحوى أحاديث بين المسئولين الفرنسيين من دون أن تفضح بشكل أساسي أسرار دولة.

وأكد البيت الأبيض من جانبه أن الولايات المتحدة لا تتنصت على اتصالات هولاند ومن غير المرجح قيام أزمة دبلوماسية دائمة بين البلدين. وصرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي نيد برايس لوكالة «فرانس برس»: «نحن لا نستهدف ولن نستهدف اتصالات الرئيس هولاند»، من دون أن يأتي على ذكر عمليات تنصت قد تكون حصلت في الماضي.

وأضاف «نحن نعمل بشكل وثيق مع فرنسا على كل المواضيع ذات البعد الدولي والفرنسيون شركاء أساسيون».

وقال البيت الأبيض في بيان أمس إن الرئيس باراك أوباما طمأن نظيره الفرنسي بأن الولايات المتحدة لا تتجسس على مكالماته الهاتفية أو غيرها من الاتصالات. وقال بيان إن أوباما «أكد أننا التزمنا بالتعهد الذي قطعناه لشركائنا الفرنسيين في أواخر العام 2013 بأننا لا نستهدف ولن نستهدف اتصالات الرئيس الفرنسي»، مضيفاً أن الرئيسين تحدثا هاتفياً في وقت سابق أمس.

العدد 4674 - الأربعاء 24 يونيو 2015م الموافق 07 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً