العدد 4694 - الثلثاء 14 يوليو 2015م الموافق 27 رمضان 1436هـ

ما أبرز نقاط الاتفاق النووي الإيراني؟

الوفد الأميركي يصفق فرحاً بعد نجاحه في إبرام الصفقة النووية مع طهران - afp
الوفد الأميركي يصفق فرحاً بعد نجاحه في إبرام الصفقة النووية مع طهران - afp

أبرمت القوى العظمى وإيران أمس الثلثاء (14 يوليو/ تموز 2015) في فيينا بعد 22 شهراً من المفاوضات المكثفة، اتفاقاً تاريخياً بشأن البرنامج النووي الإيراني بهدف ضمان طبيعته السلمية البحتة، مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران بصورة تدريجية.

مدة إنتاج مادة انشطارية

الهدف هو جعل المدة اللازمة لإيران لإنتاج ما يكفي من المادة الانشطارية لصنع قنبلة ذرية، سنة كحد أدنى على مدى 10 سنوات على الأقل، وجعل مثل هذه الخطوة قابلة للكشف على الفور. وهذه المدة تتراوح الآن بين شهرين وثلاثة أشهر.

تخصيب اليورانيوم

تخصيب اليورانيوم بواسطة أجهزة الطرد المركزي يفتح الطريق لاستخدامات مختلفة تبعا لمعدل تكثيف النظير المشع يو-235 : 3.5 إلى 5 في المئة بالنسبة للوقود النووي، و20 في المئة للاستخدام الطبي و90 في المئة لصنع قنبلة ذرية. وهذه المرحلة الأخيرة، الأكثر دقة، يعتبر إنجازها أيضاً أسرع تقنياً.

كما أن عدد أجهزة الطرد المركزي التي تملكها إيران ستخفض من أكثر من 19 ألفاً حالياً، منها 10200 قيد التشغيل، إلى 6104 -أي بخفض الثلثين- خلال فترة 10 سنوات. وسيسمح لـ5060 منها فقط بتخصيب اليورانيوم بنسبة لا تتجاوز 3.67 في المئة خلال فترة 15 سنة. وسيتعلق الأمر حصراً بأجهزة الطرد من الجيل الأول.

لكن إيران ستتمكن من مواصلة انشطتها في مجال الأبحاث بشأن أجهزة طرد مركزية أكثر تطوراً، والبدء بتصنيعها بعد 8 سنوات وخصوصاً أجهزة من نوع اي ار-6 الأكثر قدرة بعشرة أضعاف من الآلات الحالية، واي ار-8 التي تفوق قدرتها بعشرين مرة.

وستخفض طهران مخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب من 10 آلاف كلغ حالياً إلى 300 كلغ على مدى 15 عاماً.

وافقت طهران على عدم بناء منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم طيلة 15 عاماً، كما وافقت إيران على التوقف عن تخصيب اليورانيوم خلال 15 سنة على الاقل في موقع فوردو المدفون تحت الجبل، والذي يستحيل بحكم موقعه تدميره بعمل عسكري. ولن يكون هناك بعد الآن مواد انشطارية في فوردو على مدى 15 سنة على الأقل. وسيبقى الموقع مفتوحاً لكنه لن يخصب اليورانيوم. وستسحب نحو ثلثي أجهزة الطرد الموجودة في فوردو من الموقع.

موقع نطنز

هذه هي المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران وتضم نحو 17 ألف جهاز طرد مركزي من نوع آي ار-1 من الجيل الأول، ونحو ألف جهاز من نوع آي ار-2 إم، وهي أسرع، وتتميز بقدرة استيعاب تصل إلى 50 ألفاً في الإجمال. وقد وافقت طهران على أن يصبح نطنز منشأتها الوحيدة للتخصيب، وأن تبقي فيه 5060 جهاز طرد فقط كلها من نوع آي ار-1. أما أجهزة الطرد من نوع آي ار-2 ام ستسحب وتوضع تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

المراقبة

ستكلف الوكالة الدولية للطاقة الذرية الموجودة أصلاً في إيران، بمراقبة جميع المواقع النووية الإيرانية بشكل منتظم مع تعزيز صلاحياتها إلى حد كبير.

كما سيوسع الاتفاق مجال صلاحيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الآن فصاعداً لتشمل كل الشبكة النووية الإيرانية، بدءاً من استخراج اليورانيوم وصولاً إلى الأبحاث والتطوير مروراً بتحويل وتخصيب اليورانيوم. وسيتمكن مفتشو الوكالة من الوصول إلى مناجم اليورانيوم وإلى الأماكن التي تنتج فيها إيران «الكعكة الصفراء» (مكثف اليورانيوم) طيلة 25 عاماً. كما وافقت إيران أيضاً على وصول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل محدود إلى مواقع غير نووية خاصة العسكرية منها في حال ساورتهم شكوك في إطار البروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر الانتشار النووي التي التزمت إيران بتطبيقها والمصادقة عليها.

البلوتونيوم

يهدف الاتفاق إلى جعل إنتاج إيران مادة البلوتونيوم 239 أمرا مستحيلاً، علماً بأن هذه المادة هي العنصر الآخر الذي يمكن من صنع قنبلة ذرية. ومفاعل المياه الثقيلة الذي هو قيد الإنشاء في اراك ستجرى عليه تعديلات كي لا يتمكن من إنتاج البلوتونيوم من النوعية العسكرية. وسترسل النفايات المنتجة إلى الخارج طيلة كل فترة حياة المفاعل. ولن تتمكن طهران من بناء مفاعل جديد للمياه الثقيلة طيلة 15 عاماً.

العقوبات

يفترض أن يصدر مجلس الأمن الدولي في وقت سريع قراراً جديدا للتصديق على الاتفاق وإلغاء كل القرارات السابقة ضد البرنامج النووي الإيراني. لكن بعض التدابير ستبقى بصورة استثنائية.

أما العقوبات الأميركية والأوروبية ذات الصلة بالبرنامج النووي الإيراني وتستهدف القطاعات المالية وقطاع الطاقة -وخصوصاً الغاز والنفط- والنقل، فسترفع «فور تطبيق» إيران التزاماتها النووية التي يفترض أن يؤكدها تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أي على الأرجح ليس قبل 2016. أما العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على الأسلحة، فستبقى خلال 5 سنوات، لكن يمكن لمجلس الأمن الدولي أن يمنح بعض الاستثناءات. وتبقى أية تجارة مرتبطة بصواريخ بالستية يمكن شحنها برؤوس نووية محظورة لفترة غير محددة.

العدد 4694 - الثلثاء 14 يوليو 2015م الموافق 27 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً