العدد 4711 - الجمعة 31 يوليو 2015م الموافق 15 شوال 1436هـ

الغسرة: بتكاتف الأعضاء والعمل الجماعي حققنا الكثير من الأهداف

بدأت كلاعبة وحققت العديد من الإنجازات وتحولت لإدارية تقدم الكثير

بدأت بممارسة ألعاب القوى منذ نعومة أظافرها عندما كانت طالبة في المرحلة الابتدائية، إذ كانت البداية مع كرة السلة آنذاك، وكان فريق المدرسة بحاجة للاعبة واحدة كي يكتمل صف فريق التتابع للمشاركة في مسابقات وزارة التربية والتعليم، تم اختيارها هي وزميلة لها وأقيم بينهما سباق ومن تفوز ستضم للفريق لتمثيل المدرسة، وكانت هي الأكفأ.

وعلى رغم اعتزالها في سن مبكرة إلا أنها مازالت في المجال نفسه ولكنها تحولت من لاعبة وبطلة إلى إدارية. «الوسط الرياضي» التقى بالبطلة البحرينية صاحبة لقب أسرع امرأة عربية بالبطولة العربية لألعاب القوى بالأردن العام 2003، فكان لنا هذا الحوار معها.

كيف بدأت رقية الغسرة ممارسة ألعاب القوى؟

- البداية كانت من المدرسة وبالتحديد من المرحلة الابتدائية إذ كنت أشارك ضمن فريق كرة السلة لأنها لعبتي المفضلة، وفي إحدى مشاركات فريق المدرسة للتتابع في مسابقات ألعاب القوى، كان الفريق تنقصه لاعبة واحدة ليكتمل العدد، وتم اختياري من قبل مدرسة التربية الرياضية إلى جانب زميلة لي، وأجري بيننا سباق وفزت به وانضممت للفريق، بعدها بقيت أشارك في مسابقات ألعاب القوى وأحقق مع تلك الفرق المدرسية النتائج والإنجازات وتخصصت في سباقات السرعة والمسافات القصيرة الـ 100 متر، إلى جانب مشاركتي في سباقات الوثب الطويل وحتى المرحلة الثانوية وخصوصاً في السنة الثالثة والأخيرة فتح الاتحاد البحريني لألعاب القوى آنذاك الباب لتكوين فريق نسائي للمشاركة به في أولمبياد سيدني بأستراليا وقامت مدرسة التربية الرياضية بإشراكي إلا أن الاتحاد كان متخوفاً من مشاركتي بسبب ارتدائي للحجاب الإسلامي ولم تسنح لي الفرصة بالمشاركة في تلك البطولة، في العام 2000 شاركت في منافسات البطولة العربية لألعاب القوى التي أقيمت بالعاصمة السورية (دمشق) وكانت للشباب والشابات عندنا وكنت أبلغ من العمر 17 عاماً واستطعت في تلك المشاركة الوصول للدور النهائي، وفي تلك الفترة لم تكن الرياضة النسائية تحظى بالاهتمام والدعم الذي تحظى به اليوم والمشاركة الواسعة، لذا كنا نتدرب في الفترة المسائية بعيداً عن الاختلاط بالشباب بسبب الخجل واحترام العادات والتقاليد، ولكن من مشاركتنا بالبطولة اعتدنا أن نكون إلى جانب الشباب ونكون فريقاً واحداً نمثل من خلاله وطننا خير تمثيل مع التزامنا بكل عاداتنا وتقاليدنا، ووقتها كان المشرف على التدريبات المدرب الوطني القدير والبطل السابق أحمد حمادة.

هل كان اللباس الإسلامي يعرضك للعوائق في مشاركاتك المختلفة؟

- في العام 2002 بدأت أخوض معسكرات تدريبية خارجية وبدأت بمعسكر تدريبي في التشيك مع المدرب القدير نور الدين طاجين الذي أشرف على تدريبي بعد حمادة، وكان ذلك في جمهورية التشيك، وكانت البداية صعبة نوعاً ما فكانوا يستغربون من الحجاب وتضحك عليّ اللاعبات عندما كنت أشارك إلى جانبهن في الملتقيات الدولية التي تخللت ذلك المعسكر التدريبي، وعندما فزت عليهن بدأن يظهرن الاحترام لي ولحجابي الإسلامي، وفي العام الذي تلاه 2003 بالبطولة العربية بالأردن تمكنت من تحقيق أول ميداليتين ذهبيتين في سباقي العدو 100 و200 متر وحصلت على لقب أسرع امرأة عربية منها بدأت بتحقيق الإنجازات المشرفة للبحرين والانطلاقة في مشوار الحصاد.

هل للأسرة دور مؤثر في النجاح الذي وصلت إليه؟

- نعم، دور مؤثر وحيوي وكبير، ولم يعارضوا ممارستي الرياضة أبداً فهي هوايتي المحببة، وكان والدي في البداية يحضر معي التدريبات وينتظرني حتى انتهي ويرافقني، وعندما سافرت لأول مرة لم تمانع الأسرة في ذلك إلا أن والدتي كانت خائفة عليّ بعدها اعتادت على الأمر وعلى مشاركاتي الخارجية كونها تمثيلاً مشرفاً للبلاد، وقد حصلت على كل الدعم منهم وهو جزء كبير من هذا النجاح.

من وجهة نظرك هل حققت ألعاب القوى النجاحات التي تطمحين لها؟

- نعم حققت النجاحات التي نطمح لها وأكثر من ذلك ومازالت تحقق المزيد، الدليل على ذلك قبل فترة قصيرة عدنا من بطولة العالم في كولومبيا وكنت أترأس الوفد وحققنا ذهبية وفضية وهذا يؤكد المسيرة الحافلة للاتحاد البحريني لألعاب القوى، إن تطلعاتنا ليست لها حدود، وأصبحنا ننافس دولاً كبيرة وعظمى، فتوجهاتنا هي الألعاب الأولمبية بالبرازيل 2016 وتحقيق إنجاز مشرف فيها، ففي أولمبياد 2012 بلندن حققنا ميدالية برونزية عن طريق العداءة مريم جمال، الهدف هو تحقيق أكثر من ذلك إن شاء الله.

ما هي خططك ومشاريعك المستقبلية؟

- في الوقت الحالي أترأس اللجنة النسائية التابعة للاتحاد الآسيوي لألعاب القوى، وهدفي هو أن أكون عضوة في اللجنة النسائية بالاتحاد الدولي وهو منصب كبير، والحصول عليه سينعكس كثيراً على السمعة والمكانة التي تحتلها البحرين في شتى المجالات وخصوصاً رياضة المرأة وعلى المكانة الإدارية التي تستطيع الوصول إليها ويضاف لسلسة نجاحات المرأة البحرينية وقدرتها للوصول لجميع المناصب، وهو هدفي بأن أقدم وأخدم رياضة المرأة النسائية عموماً وألعاب القوى خصوصاً، واكتشاف وصقل الموهوبين ففي البحرين لدينا العديد من المواهب التي بحاجة لتوجيه واهتمام.

يُعاب على ألعاب القوى البحرينية الاستعانة بلاعبين مجنسين لماذا؟ ولماذا لا يتم الاعتماد على لاعبين مواطنين؟

- حتى الدول الكبرى والعظمى كالولايات المتحدة الأميركية تستعين بلاعبين مجنسين وهي سياسة باتت تنتهجها العديد منها، في بعض التخصصات من الصعب الحصول على لاعبين فيها كالمسافات الطويلة التي نعتمد فيها على هؤلاء اللاعبين كذلك طبيعة البلدان التي يأتون منها وبلداننا تختلف كثيراً وخصوصاً لهذا النوع من السباقات، بالنسبة لنا في البحرين لدينا مواهب وخامات متميزة في المسافات القصيرة، كالبطل البحريني علي خميس وهو من عمر صغير وحقق إنجازات مشرفة حتى على مستوى العالم ومازال لديه الكثير وسيحقق المزيد والبطلة هاجر العميري أيضاً التي كان لها تواجد قوي ومشرف في البطولة العربية الماضية بالبحرين وهناك عدد آخر من اللاعبين واللاعبات البحرينيين المتميزين.

هل نجحت الفتاة البحرينية في جميع أدوارها الرياضية؟

- لقد نجحت الفتاة البحرينية في تحقيق أدوارها الرياضية، فقد نجحت كلاعبة من خلال مختلف المشاركات وتحقيقها للإنجازات المختلفة، تواجدها في المناصب الإدارية المختلفة ومشاركتها في اتخاذ القرارات، وفي الجانب الإداري سواء على المستوى الخليجي أو الآسيوي، ومع تطور رياضة المرأة والدعم الكبير الذي تحصل عليه من القيادة فإن الطريق أصبح أسهل من السابق في تواجدها في مختلف هذه الأدوار وعطاءاتها.

ما هو أصعب موقف لرقية الغسرة؟

- بلا شك أنه قرار الاعتزال، والسبب في اتخاذ ذلك القرار هو الحالة الصحية وكنت مضطرة للاعتزال بسبب إصابة بالظهر، وكان من أصعب القرارات التي لابد من البت فيها وكنت أفكر مراراً فيه وخصوصاً أنني مازلت في سن يعتبر مناسباً وجيداً للعطاء وتقديم المزيد ومواصلة مشوار الإنجازات إلا أن تلك الإصابة أعاقتني واضطررت للتوقف عند ذلك الحد، في الوقت نفسه قطعت وعداً على نفسي بأن أبقى في مجال ألعاب القوى وأواصل العطاء في المجال التدريبي أو الإداري حتى وإن لم أكن كلاعبة فالإنجازات لا تتوقف وليست فقط في الجانب الرياضي فهي حتى على مستوى الإدارة والقيادة، لذا أنا راضية عما حدث ولله الحمد على كل حال فقد تمكنت من تحقيق نسبة 80 في المئة من طموحاتي والـ 20 في المئة حققته بقية اللاعبات.

هل يعمل اتحاد ألعاب القوى البحريني كفريق متكامل؟ وما هو سر نجاح الاتحاد في الفترة الأخيرة؟

- نعم، الاتحاد البحريني للألعاب القوى يعمل كفريق واحد ولولا هذا العمل الجماعي لما تحققت الإنجازات المشرفة الأخيرة وكان آخرها البطولة الآسيوية بالصين والبطولة العالمية بكولومبيا وإنجازات عديدة أخرى، وتحت قيادة ورئاسة سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة والخطة الصحيحة التي يسير عليها مجلس الإدارة وصلنا لعديد من المراكز وتواجدنا ومازلنا نتواجد في أقوى وأكبر البطولات ومازال أمامنا الكثير فهدفنا تحقيق إنجاز مشرف في الألعاب الأولمبية بالبرازيل العام المقبل.

ما هي أبرز المواقف أو المحاطات التي لا تنساها رقية؟

- عندما نلت شرف حمل علم البحرين في طابور العرض في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في بكين، وعندما تم اختياري لمشاركة لاعب الكرة محمد سالمين في إيقاد شعلة دورة الألعاب الخليجية الأولى العام 2011.

كلمة أخيرة توجهينا للفتاة البحرينية؟

- في كلمتي الأخيرة أقول للفتاة البحرينية إنه بالعزيمة والإصرار والتضحية تتحقق الإنجازات ولا يوجد أي مستحيل والفتاة البحرينية قادرة على العطاء في أي مكان وأي مجال ويمكنها بلوغ الهدف، أتمنى أن تحقق الفتاة البحرينية كل طموحاتنا في المجال الرياضي سواء كانت لاعبة أو إدارية أو غيرها.

أبرز إنجازات ومحطات رقية الغسرة؟

- ذهبيتا سباق 100 و200 متر في البطولة العربية للعموم بالأردن العام 2003 وتحقيق لقب أسرع فتاة عربية، 3 ميداليات فضية بالبطولة الآسيوية داخل الصالات المغلقة في إيران العام 2004، المشاركة في أولمبياد أثينا 2004، ميدالية ذهبية بدورة ألعاب غرب آسيا بقطر العام 2005، ميدالية ذهبية لسباق 200 متر وبرونزية سباق 100 متر بدورة الألعاب الآسيوية بالدوحة العام 2006، ميداليتان ذهبيتان وميدالية فضية بالبطولة العربية بالأردن العام 2007، التأهل للدور النصف نهائي لسباق 100 متر بأولمبياد بكين 2008، التأهل إلى نصف نهائي سباق 100 متر ببطولة العالم بألمانيا العام 2009، رقم علم البحرين في حفل افتتاح دورة الأولمبية ببكين 2008 وإيقاد شعلة دورة الألعاب الخليجية الأولى بالبحرين العام 2011.

مناصب رقية الغسرة الحالية.

- عضو مجلس إدارة الاتحاد البحريني لألعاب القوى ورئيسة لجنة الموهوبين، عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية البحرينية ورئيسة لجنة اللاعبين، عضو اللجنة التنظيمية لألعاب القوى بدول مجلس التعاون الخليجي وعضو الاتحاد الآسيوي لألعاب القوى ورئيسة اللجنة النسائية.

العدد 4711 - الجمعة 31 يوليو 2015م الموافق 15 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً