العدد 4739 - الجمعة 28 أغسطس 2015م الموافق 14 ذي القعدة 1436هـ

تلاميذ الإسكافي يوثقون لـ «الوسط» حكايته بعد 30 عاماً على رحيله

قبر المرحوم أحمد الإسكافي الذي مضى على رحيله 30 عاماً - تصوير : محمد المخرق
قبر المرحوم أحمد الإسكافي الذي مضى على رحيله 30 عاماً - تصوير : محمد المخرق

جددت قرية السنابس، احتفاءها بالذكرى السنوية لرحيل أستاذها وملهمها أحمد الإسكافي، فيما وثق مريدوه، لـ «الوسط»، حكاية العقود الثلاثة التي شكلت عمر الإسكافي (1954 - 1985).

وفي الملف الذي يأتي بمناسبة مرور 30 عاماً على رحيل الإسكافي، روت شخصيات بارزة من السنابس وخارجها، مشاهداتها العينية للشخصية «التي تمكنت بصماتها، تحديداً مشروع تعليم الصلاة، من تغيير وجه المنطقة»، كما يُجمع على ذلك ضيوف الملف.

ولم تقتصر بصمات الإسكافي، الذي لايزال الحديث عنه قادراً على استنطاق المزيد من التفاصيل، على مشروع تعليم الصلاة، في ظل تأكيدات القريبين أن الإسكافي كان صاحب مشروع أكبر من ذلك بكثير، طال جوانب اجتماعية وتوحيدية وكان داعية محبة وتقارب وسلام، حتى اعتبره تلاميذه، أنموذجاً لـ «التدين العاقل والمنفتح».


«الوسط» تحيي ذكراه الـ 30 وتنشر تفاصيل غرقه في الهند

الإسكافي... «أستاذ السنابس» الذي لم يكمل تعليمــه... والعقود الثلاثة التي غيّرت وجه «المنطقة»

السنابس - محمد العلوي

31 عاماً، كانت كافية للمرحوم أحمد الإسكافي، لتغيير وجه السنابس والمناطق المجاورة، والاستحواذ بموازاة ذلك على قلوب مريديه والقريبين منه. 

عقود ثلاثة، هي مقدار ما أتاحه القدر من عمر زمني للإسكافي، وسط تأكيدات من الشخصيات الشاهدة على تفاصيل حياته أن «عمره العقلي تخطى ذلك بكثير، وأتاح له التفوق على عصره بمراحل عدة».

فالإسكافي، الذي توفي غرقاً في الهند في (29 أغسطس/ آب 1985)، لا يزال حاضراً ومؤثراً في مناطق عدة في مملكة البحرين، أبرزها مسقط رأسه، قرية السنابس، ولايزال الحديث حول شخصيته قادراً على استنطاق المزيد من التفاصيل.

وتدين السنابس، لأستاذها، وهو اللقب الذي ظل ملازماً لاسم الإسكافي رغم توقف مشواره التعليمي عند الصف الثانوي في عامي 1970 - 1971؛ وذلك بسبب ضعف الحالة المادية للعائلة، كما يقول «السنابسيون»، تدين له على وجه الخصوص بمشروع تعليم الصلاة، والذي تأسس على يدي الإسكافي بشكل رئيسي، عاضدته في ذلك ثلة من رجالات السنابس.

«الوسط»، تبحر في الذكرى الـ 30 لرحيل الإسكافي، تستنطق القريبين وتوثق تفاصيل المشوار مستعينةً على ذلك بشهادات الشخصيات القريبة من الإسكافي، وتشمل كلا من: عيسى حبيب، سعيد حبيب، حبيب عباس، جعفر عبدالحسين، إلى جانب الشابين جعفر حمادة وأحمد هلال.

أستاذ السنابس

رغم توقف مشواره التعليمي عند الصف الثانوي في عامي 1970 - 1971؛ وذلك بسبب ضعف الحالة المادية للعائلة، كما يقول الكاتب محمد عبدالنبي الشيخ، إلا أن لقب «الأستاذ» ظل ملازماً للإسكافي حتى آخر لحظات حياته.

وتشير «أستاذية» الإسكافي، إلى الدور القيادي الذي لعبه المرحوم، داخل السنابس وخارجها، حيث يصفه الحاج سعيد حبيب بالقول «كانت لديه أبعاد لا يفكر فيها إلا القلائل»، مستدلاً على ذلك بتأليفه كتابا عنوانه (كلمة لتوحيد المسلمين)، وحمله لهم توحيد المنطقة، ونظرته التوحيدية والتصالحية.

فيما يذهب الحاج عيسى حبيب، والذي يوصف بالشريك الرئيسي في تأسيس مشروع تعليم الصلاة والقريب جداً من الإسكافي، إلى اعتباره «قيادياً، أينما حل وارتحل»، في إشارة للأدوار الاجتماعية البارزة التي لعبها الإسكافي داخل البحرين وخارجها، بما في ذلك الستة شهور التي قضاها في لندن، والتي شهدت إمامته صلاة الجماعة.

وفي محاولة منه لتفسير السر وراء قدرة الإسكافي على أن يسبق عصره، يقول حبيب: «كان الإسكافي إنساناً ربانياً، حتى فتح له الله سبحانه وتعالى مداركه، فكان يمشي بنوره وليبث هذا النور في كل مكان يتواجد فيه».

لا مبالغة في مديح الإسكافي

أطنب رجالات السنابس في حديثهم عن أستاذهم الإسكافي، فمنهم من قال عنه إنه «صاحب شخصية استثنائية اختصرت الحياة»، وثانٍ نعته بـ»شديد الإيمان»، وثالث اعتبره «زعيما»، فيما ذهب رابع إلى التأكيد على أن «عطاءاته المتشعبة دفعته لإنفاق راتبه الشهري على طلبة مشروع تعليم الصلاة، والفقراء والمحتاجين»، حتى «توفي ولم يترك شيئاً»، كما يقول الحاج جعفر عبدالحسين.

رغم ذلك، يرفض «السنابسيون»، القول إن في مديحهم هذا أي مبالغة. يرد على ذلك الحاج سعيد حبيب بالقول «هذا المديح أقل من الواقع، فأنا شخصياً التقيت بأحد الأشخاص ممن عاش مع الأستاذ الاسكافي في الغربة في لندن، وكان يقول: نخاف أن نفصح عن بعض الأمور الخاصة بالأستاذ، فلا يصدقها الناس».

تفصيلاً لذلك، يوضح حبيب «نعني هنا بحديثنا عبادة الأستاذ وتقواه وورعه، ويمكن استحضار ما قاله عالم الدين السيدعبدالزهراء الخطيب عن الإسكافي في حفل تأبينه بسورية، وهو المحقق الكبير: نحن على مسمياتنا الضخمة من قبيل العلامة وغيرها، نخجل أمام هذا الشاب حين نذكر إيمانه، فمنا من قد يواظب على صلاة الليل ونافلة المغرب، إلا أن القليل منا من يواظب على نافلة الظهر والعصر، والأستاذ لم يتركها حتى في لحظات مرضه».

وفي الحديث حول شخصية الإسكافي، يشير الحاج حبيب عباس إلى أن «شخصية الإسكافي، حملت سمات لطيفة جذبت إليه الكثيرين، كما يشهد له بالأخلاق الرفيعة والتواضع، إلى جانب كونه قارئا ومطلعا وإنسانا عمليا. عاش قبل مولد الصحوة الإسلامية لكنه امتلك وعياً كبيراً وكان هدفه نقل المنطقة والقرية لمستوى أفضل».

الإسكافي الذي عرف بقلة نومه وأسفاره الكثيرة، والتي هيأت له كما يقول عباس «خبرة واسعة في الحياة، ومعارف وعلاقات مع شخصيات علمائية مرموقة سواء كانت داخل البحرين أو خارجها».

حياة مبكرة وصعبة ومكثفة

تثير حياة الإسكافي فضولاً لم تنقض فصوله بعد، فالعمر القصير لصاحبه، قابله أثر كبير، في مفارقة يعلق عليها القريبون منه بالإشارة إلى الحياة المبكرة والصعبة والمكثفة التي عاشها الإسكافي.

العمل في شركة ألمنيوم البحرين (ألبا) في العام 1971م، والتي منحته فرصة تجاوز تعثره التعليمي، مسجلاً في «ألبا»، نجاحات مهنية امتدت على مدى 11 عاما، قبل أن يغادرها متجهاً لوزارة الأشغال والكهرباء والماء، «هرباً من قيود نظام النوبات، والذي حد من نشاطه الديني والاجتماعي كثيراً»، وفقاً لما يذكره الحاج سعيد حبيب.

ويضيف حبيب «قبل أن يترك الأستاذ العمل في «ألبا»، وكان ذلك في 1981م، التقى بي وقال لي: «العمل في الشركة يستهلك وقتي، وأريد الانتقال إلى العمل في الوزارة، والتي يكون العمل فيها حتى الساعة الواحدة ظهراً».

ويتابع «التحق الاسكافي بالوزارة كمدرس للكهرباء، ولكن في نهاية 1983 اضطر الى مغادرة البحرين وكان رحيله خسارة كبيرة لجميع من عرفه».

بصمات الإسكافي في الجانب المهني، أفصحت عنها الشهادات التي حصل عليها، من بين ذلك شهادة من شركة «ألبا» عنونتها بـ»رجل من مئة»، ومنحت له في 20 يناير/ كانون الثاني 1980 «تقديراً للأداء البارز والإخلاص في العمل».

هنا يتداخل الحاج جعفر عبدالحسين ليضيف أن «الأستاذ الإسكافي كان يحاضر في وزارة الأشغال والكهرباء والماء، حتى أن البعض كان يتذكر بصماته بالضرب على حائط غرفة المحاضرات ويقول: تشهد هذه الغرفة لأستاذ أحمد، أما في «ألبا»، فينقل عنه إنه تمكن من ابتكار أحد الأجهزة ليخفض بذلك من التكاليف الباهظة التي تطلبها إصلاح جهاز معطل».

بجانب ذلك، لم تخل حياة الإسكافي، والذي فقد والده باكراً، من صعوبة، لكن ذلك «صقل شخصيته أكثر وأكثر»، وفقاً لقول الحاج حبيب عباس.

تغيير وجه المنطقة

بضرس قاطع، يجزم السنابسيون بأن «زعيمهم، تمكن من تغيير وجه المنطقة»، متكئاً في ذلك على مشروع تعليم الصلاة والذي كان للإسكافي الدور المحوري الذي بدأ في العام 1977م.

وللوقوف على حجم التغييرات التي خلفها «الاستاذ»، يشير رجالات السنابس، إلى الدور الذي مارسه الإسكافي. البداية كانت عبر تأسيسه «المجلس» في 1975م، والذي «شكل النواة الأولى لولادة مشروع تعليم الصلاة»، و»مطبخاً للأفكار في ذلك الوقت».

ذلك ما يكشف عنه رفقاء درب الإسكافي، الذي شرحوا «مع بلوغ الاستاذ احمد الاسكافي سن الـ 20، افتتح مجلساً في بيت أخيه، ليعمل من خلاله على استقطاب الشباب نحو التدين وابعادهم عن السلوكيات غير الحميدة، وكانت السنابس تتجه آنذاك لتكون مركزا لشباب المخدرات، ولكنه حماها ووعّى الشباب، وجعلهم يحبون دينهم وخدمة مجتمعهم. هذا الأمر عزز من جاذبيته ودوره، وخاصةً أن المجلس بدأ في احتضان المحاضرين واجتذاب الحضور من القرية وخارجها، للاستماع للمحاضرات التي لم تقتصر على الجانب الديني».

ويضيف احد الذين رافقوه «كنت من ضمن الجيل الذي يرتاد هذا المجلس، وأتذكر أن من كان يأتيه لا يبتعد عنه، إذ لم يجعله للاستئناس والدردشة وتضييع الوقت، بل عمل على ترتيب محاضرات، واستقدم من أجلها محاضرين ذوي مستوى علمي راق، في مختلف المجالات، ولم يكتف بذلك حيث قام بتطويرعمل المجلس، من خلال إلزام الحضور بقراءة كتاب ومناقشته بعد ذلك».

في السياق ذاته، يقول الحاج حبيب عباس «المجلس كان يعقد في شهر رمضان، والأستاذ استثمره ليفتح أبوابه ليلتين في الأسبوع، وبعد ذلك حث الحضور على القراءة وعلمهم التحضير وفي الوقت نفسه الإلقاء... واستمر المجلس، ومع حلول العام 1977، بدأ مشروع تعليم الصلاة من هذه الانطلاقة».

المشروع... ذراع الإصلاح

قياساً، بالمكانة المحورية لمشروع تعليم الصلاة في حياة المرحوم أحمد الإسكافي، فإن الحديث حول هذا المشروع الذي يكتسب الريادة على مستوى البحرين، يكتسب أهمية لا يمكن القفز عليها.

فالمشروع الذي كان «هم الإسكافي الأكبر»، استنسخ بعد تأسيسه في مناطق أخرى في البحرين، حتى اكتسب عدوى الانتشار في قرى محيطة وبعيدة عن السنابس.

ويضيف «في تلك الفترة كانت هنالك جمعية التوعية الإسلامية، وكانت تقيم موسماً سنوياً تستضيف من خلاله شخصيات علمائية من خارج البحرين، من بينهم المرجع السيدمحمد حسين فضل الله، وكانوا يأتون للسنابس لزيارة المشروع».

أما الحاج حبيب عباس، فتداخل ليضيف «في تلك الفترة أي مطلع السبعينات، كانت الشخصيات المؤثرة موجودة، ولكن الأستاذ تمكن من مضاعفة الوعي لديهم وجعلهم أكثر مسئولية، وعمل على توجيههم وتنمية حس الثقافة لديهم».

وفي الحديث حول كيفية انتقال المشروع لبعض المناطق، يعمل عباس الذي كان شاهداً على بعض اللقاءات، ذاكرته، ليقول «أتذكر كيف كان يعقد الاستاذ لقاءات مع زملائه في قرى عدة من بينها مني وكرزكان والديه والعاصمة المنامة، وقبل ذلك استقطبهم هنا في السنابس لإطلاعهم على المشروع وبحث امكانية تطبيقه في مناطقهم». ولد المشروع، لكن ذلك احتاج لعملية تلاقح للأفكار، احتضنها مجلس الإسكافي ولعب هو فيها دور «الدينامو»، حتى ذهب احد الذين رافقوه للقول إن «أية فكرة تطرح، لا ترى النور دون موافقته؛ لأنه كان طاقة جبارة تستطيع ان تحرك الجهود».

الحاج عيسى حبيب، القريب جداً من المشروع والإسكافي، يوثق لحظة الولادة بقوله «في العام 1977م، جاء الاستاذ أحمد الاسكافي ليخبرني انه تحدث مع محمد علي مرهون، وكان رئيساً لمأتم بن خميس، فقال لي الأستاذ الإسكافي: بما أنك تُعَلِّم الصلاة في بيتكم، فبدلاً من وجود معلم هنا ومعلم هناك، لنتجمع كأبناء قرية في المأتم».

ويضيف «بدوري استحسنت الفكرة، فكلم هو محمد علي مرهون وطلب منه استخدام المأتم لتعليم الصلاة، فما كان منه الا الموافقة على ذلك بعد مشاورة إدارة المأتم».

وفي تعقيب لافت، يقول حبيب: «الأستاذ هو المؤسس الرئيسي للمشروع، ومازلت أتذكر تلك اللحظة التي عاد فيها من عمله في «ألبا» مباشرة للمجلس، وفجأة ظهر على السطح توجهه الديني الذي لم يكن بارزاً لديه قبل ذلك».

ويوضح «لا أعني بحديثي هذا أن شخصية الأستاذ كانت عادية قبل ذلك، فشخصيته كانت قيادية ومحورية من الأصل، وكان قادراً على اجتذاب الصغير والكبير بما في ذلك كبار السن، لكن توجهه الإسلامي خرج للسطح فجأة، وقد يكون موجوداً لديه قبل ذلك لكن بشكل كامن».

القريبون من الإسكافي، يؤكدون تأثره المباشر بشخصيتين رئيستين، هما المرحومان الشيخ عبدالوهاب الكاشي والشيخ أحمد الوائلي.

على ذلك يعلق الحاج عيسى حبيب «في فترة من الفترات، كنا حين نجلس يأتي إلينا ليحثنا على الذهاب للمنامة للاستماع للمرحوم الشيخ أحمد الوائلي، وكذلك كان يستقطب الكثيرين لحضور صلاة الجماعة، حتى لخص محاضرات المرحوم الشيخ عبدالوهاب الكاشي، وكان عمره وقتها تقريباً 20 سنة، فكان حسه ووعيه الديني حاضرين، لذا كان حريصا على استقطاب الكثيرين لتوعيتهم دينيا من خلال المحاضرات والمجالس الحسينية للخطباء البارزين».

فيما يقول شقيقه الحاج سعيد حبيب: «بشكل خاص، أظهر الاستاذ اعجاباً بشخصية الشيخ الكاشي، والذي ترك بصماته على جيل بأسره، إلى درجة أن بعضنا توجه لزيارته في لبنان في دلالة على حجم العلاقة والتأثر، والتي دفعت الأستاذ لتلخيص محاضرات الشيخ الكاشي وضمها إلى كتاب طبع تحت عنوان (نفحات من نهج الوصي)».

تحديات المشروع

لم يكن الطريق مفروشاً بالورود، ليكمل مشروع تعليم الصلاة مشواره حتى اليوم، والذي بات في عهدة الشباب ممن لم تتح لهم رؤية «أستاذهم».

يعرف الشاب أحمد هلال، المشروع بالقول «المشروع مستمر منذ العام 1977، ويشتمل على تعليم الصلاة والدروس الدينية والأخلاق والعقائد، ويعتمد في استمراريته على تحويل الطلبة بعد تخرجهم لمدرسين، وهذا الامر ينطبق على حالتي حتى تحول ذلك لدائرة تضخ الدماء الجديدة باستمرار للمشروع». بدوره، يضيف الشاب جعفر حمادة «نحرص على أن تكون المناهج متسلسلة، بحيث تكون متسقة ومناسبة للفئة العمرية للطالب، وهذا ينطبق على دروس الفقه ومختلف المجالات، وتعليم الصلاة». وفي العمق، يتطرق الحاج عيسى حبيب إلى صعوبات رئيسية واجهت المشروع، قوبلت من إدارته في بعض الأحيان بتكتيكات «فرملة النشاط والاندفاع». يقول: «عادةً ما تواجه إدارات المآتم ضغوطات من قبل الجانب الرسمي، وأتذكر ما حصل في ذلك الوقت مع مأتم السنابس، حيث اجتمعت إدارته مع الأستاذ الاسكافي وطلبت منه الاقتصار على تعليم الصلاة من دون تقديم دروس، وكان السبب في ذلك الضغوط الرسمية، فخرج الأستاذ لحظتها وهو في حالة غضب مرسلا بذلك إشارة مضمونها عدم رضاه عن ذلك، حتى ارتأت ادارة المأتم بعد يومين استمرار المشروع».

ورغم التأكيدات على تقبل الأهالي المشروع، وحثهم أبناءهم على الانخراط فيه حتى امتلأ المأتم في اولى ليالي المشروع بالمصلين، وذلك بسبب قيام المرحوم الإسكافي بالترويج للمشروع بين أولياء الامور، إلا أن الحاج جعفر عبدالحسين، يتداخل ليقدم إضافة لا تخلو من دلالات، قال فيها: «في تلك الفترة كان الناس يعيرونا بتعليم الصلاة، حتى أن أحدهم أمسك بي وقال لي انت بعد تعلم الصلاة؟ فقلت له لا».

عبدالحسين الذي كان طفلاً في فترة ولادة مشروع تعليم الصلاة، استعان بذاكرته ليحكي تفاصيل رافقت تلك اللحظة، أوضحها بالقول «أتذكر أن الأستاذ ذهب مع أخي محمد علي المرهون لافتتاح مأتم بن خميس، وكنت وقتها صغيراً وعائداً من البحر، فإذا بأخي يصرخ علي: جعفر، اذهب وأحضر المفاتيح من البيت».

ويضيف «في ذلك الوقت، كان طلب مفاتيح المأتم مقرون بوجود مناسبة اجتماعية (وفاة، زواج، مناسبة)، أما بقية أيام السنة فيكون المأتم مغلقا ومعطلا، وهذا ما جعلني استغرب، حتى تبادر لذهني أن لدينا في القرية حالة وفاة، وإذا بمجموعة أطفال يتوضأون في المأتم استعدادا للصلاة بإمامة الحاج عيسى حبيب، فكان طلب مفاتيح المأتم من أجل تعليم الأطفال الصلاة، وبداية المشروع كانت من هذا اليوم». لم تكن العقود الثلاثة، والتي شكلت عمر المرحوم الإسكافي، قادرة على استيعاب طموحاته وأفكاره ومشاريعه.

الحاج جعفر عبدالحسين، يضيف على ذلك، عبارة شهيرة للإسكافي يخاطب فيها إدارات المآتم، ويقول فيها: «لو باسم الحسين (ع) أرسلوا طالبا يدرس الطب، هل يُنسى الحسين أو يُنسى المأتم؟».

حلمه هذا، يقول عنه السنابسيون، إنه سابق لعصره، وقد تحقق وأصبح واقعا.

وبجانب طموحاته المجتمعية، كان للمرحوم الإسكافي الفنان في مجالي الخط والرسم، بصمة أدبية، تركها عبر تأسيسه مجلة أسبوعية داخل منطقة السنابس أسماها (الوعي)، فكانت إضافة لعلاقته الحميمية مع الصحافة.

يسرد حيثيات ذلك الحاج عيسى حبيب بقوله «صدرت المجلة وكان طموحه أن تنمو لمستوى أكبر، وأتذكر طلبه مني في تلك الفترة تسمية المجلة فقلت له (أخذ وعطاء)، فقال: نريد كلمة واحدة، ثم استقر على (الوعي)».

وفي الشأن الاجتماعي، يشير الحاج سعيد حبيب إلى أن «الأستاذ أسس مشروعاً للتآخي، فكان يريد تقريب النفوس بين الأهالي في منطقة السنابس، كما كان حريصاً على شد أواصر العلاقات بين الأشخاص، واستخدم لذلك أساليب المصافحة والتقبيل، فأسس لذلك فترة ولكن البعض لم يستسغ ذلك».

الخروج من البحرين

في العام 1983، حط الإسكافي رحاله في عاصمة الضباب، لندن، ومن ثم توجه الى الهند، وهناك تعرض لحادث غرق بعد إنقاذه أحد أصدقائه من أمواج البحر.

السنابس كانت يومها على موعد مع الفاجعة، والتي «أحالتها مأتما» كما يصفها الحاج عيسى حبيب، فيما يقول الحاج جعفر عبدالحسين «لم أصدق الخبر، وقلت إنها كذبة أو مزاح».

الحاج سعيد حبيب عبر عن تلك اللحظات العصيبة بالقول «وفاته شكلت صدمة للجميع. وأتذكر أن الناس ظلت تتنظر لفترة طويلة منذ سماعهم بالخبر صباحاً حتى موعد تشييعه ودفنه ليلاً عند الساعة 12».


شكري سرحان الشاهد على غرق الإسكافي: في ليلة قمرية... ضحّى بنفسه لينقذ الطبيب باسم عاشور... وأسلم روحه للدوامات المائية

بعد مرور 30 عاماً، على حادثة غرق المرحوم أحمد الإسكافي في الهند في 29 اغسطس/ آب 1985، يفتح المواطن شكري سرحان قلبه لـ»الوسط»، ليكشف للمرة الأولى عن تفاصيل الحادثة التي كان هو أحد الشهود عليها، والتي لاتزال حاضرة لديه بكامل حيثياتها.

يبدأ سرحان سرد التفاصيل بالقول «معرفتي بالأستاذ أحمد الإسكافي تعود لمطلع الثمانينات، حينها زارنا المرحوم في الهند، حيث القرية الجامعية التي ندرس فيها، والتي تبعد عن منطقة السكن نحو ساعتين بالباص. وحين جاءنا المرحوم الإسكافي، مكث معنا وكان خلالها يؤمنا في صلاة الجماعة ويعقبها بمحاضرات».

سرحان الذي تعرف على الإسكافي هناك في الهند وصف «أستاذ السنابس» بكلمات عبر عنها بقوله «تربط المرحوم مع بعض الطلبة معرفة سابقة لمجيئه الهند، لكني شخصياً تعرفت عليه للمرة الأولى هناك، كان هادئ الطباع، كثير السكينة، وحين يتحدث كنّا نرى فيه حباً شديداً لمن يحدثهم، ولذلك أحببناه كثيراً بسبب أسلوبه في التعامل معنا وملاطفته لنا، إذ كان يعمد إلى النصح بطريقة جميلة وغير مباشرة، وهذا ما هيأنا لأن نتقبل منه نصائحه»، وعقب «الكلمة التي تخرج من القلب تدخل إلى القلب. وفي السياق ذاته، فقد ترك المرحوم الإسكافي مجموعة كتب ضمنها قصصاً عايشها بشكل مباشر، واستخدم في كتابتها الأسلوب الشائق».

ولا يرى سرحان في سرده هذا أية مبالغة، فيقول: «لا أبالغ إن تحدثت عنه بكل هذه الإيجابية، حيث كان الإسكافي يبادر على الدوام وفي كل مرة يلتقيني فيها إلى احتضاني وهو في حالة تبسم دائمة، فكان بطباعه هذه متقدما كثيراً على عمره. كان راقيا بتصرفاته، وبالنسبة لي فقد كنت أستشعر إنسانيته العالية، وكنت أتنازل في أي خلاف مع أي شخص فقط من أجله».

وعن أبرز المواقف العالقة في الذاكرة، قال سرحان: «المواقف كثيرة، من بينها الموقف الذي شهده اليوم الذي توفي فيه غرقاً في 29 أغسطس 1985. لحظتها كنّا نجلس بالقرب من الشاطئ لتناول وجبة الغداء في المنطقة التي يقطنها الهندوس، فرمق المرحوم بعينيه أحد الهنود وهو جالس على مسافة منا وعلامات الفقر بادية عليه، فطلب منا إرسال طعام إليه، فما كان من البعض إلا الرد على ذلك بالقول: «هذا ليس مسلما»، ما فتح نقاشاً بيننا؛ بين من يرى أن مصير هذا الهندي النار وآخرون يَرَوْنه الجنة، ولاأزال أتذكر ما فعله المرحوم الإسكافي لحظتها: كان ممسكاً بعصا، فقام بالرسم بها على الشاطئ وهو يقول: هنا الجنة، وهنا النار، ولدينا رب رحيم هو من يشاء أن يضع أي عبد من عباده في الجنة أو النار. فكان بذلك، يعبر عن فكر إنساني متحضر».

أما أبرز ما تركه المرحوم الإسكافي من تأثيرات عليه بصورة شخصية، فيقول سرحان: «تأثرت به كثيراً، فقد كنت ملازماً له في صلاة الجماعة، كما كنت حريصاً على كتاباته التي تتحدث عن النفس وعن العلاقة مع الله، وكانت كتاباته قادرة بأسلوبها الشائق على اجتذابنا، ولذا بكيته بحرقة يوم وفاته غرقاً في البحر».

وتطرق سرحان إلى تفاصيل ذلك اليوم، منوهاً إلى أن ذاكرته لاتزال تحتفظ بتفاصيل ما جرى كما لو كان ذلك قد تم أمس، موضحاً ذلك بالقول «كنّا يومها نتناول وجبة الغداء بالقرب من أحد الشواطئ الهندية الخلابة، حيث الشاطئ الجميل وحبات الرمل الناعمة وأشجار جوز الهند المنتشرة، وما إن فرغنا من الطعام حتى هم بَعضنا للسباحة في البحر، وفعلاً توجه عدد من الشباب للبحر رغم طلب المرحوم منا التريث قليلاً».

وأضاف «لم نكن على دراية بخطورة هذه المنطقة؛ وذلك بسبب الدوامات المائية التي تحدث فيها سنوياً ولا يستطيع مقاومتها حتى السباح الماهر، وما حصل يومها أن الشباب المتحمس وصلوا للمياه العميقة، وكنت أنا والمرحوم ضمن المجموعة التي ظلت على الشاطئ، وفجأة ومن دون سابق إنذار حدثت الدوامات المائية والتي «شفطت» أحدهم، فيما البقية تصرخ وتنادي بإنقاذه».

وتابع «لحظتها، سمع المرحوم الإسكافي هذا النداء، وحسبما أتذكر كان مرتدياً بنطالا لونه أزرق، وفانيلة ونعالا، خلافا لما نرتديه جميعاً (برمودا)، في دلالة أخرى على حرصه على الاحتشام، وما إن سمع بالنداء، حتى ألقى كل شيء في يده ودخل البحر مسرعاً ومندفعاً، ليتمكن من انتشال الغريق (باسم) وإيصاله للحبل الممدود، لكنه كان الضحية التي ابتلعتها الدوامات المائية، ومن رَآه لحظتها يؤكد أنه أسلم نفسه للموج بهدوء، ثم اختفى عن الأنظار».

ووصف سرحان المشهد بالقول «كان المشهد مؤثراً، فالجميع تمكن من الخروج من البحر سوى المرحوم الإسكافي والذي اختار بذلك أن يقدم درساً بليغاً في الإيثار والتضحية، وشخصياً، كلما أذكر تفاصيل الحادثة التي أكملت 30 عاماً، لا أتمالك نفسي و»الغبنة» لا تفارقني».

وواصل سرحان تبيانه ما جرى بعد غرق الإسكافي «بعد ذلك، بقينا في حالة من الحزن والبكاء الشديدين، حتى جاءنا أهل المنطقة ليبينوا لنا بأن هذه الحادثة (الدوامات المائية)، تحدث مرة كل سنة، ومن يغرق بسببها تأكل جسده الأسماك ولا يخرج إلا جثة ممزقة، وطلبوا منا أن ننتشر على طول الساحل للحيلولة دون أن تؤكل الجثة من قبل الكلاب الضالة والتي تعمد لأكل الجثث التي تقذفها الأمواج للساحل». وقال: «بالفعل، انتشرنا على مسافة ممتدة من الشاطئ، ومكثنا نترقب ظهراً ثم ليلاً، وقمنا بدوريات، وأتذكر أن السماء ليلة الحادثة كانت قمرية، وكنا في حالة طوارئ، وفي كل لحظة يتساءل أحدنا: «شفتونه؟»، حتى حل صباح اليوم التالي، وبعد أن فرغنا من أداء صلاة الصبح، فوجئنا بأحد الأشخاص يأتي ناحيتنا مسرعاً وهو يقول: «شفنا الأستاذ... شفنا الأستاذ».

وبحسب شهادة سرحان، فإن «المفاجأة، التي أذهلتنا وأذهلت أهل المنطقة، أن جثمان ولباس المرحوم، بقيا كما كانا على حالهما السابقين، إذ لم نر أي آثار للسمك أو الكلاب الضالة، رغم أن أمواج البحر قد قذفته إلى مسافة بعيدة تقارب كيلومترين عن محل تواجدنا، وكانت ابتسامته حاضرة، ليرسم بذلك مشهداً مروعاً أصابني وعددا من المتواجدين بحالة انهيار».

واختتم سرحان تفاصيل شهادته بالإشارة إلى مخاطبتهم سفارة البحرين في الهند، وتسليمها جثة المرحوم الإسكافي، بعد شرح سبب الوفاة، ولتنقل بعدها للبحرين حيث مثواه الأخير في مقبرة السنابس.

رغم انقضاء 3 عقود كاملة على رحيله، لايزال المرحوم أحمد الإسكافي، قادراً على بث الحماسة في نفوس مريديه والقريبين منه، ممن لايزال لديهم «الكثير الكثير ليقولوه عن أستاذهم». بهذه الكلمات، يبدأ الناشط السياسي والاجتماعي سيدهادي الموسوي حديثه، والذي استعانت به «الوسط» لفك «الشفرات» التي منحت شخصية الإسكافي كل هذا الزخم وكل هذا الحضور.

وقبيل الحديث، يتوقف الموسوي لينبه إلى أن جعبته تختزن الكثير الكثير حول شخصية المرحوم الإسكافي، وأن ما أدلى به هنا ما هو إلا غيض من فيض.

يقول الموسوي: «كان الأستاذ أحمد الاسكافي مربياً عاماً ومربياً خاصاً، وقد حظيت شخصياً بتربيته الخاصة. بداية ذلك كانت عند حضوري بمعية عالم الدين سيدصادق الشرخات، لمشروع السنابس التعليمي في مأتم السنابس ومأتم بن خميس، حيث كنا زملاء دراسة في المرحلة الثانويّة، وهذه العلاقة مكنتني من الوصول إلى حيث «الأستاذ»، وهو اللقب الذي ظللنا نطلقه عليه آنذاك».

الموسوي الذي ينتمي لبيئة محافظة، استعاد تفاصيل بدايات تعرفه على الإسكافي والذي يصفه بالقول: «كان مربياً من نوع خاص ومميز، وكانت له القدرة على إرسال موجات ممغنطة إلى الروح والقلب والمشاعر، قادرة على الجذب والاستقطاب، بل وتصل أحيانا إلى حد الاستحواذ».

ويضيف «كنت حينها صغيرا، وتربيت في أجواء عائلية محافظة جدا جدا، ورغم ذلك كانت شخصية «الأستاذ» جذابة جدا، حيث كان يفتح لي ولإخواني آفاقاً وفضاءات لم نعهدها في فصول التربية البيتية التي عايشناها. وكأنه يقول الطريق الى الله والاستقامة لم تنته عند الحد الذي وصلتم اليه من كونكم صبيانا مستقيمين ملتزمين بعيدين عن الانحراف الاخلاقي او العقائدي او السلوكي».

ويتابع «كانت لتربيته نكهة خاصة، وطعما مميزا، نمارسها بعد مشاهدتها ومعاينتها بشكل مباشر، فكان يعطي كلا منا رسالة في قصاصة ورقية مكتوب فيها حديث نبوي أو لأحد الأئمة (ع)، وكأنه يتساءل: ماذا لديكم من قصاصة لتردوا بها علي، وهذا بالفعل ما كان يحصل، نفتش عن رواية أو حديث ونكتبه لنعيد التحية بتحية».

حسن المعلمة هو أحد الشخصيات النشطة بمنطقة السنابس، التقى بالإسكافي لسنوات محدودة، لكنها كانت كما يعبر عنها «كافية لترك بصمات خالدة لا تمحيها السنون». يقول المعلمة محاولاً رسم ملامح لشخصية الإسكافي «تمكن «الأستاذ» من جمع ثنائية لا تخلو من مفارقة، فنحن أمام شخصية بعمر قصير وأثر كبير، استطاعت في فترة وجيزة أن تزرع في نفوس الشبيبة حب العمل والتفاني في المداومة عليه».

ويضيف «تميز المرحوم الإسكافي بامتلاك نظرة ثاقبة في اختيار من يريد ضمهم لموقع المسئولية، وكأنه كان يتفرس في الوجوه. كان متواضعا للصغير قبل الكبير، وكان مؤمناً بكل ما للكلمة من معنى، فله يعود الفضل في زراعة حب صلاة الجماعة في عقولنا ونفوسنا، وكان أول من صلى جماعة في المنطقة تقريباً، وأول من زرع حب الأدعية المشهورة الآن والتي لم يكن أحد يعرف عنها شيئا، كدعاء العهد ودعاء الندبة».


«بن خميس» يحتفي بالإسكافي... والغريفي يدعو للاحتفال به في كل قرية

احتضن مأتم بن خميس، مساء أمس الأول الخميس (27 أغسطس/ آب 2015)، الحفل المخصص لإحياء الذكرى الـ 30 لرحيل المرحوم أحمد الإسكافي، وسط دعوات أطلقها عالم الدين سيدمحمد الغريفي لأن يكون الاحتفال على مستوى البحرين، وفي كل قراها.

كاريزما الإسكافي التي تمكنت من اجتذاب المئات من داخل السنابس وخارجها ومن مختلف الأعمار للتواجد في الباحة الخارجية للمأتم، ظلت مهيمنة على فقرات الحفل والتي شملت كلمة للغريفي وفقرة حوارية، بالإضافة إلى فقرة أعادت شريط حادثة غرق الإسكافي في الهند عام 1985.

