قال عدد من البحارة المحترفين والهواة أصحاب القوارب بساحل كرباباد، إن «أمانة العاصمة أنذرتهم قبل نحو يومين بضرورة إزالة جميع الكبائن والإنشاءات المؤقتة من وجه الساحل، أو أن تقوم الأمانة بعملية الإزالة بالكامل».

وأضاف البحارة والهواة، في لقاء مع «الوسط»، أن «المخالفة وردت عن طريق إدارة الخدمات الفنية بالجهاز التنفيذي في أمانة العاصمة ممثلةً في قسم الرقابة والتفتيش»، مستدركين بأن «المراجعة مع الجهات المعنية في الأمانة من قبل عدد من البحارة والهواة أصحاب القوارب خلصت إلى أن قرار مخالفة الكبائن والمطالبة بإزالتها ورد بناءً على توجيهات من وزارة الداخلية إلى أمانة العاصمة».

البحارة: مسئولون وعدونا بمرفأ نموذجي فأخلفوا... ولا نعارض الإخلاء لموقع بديل

«أمانة العاصمة» تنذر كبائن ساحل كرباباد بالإزالة امتثالاً لتوجيهات من «الداخلية»

كرباباد - صادق الحلواجي

قال عدد من البحارة المحترفين والهواة أصحاب القوارب بساحل كرباباد: إن «أمانة العاصمة أنذرتهم قبل نحو يومين بضرورة إزالة جميع الكبائن والإنشاءات المؤقتة من على وجه الساحل، أو أن تقوم الأمانة بعملية الإزالة بالكامل».

وأضاف البحارة والهواة في لقاء مع «الوسط» أن «المخالفة وردت عن إدارة الخدمات الفنية بالجهاز التنفيذي في أمانة العاصمة ممثلةً في قسم الرقابة والتفتيش»، مستدركين بأن «المراجعة مع الجهات المعنية في الأمانة من قبل عدد من البحارة والهواة أصحاب القوارب خلصت إلى أن قرار مخالفة الكبائن والمطالبة بإزالتها ورد بناءً على توجيهات من وزارة الداخلية لأمانة العاصمة».

وذكروا أن «مسئولين تعاقبوا في وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني، وكذلك في إدارة الثروة البحرية، وعدوا مراراً وطوال أعوام عدة بإنشاء مرفأ نموذجي بساحل كرباباد بعد تخصيص أرض له ليضم كافة البحارة المحترفين والهواة في المنطقة، إلا أن ذلك لم ير النور بعد، ويبدو أن وزارة الداخلية وأمانة العاصمة تجاوزتا هذه التفاصيل وطلبت الإزالة مباشرة من دون الأخذ في عين الاعتبار عدم توافر الموقع البديل»، مؤكدين أنه «لا مانع من إزالة كل الكبائن في حالة توافرت مواقع بديلة ومناسبة لأن تركن فيها القوارب وتتوافر فيها السلامة والأمن للممتلكات هناك أسوة بالمرافئ النموذجية في البحرين».

هذا والتقى عدد من أصحاب القوارب المعنيين بالكبائن التي تمت مخالفتها على ساحل كرباباد، بمسئولين في أمانة العاصمة أمس الثلثاء (11 أغسطس/ آب 2015) لبحث وقف قرار الإزالة، ونقلوا لـ «الوسط» تفهم المسئولين بأوضاع البحارة، غير أنهم أكدوا أن الأمر دخل حيز التنفيذ وفقاً لتوجيهات من وزارة الداخلية، وأنهم يراعون في الوقت ذاته الجانب الإنساني والاجتماعي ومدى الحاجة الملحة لإنشاء مرفأ نموذجي ينهي هذه المشكلة المتكررة.

كما طالب البحارة بضرورة وقف قرار الإزالة حالياً لحين توفير الموقع البديل، وناشد الصيادون والهواة من أصحاب القوارب المركونة بساحل كرباباد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بالإيعاز إلى المسئولين في وزارة الداخلية وأمانة العاصمة بوقف قرار إزالة الكبائن، في الوقت الذي يتم توجيه وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني للتعجيل في إجراءات تنفيذ مشروع مرفأ ساحل كرباباد بعد حزمة كبيرة من الوعود التي تلقاها البحارة طوال أكثر من 10 أعوام».

وفي تفاصيل أكثر، تحدث جملة من البحارة والهواة أصحاب القوارب، وقالوا: «نحن لا نعترض على إنفاذ القانون وتطبيقه على الجميع، إلا أننا سبق وأن بينا في أكثر من محفل وظروف مشابهة طوال أكثر من 15 عاما، أن إنشاء هذه الكبائن المتواضعة لم تأتِ اعتباطاً وبدافع العشوائية، بل هي حاجة ملحة لعشرات البحارة المحترفين وكذلك الهواة أصحاب القوارب، ممن لا تتوافر لديهم مرافئ نموذجية لركن قواربهم فيها، وهي تستخدم كمخازن مصغرة لمعدات الصيد وأدوات القوارب، ومكان لتجمع البحارة فيه قبل وبعد دخولهم البحر»، مستدركين بأن «نتواجد طوال أوقات اليوم على الأغلب في هذه الكبائن، إن صح تسميتها بكبينة أصلاً، من أجل حماية قواربنا التي طالما تعرضت للسرقة والاعتداء، وهذه أمور سبق أن تم توثيقها ببلاغات رسمية لدى وزارة الداخلية وإدارة الثروة البحرية».

وذكر البحارة والهواة أنه «لا يوجد مكان بديل من أجل ركن القوارب فيه بما يوفر الأمن والسلامة للمتلكات، وقيمة القارب الواحد لا تقل عن 1500 دينار وتجاوز أسعار أغلبها 3000 دينار بالمحركات، علماً أن ساحل كرباباد يضم أكثر من 200 قارب أغلبها ترسو على الساحل وأخرى يتم سحبها لمواقع سكن البحارة»، مبينين أن «الساحل بات ملاذاً للكثير من المناطق التي لا تتوافر فيها مرافئ مثل السنابس وكرباباد والمنامة ورأس الرمان ومدينة حمد والديه وغيرها».

وأفاد البحارة والهواة بأن «الكبائن تم إنشاؤها بجهود وتكلفة شخصية من أغلب البحارة لتوفير الحماية إلى حد ما لقواربهم ومعدات إبحارهم، فضلاً عن كونها مواقع لتجمعهم أسوة بالكثير من المناطق، وهذه ليس المرة الأولى التي يتم الإنذار بالإزالة عاجلاً، فهو أمر يتكرر سنوياً تقريباً، وقد التزم الجميع بتوجيهات وزارة الداخلية التي طالبت في وقت سابق بالحرص على أن تكون مكشوفة وغير مغلقة لتفادي أي ممارسات مخلة بالآداب ومخالفة للقانون».

وأبدى أصحاب القوارب استغرابهم من المطالبة بإزالة كبائنهم خلال مدة يومين، في الوقت الذي لا يتوافر موقع بديل يمكنهم الانتقال إليه، معلقين بأن «وعدنا من جانب وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني بأن يتم تخصيص موقع على الساحل بالتكامل مع مشروع تطوير قلعة البحرين هناك من أجل إنشاء مرفأ نموذجي، إلا أن الكثير من العقبات يبدو أنها واجهت هذا المشروع وحالت دون تنفيذه، وبالتالي تجاوزت وزارة الداخلية وكذلك أمانة العاصمة هذه التفاصيل وتوجهت مباشرة لطلب إزالة هذه الكبائن».

ونوه البحارة والهواة إلى أنه «سبق أن أنذرت بلدية المحرق الصيادين والهواة أصحاب الكبائن بالإزالة من قبالة ساحلي الغوص والبسيتين في المحرق، وتم تصعيد الأمر لكبار المسئولين في الوزارة حتى رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وتم التوجيه بعد الكثير من التفاصيل إلى الإبقاء عليها لحين توفير البديل، ونحن هذا ما نطالب به حالياً بالنسبة لساحل كرباباد، فإنه من المؤكد أننا لن نرضى بالبقاء في هذه الحالة العشوائية والمترهلة من دون أي خدمات في حال توافر مرفأ وفق أبسط مقومات المرافئ المعتمدة رسمياً».

وأفاد البحارة والهواة بأن «يجب أن يتم التعامل مع الأمر بحس إنساني، فوجود هذه الكبائن جاء لأسباب عدة أبرزها تعرض القوارب للاعتداء والسرقة في مرات متكررة، بالإضافة إلى حاجة البحارة إليها كموقع للتجميع كما هو دارج ومتعارف عليه ضمن متطلبات العمل في هذا القطاع، فعند تعرض أي بحار إلى سرقة محرك قاربه أو الإضرار به بأي شكل من الأشكال، فإن ذلك يعني الإضرار بمصدر دخله الوحيد بالنسبة لعدد كبير منهم».

كما أشاروا إلى أن المواقع يقصدها سياح أجانب وخليجيون فضلاً عن المواطنين والمقيمين من أجل الاستجمام واللجوء لبعض الخدمات التي نوفرها كالمياه.