العدد 4675 - الخميس 25 يونيو 2015م الموافق 08 رمضان 1436هـ

«ستيفن كوفي» مفكر عملي انطلق من مدرسة «القانون الطبيعي»... وطرح «البديل الثالث» لإدارة الاختلافات

في منتدى الفكر الإداري...

المشاركون في منتدى الفكر الإداري بمقر صحيفة «الوسط» - تصوير محمد المخرق
المشاركون في منتدى الفكر الإداري بمقر صحيفة «الوسط» - تصوير محمد المخرق

الوسط - حسن المدحوب

خصصت «الوسط» جلسة نقاش في «منتدى الفكر الإداري» يوم السبت (20 يونيو/ حزيران 2015) حول شخصية عالم الإدارة ستيفن كوفي، الذي توفي في 2012 عن عمر ناهز الـ 79 عاماً، وألف خلالها العديد من الكتب، أهمها «العادت السبع للأشخاص الأكثر فاعليةً، والذي حصد أرقاماً قياسية في البيع والانتشار بعدة لغات في كل أنحاء العالم.

وتحدث في المنتدى رئيس تحرير صحيفة «الوسط» منصور الجمري الذي أوضح «أن فكر التنمية البشرية الإداري اليوم بات أكثر تطوراً ويلعب دوراً حاسماً في تقدم الأمم، ولذا فإن هناك اهتماماً متزايداً للعطاءات الفكرية لشخصيات مثل ستيفن كوفي، وهو من الذين ألهموا القيادات التنفيذية وأصحاب الأعمال وأوضح لهم بأن القائد الناجح هو الذي يخلق قادة كُثر جداً وليس أتباعاً كثيرين».

وأضاف الجمري في مداخلة «كان ستيفن كوفي مؤلف كتاب العادات السبع للناس الأكثر فاعلية انطلق في تأسيس منهجه على مدرسة القانون الطبيعي، وهي مدرسة مؤثرة في مجالات عديدة، وهذه المدرسة تتواءم مع خلفيته، كونه تربى في عائلة متدينة مسيحياً، ووالده كان أحد زعماء مذهب المسيحيين المورمون، وبيئته التي تربى فيها أثرت فيه، ولذا فإن أقرب مدرسة عصرية قريبة من البيئة المتدينة هي مدرسة «القانون الطبيعي»، أم ما يسمى في الفكر الإسلامي بـ «الفطرة» وتأثير هذه المدرسة واضح على كتاباته».

وأردف «ونجد تأثير بيئته في كتابه حول العادة الثامنة، إذ طرح كوفي أربعة أنواع من الذكاء يحتاجها الشخص الفاعل في حياته، وهي الذكاء الفيزيائي والذكاء العلمي والذكاء العاطفي والذكاء الروحي، وإضافته للعامل الروحي يأتي لقربه من بيئته التي تربى فيها، ولذا فإنه يعتبر هذا العمل جزءاً أساسياً من شروط القيادة الفاعلة».

فيما قال مدرب التنمية البشرية جاسم الموالي: «قبل سنوات عديدة أعطاني أحد الأصدقاء كتابين وكان أحد الكتابين هو العادات السبع، وقرأته عدة مرات باللغة العربية واللغة الإنجليزية، وقبل أن يتوفى كوفي انجذبت إلى كتابه الأخير «البديل الثالث»، وهو عبارة عن نمط تفكير جديد لحل الاختلافات وإدارتها».

وأضاف «البديل الثالث مفهوم أن كل خلاف ومشكلة لها عدة حلول، فإذا اختلف طرفان حول قضية معينة، فرأيي هو البديل الأول ورأي الطرف الثاني هو البديل الثاني، والبشرية طورت الحل الوسط والذي ليس هو البديل الثالث، البديل الثالث هو رأي أفضل من رأيي ورأي الطرف الثاني ولكن يحقق للطرفين فائدة أكبر من رأييهما».

وأردف «التفكير بمنطق البديل الثالث يتم بهذه الطريقة (أنا أرى نفسي وأنا أراك ليس كخصم بل كإنسان لك حقوقك مهما اختلفت معي، ثم أنا أبحث عنك وأعطي نفسي الوقت الكافي لأسمع منك أفكارك وتطلعاتك، ومن ثم إذا حدثت هذه الخطوات نبدأ في التعاون تعاوناً إبداعياً».

وشدد «أنا أرى أن أعظم عاملٍ مُميّز والشيء الذي يجعلك أكثرَ تَمَيُّزاً عن غيرك هو أن تتعلم التعاون الإبداعي، لذلك يتمحور هذا الكتاب حول مبدأ مهم، لدرجة أعتقد معها أنه مبدأ قد يُحدث تغييراً كاملاً في حياتك وفي العالم كله، هكذا كان يرى كوفي».

وأفاد «إحدى مقولات ألبرت آينشتاين ترى أن المشاكل الكبيرة التي تواجهنا لا يمكن حلُّها بمستوى التفكير نفسه الذي تسببنا من خلاله في نشأةِ هذه المشاكل، وعليه فإنّ حل مشاكلنا الأكثر صعوبة يستلزم منا إحداث تغييرات جذرية في طريقة تفكيرنا، وهذا هو ما يناقشه الكتاب.

ونبّه الموالي إلى أن «كوفي قدم وعداً بأن وضعك لهذا المبدأ في مركز حياتك سيجعلك تكتشف طريقة مذهلة للتقدم في مستقبلك، وإذا استوعبت المبدأ الذي يقوم عليه هذا الكتاب، والتزمت به في حياتك، فإنك لن تقهر مشاكلك فحسب، بل ربما استطعت المضي في بناء مستقبل لنفسك أفضل من كل ما كنت تتخيل أنه ممكن».

وتابع «إن إيجاد البديل الثالث يستلزم طرح السؤال: هل لدينا استعداد للبحث عن حل أفضل مما سبق لأيٍّ مِنا أن فكَّر فيه؟ أو دعنا نبحث عن شيء أفضل مما فكَّر فيه كل منا، لذلك أعتقد أن ضعف التعاون الإبداعي هو أحد أعظم المآسي في الحياة، هذا ما كان يقوله كوفي».

وتساءل «ما الفروق بين الحل الوسط والتعاون الإبداعي؟»، ثم أجاب «الحل الوسط فيه يكون مجموع واحد زائد واحد: اثنين، أو اثنين ونصف في أفضل الأحوال، يفقد فيه كل طرف شيئاً، وينتهي برضا الطرفين».

وأكمل «أمّا التعاون الإبداعي، فهو ليس مجرد حل لصراع، لأنه يتجاوز الصراعات وصولًا لشيءٍ جديد يثير كل الأطراف بوعد جديد، ويغير المستقبل، كما أنه أفضل من طريقي وطريقك؛ فهو طريقنا، وينتهي بسعادة الطرفين».

يُشار إلى أن ستيفن ر. كوفي (Stephen R. Covey) (وُلد في 24 أكتوبر/ تشرين الأول 1932 وتوفي في 16 يوليو/ تموز 2012) كاتب ومؤلف أميركي وُلد بولاية يوتاه الأميركية. وكان أباً لتسعة أبناء وجدّاً لـ49 حفيداً، وكان يعيش بمدينة بروفو (بولاية يوتاه الأميركية).

وكان قد استلم جائزة «الأبوّة» عام 2003 من منظمة المبادرة الوطنية للأبوّة. ويحمل ستيفن كوفي شهادة بكالوريوس في علوم إدارة الأعمال من جامعة يوتاه بمدينة «سولت ليك»، ويحمل شهادة ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفارد، ودكتوراه في التعليم الديني من جامعة «بيرجهام يانج» وهو مدير مؤسسة فرانكلين كوفي.

ومن كتبه التي نالت شهرة كبيرة أيضاً، كتاب «العادة الثامنة: من الفعالية إلى العظمة»، وهو جزء مكمل لكتاب «العادات السبع»، فكوفي يعتقد أن العادات السبع لا تكفي في عصرنا الحالي «عصر العمل المعتمد على المعرفة»، ويعترف بأننا في عصرنا الحالي نواجه مشكلات وتعقيدات تتفاوت في الحجم عمّا كان من قبل. تنص العادة الثامنة على: «ابحث عن صوتك وألهم الآخرين كي يجدوا أصواتهم».

في العام 2008، قام كوفي بإطلاق موقع خدمي على الإنترنت تحت اسم «مجتمع كوفي على الشبكة»، ويُعتبر الموقع مزيجاً من دورات تدريبية وشبكة اجتماعية للمهتمين بالتنمية الذاتية.

ستيفن كوفي
ستيفن كوفي

العدد 4675 - الخميس 25 يونيو 2015م الموافق 08 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 11:16 ص

      رحمه الله

      عبقرية فذة

    • زائر 1 | 9:15 ص

      كوفي رجل عظيم

      بارك في هذه الجهود المخلصة. حضرت فعالية لستيفن كوفي في فندق الشيراتون عندما زار البحرين قبل عدة سنوات. كان متماسكا وقويا على الرغم من تقدمه في عمره (كان عمره حوالي 75 عاما) عندماقدم فعالية مطولة في البحرين.
      رجل يستحق كل التقدير لما قدمه من فكر وعطاء للبشرية. العظماء في هذا العصر قليلون وبكل تأكيد أحدهم الراحل الكبير ستيفن كوفي.

اقرأ ايضاً