العدد 4735 - الإثنين 24 أغسطس 2015م الموافق 10 ذي القعدة 1436هـ

أميركا وتركيا ستبدآن عملية «شاملة» ضد «داعش»

قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو لـ «رويترز» أمس الاثنين (24 أغسطس/ آب 2015) إن تركيا والولايات المتحدة ستبدآن قريباً عمليات جوية «شاملة» لإخراج مقاتلي تنظيم «داعش» من منطقة في شمال سورية متاخمة لتركيا.

وأضاف تشاووش أوغلو في مقابلة أن المحادثات التفصيلية بين واشنطن وأنقره بشأن هذه الخطط اكتملت يوم الأحد وأن حلفاء إقليميين قد يشاركون فيها من بينهم السعودية وقطر والأردن بالإضافة إلى بريطانيا وفرنسا.

وقال الوزير «المحادثات الفنية استكملت أمس وقريباً سنبدأ هذه العملية - العمليات الشاملة - ضد داعش».

وقال مسئولون مطلعون على الخطط المتفق عليها إن الولايات المتحدة وتركيا تعتزمان توفير غطاء جوي لقوات المعارضة السورية التي تقدر واشنطن أنها تتصف بالاعتدال في إطار هذه العمليات التي تهدف لإخراج تنظيم «داعش» من مساحة مستطيلة من الأراضي الحدودية طولها 80 كيلومتراً تقريباً.

ويقول دبلوماسيون إن قطع اتصال التنظيم بالحدود التركية التي استطاع من خلالها جلب المقاتلين والإمدادات قد يغير الصورة تماماً.

وقد بدأت الطائرات الحربية الأميركية بالفعل توجيه ضربات جوية من القواعد التركية قبل بدء هذه الحملة.

وقال تشاووش أوغلو إن العمليات ستبعث أيضاً برسالة للرئيس السوري بشار الأسد وتضغط على حكومته لقبول التفاوض والسعي إلى حل سياسي للحرب السورية.

من ناحية أخرى، قال الوزير إنه يرحب بتطبيع العلاقات بين إيران وبعض الدول الغربية في أعقاب الاتفاق النووي لكنه أضاف أن من الضروري الآن أن تتولى إيران «دوراً بناء بدرجة أكبر» في الأزمات الإقليمية بما فيها أزمات سورية والعراق واليمن.

وتقول أنقرة منذ مدة طويلة إن السلام الدائم لا يمكن أن يتحقق في سورية إلا برحيل الأسد. لكن مسئولين أميركيين أوضحوا أن الهدف من عمليات التحالف سيتركز على صد تنظيم «داعش».

وقال تشاووش أوغلو «يجب أن يكون هدفنا القضاء على «داعش» من سورية ومن العراق وبغير ذلك لا يمكنك تحقيق الاستقرار والأمن.. لكن القضاء على الأسباب الرئيسية للوضع (في سورية) ضروري أيضاً وهو النظام بالطبع».

وأوضح أيضاً أن ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية السورية والتي أثبتت جدواها على الأرض لواشنطن وهي تبدأ ضرباتها على تنظيم «داعش» في مناطق أخرى من سورية لن يكون لها دور في «المنطقة الآمنة» التي تهدف العمليات المشتركة إلى إقامتها ما لم تغير هذه القوات سياساتها.

وتتوجس أنقرة من وحدات حماية الشعب وما يستهدفه حلفاؤها من توحيد الجيوب الكردية في شمال سورية وتخشى تركيا أن تغذي هذه الطموحات الميول الانفصالية بين أكرادها.

وقال الوزير التركي «نعم وحدات حماية الشعب تقاتل «داعش»... لكنها لا تقاتل من أجل وحدة أراضي سورية ووحدتها السياسية. وهذا غير مقبول».

وأضاف «نحن نفضل أن تسيطر قوات المعارضة المعتدلة فعلياً على المنطقة الآمنة أو المناطق الخالية من «داعش» في الجزء الشمالي من سورية لا وحدات حماية الشعب ما لم تغير سياساتها بشكل جذري».

وأضاف أن أنقرة وواشنطن وجهتا هذه الرسالة مباشرة إلى وحدات حماية الشعب.

وعلاقات تركيا مع فصيل «وحدات حماية الشعب» الذي تسيطر قواته على أراض على الطرف الشرقي للمنطقة الآمنة المقترحة علاقات معقدة بفعل ما يقول مسئولون في أنقرة إنها الصلات العميقة التي تربط الجماعة بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً مسلحاً ضد تركيا منذ ثلاثة عقود.

وقال إن العمليات العسكرية التركية ضد المسلحين الأكراد المنتمين لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق وجنوب شرق تركيا وهي العمليات المتواصلة على مدار الشهر الأخير ستستمر حتى يلقي الحزب سلاحه.

وتقول الحكومة إنها بدأت العمليات ضد حزب العمال الكردستاني رداً على تصعيد الهجمات على أفراد قوات الأمن. وقال تشاووش أوغلو إن 61 جندياً وشرطياً قتلوا على أيدي مقاتلي الحزب في الأشهر الأخيرة وإن العمليات العسكرية ستستمر حتى يلقي المقاتلون سلاحهم.

ويقول منتقدون إن تركيا تستخدم ما تصفه «بحرب منسقة على الإرهاب» بما في ذلك دورها الأكبر في التحالف المناهض لـ «داعش» بقيادة الولايات المتحدة كغطاء لمهاجمة حزب العمال الكردستاني ومحاولة وأد الطموحات السياسية والإقليمية للأكراد. وتنفي أنقرة هذه الاتهامات.

وقالت مصادر دبلوماسية لـ «رويترز» يوم الجمعة إن مجموعة ثانية من مقاتلي المعارضة الذين دربهم التحالف في تركيا قد يتم نشرها في سورية في غضون أسابيع في إطار استراتيجية التصدي لتنظيم «داعش».

وقال فصيل جبهة «النصرة» فرع تنظيم «القاعدة» في أواخر الشهر الماضي إنه احتجز بعض أفراد المجموعة الأولى التي كان عدد أفرادها أقل من 60 مقاتلاً وطالب الآخرين بعدم الانضمام للبرنامج مما يسلط الضوء على هشاشته.

وقال تشاووش أوغلو «في المجموعة الثانية لدينا حوالي 100» مقاتل لكنه أوضح أن القوات البرية لا تمثل جزءاً من اللاستراتيجية المشتركة. وأضاف «برنامج التدريب والتجهيز (وحده) لن يكفي لمحاربة «داعش» ولهذا السبب اتفقنا مع الولايات المتحدة على بدء العمليات المشتركة قريباً».

وسئل عما إذا كان من الممكن أن يفيد تحسن العلاقات بين إيران والغرب في أعقاب الاتفاق النووي في احتمالات التوصل إلى حل دبلوماسي في سورية فاتسم جوابه بالحذر.

وفي إشارة إلى إعادة فتح السفارة البريطانية في طهران يوم الأحد قال «نحن سعداء للغاية أن إيران تطبع علاقاتها الدبلوماسية مع كثير من الدول الغربية... وهذا ما تؤيده تركيا تماماً».

وتابع «لكن الوضع في سورية أو في المنطقة بما في ذلك اليمن والعراق مختلف تمام الاختلاف عن الصفقة النووية. ما نتوقعه من إيران دور بناء بدرجة أكبر في سورية والعراق وفي اليمن».

العدد 4735 - الإثنين 24 أغسطس 2015م الموافق 10 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً