العدد 4705 - السبت 25 يوليو 2015م الموافق 09 شوال 1436هـ

تركيا تشن ضربات جديدة على «داعش» في سورية وحزب العمال الكردستاني في العراق

أنقرة تواصل اعتقال المئات على خلفية اتهامهم بالتشدد أو الإرهاب

متظاهرون يساريون في اسطنبول خلال مظاهرة للتنديد بعملية للشرطة ضد المسلحين الأكراد - AFP
متظاهرون يساريون في اسطنبول خلال مظاهرة للتنديد بعملية للشرطة ضد المسلحين الأكراد - AFP

شنت القوات التركية أمس السبت (25 يوليو/ تموز 2015) سلسلة جديدة من الضربات الجوية وبالمدفعية مستهدفة تنظيم «داعش» في سورية والناشطين في حزب العمال الكردستاني بشمال العراق في حملة متصاعدة تقول أنقرة إن هدفها للقضاء على الإرهاب.

وتأتي هذه العملية ضد الحركتين المتواجهتين ميدانياً، بعد أسبوع من أعمال عنف سقط فيها قتلى واتهمت السلطات التركية التنظيمين بالوقوف وراءها.

وأكدت الحكومة التركية في بيان صادر عن مكتب رئيسها احمد داود أوغلو إن المقاتلات التركية قصفت ليل أمس الأول (الجمعة) سبعة أهداف لحزب العمال الكردستاني في قواعده الخلفية في شمال العراق.

وندد حزب العمال الكردستاني بالغارات على معاقله في الجبال شمال العراق وقال إن الهدنة الهشة المتفق عليها مع أنقرة في 2013 «لم يعد لها أي معنى».

وبعد الغارات الليلية، أعلن داود أوغلو أن الطائرات الحربية التركية تنفذ هجمات جديدة نهاراً على أهداف لكل من تنظيم «داعش» في سورية وحزب العمال الكردستاني في شمال العراق.

ومن جهتها كانت القوات البرية التركية تدك أهدافاً لكل من المتشددين في سورية والناشطين الأكراد في شمال العراق.

وقال داود أوغلو «لا يشككن أحد في تصميمنا (...) لن نسمح بان تتحول تركيا إلى دولة خارجة عن القانون».

وجاءت هذه الضربات التركية مع دخول أنقرة بقوة في الحملة العسكرية لمواجهة «داعش» بشن أولى غاراتها الجوية على مواقع للتنظيم في سورية فجر (الجمعة)، بينما نفذت الشرطة حملة توقيفات «لمكافحة الإرهاب» في مختلف إنحاء البلاد.

وتشكل الضربات التركية ضد التنظيم منعطفاً في سياسة الرئيس رجب طيب أردوغان الذي واجه انتقادات تتهمه باتباع سياسة غض الطرف عن المنظمات المتطرفة التي تقاتل في سورية والعراق، وأبرزها تنظيم «داعش».

غير أن عملية «مكافحة الإرهاب» توسعت لتشمل ضربات على حزب العمال الكردستاني في العراق المجاور، حيث للحزب المحظور معسكرات تدريب ومواقع عدة في دهوك إحدى المحافظات الثلاث لإقليم كردستان في شمال العراق.

وأكد مكتب داود أوغلو قصف مخابئ ومخازن ذخيرة تابعة لحزب العمال الكردستاني في العملية في العراق، وعدد سبعة مواقع تم قصفها منها جبل قنديل حيث مركز القيادة العسكرية للحزب.

وتحدث داود أوغلو في وقت سابق أمس إلى رئيس اقليم كردستان في شمال العراق مسعود بارزاني الذي أعرب عن «تضامنه» مع العملية.

وتثير الضربات الجوية تساؤلات بشأن مستقبل الهدنة الهشة بين تركيا وحزب العمال الكردستاني الذي يخوض منذ عقود تمرداً دامياً في جنوب شرق البلاد سعيا لحكم ذاتي. وقتل عشرات الآلاف في هذا التمرد.

وقالت قوات الدفاع الشعبي، الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني في بيان على موقعها على الانترنت إن تركيا «أنهت من جانب واحد» وقف إطلاق النار. وأضاف البيان إنه «وسط هذا القصف الجوي الكثيف، لم يعد للهدنة أي معنى».

وكانت الحكومة التركية قد أكدت أنها لن تتهاون مع المتمردين الأكراد، وخصوصاً بعد تبني حزب العمال الأربعاء قتل شرطيين تركيين عثر على جثتيهما قرب الحدود السورية، وذلك رداً على هجوم انتحاري دموي وقع الإثنين في مدينة سوروتش التركية، واستهدف ناشطين يساريين مؤيدين للقضية الكردية.

واتهم المسئولون الأتراك تنظيم «داعش»، بالوقوف خلف التفجير الذي أوقع 32 قتيلاً.

وشنت قوات الأمن التركية أمس حملة مداهمات جديدة لاعتقال عناصر من تنظيم «داعش» وحزب العمال الكردستاني في اسطنبول ومدن أخرى، إضافة إلى مئات المعتقلين أمس الأول (الجمعة).

وتم اعتقال ما مجموعه 590 شخصاً في إنحاء تركيا لارتباطهم بمجموعات إرهابية أو لاحتمال أنهم يمثلون تهديداً للدولة، بحسب داود أوغلو.

واستهدفت الاعتقالات إضافة إلى تنظيم «داعش» وحزب العمال الكردستاني، عناصر مفترضين من حركة «الشبية الثورية الوطنية» التابعة لحزب العمال الكردستاني، و»جبهة التحرر الشعبي الثوري» الماركسية.

ووسط أجواء التوتر المتصاعد في أنحاء تركيا، استخدمت الشرطة في ساعة متأخرة أمس الأول (الجمعة) الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق تظاهرة في حي كاديكوي باسطنبول، شارك فيها مئات الأشخاص للتنديد بأعمال العنف التي يقوم بها تنظيم «داعش».

وفي حي غازي المعارض للحكومة شيع متظاهرون جثمان الناشطة غوناي اوزارسلان التي قتلت خلال اشتباكات مع الشرطة أمس الأول (الجمعة) خلال مداهمة لنشطاء يساريين، بحسب مصور وكالة «فرانس برس».

وحظرت السلطات في اسطنبول «مسيرة السلام» ضد تنظيم «داعش» التي كانت مقررة بعد ظهر الأحد للحؤول دون حصول «استفزازات» وبسبب «حركة السير الكثيفة». وقال منظمو المسيرة المناصرون للأكراد إنهم قرروا إلغاء الفعالية بعد المنع. وسمحت أنقرة للقوات الأميركية باستخدام قاعدة انجرليك لشن غارات على تنظيم «داعش» في سورية والعراق، بحسب مسئولين أميركيين وأتراك.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو إنه تم التوصل لاتفاق إطار مع الولايات المتحدة يتضمن أيضاً إقامة «مناطق آمنة» خالية من المتشددين داخل سورية. وقال إن مثل تلك المناطق ستمنح اللاجئين السوريين، البالغ عددهم في تركيا 1,8 مليون، الفرصة «للعودة إلى ديارهم».

العدد 4705 - السبت 25 يوليو 2015م الموافق 09 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 4:30 ص

      مضحك.

      اردوغان مشكلته مع الاكراد وليس داعش بل انه استغل داعش للتخلص من الاكراد وفشل .

اقرأ ايضاً