العدد 4722 - الثلثاء 11 أغسطس 2015م الموافق 26 شوال 1436هـ

قوات هادي على بعد مئة كيلومتر من صنعاء والتدخل الخليجي المباشر يُغيّر الموازين

تظاهرة حاشدة في صنعاء أمس - afp
تظاهرة حاشدة في صنعاء أمس - afp

باتت القوات الموالية للرئيس اليمني المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي على بعد مئة كيلومتر جنوب العاصمة (صنعاء) التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، وذلك بعد أن سيطرت هذه القوات المدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية على غالبية جنوب البلاد، بحسب مصادر عسكرية.

ويبرز بوضوح خلال الأسابيع الأخيرة تغير الموازين على الأرض لصالح القوات الموالية للحكومة بعد التدخل العسكري الميداني المباشر لقوات سعودية وإماراتية، بحسب محللين ولاسيما الخبير في شئون الأمن في الشرق الأوسط مصطفى العاني.

وفي تصريحات نشرتها الصحف الإماراتية الثلثاء (11 أغسطس/ آب 2015)، قال وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية أنور قرقاش إن «عملية تحرير عدن» في منتصف يوليو/ تموز «أثبتت أن لدينا استراتيجية تستطيع أن تغير الموازين».

وفيما تتابع قوات هادي الضغط شمالاً باتجاه صنعاء، قالت مصادر عسكرية متطابقة أن هذه القوات تصعد عملياتها في محافظة اب جنوب صنعاء. وقد سيطرت أيضاً على منطقة عتمة التابعة لمحافظة ذمار الملاصقة لمحافظة صنعاء.

وتقع عتمة على بعد نحو مئة كيلومتر فقط جنوب العاصمة.

وتتصاعد المواجهات أيضاً شمال صنعاء في منطقة أرحب بين الحوثيين وقبائل موالية للحكومة المعترف بها دولياً، ما يوحي بإمكانية مواجهة الحوثيين مزيداً من المتاعب في الشمال بعد أن كان الموجهات الرئيسية محصورة في الجنوب.

وحققت قوات هادي المدعومة جواً وبراً من قوات التحالف والتي تقاتل بأسلحة حديثة زودتها بها دول الخليج، سلسلة انجازات خلال الأيام الأخيرة، وطردت الاثنين الحوثيين وحلفاءهم من آخر معاقلهم في محافظة ابين الجنوبية.

وباتت قوات هادي التي يطلق عليها «المقاومة الشعبية» تسيطر على عدن، كبرى مدن الجنوب، ومحافظات لحج حيث قاعدة العند الجوية الأكبر في البلاد، والضالع وابين.

ولاتزال محافظة شبوة الصحراوية هي المنطقة الوحيدة التي يسيطر عليها الحوثيون بين محافظات الجنوب اليمني.

وقد صرحت مصادر محلية لوكالة «فرانس برس» أن محافظ شبوة علي العولقي الذي عينه الحوثيون فر من المنطقة إلى وجهة مجهولة فيما أكد سكان أن الحوثيين يزرعون الألغام الأرضية في المواقع المهمة في المحافظة.

وتتقدم قوات هادي في المنطقة الوسطى ولاسيما في محافظة اب جنوب صنعاء. كما تستمر المواجهات في تعز، ثالث أكبر مدن البلاد والتي تتوجه الأنظار إليها كهدف مقبل «للمقاومة الشعبية».

وقال مصدر عسكري موال لهادي لوكالة «فرانس برس» إن «قوات المقاومة سيطرت على ست مديريات في اب وتصعد تحركها في المنقطة». وأشار المصدر إلى استمرار الاشتباكات في المحافظة الجبلية والى «سقوط ضحايا من الطرفين». ويسود توتر كبير في ذمار شمالا أيضاً.

وفي قراءة للتغير الكبير على الأرض وتراجع الحوثيين، قال الخبير في شئون الأمن والإرهاب في الشرق الأوسط مصطفى العاني لوكالة «فرانس برس» إن «التدخل المباشر الذي حدث من دول الخليج غير موازين القوى بشكل كامل».

وأشار إلى استخدام «الأسلحة الحديثة الثقيلة» من قبل القوات المناهضة للحوثيين، وخصوصاً مروحيات الاباتشي التابعة للتحالف.

وأكد العاني المطلع على أجواء أروقة صنع القرار في الخليج أن «عناصر ووحدات عسكرية» من دول الخليج «أدارت العملية على الأرض».

واعتبر أنه «لو كان الأمر متروكاً لليمنيين لوحدهم ما كان تحرير عدن أو ابين أو أي جزء آخر ممكناً».

كما شدد العاني على أن دخول السعودية والإمارات على الأرض إضافة إلى الغطاء الجوي، «أظهر أن الطرف الآخر كان مصدر قوته عدم وجود (قوة مضادة) حقيقية» وان «قدرة الحوثيين حلفائهم على الصمود ضعيفة جداً».

وبحسب العاني، فان إيران التي تعد الداعمة الرئيسية للحوثيين لا «تملك على الإطلاق أي قوة على الأرض».

وباتت صنعاء الآن هدفاً أساسياً للحكومة اليمنية والتحالف اللذين لن يكتفيا بتحرير الجنوب أو تعز.

وقال العاني في هذا السياق «الهدف الحقيقي الآن هو صنعاء (...) لكن قد يحصل اتفاق سياسي قبل معركة صنعاء».

وقد يسعى الحوثيون إلى عدم وقوع معركة كبيرة في صنعاء لتأمين عودتهم إلى قواعدهم الأساسية في شمال الشمال وبسبب وجود خلافات مع حليفهم الأساسي الرئيس السابق علي عبدالله صالح بحسب العاني.

العدد 4722 - الثلثاء 11 أغسطس 2015م الموافق 26 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً