العدد 4684 - السبت 04 يوليو 2015م الموافق 17 رمضان 1436هـ

«داعش» يصادر أجهزة الراديو في الموصل.. ويعتقل المئات من أبنائها

غداة إلقاء وزارة الدفاع منشورات تدعو أهالي المدينة للاستماع إلى إذاعة موجهة لهم

أحد المنشورات التي ألقتها وزارة الدفاع العراقية جوًا على الموصل أول من أمس
أحد المنشورات التي ألقتها وزارة الدفاع العراقية جوًا على الموصل أول من أمس

الوسط - المحرر السياسي 

تحديث: 12 مايو 2017

ذكر مسؤول كردي أمس أن تنظيم داعش نشر مسلحيه بشكل مكثف في أسواق وأحياء مدينة الموصل، وبدأ بجمع أجهزة المذياع (الراديو) من بيوتها وأسواقها، وحذر المحلات التجارية الخاصة ببيع الأجهزة من مغبة بيعها، وذلك بعد أن طالبت الحكومة العراقية عبر منشورات ألقتها من الجو أول من أمس أهالي الموصل باقتناء المذياع لالتقاط إذاعة ستبث توجيهات خاصة لسكان المدينة على أرواحهم أثناء بدء العملية المرتقبة لتحريرها، وفق ما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الأحد (5 يوليو/ تموز2015 ).

وقال سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، لـ«الشرق الأوسط»: «بعد أن طالبت وزارة الدفاع العراقية من خلال منشورات ألقتها الطائرات العراقية من الجو، أهالي الموصل باقتناء أجهزة مذياع صغيرة لالتقاط إذاعة (موصل إف إم) التي ستبث قريبا، بدأ التنظيم صباح اليوم (أمس) حملة موسعة في أحياء الموصل وأسواقها لمصادرة أجهزة الراديو، وهدد أصحاب محلات الأجهزة الكهربائية بعقوبات صارمة إذا باعوا هذه الأجهزة».

وتابع مموزيني: «شملت حملة (داعش) نشر عدد من مسلحيه الأطفال في أحياء المدينة وأسواقها لمتابعة المواطنين، ونصب العشرات من نقاط التفتيش، وأسفرت الحملة عن اعتقال أكثر من 250 موصليا لاشتباه التنظيم بهم»، مبينا أن «المنشورات التي ألقتها الطائرات على الموصل أصابت التنظيم بالارتباك، وبدأ يشك في كل حركة».

وكانت الطائرات العراقية ألقت أول من أمس منشورات على مدينة الموصل، حملت الرياح عددا منها باتجاه مواقع قوات البيشمركة القريبة من المدينة. وطالبت وزارة الدفاع العراقية في هذه المنشورات أهالي الموصل بالتعاون مع القوات المسلحة العراقية والابتعاد عن «داعش»، واعدة سكان الموصل بأنهم هم الذين سيحررون مدينتهم وهم الذين سيحكمونها، مؤكدة أن عملية تحرير المدينة باتت قريبة، وأن القوات العراقية على أبوابها.

وبدأت الحكومة العراقية منذ بداية الحرب معركة إعلامية ضد «داعش» من خلال الفضائيات التابعة لها من أجل التصدي لماكينة التنظيم المتطرف الإعلامية التي تعد أحد أركان تقدمه السريع في المعارك. لكن مسؤولين وخبراء عسكريين أكرادا وصفوا حرب بغداد الإعلامية بالضعيفة والتقليدية والطائفية.

وقال شوان محمد طه، النائب السابق في لجنة الأمن والدفاع النيابية لـ«الشرق الأوسط» إن «الحرب الإعلامية العراقية ضعيفة جدا، كذلك الدعاية ضد التنظيم ليست، هي الأخرى، بالمستوى المطلوب، بالإضافة إلى أن الدعاية الحكومية تعمل على إظهار ميليشيات الحشد الشعبي أكثر من الجيش العراقي، وهذا ستكون له آثار سلبية»، مبينا أن تنظيم داعش «يعمل بوحدة إعلامية واحدة وبتقنيات متطورة، أما الجانب المقابل الحكومي وبوحداته المتعددة، فلم يستطع التأثير نفسيا على المناطق الخاضعة للتنظيم، فضلا عن أن اختراق المجاميع المتطرفة ليس عملا سهلا».

وعن أثر المنشورات التي أسقطت جوا على الموصل، قال طه: «إلقاء المنشورات حرب تقليدية وقديمة، فالموجودون في هذه المناطق هم مواطنون عراقيون ضمن النسيج الاجتماعي العراقي، لذا كان من الممكن للحكومة أن تتخذ سبلا أخرى لإيصال هذه الدعاية». وتساءل طه: «بغداد توصل الرواتب للموصل؛ إذن فكيف لا تستطيع أن توصل التعليمات إليها؟»، مشيرا إلى أن «بغداد تستطيع من خلال التواصل الاجتماعي والقنوات العراقية أن توصل هذه الرسائل». ويرى طه أن «بغداد تقوم بحملة إعلامية لنفسها من خلال هذه المنشورات، وليس توعية الشارع، لتضعف هجمات التنظيم في جبهة الأنبار». وتابع: «معركة الموصل بحاجة إلى الكثير».

بدوره، قال اللواء صلاح فيلي، المسؤول في وزارة البيشمركة بحكومة إقليم كردستان، لـ«الشرق الأوسط»: «تؤثر هذه المنشورات، وذلك بإثارة الخوف والشك لدى التنظيم وإرباكه، وفي الوقت ذاته تدخل السرور إلى صدور سكان الموصل وتبشرهم بتحرير مدينتهم من التنظيم». وتابع: «لكن الحرب الإعلامية العراقية ضد (داعش) لم تستطع توجيه أي ضربة للتنظيم، لأن الحرب الإعلامية العراقية حرب طائفية، فلو تحدث الإعلام العراقي للشعب بشكل عام؛ حينها سيكون له تأثير قوي على التنظيم، أما الإعلام العراقي، فكما أشرت طائفي، وكان لهذا تأثير سلبي في أكثر الأحيان، لأنه يثير النعرات الطائفية لدى الآخرين أيضا».

من جانبه، قال غياث سورجي، مسؤول إعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في محافظة نينوى، لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحي تنظيم داعش أعدموا أمس محمد خليف علي السبعاوي، مختار قرية عين المرمية التابعة لقضاء مخمور (جنوب شرقي الموصل)، للاشتباه بعلاقته بالقوات العراقية، فيما دمرت طائرات التحالف الدولي صباح أمس معملا لصناعة العبوات الناسفة تابعا لتنظيم داعش في مشروع ماء ناحية القيارة (جنوب الموصل)، وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 13 مسلحا من التنظيم، وتفجير عدد من السيارات المعدة للتفجير، مضيفا أن «التنظيم أحرق مبنى كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة الموصل بحجة أن الاقتصاد الذي يدرس فيه اقتصاد غربي».

من ناحية ثانية، أعلن العقيد دلشاد مولود، الناطق الرسمي باسم قوات «بيشمركة زيرفاني (النخبة)»، لـ«الشرق الأوسط» تدمير سيارة مفخخة تابعة لتنظيم داعش «كانت تنوي مهاجمة مواقع قواتنا في قرية خورسيباد في محور ناوران (شرق الموصل)»، مضيفا أن «بيشمركة زيرفاني» فجرت السيارة قبل أن تقترب من مواقعها دون وقوع أي خسائر في صفوفها.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً