العدد 4690 - الجمعة 10 يوليو 2015م الموافق 23 رمضان 1436هـ

توالي التعازي بوفاة «وجه الدبلوماسية السعودية» طوال عقود

وزير الخارجية السعودي السابق الراحل الأمير سعود الفيصل - afp
وزير الخارجية السعودي السابق الراحل الأمير سعود الفيصل - afp

توالت التعازي أمس الجمعة (10 يوليو/ تموز 2015) بوفاة وزير الخارجية السعودي السابق الأمير سعود الفيصل، والذي وصف بعميد وزراء الخارجية في العالم، وتخللها إشادات بدبلوماسي مخضرم واجه العديد من الأزمات الإقليمية ومد الجسور مع الدول الغربية.

والفيصل هو وزير الخارجية الوحيد في العالم الذي شغل منصبه 4 عقود، وعمل في ظل 4 ملوك في المملكة العربية السعودية، قبل أن يطلب إعفاءه من مهامه في أبريل/ نيسان الماضي؛ لأسباب صحية.

وقد نعت السعودية منتصف الليلة قبل الماضية الأمير سعود الفيصل. وجاء في بيان صادر عن الديوان الملكي «انتقل إلى رحمة الله تعالى هذا اليوم (أمس الأول)... في الولايات المتحدة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين والمشرف على الشئون الخارجية».

وأضاف البيان «وسيصلى عليه... في المسجد الحرام بمكة المكرمة بعد صلاة العشاء السبت»، من دون أن يحدد أسباب الوفاة.

وفي ردود الفعل الخارجية، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما في بيان: «أجيال من القادة الأميركيين والدبلوماسيين استفادت من رؤية الأمير سعود الثاقبة ومن شخصيته وهدوئه وموهبته الدبلوماسية». وتابع أن الأمير الراحل «كان مقتنعاً بأهمية العلاقات الأميركية السعودية وبإضفاء الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط وخارجه، ولذلك فإن العالم كله سيذكر ارثه».

أما وزير الخارجية الأميركي جون كيري فوصف سعود الفيصل «بالرجل ذي الخبرة الواسعة والمحب والوقور».

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أمس أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصل بالملك سلمان بن عبدالعزيز وقدم تعازيه بوفاة الفيصل. ونقلت الوكالة أيضا برقيات تعزية من وزيري خارجية الإمارات والكويت، فضلاً عن شيخ الأزهر أحمد الطيب الذي أشاد بـ «حنكته وخبرته الدبلوماسية التي ساهمت في تقدم ورخاء المملكة العربية السعودية، ودعم واستقرار العالمين العربي والإسلامي، كما أنَّ الشَّعبَ المصريَّ لا يمكن أن ينسى وقفاته التاريخية مع مصر».

كذلك أعرب مفتي مصر شوقي علام عن «بالغ حزن وعميق أسى الأمتين الإسلامية والعربية» في وفاة الفيصل، وفق «واس»، التي نقلت أيضاً تعزية كل من سلطنة عُمان والأردن في بيان صادر عن وزارتي خارجيتهما. ووصف وزير الخارجية الأردني ناصر جودة الفيصل بـ «الدبلوماسي اللامع والمعطاء».

إلى ذلك، قال رئيس الحكومة البريطاني دايفيد كاميرون انه هو وغيره استفادوا من «حكمة الأمير سعود الفيصل الكبيرة في إدارة العلاقات الدولية خلال سنوات عمله الطويلة».

ومن جهته، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن الفيصل «عمل من دون كلل أو ملل من أجل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط».

ونقلت «واس» عن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينمير قوله إنه «برحيل الفيصل تفقد ألمانيا وجهاً معروفاً ومألوفاً لها له خبرة بالسياسة الدولية والحنكة الدبلوماسية على مدى أكثر من 40 عاماً». كذلك اعتبر مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشئون الخارجية سرتاج عزيز أن وفاة الفيصل «ليست خسارة للمملكة العربية السعودية فحسب... بل أيضاً لباكستان»، وفق الوكالة.

إلى ذلك قال رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام في بيان إنه برحيل وزير الخارجية السابق «خسر لبنان صديقاً حقيقياً ونصيراً كبيراً... وقف إلى جانب لبنان في كثير من المحطات الصعبة وأسهم في المساعدة على حل أزماته، ومن أبرزها دوره في وضع اتفاق الطائف».

وعين الأمير سعود وزيراً للخارجية في أكتوبر/ تشرين الأول 1975 بعد 7 أشهر من اغتيال والده الملك فيصل. وقام بدور فعال في الجهود التي أفضت إلى وضع حد للحرب اللبنانية (1975-1990)، كما قاد سياسة السعودية الخارجية إبان الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) ومع الغزو العراقي للكويت في العام 1990 وخلال حرب الخليج التي تبعته (1991) وصولاً إلى تحرير الكويت من قبل تحالف دولي قادته الولايات المتحدة انطلاقا من السعودية.

وساهم الفيصل في الحفاظ على علاقات متينة بين السعودية والدول الغربية، وخصوصاً الولايات المتحدة، فالأمير الذي كان يزور واشنطن باستمرار ويستقبل المسئولين الأميركيين في الرياض، كان أيضاً يتمتع بعلاقات متينة مع قادة أوروبيين.

العدد 4690 - الجمعة 10 يوليو 2015م الموافق 23 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً