العدد 4714 - الإثنين 03 أغسطس 2015م الموافق 18 شوال 1436هـ

علماء فرنسيون يحاولون تنظيم حركة المرور بنظريات الرياضيات

لتجنب السكان ساعات من التأخير بسبب الزحام

الوسط – محرر المنوعات 

تحديث: 12 مايو 2017

يعكف علماء رياضيات فرنسيون على تسخير نظرياتهم لاستخلاص توصيات تنظم حركة المرور وتخفف من الزحام الخانق الذي يضرب عددا من الطرق السريعة في البلاد، حسبما نقلت صحيفة الشرق الأوسط أمس الإثنين (3 أغسطس / آب 2015).

وباتت نظريات مثل ديناميات الأجسام المائعة، والمعادلات التفاضلية الجزئية، ونظرية الألعاب أو تضارب المصالح، منطلقا للبحث عن حلول تجنب السكان ساعات من التأخير بسبب الزحام، وتزيح عبئا عن كاهل الاقتصاد الفرنسي، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

فقد بلغت تكاليف الزحام المروري على الاقتصاد الفرنسي 17 مليار يورو في العام 2013. ويتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 22 مليارا بحلول العام 2030.

إزاء ذلك، كلف الاتحاد الأوروبي عالمة الرياضيات باولا غواتين للبحث في طرق حل هذه الأزمة.

وتقول غواتين التي تعمل في المعهد الوطني للأبحاث المعلوماتية في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية «أنا أدرس المعادلات التي تفسر كيف ينتشر الغاز أو السائل» في قنوات متشابكة.

وتضيف «من جهة نظر الرياضيات لا يوجد فرق كبير بين سيارات تنتشر في شبكة طرق، وجزيئات غاز أو سائل تنتشر في أنابيب» ما عدا أن قوانين الفيزياء وحدها هي التي تحكم حركة السائل أو الغاز، أما السلوك البشري فلا يمكن توقعه بدقة.

وعلى هذا، يركز الباحثون على ثلاثة أو أربعة عوامل ثابتة، منها السرعة المحددة على الطرق، وسرعة تمدد الزحام المروري في نقطة معينة، والعدد الأقصى للسيارات التي يمكن استيعابها، ثم بعد ذلك يوضع نموذج يتوقع السلوك العام لسائقي السيارات، وبالتالي الوقت الذي يتطلبه الانتقال من مكان إلى آخر بالسيارة.

ومن العوامل التي يمكن تغييرها لمعالجة أزمات المرور، السرعة المحددة المكتوبة على لافتات، ومنها أيضا عدد الإشارات المرورية التي تتيح التحكم بتدفق السيارات إلى طريق ما.

وتشير الباحثة إلى أن شق المزيد من الطرق لا يشكل حلا بالضرورة، ففي نهاية الستينات أدى توسيع شبكة الطرق في شتوتغارت إلى نتيجة معاكسة وخنق حركة المرور فيها.

وتشرح الباحثة هذه الظاهرة التي يطلق عليها اسم «مفارقة برايس» تيمنا باسم العالم الذي لاحظها، قائلة: «إن أرادت مدينة شق طريق جديد اسمه الطريق أ، وهو أسرع بكثير من الطريقين السريعين الموجودين أصلا الطريق ب والطريق ج، فإن كل السيارات ستتجه إلى الطريق أ فتختنق حركة المرور فيه» وتتمدد الأزمة لتشل سائر طرق المدينة.

وقد أثبتت هذه النظرية صحتها تماما، في العام 1990 أغلقت بلدية نيويورك الجادة 42 الكبرى، فأصبحت حركة المرور في مانهاتن أفضل.

وفي سيول، أغلقت السلطات الكورية الجنوبية طريقا سريعا فكانت النتيجة تحسن حركة المرور في كل الطرق الأخرى.

ويقول غيوم كلارييه الأستاذ الجامعي في الرياضيات التطبيقية "إنه أمر منطقي.. فسائقو السيارات أنانيون، وهناك تعارض بين المصلحة الفردية وفاعلية حركة المرور العامة".

وتخلص غواتين إلى القول: «إن الأبحاث التي نقوم بها توصي بحسن استغلال الطرق الموجودة أصلا بدلا من الشروع في شق طرق جديدة، لكن يجب أيضا الاعتماد على عوامل أخرى منها النقل المشترك وغيرها بحيث لا تكون السيارات الخاصة هي الخيار الأول للسكان».





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً