نستمر في الحوارات الرمضانية التفصيلية والتي نحاول الاستفادة من المساحة المتاحة فيها للإضاءة على قضايا لم يكن من المتسع الإضاءة عليها طوال الموسم.

ضيفنا اليوم هو الإداري المخضرم وأحد أقطاب كرة السلة البحرينية، أعني به رئيس جهاز كرة السلة في النادي الأهلي خالد كانو الذي وضع النقاط على الحروف في جملة من التصريحات الساخنة.

سلة الأهلي التي نجحت في العودة من بعيد الموسم الماضي متمكنة من بلوغ المباراة النهائية والمنافسة على اللقب قبل أن تخسر 2/ 4 أمام المنامة بطل الدوري بعد أن كانت قد فشلت قبل موسمين في بلوغ المربع.

الحوار مع كانو لا بد أن يكون شيّقاً ومفعماً بالمعلومات والآراء القوية، وإليكم نص الحوار:

بدايةً، كيف تقيّمون الموسم الماضي لسلة الأهلي؟

- اهتمام اللاعبين وحرصهم على التدريبات والحماس الكبير قاد الأهلي للعودة للمنافسة، ومدرب الفريق أحمد نجاة الذي أعتبره صفقة ناجحة 100 في المئة قام بعمل كبير مع الفريق.

منذ البداية كانت لديّ ثقة كبيرة في نجاة ولذلك وقّعنا معه لسنتين لأنه كفاءة تدريبية ومدرب متطور ويعرف نفسيات اللاعبين، كما أنه من الناحية الفنية من أفضل المدربين وساعد الفريق على العودة.

كما أن الاهتمام الإداري كان كبيراً أيضاً الموسم الماضي من خلال توفير أفضل الظروف أمام اللاعبين والفريق بما يساعده على النجاح.

ونحن بشكل عام مقتنعون بما حققناه وطموحنا على الدوام يبقى الفوز بالألقاب وهو ما نعمل من أجله.

وبنظرة شاملة فإن بدايتنا للموسم كانت قوية وتراجعنا بعض الشيء في المنتصف إلا أننا تمكنا من العودة في النهاية وكان المفترض أن نفوز بالنهائي 4/ 1 وهي النتيجة الحقيقية للنهائي لولا سوء التوفيق في الكرة الأخيرة.

كنتَ بداية الموسم الماضي ترغب في الابتعاد، ثم رجعتَ عن ابتعادك، فلماذا هذه العودة؟

- حقيقةً، كنتُ راغباً في الابتعاد وقد جهّزت كل شيء لترك الفريق، وسافرت خارج البلاد ولكن بعد عودتي ولعدم اختيار مدرب للفريق لوقت متأخر اضطررت إلى التدخل وقمت باختيار المدرب أحمد نجاة ووقعنا معه لموسمين ولم يكن حينها من المناسب أن أتخلى عن المسئولية وخصوصاً أني كنت المسئول عن هذا الاختيار وراهنت عليه ولذلك استمريت لسنتين أخريين وبعدها لكل حادث حديث.

لماذا راهنت على أحمد نجاة؟ وهل تعتقد أنك نجحت في رهانك؟

- أعتقد أننا نجحنا مع نجاة بنسبة 100 في المئة وكل المنتقدين في البداية تراجعوا عن انتقاداتهم في النهاية وأشادوا بالمدرب وطالبوا باستمراره، وإذا ما استمريت في رئاسة جهاز سلة الأهلي لما بعد الموسم المقبل فإنّ نجاة من المؤكد أن يستمر معنا.

حقيقةً، أنا متابع للمدرب نجاة منذ سنوات ووجدت فيه المدرب الذكي الذي يحتاج للفرصة على صعيد الفريق الأول، وأتذكر أنه درب الفريق الأول للمنامة في إحدى السنوات ولعب ضدنا بخطة دفاعية محكمة أوقفت كل مفاتيح اللعب لدينا، كما أنه من أكثر المدربين فوزاً بالألقاب مع فرق الفئات العمرية.

يُعاب على الأهلي في النهائي أنه لم يلعب للبطولة وإنما لعب لعدم فوز المنامة 4/ صفر، وهذا كان السبب الرئيسي في خسارته للقب؟

- ليس صحيحاً أننا لم نلعب للبطولة وإنما النتيجة الحقيقية للنهائي كانت 4/ 1 لمصلحتنا وفوز المنامة 4/ 2 كان خلافاً لمجريات النهائي التي كانت الأفضلية فيه لمصلحتنا.

ولكن الذي حدث أن الكثير من الأقوال انتشرت قبل النهائي أن المنامة سيفوز 4/ صفر وسواء هذه الأقوال صدرت من نادي المنامة نفسه أو جماهيره أو الرأي العام فإننا كنا أمام تحدٍّ وأثبتنا للجميع أن الأهلي في أصعب ظروفه يبقى الرقم الصعب في كرة السلة البحرينية.

شاهدناك تنفعل في بعض المباريات النهائية وخصوصاً بعد المباراة الختامية التي تُوِّج فيها المنامة، فما الأسباب وراء ذلك؟

- كانت هناك فئة من جماهير المنامة يهتفون بشكل غير أخلاقي وغير رياضي تجاه مدرب الفريق أحمد نجاة، ونحن لا نقبل بذلك، ولذلك كنت أنفعل في بعض الأحيان.

وأعتقد أن هذه التجاوزات غير الرياضية يجب أن تتوقف من الملاعب، والرياضة في النهاية فوز وخسارة ولا يجب أن تصل الهتافات لمثل هذا النوع الهابط.

كما أني مستغرب إلى الآن من تصرف عضو كبير في مجلس إدارة نادي المنامة بالمباراة الختامية عندما قام بحركة غير أخلاقية اتجاه مدربنا بعد نهاية المباراة، وكان من المفترض على هذا العضو أن يعتذر عن هذا التصرف للمدرب وللنادي الأهلي لأن المدرب يمثل هذا الصرح الرياضي الكبير ولا نقبل بهذه التصرفات اتجاهه.

نحن إلى الآن لم نسمع منه أي اعتذار اتجاه ما بدَرَ منه على رغم أنه من الأشخاص المحترمين أصحاب الأخلاق العالية ولم يسبق أن تصدر منه مثل هذه التصرفات؛ لذلك استغربنا مما حصل والذي شاهده الكثيرون ممن حضروا الواقعة.

لماذا فضّلتم التعاقد مع بيب سو، وما هو تقييمكم له؟ وهل ستجددون معه؟

- الرأي الأول والأخير في اختيار اللاعب كان للمدرب أحمد نجاة ونحن نشكره على هذا الاختيار لأن بيب سو قدّم الإضافة المطلوبة للفريق فهو كان قوياً دفاعياً ويلعب بأسلوب جماعي، كما يحظى باحترام اللاعبين وأسهم بخبرته في بث الروح فيهم؛ إذ كانت له الكثير من الأدوار خارج وداخل الملعب، وشخصيته القيادية ساعدتنا في الأمور النفسية.

اللاعب تأثر بالإصابة في النهائي ولولا هذه الإصابة لكان أداؤه أفضل بكثير ولكن مع ذلك نحن مقتنعون بما قدمه.

أمّا مسألة استمراره فهي بيد المدرب ونحن لدينا الكثير من الأسماء المطروحة من بينها بيب سو سنقوم بدراستها في الفترة المقبلة.

لاعبون برزوا في سلة الأهلي كثيراً هذا الموسم وخصوصاً هشام سرحان وصباح حسين وعلي عقيل، ما الأسباب؟

- السبب الرئيسي يعود للاعبين أنفسهم؛ فهُم من اجتهد وتعب للظهور بهذا المستوى المميز، والسبب الآخر يعود لعمل الجهاز الفني بقيادة أحمد نجاة الذي أسهم في تطور وبروز مثل هؤلاء اللاعبين.

ونحن في إدارة الأهلي نتأمل الكثير من هذا الثلاثي ونعوّل عليه كثيراً في السنوات المقبلة لما يمتلكه من إمكانات كبيرة تضيف الكثير لسلة الأهلي.

ما هو طموحكم في الموسم الجديد خصوصاً بعد التعاقد مع كاظم ماجد؟

- لا شك أن طموحنا في كل موسم هو البطولة، فالأهلي والمنامة والمحرق لا يلعبون إلا من أجل البطولة.

صحيح أن المنامة متفوق من ناحية وفرة اللاعبين وقوة دكة البدلاء التي تعتبر الأقوى محلياً، ولكن على صعيد اللاعبين الأساسيين فأعتقد الكفة متساوية بين المنامة والأهلي والمحرق.

تعاقدنا مع كاظم ماجد جاء لتدعيم الفريق ولا شك أنه لاعب مميز ومتاح، ولذلك حرصنا على ضمه من أجل دعم الفريق وسيعطينا قوة إضافية في المنافسة.

هل من صفقات أخرى في الطريق؟ وهل تعتبر خروج عيسى إبراهيم خسارة؟

- لا أعتقد أن هناك صفقات بمستوى كاظم ماجد لأنه ليس هناك لاعبون متاحون بهذا المستوى، غير أننا سنبرم أيضاً بعض الصفقات لتدعيم الفريق.

أمّا بالنسبة لعيسى إبراهيم فإنّ خروجه بلا شك خسارة لنا بعد أن أدى موسماً من أفضل مواسمه ولم تبدر منه أي مشاكل وكان تعامله مثالياً غير أنه وقع بسرعة مع المحرق من دون انتظار بعد أن كنا قد بدأنا التفاوض معه.

نحن نتمنى التوفيق له في تجربته الجديدة.

ماذا عن تجديد التعاقد مع محمود عبدالنبي وسالم محمد؟

- محمود عبدالنبي قمنا بمفاوضته من أجل التجديد ولم نتفق إلى الآن، وسالم محمد لم نبدأ المفاوضات معه بعد، ونحن نعمل على إنهاء الملفات واحداً تلو الآخر.

قضية ميثم جميل أين وصلت؟ وهل سيعود لسلة الأهلي؟

- ميثم جميل مازال مسجلاً في كشوفاتنا وهو لا عب أهلاوي استغناؤه في النادي، وسمعت أخباراً عن مفاوضة أندية أخرى معه وهذا الأمر غير قانوني لأنه لا بد من الحديث مع النادي أولاً قبل التفاوض مع اللاعب.

ونحن من جانبنا فإنّ مدير الفريق حسين مدن يدير هذا الملف وكان من المفترض أن يجتمع باللاعب ولكن إذا ما كان قد وقع بالفعل مع ناد آخر فإننا سنتخذ الإجراءات القانونية الواضحة والمتاحة أمامنا.

اللاعب مسجل في الأهلي والنادي مفتوح له متى ما أراد العودة ونقطة على السطر.

يُقال إن تركيز جهاز سلة الأهلي على الفريق الأول فقط وهناك عدم اهتمام بفرق القاعدة، هل هذا صحيح؟

- لا أعتقد ذلك؛ فنحن نهتم بالقاعدة ولكن هناك تقصير بالفعل نعمل على تجاوزه، وأعتقد أننا في هذا الموسم سنكون أفضل من خلال التنظيم الجديد الذي نقوم به لفرق القاعدة فنحن جددنا مع المدربين هشام معتوق ويوسف مهيزع وفي الطريق للتعاقد مع المدرب صلاح موسى مدرباً للناشئين والشباب.

كما أننا نعمل على جلب الخبير يوسف الجساس الذي لديه اهتمام كبير بالفئات العمرية من أجل ضمه للجهاز الفني للفئات العمرية وخصوصاً أنه عضو فعّال في النادي ومن الأهلاويين المخلصين ووجوده سيساهم في تطوير الفئات العمرية.

مشكلتنا الرئيسية على صعيد الفئات العمرية هي عدم وجود صالة للتدريبات، فجميع فرق الفئات العمرية في النادي لألعاب الصالات تتدرب في الملاعب الخارجية والتي هي غير صالحة للتدريب ما يسبب مشكلة كبيرة، ولكن مع المشروع الاستثماري وبناء الصالة الجديدة أعتقد أن الأمور ستتحسن كثيراً لو امتلكنا بالفعل هذه الصالة.

هل ستشاركون في بطولة ناصر 8 لكرة السلة؟

- أكيد أننا سنشارك في هذه البطولة التي تحمل اسماً غالياً على الجميع، فالبطولة بما تمثله يتطلع الجميع إليها، كما أنها ستعطي إضافة كبيرة للعبة من خلال إتاحتها الفرصة للكثير من اللاعبين.

وسنسعى من جانبنا للمنافسة حسب الفريق المتوافر لدينا إذ إن بعض لاعبينا سيلعبون مع فريق آخر وهذا يحد من قدرتنا على المنافسة إلا أننا سنترك الفرصة للكثير من اللاعبين الصاعدين.

هل الأزمة المالية في النادي الأهلي إلى انفراج في ظل المشروع الاستثماري؟ وهل سيساعد ذلك اللعبة؟

- أكيد أن زيادة المداخيل ستنعكس إيجابياً على النادي، ولكن في الوقت نفسه ليس من الصحيح أن ذلك سيقضي على الأزمات نهائياً؛ لأن العلاقة طردية بين المداخيل والمصروفات لأنه كلما زادت المداخيل زادت متطلبات اللاعبين والفرق وزادت المصروفات.

ماذا تقول لجماهير الأهلي في نهاية الموسم؟

- أقول لهم كفّيتوا ووفّيتوا، وكنتم بالفعل خير داعم للفريق في أصعب الأوقات، كما أني أشكرهم على الروح الرياضية العالية التي تحلّوا بها طوال الموسم وخصوصاً في المباريات النهائية فكانوا خير مثال للجماهير الملتزمة.

وقفتهم مع الفريق أحس بها اللاعبون بشكل كبير وضاعفت من عطائهم في داخل الملعب.

ونحن حقيقةً، كل هذا العمل التطوعي الذي نقوم به هو من أجل إسعاد جماهيرنا التي هي الهدف الأسمى لعملنا.

في ظل وجودنا حالياً في شهر رمضان المبارك، هل من ذكريات خاصة لك في هذا الشهر الفضيل؟

- لا توجد ذكريات محددة، ولكن ما يميز هذا الشهر الفضل رياضياً هو الدورات الرمضانية، إذ كنا في النادي الأهلي سابقاً ننظم الكثير من الدورات الرمضانية في مختلف الألعاب منها القدم والطائرة والسلة والألعاب الذهنية وتحظى بمشاركة كبيرة ومتابعة جماهيرية واسعة وضخمة.

ولكن الآن في ظل وجود الكثير من وسائل الترفيه ووجود دورات رمضانية رسمية وكذلك تأخر انتهاء الدوريات المحلية فإنّ مثل هذه الأنشطة انحسرت كثيراً.

كيف تقضي شهر رمضان من الناحية الاجتماعية؟

- معظم أوقات شهر رمضان أقضيها مع العائلة إذ يكون الشهر مناسبة للتجمع العائلي مع الوالدة والأشقاء.

كما أن الفترة المسائية المتأخرة نقضيها مع الأصدقاء في النادي الذي نتواجد فيه يومياً تقريباً.

ما هي أكلاتك المفضلة في الشهر الفضيل؟

- الأرز هو الطبق المفضل لي والرئيسي، وأحب أيضاً الثريد وكذلك بعض الحلويات الخاصة التي تعدها العائلة بمناسبة هذا الشهر.