العدد 4678 - الأحد 28 يونيو 2015م الموافق 11 رمضان 1436هـ

«درب الزلق»: كوميديا كويتية لاتزال «معشوقة» خليجياً... بعد أربعة عقود من الزمن

جمال بوعركي - إبراهيم الدوسري - ياسر ناصر - استقلال أحمد
جمال بوعركي - إبراهيم الدوسري - ياسر ناصر - استقلال أحمد

بعد مرور نحو أربعة عقود من الزمن، لايزال مسلسل «درب الزلق» الكويتي الكوميدي الشهير يتصدر قائمة الأعمال التلفزيونية الخليجية (المعشوقة) ذات (الصيت المنتشر)، فمن الاحتفاظ بشرائط فيديو حلقات المسلسل في الثمانينيات والتسعينيات، إلى الاحتفاظ بالمسلسلات في الأقراص المدمجة وتخزين مقاطع وروابط الإنترنت وتبادلها على وسائل التواصل الاجتماعي.

ولم يعد مستغرباً أن يستخدم الكثير من أهل الخليج مواقف وكلمات ومشاهد وأمثلة وجزءاً من حوارات المسلسل في حياتهم اليومية في المواقف التي تتطلب تلطيفًا! فعلى سبيل المثال، حين يتحدث البعض عن الوعود الكاذبة، تستخدم عبارة غلام، العامل الهندي :»بس بالكلام»، وحين يأتي الكلام عن الربح أو الخسارة أو حتى السرقات والفساد، تجد عبارة: «بسنا فلوس ياحسين»، بل قل حتى في حالة المناكفة بين اثنين، تجد أحدهم يستفز الآخر بطريقة قحطة، الفنان المرحوم علي المفيدي : «ياااااااو»، ومنها العبارات اللطيفة، في حال ذكر الأم مثلًا: «أمي حلوة اللبن»، وإذا ما أعيد مشهد الفنان عبدالحسين عبدالرضا (حسينوه) وهي يرمي خاله قحطة في حضن الفنان المرحوم خالد النفيسي (بوصالح): «ها... بشر... متى الملجة؟».

الحميمية بين فريق العمل

المسلسل الشهير الذي عرضته أغلب التلفزيونات الخليجية والعربية في العام 1977، من تأليف الكاتب عبدالأمير التركي وإخراج الراحل حمدي فريد، ومثل أدوار البطولة فيه فنانون كبار منهم على قيد الحياة: عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج، ومنهم من توفاه الله: خالد النفيسي، عبدالعزيز النمش وعلي المفيدي، ولعل أغلب الإجابات التي وردت على لسان الفنانين وكل المشاركين في العمل بشأن نجاحه كل هذه العقود من الزمن هي تلقائية النجوم في عملهم، حتى أنه يقال، إن الكثير من المشاهد لم تُكتب في السيناريو وكانت وليدة اللحظة، ويتم التصوير مرة واحدة ولا يعاد بل (إن هناك العديد من المشاهد التي لم يتمكن فيها الممثلون من حجب ابتساماتهم أو حتى ضحكهم، فإن المخرج لم يعمل على إعادة التصوير، وتقبل المشاهد بسبب شعوره بالحميمية بين أفراد العمل، وبأن ما يحصل أمامه هو أقرب للواقع منه إلى التمثيل).

استقلال أحمد: مقومات النجاح

ولعل السؤال الاعتيادي: «ما الذي جعل هذا العمل قريباً من قلوب المشاهدين طيلة هذه العقود؟»، وودنا الإجابة على هذا السؤال على ألسنة الفنانين المشاركين، وكانت المبادرة الأولى من الإعلامية استقلال أحمد التي شاركت في العمل وهي في سن الرابعة عشرة بدور (أماني)، فكانت التجربة بالنسبة لها فريدة وذهبية للعمل مع نجوم عمالقة في عمل جميل نصاً وإخراجاً في فترة زمنية كان الجمهور يتشوق فيها لمشاهدة الأعمال بحماس كبير، ولهذا تتحدث إلى «الوسط» بقولها: «أعتقد أن هناك الكثير من الأسباب، لكن أهمها العفوية، فدرب الزلق توافرت فيه كعمل الكثير من المقومات... نجوم كبار، مخرج متميز، كاتب محترف، فريق عمل تم اختياره بعناية، ديكور مقنع على رغم بساطته، قصه تمثل حقبة حقيقية، كوميديا موقف تبهج الناس، وأعود للقول مجدداً إن العنصر الأهم هو العفوية والبساطة وقرب القصة من وجدان الناس ونقلها لحقبة عاشها الناس فعلاً في وقتها»، أما لماذا إلى الآن هو الأنجح؟ فببساطة، لم يأت عمل أكثر نجاحاً منه حتى الآن، لذلك مازال متربعاً في صدارته.

إبراهيم الدوسري: تحديات الانتقال

ويوجز الكاتب والباحث إبراهيم راشد الدوسري توصيف نجاح العمل في أن مسلسل درب الزلق تم إنتاجة في أواخر عقد السبعينيات، وحمل في طيات مشاهده عبق الماضي الذي تميز بالبساطة والعفوية وتحديات الانتقال للعصر الحديث بمتطلباته المادية التي تتعارض مع القيم التي كانت سائدة، فأصابت العديد من أفراد المجتمع بالصدمة ما أدى إلى التخبط في اتخاذ القرارات للتعايش مع تلك المتغيرات المفاجئة، لذلك أقول إن ميزة المسلسل هي أنه قدم حالة المجتمع وأفراده والمواقف بصدق وهذا هو السبب الرئيسي لنجاحه.

ياسر ناصر: زمن جميل

ولعل ما يجعل مسلسل درب الزلق خالداً في الثقافة الفنية والاجتماعية بالدرجة الأولى من وجهة نظر المخرج ياسر ناصر هي الرسالة التي كان يحملها العاملون عليه، فقد كانت رسالة فنية صرفة لا تشوبها شوائب المنافسات الإعلامية والتلفزيونية التي تعتمد في جوهرها على الشكل والمظهر الخاليين من الجوهر.

ويوضح أكثر بالإشارة إلى أن العمل كان عملاً من الزمن الجميل كباقي الأعمال الخالدة من ذلك الزمن، فعلى رغم بساطة الإنتاج والتقنيات وعلى رغم الأخطاء والبساطة في تنفيذ العملية الإنتاجية فإن (القالب غالب) كما يقال، أضف إلى ذلك أنه لم يكن هناك محاربة على من سيدفع أجراً أكبر؟ ولم يكن لدى المنتج حساب أكثر من نجم في هذا العمل (سيكلفنا الملايين)! و لم يكن الممثلون مرتبطين بأكثر من عمل في الوقت ذاته وفي بلدان مختلفة، لم يكن الكاتب مزحوماً بكتابة كذا سيناريو لأكثر من محطة، كان عملاً بسيطاً يلامس حياة الناس ويقترب من همومهم ومشاكلهم بقالب خفيف ومحبب وفكاهي، لذلك أحبه الجمهور وظل عالقاً بذاكرتهم.

بوعركي: ثلاثة أمور

ويعتقد المدون جمال بوعركي أن سر نجاح العمل يكمن في ثلاثة أمور، أولها القرب من واقع الناس وعدم التكلف، وثانيها: حب الفنانين للعمل وتفانيهم فيه وإبرازه بالشكل الذي يتعدى البعد في النص أو الحبكة ومحاولة توظيف الأفكار وربطها بالواقع وفق الخروج الناجح عن النص، أم الأمر الثالث فهو حرص العديد من الجهات الفنية على رعاية العمل وتعميمه وإعادة عرضه في جميع الأوقات التي يكون فيها المشاهد متواجداً، لذلك أرى أن إعادة العمل أحد أهم ركائز نجاح العمل لكن وفق اختيار التوقيت المناسب.

ولايزال المسلسل «الأسطورة» كما يحلو لبعض عشاقه تسميته، يمثل متنفساً اجتماعياً وسياسياً وفنياً يمكن إسقاط الكثير من مشاهده ومقاطعه على قضايا راهنة معاصرة، وكأن قضية الخديعة الكوميدية ببيع الأهرامات وأبي الهول في درب الزلق، تمثل هي الأخرى محطة مهمة تقرأ واقعاً مريراً بروح فكاهية.

العدد 4678 - الأحد 28 يونيو 2015م الموافق 11 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:56 ص

      درب الزلق

      احسن وافضل واجمل المسلسلات الخليجيه والعربيه والعالميه لن ولم ولن يطلع مثلة في الدنيا
      لان الممثلين صح
      مو خربوطة مثل هالوقت يبي يضحك بالقوة
      ..
      ..
      ...........

اقرأ ايضاً