العدد 4738 - الخميس 27 أغسطس 2015م الموافق 13 ذي القعدة 1436هـ

الاختصاصي الريس: الرجال أكثر عرضة للموت المفاجئ

يدعو إلى البحث والدراسة من أجل الرياضيين

محمد ميرزا الريس
محمد ميرزا الريس

الوسط - محرر براحة

قال اختصاصي علاج طبيعي وتأهيل الإصابات الرياضية محمد ميرزا الريس إن ظاهرة موت الرياضيين أو الموت المفاجئ أصبحت كثيرة أثناء ممارسة النشاط البدني والرياضة.

وأضاف «أصبح هذا الموضوع مدار البحوث والدراسات والمؤتمرات بالنسبة للأطباء والمتخصصين في مجال الطب الرياضي في الدول الغربية. أما عندنا في البحرين، فمما يؤسف له أن هناك حالات ليست بالقليلة قد وفدت إلى جوار ربها بذات الأسلوب، وهو ماكان من المفترض أن يدعو المسئولين للقيام بالبحث والدراسة وتحليل هذه الظاهرة وهو للأسف ما لم يحدث بعد».

وعن خطورة الموضوع، قال الريس: «تكمن في صعوبة التكهن به في الوضع الاعتيادي، وغالبا ماتكون حالة الوفاة هي اللحظة التي يُلتفت فيها إلى أن المتوفى كان يعاني من مشاكل واعتلالات في عضلة القلب، حيث أن مايقارب 80 في المئة من الحالات لا تعاني من أي أعراض». وأضاف « أما ماتوصلت له جهود الباحثين لحد الآن، رغم أنها تبشر بخير، إلا أنها غير كافية. اذ تتمثل تلك الجهود في بيان الفئات التي تزداد خطورة تعرضها للوفاة، وكذلك التوصل لأبرز أسباب الوفاة، إضافة إلى وضع الخطوات الوقائية والعلاجية أيضا وهذا أمر جيد».

وتابع «أشار الباحثون إلى أن معدل الخطورة يتضاعف باختلاف الجنس واللون ونوعية الرياضة؛ فعلى سبيل المثال: فإن الرجال أكثر عرضة للموت المفاجئ بتسعة أضعاف من النساء (أي أن 90 في المئة من حالات الوفاة تكون بين الذكور)، وتزداد أيضا نسبة الإصابة بالنسبة للأشخاص ذوي البشرة السمراء (Black ethnicity)، أما الرياضات التي تكثر فيها هذه الحالات فمنها رياضة ركوب الدراجات والجري وكرة القدم».

وذكر الريس «على صعيد عوامل الخطر، فإن أبرز الأسباب ترجع إلى اعتلالات القلب الجينية (تنتقل بالوراثة)، كاضطرابات عضلة القلب (cardiomyopathies)، أو مرض مارفان (Marfan disease) وغيرها. إضافة إلى النوع الآخر الذي ليس له علاقة بالوراثة كالتهاب عضلة القلب مثلا (myocarditis)، الإصابات (traumatic)، أمراض الشرايين (coronary heart diseases) وغيرها أيضا».

واضاف «رغم كل ذلك، إلا أن هناك أخبارا سارة فيما يتعلق بهذه الحالة. أولها أن نسبة التعرض لهذه الحالة تعتبر جدا قليلة ولله الحمد، فآخر الإحصاءات الموثقة بينت أنه من بين كل 100000 رياضي على مستوى العالم، يعاني شخص إلى 4 أشخاص فقط سنويا من حالة السكتة القلبية المفاجئة».

أما عن مفاتيح الوقاية، فيقول اختصاصي علاج طبيعي وتأهيل الإصابات الرياضية محمد ميرزا الريس: «ان من أجل إنقاذ مايمكن إنقاذه، فمن الجيد بأنه يمكن إنقاذ حياة اللاعبين من الموت المفاجئ أثناء اللعب إذا كانت هناك خطة منظمة لذلك».

وأضاف «يتوجب الاهتمام أكثر بهذا الموضوع لما له من أهمية ولازدياد حالات الموت المفاجئ. من توصيات الخبراء في الطب الرياضي، فإن أهم المفاتيح للوقاية من هذه المشكلة هي كالتالي: عمل الفحوصات الدورية والكشف المستمر للاعبين، وتتركز هذه الفحوصات على أخذ التاريخ المرضي للاعب ولعائلته، الفحوصات الفيزيائية، وفحوصات القلب. ثم تجرى فحوصات أكثر تخصصية للقلب منها تصوير القلب وفحوصات الجهد البدني أثناء التمارين بحسب الحاجة وبحسب نتائج الفحوص الأولية».

وتابع «الاهتمام بالتاريخ العائلي، وهو عامل مهم جدا ينبغي الانتباه له عند عامة الناس وليس الرياضيين فقط. الأشخاص الذين تظهر عند أحد أقاربهم حالة الوفاة بمرض في القلب أو سكتة قلبية قبل سن الخمسين يتوجب عليهم عمل الفحوصات الدورية واللازمة وقاية من الموت المفاجئ؛ إذ إن العامل الوراثي كما بينا من أبرز الأسباب. وأهم هذه الفحوصات هي الفحوصات الإكلينيكية وفحص النشاط القلبي (ECG)».

وأضاف «وجود اختصاصيين متمكنين من الانقاذ ووجود خطة طوارئ، وهو من أهم وأبرز الطرق التي يمكن من خلالها الحد من هذه الظاهرة. فلا بد من وجود ثقافة الإسعافات الأولية وعلى الخصوص الإنعاش القلبي الرئوي البسيط عند عامة الناس. ويستحسن الاستفادة من خبرات المتخصصين في الإنقاذ واختصاصيي العلاج الطبيعي وضمان تواجدهم في المواقع الحيوية كالملاعب والأندية الرياضية. ويمكن للجهات الحكومية أن تلعب دورا مهما في تشريع مثل هذه القوانين».

وذكر بأن يكون هناك «توفير استخدام جهاز مضاد الرجفان الخارجي (AED)، حيث يعمل هذا الجهاز على إنعاش القلب من خلال الاستفادة من الصدمة الكهربائية في محيط عضلة القلب الخارجي. وبالطبع لا بد من وجود المختص الذي يُدرب جيدا على استخدامه».

واختتم الريس، بقوله: «إن الأعمار بالتأكيد بيد الله سبحانه وتعالى، ولكن هذا لا يعفينا من مسئولية تطبيق الوسائل الوقائية بقدر الإمكان طالما أثبتت فعاليتها. كما أن هذا لا يعفي المسئولين من ضرورة تشريع قوانين ملزمة لكل الأندية والملاعب بتوفير إجراءات السلامة الأولية، وكذلك دراسة أسباب تكرر هذه الظاهرة بكثرة وفي فترات متقاربة، لعل ذلك يكون الخطوة الأولى في انقاذ مايمكن انقاذه».

العدد 4738 - الخميس 27 أغسطس 2015م الموافق 13 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 2:29 ص

      تعلم طرق الاسعاف

      نحتاج ان نركز على اجرتءات السلامة التي تفضلت بذكرها ...ولا بد من انتشار هذه الثقافة حول هذا الموضوع المهم والحيوي ..أنصح المهتمين في ااشأن الرياضي بأخذ دورات الإسعافات الأولية وتعلم طرق الانعاش.

    • زائر 1 | 1:48 ص

      بارك الله فيك ..

      الكثير من الناس يعانون من مرض شرايين القلب والاوردة وخضعوا لعمليات جراحية الا ان الاطباء ينصحون بممارسة الرياضة كالمشي والجري وهذا مفيد لهم اما الخطورة تكمن في من يعانون من ضعف او اعتلال عضلة القلب وغالبا هولاء لا يعلمون بوجود مشكلة .. ورحم الله من وفدوا على الرب الكريم وهم يمارسون الرياضة .

اقرأ ايضاً