العدد 4675 - الخميس 25 يونيو 2015م الموافق 08 رمضان 1436هـ

حلة العبد الصالح... عراقةٌ في التاريخ الذي لايزال «مهملاً»

صورة مسجد الشيخ حسن «العبد الصالح»
صورة مسجد الشيخ حسن «العبد الصالح»

هناك في الطرف الشمالي من مملكة البحرين، تستريح قرية «حلة العبد الصالح»، إحدى قرى البحرين الصغيرة، والتي تتموضع شمال قرية المقشع، وشرق قرية كرانة، وجنوب قرية القلعة، وجنوب غرب قرية كرباباد، لكن من هو هذا العبد الصالح الذي سميت القرية باسمه؟

في دراسة للباحث التاريخي إسماعيل الكَلداري، عن القرية وسبب تسميتها التي تعود للعبد الصالح، يشير إلى أن «المصادر التي بين أيدينا لا تصرح بشيء عن شخصية العبد الصالح، واسمه «الشيخ حسن» فلذا كثرت التكهنات والأقوال حوله»، مرجحاً أن يكون من أعلام القرن الحادي عشر الهجري أو ما قبله. ونوه الكَلداري إلى وجود مسجد في القرية يحمل اسم هذا الشيخ «مسجد الشيخ حسن»، إلا أنه وبحسب الموقع الرسمي لإدارة الأوقاف الجعفرية تحول إلى أكمة من التراب بسبب الإهمال، رغم انه مسجد تاريخي يستوجب الحفاظ عليه.


الكَلداري: سُمِّيت نسبة للشيخ حسن... ومسجده تحوَّل تراباً

حلة العبد الصالح... تواضعٌ في الجغرافيا وعراقةٌ في التاريخ الذي لايزال «مهملاً»

الوسط - محرر الشئون المحلية

هناك في الطرف الشمالي من مملكة البحرين، تستريح قرية «حلة العبد الصالح»، إحدى قرى البحرين الصغيرة، والتي تتموضع شمال قرية المقشع، وشرق قرية كرانة، وجنوب قرية القلعة، وجنوب غرب قرية كرباباد، لكن من هو هذا العبد الصالح الذي سميت القرية باسمه؟

في دراسة للباحث التاريخي إسماعيل الكَلداري، عن القرية وسبب تسميتها التي تعود للعبد الصالح، يشير إلى أن «المصادر التي بين أيدينا لا تصرح بشيء عن شخصية العبد الصالح، واسمه «الشيخ حسن» فلذا كثرت التكهنات والأقوال حوله»، مرجحاً أن يكون من أعلام القرن الحادي عشر الهجري أو ما قبله.

ونوه الكَلداري إلى وجود مسجد في القرية يحمل اسم هذا الشيخ «مسجد الشيخ حسن»، إلا أنه وبحسب الموقع الرسمي لإدارة الأوقاف الجعفرية تحول إلى أكمة من التراب بسبب الإهمال، رغم انه مسجد تاريخي يستوجب الحفاظ عليه.

وتطرق الكَلداري إلى التفرد الذي ظهر به أحد الكتب الذي لايزال مخطوطاً لأحد علماء البحرين، وذلك بالكشف عن شخصية هذا العبد الصالح، ففي مكتبة جامعة الإلهيات في مشهد المقدسة توجد نسخة مخطوطة تحت رقم «18870» وهي كتاب يحمل عنوان: «زهر البساتين وبهجة السائحين» للشيخ محمد بن علي بن حيدر النعيمي البحراني (توفي 1221 هـ/ 1806م)، وهو عبارة عن كشكول ذكر فيه مصنفه بعض المعلومات المهمة.

وأضاف «أما المؤلف لهذا الكتاب فقد ترجمه صاحب الذخائر ص 182 فقال: «الشيخ محمد بن الشيخ عليّ بن حيدر النعيمي البحراني، لجّة علم لا تدركها الدلاء، ومحجّة فضل لا يفتقر ساكنها إلى الولاء، حلّ من رتب المعارف المحلّ الأسمى، ودلّ عرفانه على أن الاسم عين المسمّى، أخذ الفقه عن جدي العلامة صاحب الحدائق (الشيخ يوسف العصفور البحراني المتوفى في 1772 م) ومجاز عنه، له كتاب في المنطق، ورسالة في المعاد الجسماني، وغير ذلك، مات سنة 1221هـ/ 1806م الحادي والعشرين بعد المئتين والألف».

ووفقاً لتبيان الكَلداري، فقد عدّ الشيخ يوسف العصفور في لؤلؤة البحرين ص449 من جملة مصنفاته «أجوبة مسائل الشيخ محمد بن الشيخ عليّ بن حيدر النعيمي»، فهو من تلامذة الشيخ يوسف العصفور، ومجاز منه، وصنف له أستاذه رسالة في أجوبة مسائله.

وفي الحديث عن سبب التسمية، قال الكَلداري «في كتاب (زهر البساتين وبهجة السائحين) صفحة «208» يذكر سبب تسميتها نسبة إلى هذا العالم فيقول: مما قاله العبد الصالح البحراني من قرية نسبت إليه تسمى قرية «العبد الصالح» وهو مدفون فيها، وله قبة ومسجد رحمه الله تعالى، وكان من الصلحاء المعدودين في الزهد والورع والعبادة، ونقل لي بعض الأجلاء أنّ اسمه «الشيخ حسن» وكان عالماً جليلاً».

وأضاف الكَلداري «يظهر مما ينسب للعبد الصالح «الشيخ حسن» من أقوال أنه متقدم زماناً على الشيخ محمد بن الشيخ علي بن حيدر النعيمي البحراني، بدليل قوله «وهو مدفون فيها، وله قبة ومسجد»، فيحتمل كون العبد الصالح «الشيخ حسن» من أعلام القرن الحادي عشر الهجري أو ما قبله».

ووجه حديثه ناحية المحققين، مؤملاً منهم الإسراع في إخراج كتاب «زهر البساتين» إلى النور. لافتاً إلى وجود مقام ومسجد آخر في قرية «حلّة العبد الصالح» للشيخ عيسى بن إبراهيم، دون أن يعرف عن أحواله شيئاً. ذلك ما يبينه الشيخ إبراهيم المبارك في كتاب حاضر البحرين ص59: «الشيخ عيسى في حلة عبد الصالح ولم نعرف من حياته شيئاً».

وأضاف «في سجل السيد عدنان الموسوي (توفي في 1927 م) وقفيات عديدة للمسجد المذكور».

كما نبه إلى ما ذهب إليه العلامة الشيخ باقر العصفور من كون «الشيخ عيسى» هذا له علاقة بصاحب الرمانة كما جاء في العقد الزاهر ص301 «ومن الأولياء وأصحاب الكرامات والمقامات العالية الشيخ عيسى صاحب قصة الرمانة مع وزير البحرين... والقصة مذكورة في كشكول الشيخ يوسف العصفور البحراني، وقبر الشيخ عيسى في قرية كرانة».

وأردف «يلاحظ عليه: أن صاحب «الكشكول» نقل القصة عن كتاب «بحار الأنوار»، وكلاهما ذكرا أن صاحب قصة الرمانة هو «الشيخ محمد بن عيسى»، لا «الشيخ عيسى»، كما ذكره الشيخ باقر العصفور»، راجع الكشكول للشيخ يوسف العصفور البحراني ج1 ص216، وبحار الأنوار للعلامة المجلسي ج52 ص178.

وعقب الكَلداري «قبر «الشيخ عيسى» في حلة العبد الصالح، وليس في قرية كرانة. على أن المشهور لدى أهل البحرين أن مزار «الشيخ محمد بن عيسى» صاحب الرمانة هو في قرية دمستان، فما ذكره العلامة الشيخ باقر العصفور لا يستند إلى دليل، والشهرة قائمة على خلافه».

بجانب ذلك، قال الكَلداري، إن في قرية «حلة العبد الصالح» مساجد أخرى نسبت إلى أسماء مشايخ لا نعلم عنهم شيئاً، من بينها مسجد «الشيخ عبدالله» ومسجد «الشيخ فيروز». أما «مسجد العلوي» فقد كان اسمه قديماً مسجد العذار نسبة إلى البستان الذي بجنبه، وأعاد بناءه سيد علوي سيد جواد الغريفي المنامي مالك البستان فنسب إليه.

وأضاف «كما عثر في القرية نفسها على بقايا مسجد قديم وبجنه قبر عليه ساجة منقوشة تعود للقرن العاشر الهجري لشخص اسمه «ناصر بن عبدالله بن ربيع الأوالي البحراني»، وبجنبه حجر منقوش عليه وقفية هذا نصها (في تاريخ اليوم العشرين من شهر رجب لسنة خمس وستين وتسعمئة ( 1557م)، أوقف العبد المذنب أقل عباد الله وأحوجهم إلى رحمة ربه ورضوانه محمد بن ناصر بن عبدالله بن ربيع، تمام ثلث الملك المعروف بناقص برقيب من بربغي في ديوان بوري، على قراءة والده ناصر بن عبدالله، كل يوم جزءين من كتاب الله العزيز، وعلى قراءة أمه مريم بنت إبراهيم كل يوم جزءين من كتاب الله، كائنة تلك القراءة في مسجد الرستان، وأوقف تمام ثلث الملك المذكور في وجه استقاء الماء البرودة مسجد الرستان، ولمن يستقي الماء البرودة الواقعة في فلاة بربغي، ولعمارة المسجد الواقع في فلاة بربغي يكون الثلث المذكور بين المسجد وبين البرودة وبين أيد أثلاثاً، وقفاً شرعياً صحيحاً)، وتم نقل هذا الحجر إلى متحف البحرين الوطني، كما توجد حول المسجد المذكور آثار لعين ومساكن».

وأوغل الكَلداري ببحثه إلى القرن الثاني عشر الهجري، مشيراً إلى نبوغ العالم والشاعر المشهور «الشيخ علي الصالحي» وهو من تلامذة العلامة الشيخ حسين العصفور (توفي 1801 م)، وله شعر كثير متفرق في المجاميع الشعرية، راجع ترجمته في منتظم الدرين ج3 ص82.

كذلك، نوه بوجود العديد من الآثار في حلة العبد الصالح والقرى المحيطة بها والتي تشهد بقدمها، وقدم الاستيطان فيها، وذلك يعود لقربها من قلعة البحرين التاريخية «قلعة عجاج».

صورة القبر الأثري لناصر بن عبدالله بن ربيع الأوالي «ق10 هـ»
صورة القبر الأثري لناصر بن عبدالله بن ربيع الأوالي «ق10 هـ»
وقف لمسجد الشيخ عيسى بن إبراهيم  «من سجل السيد عدنان الموسوي»
وقف لمسجد الشيخ عيسى بن إبراهيم «من سجل السيد عدنان الموسوي»
وقف لمأتم الحاج مهدي بن مدن في قرية «حلة العبد الصالح» من سجل السيد عدنان الموسوي
وقف لمأتم الحاج مهدي بن مدن في قرية «حلة العبد الصالح» من سجل السيد عدنان الموسوي
خريطة موقع مسجد الشيخ حسن «العبد الصالح»
خريطة موقع مسجد الشيخ حسن «العبد الصالح»
صورة الوقفية المنقوشة على الحجر بجانب القبر الأثري
صورة الوقفية المنقوشة على الحجر بجانب القبر الأثري
صورة الصفحة 208 من مخطوطة «زهر البساتين وبهجة السائحين» للشيخ محمد بن علي بن حيدر النعيمي البحراني 1221 هـ (1806م)
صورة الصفحة 208 من مخطوطة «زهر البساتين وبهجة السائحين» للشيخ محمد بن علي بن حيدر النعيمي البحراني 1221 هـ (1806م)
مسجد ومقام الشيخ عيسى بن إبراهيم في قرية «حلة العبد الصالح»
مسجد ومقام الشيخ عيسى بن إبراهيم في قرية «حلة العبد الصالح»

العدد 4675 - الخميس 25 يونيو 2015م الموافق 08 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 4:00 ص

      شكرا للباحث والصحيفة

      موضوع ثمين جدا ومعلومات رائعة فشكرا للباحث الكلداري وشكرا للوسط

    • زائر 1 | 2:52 ص

      واعجباااااه

      بالأمس القريب مع قضية هدم المساجد أدعى من إدعى بأن مسجد البربغي لا وجود له تاريخياً وكذلك مسجد عين رستان ، ولكن كما يقول المثل حبل الكذب قصير ، الاحجار والساجات الاثرية تشهد ، والكتب التاريخية تشهد ، وعلماء أجلاء من مشاهير هذه الأرض يشهدون ، فأين الخلل ؟؟ !! لا يمكن أن يكون الخلل إلا بيع الحقيقة بالخيال وبيع الصدق بالكذب وبيع الآخرة بالدنيا ..... أنصحكم توبوا الى الله و ترجلوا عن فرس الشيطان مادام في وقت .......

اقرأ ايضاً