العدد 4697 - الجمعة 17 يوليو 2015م الموافق 01 شوال 1436هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

الحروب الدامية

أطنان من الحطام المتراكم جراء القنابل، ومدن من الخيام مكتظة بالسكان، وعشرات الأطفال بل الآلاف من الذين يحتاجون للحماية. هذه الصور القاسية جراء الحروب الدامية والتقييمات الصارخة للأزمات الجارية. هذه الحروب قد تسيطر على تفكيرنا الآن وغداً وبعد غد، كلما احتفلنا بعيد استقلال أو بما يسمى عيد الأوطان لكن ذكرى الحرب تبقى راسخة عند إحياء هذه الذكريات.

وفي حالة طوارئ من هذا القبيل وبهذا الحجم المأساوي من الحروب الدامية، من الطبيعي أن نبحث عن أشرار، ومن الأصعب البحث عن الأبطال. ولكن بينما نقيم الوضع بصراحة ونتعلم من أخطائنا في هذه الحروب، يجب علينا أيضاً أن ندرس ونبني على ما كان صحيحاً ونعرف الأسباب.

لقد كانت المهمة عظيمة وشاقة في حالة إنسانية من أسوأ السيناريوهات في أحد بلدان العالم، مع خسائر بشرية هائلة وكوارث متعددة، ودمار للخدمات المدنية في البلاد، وتدمير كم هائل من السجلات الحيوية وإحداث أضرار هائلة للبنية التحتية الحيوية للبلاد. كما أدى تأخير تقديم المساعدات التي تم التعهد بها إلى تعقيد جهود الإنعاش في هذا البلد.

وأودت هذه الحروب والانقلابات بحياة ما يقارب من 10.000 وأكثر وإحداث 150.000 حالة إصابة، وعلى رغم جهود البلدان المجاورة الحثيثة فلم تبلغ ذروتها إلى العالم بعد.

وهذه عقبات هائلة وغير مسبوقة، ولكن نحن ننظر إلى الوراء ينبغي أن نذكر أنفسنا ليس فقط بأن الوضع كان يمكن أن يكون أسوأ بكثير، ولكن بأننا تمكنا من إحراز تقدم حقيقي، حتى في مثل هذه الظروف العصيبة.

ومن خلال هذا قامت منظمات إغاثة وبلدان مانحة عدة، ومنظمات دولية وغير حكومية بإنقاذ الكثير من الأرواح وتحسين حياة الكثيرين. وقد تم نقل أكثر من ملايين المساعدات.

وهذه هي مجرد بداية. كما هو الحال في جميع حالات الطوارئ، يجب أن نتمكن من القيام بعمل أفضل من خلال توجيه المساعدات التي تم التعهد بها للأشخاص والمجتمعات الأكثر احتياجاً. ونحن بحاجة إلى ضمان تنسيق أفضل بين الحكومات ومجتمعات العون الدولية والمنظمات غير الحكومية المحلية. كما أننا بحاجة لبذل المزيد من الجهود لدعم المجتمعات المحلية لدفع الإنعاش بها.

وعندما يكون هناك الكثير الذي لايزال علينا القيام به وعندما يظل الكثيرون يعانون، فليس هناك وقت لتهيئة النفس. كما أنه لا ينبغي أن يصبح هذا الوقت مناسبة لجلد الذات. فالقيام بذلك يعني مخاطر عدم تشجيع أولئك الذين مازال بإمكانهم تقديم المساعدة، ما قد يضر بأولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها.

علياء مشيمع


ياليت رمضان أطول

بهذه العبارة بدأ أحد الأخوة حديثه معي، ونحن جالسون في إحدى المجالس الرمضانية التي لا تفتح إلا بهذا الشهر الفضيل. ولقد أوقفتني عبارته وجعلتني أتصفح الوجوه في المجلس، وأقرأ المتغيرات في حياة كل واحد منها، وسألت نفسي لولا هذا المجلس وأمثاله من المجالس المنتشرة لما عرفنا التغيرات الجديدة في حياة البعض؛ لأن الحياه المعاصرة سرقتنا من التواصل مع الناس.

نعم للمجالس الرمضانية أمور إيجابية، وما انتشارها في ربوع البحرين إلا دليل على أهميتها سواء على صعيد أصحاب المجالس أو الزائرين، فهي الوسيلة للتلاقي فيما بين الناس، ونجد الحرص على استمراريتها ودعمها من خلال تواجد الجميع قيادة وحكومة ومواطنين ومقيمين.

والمجالس ليست الظاهرة الوحيدة الإيجابية في الشهر الكريم، وإنما يتبعها ظواهر في غاية الروعة والأهمية منها تلاوة القرآن الكريم، ومنها التواجد على مائدة واحدة، ومنها تحسس الفقراء، ومنها العبادة، والتواجد في دور العبادة، وكل ماذكر يحتاج إلى مقال للتركيز على أهميته.

نعم للشهر الفضيل الذي لم يتبقى إلا أيام معدودات، ويغادرنا ونحن في حسرة، ونسأل الله أن يعود الشهر على الجميع والكل بخير وصحة وعافية وأن يحفظ البحرين من كل شر، وأختم مقالي بطرفة متداولة في الواتس آب تدور حول ظاهرة المسجات الدينية خلال شهر رمضان، إذ يعلق أحدهم بأن كثرة المسجات الدينية في هاتفه جعلت جهازة المحمول أكثر إلتزاماً، وتديناً!!! وهذ يعني أننا نستطيع أن نتحكم في مسجاتنا ورسائلنا اليومية بأن نجعلها أكثر فائدة وذات هدف ومدلول بدلاً من تناقل مسجات ورسائل ليس بها إلا القليل أو القيل والقال أو التشمت على خلق الله أو نشر ما يغضب الله فهل تكون أيامنا كلها رمضان؟

مجدي النشيط


حينما يختفي خروف العيد!

لا عيد في غزة ورموزها مسجونة مستهدفة، إن كنتم تسألونني عن خروف العيد في غزة فسأقول لكم شعب غزة مشغول بحياكة أكفانه ودفن شهدائه، فلا وقت له لذبح الخروف ولا للبس بنطال العيد ولهم شباب في السجون يعذبون وفتيات يأنون من قضبان وأصفاد حديدية أو أطفال للتو ذبحو كما تذبح الماشية، طائراتها الجويّة ترمي لأطفالنا هدايا وألعاباً نارية، دباباتها تقتحم بيوت ومساجد عبادية، مرتزقتها تصدر أعيرة وعبارات عبرية، لا معايدة ولا مباركة ولكنها تحذيرية، قد يفهم طفل وقد يجهلها أطفال بأنها تقول «لن يسمح يوماً لطفل فلسطينيّ بأن يفرح بثوب جديد ويلعب إلا بقنبلة تفجيرية!

فجأة، هلّ هلال العيد في غزة، أعلن راديو غزة عن زيارة لمسئول عربي كبير فاستبشر الغزاويون خيراً وقطع راديو غزة الشعارات الحماسية وحلت محلها عبارات الفرح الترحيبية والرقصة الفلسطينية والدبكة الشامية بقدوم المسئول وفرشت السجادة الحمراء وذبح خروفاً صغيراً وتساءل الناس هل هو خروف العيد! قيل لا! ازدانت الشوارع وارتفعت اللافتات واللوحات الجميلة وعمت الفرحة والبسمة الغزاوية وفتح معبر رفح ودخلت أفواج الغزاوية والأدوية والبطانيات العربية ولم يدخل خروف العيد بعد، فسألت أين خروف العيد؟ وتساءل الشعب ما المناسبة؟ فكان الجواب زيارة عنوانها كسر الحصار والعقوبات السياسية! ولكن فاجأني راديو غزة عن خبر تعرض غزة لغارات استشهد على إثرهما شهيدان، فلم يستنكر المسئول ولم يشجب الرئيس العملية الأسرائيلية، فتعجبت ولكنني لم أستطع السكوت فقلت ما هذه الزيارة والهدايا الإسرائيلية، ففي يوم العيد وفي يوم تستهدفون الناس وتخرس الحمية العربية، فقيل لا وألف لا إنما أنتم المستهدفون بالعبرية، فقلت ولماذا نحن الغزاويون ندفع الفواتير العربية، ألسنا أصدقاء للعرب! أين العرب أين... إننا بحاجة إلى كسر الحصار السياسي ووقف المشاهد الجنائزية... غزة تحتاج إلى أكثر، إلى وقفة عربية جامعة تذبح فيها خرفان العيد وليس ذبح أهلها كالماشية، ويحلم الغزاويون بعيد بلا أموات ولا أكفان مأساوية ويسمع صوت مدفع السلام والحرية وليس مدافع الموت، لكن عدت إلى أدراجي بعد مغادرة المسئول وعاد الراديو للشعارات الحماسية، قائلاً إن كنتم تسألون عن خروف العيد «غزة هي خروف العيد وكلّ الأعياد العربية»

مهدي خليل

العدد 4697 - الجمعة 17 يوليو 2015م الموافق 01 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً