العدد 4701 - الثلثاء 21 يوليو 2015م الموافق 05 شوال 1436هـ

تركيا تنفي غض الطرف عن «داعش» والغضب يتزايد بعد تفجير «سوروتش»

إحدى الأمهات تبكي ابنها الذي قتل في الهجوم الإرهابي في سوروتش
إحدى الأمهات تبكي ابنها الذي قتل في الهجوم الإرهابي في سوروتش

رفض رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو أمس الثلثاء (21 يوليو/ تموز 2015) اتهامات لبلاده بتقديم دعم غير صريح في السابق لعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» المتشدد الذين ينشطون في سورية وأنها فتحت الباب بذلك أمام التفجير الانتحاري الذي قتل 32 شخصاً على الأقل في بلدة حدودية تركية.

واستهدف التفجير الانتحاري الذي وقع الإثنين مجموعة غالبيتها طلاب جامعة ينتمون لجماعة حقوقية أثناء تجمعهم في بلدة سوروتش الحدودية قبل رحلة مقررة للمساهمة في إعادة بناء مدينة كوباني الكردية السورية (عين العرب) القريبة.

وقال داود أوغلو للصحافيين في إقليم شانلي أورفا حيث تقع بلدة سوروتش «لم تكن لحكومات تركيا وحزب العدالة والتنمية أية صلات مباشرة أو غير مباشرة بأية جماعة إرهابية ولم تبد أي تساهل مع أي جماعة إرهابية».

وتفاقم الغضب بين الأكراد والمتعاطفين معهم منذ الهجوم في سوروتش. واتهمت جماعة حزب العمال الكردستاني التي خاضت تمرداً ضد الدولة التركية لثلاثة عقود حزب العدالة والتنمية بالوقوف وراء التفجير واتهمته بدعم تنظيم «داعش» ضد أكراد سورية.

وفي إسطنبول استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق محتجين كانوا يرددون شعارات من بينها «القتلة: الدولة الإسلامية ... المتواطئون: أردوغان وحزب العدالة والتنمية». وذكرت وسائل إعلام محلية أن مهاجماً فتح النار وأصاب شخصين خلال احتجاج مماثل في مدينة مرسين الساحلية بجنوب البلاد.

واتهمت وسائل إعلام مؤيدة للحكومة حزب الشعوب الديمقراطي وهو حزب غالبية مؤيديه من الأكراد بمحاولة استغلال هجوم سوروتش بتحريض الأكراد على حمل السلاح وهو الاتهام الذي نفاه زعيم الحزب صلاح الدين دمرداش.

وقال للصحافيين إنه من «المخزي» أن تصور دعوته لتشديد الإجراءات الأمنية عند المباني التابعة لحزبه عقب «المذبحة غير الإنسانية والهمجية» على أنها «دعوة لحمل السلاح».

وأضاف قبل اجتماع للحزب في العاصمة أنقرة «بغض النظر عن حجم هجومهم وبدون تأجيج الغضب والكراهية ضد بعضنا البعض فإننا سنزرع الأخوة والعيش في سلام في هذا البلد».

وشن متشددون أكراد موجة من الهجمات الليلة قبل الماضية لكن لا يوجد دليل على ارتباط تلك الهجمات بالتفجير في سوروتش.

وأعلنت القوات المسلحة التركية عن تعرض جنودها لهجومين في شرق البلاد ليل الإثنين. وفي إقليم أجدير أغلق مقاتلو حزب العمال الكردستاني طريقاً سريعاً وأطلقوا النار على قوات الأمن بينما ألقى مهاجمون ملثمون متفجرات بدائية الصنع على ثكنات في بلدة الجزيرة وأطلقوا رصاص البنادق.

وفي حادث منفصل فتح مسلحون النار على مركز للشرطة في حي سلطان غازي في إسطنبول في وقت مبكر أمس (الثلثاء). ولم يصب أحد في الهجوم ولم يتضح ما إذا كان مرتبطاً بهجوم سوروتش، لكن صحيفة «يني شفق» المؤيدة للحكومة قالت إن جماعة يسارية متعاطفة مع الأكراد أعلنت مسئوليتها عنه.

ولم تكشف بعد شخصية منفذ تفجير سوروتش لكن رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو قال الثلثاء إن الأجهزة الأمنية اقتربت من كشف هوية الانتحاري الذي نفذ الهجوم الذي وقع أمس بمنطقة سوروتش على الحدود مع تركيا.

ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» أن داوود أوغلو تحدث لصحافيين في إقليم شانلي أورفا الحدودي عن تحقيق «تقدم كبير» في الوصول إلى هوية المشتبه، داعياً إلى التضامن بين الأحزاب السياسية وأبناء البلاد جميعاً.

وقال: «تبذل قوات الأمن جهوداً مكثفة لكشف جميع صلات الانتحاري داخل وخارج تركيا».

وأشار إلى أن المشتبه به يرتبط «على الأرجح» بتنظيم «داعش».

ونقلت تقارير تركية أن انتحارية من «داعش» كانت عبرت إلى تركيا الشهر الماضي هي من نفذ الهجوم.

في غضون ذلك، بدأت تركيا دفن ضحايا التفجير، ومعظمهم من الشباب.

وجدد داوود أوغلو الدعوة للأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان للاتفاق بشأن جهود مكافحة الإرهاب. وقال إن الحكومة تدرس التدابير الأمنية الإضافية التي يمكن اتخاذها لتعزيز الدفاعات التركية ضد أعمال الإرهاب.

ودعا رئيس الوزراء حزب الشعوب إلى التزام الحكمة فيما يصدر عنه من تصريحات، وذلك بعدما دعا الحزب فروعه لاتخاذ الاحتياطات لحماية أنفسهم.

وكانت تقارير تركية ذكرت أن الاستخبارات التركية حذرت قوات الأمن أكثر من مرة بشأن عبور سبعة من مسلحي «داعش» إلى داخل تركيا بصورة غير قانونية لتنفيذ هجمات ضد أهداف داخل البلاد.

وأوضحت صحيفة «حريت» التركية على موقعها الإلكتروني أن منظمة الاستخبارات الوطنية التركية حذرت قوات الأمن بشأن احتمال تنفيذ مسلحي «داعش» هجمات يومي 22 يونيو/ حزيران و3 يوليو، وأن المعلومات الاستخباراتية شملت أسماء المسلحين السبعة، ومن بينهم ثلاث نساء.

رئيس الوزراء التركي وزوجته يزوران أحد الناجين من الهجوم الإرهابي في سوروتش - reuters
رئيس الوزراء التركي وزوجته يزوران أحد الناجين من الهجوم الإرهابي في سوروتش - reuters

العدد 4701 - الثلثاء 21 يوليو 2015م الموافق 05 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 6:45 ص

      ت

      تركيا الآن تحصد ثمن سياساتها المتواطئه لداعش.

    • زائر 7 | 3:22 ص

      حبل الكذب قصير

      كلمة واحدة فقط أود أن أقولها للجميع ،، لآ تصدقون تركيا في أي شي تقوله وتدعيه حتى حادثة سفينة مرمرة الإنسانية المتجهة الى غزة كانت تمثيلية .

    • زائر 5 | 2:15 ص

      ما يسمى بحزب العدالة والتنمية..!!

      هم من خطط ودبر ذلك التفجير لمآرب مستقبلية يعرفها مستر أردوغان ورئيس وزرائه..!!ولا داعي لتعمية وتضليل الرأي العام....!!!!

    • زائر 4 | 2:09 ص

      زائر

      كما تدين تدان

    • زائر 3 | 1:50 ص

      تطبيقا لكتاب ا....

      كتاب ........ فعلا الفئه المستهذفه لا تمثل افكار حزب العداله والتنميه... وداعش هو جيش ليس لدوله الاسلاميه انما جيش لمجموعة لدول الماسونيه ذات الاجتماعات السريه وتدخل داعش وكأنه الحكومات ليس بيدها شي وانما الحكومات هي من تحركها وقت ما تشاء اذن داعش جيش مقنع

    • زائر 2 | 9:48 م

      اردوغان

      من سلح من جهز من حمى من مول من سهل دخول الارهاب ........

    • زائر 6 زائر 2 | 2:58 ص

      انقلب السحر على الساحر

      نتمناها تصل لمن مولهم بطريقة مباشرة ليذوقوا ماذاقته الناس و لكن يصاب بها الأبرياء أما أصحابهم فمحميون

اقرأ ايضاً