ناجي فتيل (41 عاما)، محكوم بالسجن لمدة 15 عاما، ظن أن إصابة قدمه الشديدة بعد تعرضه لحادث مرور قبل أن يتم احتجازه في العام 2013، وإسنادها بقطع حديد، قد تشفع له لدى معذبيه، ولكن على العكس تماما من ذلك، كانت قدمه أكثر مواقع جسمه تعرضا للتعذيب.

عن بداية اعتقاله، قالت زوجة فتيل: «بتاريخ 2 مايو/ أيار 2013، تم اعتقال زوجي وتغييبه لمدة ثلاثة أيام من دون أن نعرف عنه أية معلومات، علمنا لاحقا حين تم السماح لنا بزيارته، أنه طوال الأيام الثلاثة كان يتعرض لأصناف مختلفة من التعذيب، بما في ذلك تعريضه لصدمات كهربائية في عضوه التناسلي، وتعريض رجله اليسرى المصابة إلى الضرب الشديد عليها، بالإضافة لتعريضه إلى أسلوب المحاكاة بالغرق».

وأضافت: «لم يقف الأمر عند تعذيبه الجسدي، بل طال الأمر تعذيبه نفسيا، إذ كان يتم تهديده بنشر صور لي، وكما أبلغنا فإنه في فترة تعريضه للتعذيب، كان يتم أخذه لتلقي العلاج للحفاظ على حياته فقط، ومن ثم مواصلة تعذيبه».

وأكدت زوجة فتيل أنه وبعد أن تم نقل زوجها إلى سجن الحوض الجاف، كان يشعر بألم مستمر في ظهره، وأنه في إحدى المرات بينما كان يغير ملابسه، فوجئ زملاؤه بآثار الضرب بالهراوات التي بدت واضحة على ظهره.

كما أكدت أن الضرب الذي تعرض له فتيل على قدمه وظهره المتضررين بفعل حادث تعرض له قبل احتجازه، فاقما تردي وضعه الصحي، إذ بات يعرج ويعاني من آلام مرض «الديسك» في ظهره، مشيرة إلى أنها حاولت عدة مرات إدخال حزام يخفف من آلام الديسك لفتيل، إلا أن إدارة السجن كانت ترفض في كل مرة إدخاله.

انقطاع الاتصالات بفتيل منذ أحداث سجن جو في شهر مارس/ آذار الماضي، زادت مخاوف زوجته عليه، وقالت: «نقل لنا بعض أهالي السجناء القريبين من ناجي أن آثار التعذيب بادية عليه من بعد أحداث سجن جو الأخيرة، وأنه تم نقله إلى مبنى 10 في سجن جو، ولكن لم نتمكن من التأكد من هذه المعلومة بعد، وأشد ما يقلقني عليه هو تعريض قدمه المصابة وظهره للمزيد من التعذيب».

وذكرت أنها تقدمت بطلب للأمانة العامة للتظلمات لمتابعة حالة زوجها بعدما تردد عن تعرضه للتعذيب، لافتة إلى أن النيابة العامة أبلغتها في وقت لاحق بعرض زوجها على طبيب شرعي، وقالت: «تم استداعي من قبل النيابة العامة بعد تقدمي بالشكوى بغرض الاطمئنان على زوجي، وفوجئت بإحضاره للنيابة بثياب رثة، وكان واضحا عليه أنه لم يكن في وضعه الطبيعي، وهو ما زاد مخاوفي عليه».