الغريفي، وهو أحد خريجي مشروع تعليم الصلاة، بدأ كلمته مباشرةً بالقول «عاش لله، وضحى في سبيل الله، وقدم كل ما يملك في مرضاة الله». وأضاف «لم يعرف الملل، وكان كل وقته لله سبحانه وتعالى، فلذلك هو مخلد، ولو تصفحنا تاريخه ووقفنا عند عمره القصير، لوجدنا خلوداً بفضل آثاره وبصماته المحفورة، في الوقت الذي يعمّر فيه البعض فيرحل عن هذه الدنيا ولا يبقى من ذكره شيء». وتابع «كان لبصماته الأثر الكبير في نفوسنا وفي وعينا، ولو استنطقنا هذا المأتم لوجدناه يشهد لأول انطلاقة مشروع دينيٍ ليس على مستوى القرية وإنما على مستوى البحرين، ففي تلك الأعوام ما بين 1976 و1977، كانت الانطلاقة لهذا العمل التربوي والتعليمي، والذي كان سبباً لهداية الكثير من شبابنا في تلك الفترة، ومن عاش تلك الفترة يدرك تماماً حجم الخطر الذي كان يحوط هذا الجيل».

وأردف «لذلك كان المشروع بمثابة الثورة أمام هذا الفكر المنحل والتغريبي، جاء هذا المشروع ليرسم معالم الطريق وتصحيح المفاهيم الخاطئة»، وعقب «لو تصفحنا تاريخ هذا الرجل لوجدناه، روحانياً من الطراز الأول، ومربٍ بعطاء كبير، ومفكر قلما يكون مثله في تلك الفترة، حيث كان شغوفاً بملاحقة كل فكر، ومواجهته بفكر آخر».

الغريفي: كان للإسكافي بصمات لها الأثر الكبير في نفوسنا - تصوير : أحمد آل حيدر
الغريفي: كان للإسكافي بصمات لها الأثر الكبير في نفوسنا - تصوير : أحمد آل حيدر
شخصيات سنابسية تروي إلى «الوسط» مشاهداتها العينية على مشوار الإسكافي - تصوير : محمد المخرق
شخصيات سنابسية تروي إلى «الوسط» مشاهداتها العينية على مشوار الإسكافي - تصوير : محمد المخرق
المرحوم الاستاذ احمد الاسكافي
المرحوم الاستاذ احمد الاسكافي

العدد 4739 - الجمعة 28 أغسطس 2015م الموافق 14 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 28 | 5:13 م

      الله يرحمه بواسع رحمته

      نشكر الوسط وشباب للسنابس على سرد سيرة الأستاذ الفاضل

    • زائر 26 | 1:47 م

      رحمك الله شهيدا مضحيا

      يابن الكرم... لم نرك في حياتك ولكننا نشاهد اثارك ومنجزاتك التي تدل على مدى عظمة شخصيتك الفذة..
      فالسلام عليك حيا وميتا وجزاك الله ألف خير وحشرك الله مع من توليته محمد وال محمد.

    • زائر 25 | 10:40 ص

      رحمه الله وأسكنه فسيح جناته

      كان لهذا الرجل الفاضل دور في تعليم جيل كامل من السنابس الصلاة في وقت لم تكن الصحوة الإسلامية قد بدأت وكان له دور في تربية أجيال لحسن الخلق وإتباع الدين الصحيح. الله يرحمك ويجعلك مع عباده المخلصين.

    • زائر 23 | 10:03 ص

      حياة مملؤة بالعطاء

      رحمه الله عاش في خدمة الدين وختم حياته مضحي

    • زائر 22 | 9:04 ص

      الله يرحمه

      كان خوش انسان طيب ولد طيبين مؤمن ولد مؤمنين
      الفاتحة لروحة

    • زائر 24 زائر 22 | 10:13 ص

      شكرآ

      شكرا لجريدة الوسط على هذا التقرير الرائع.
      نسأل الله تعالى أن يحشره مع محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين.
      الفاتحة لروحه الطاهرة.

    • زائر 19 | 5:06 ص

      صورته الشخصية

      ياحبذا لو وضعت مع هذا التقرير صورته الشخصية

    • زائر 18 | 5:02 ص

      لم نرك لم نعرفك ولكن...

      هكذا ما كان لله ينمو ويوتي ثمره ولو بعد حين، لاريب ان ما زرعه الاستاذ احمد الاسكافي وسقاه من اخلاصه وعمله الصادق كان لله ومن الله والي الله، لذا بقيت اثار اعماله وحركته الفريدة في مجتمعه الصغير السنابس كشجرة طيبة تؤتي ثمارها في كل حين. ان ما قام به المرحوم الاستاذ احمد فيما مضى ليلقي بالمسؤلية اليوم على عاتق كل من وضع نفسه في مواقع التصدي والنهوض في ظل تحديات المرحلة الأكبر لتخلق نفوسا ذات همم عالية تائقة للخير والصلاح ورضا الرب.

    • زائر 17 | 4:56 ص

      رحمة الله عليه

      اللهم ااحشره مع محمد وآل محمد واخلف على ذريته واجعلهم يسيرون على دربه

    • زائر 15 | 1:59 ص

      الإسكافي نموذج قل نظيره

      في زمن العزوف عن العطاء الاجتماعي التطوعي، تبرز لنا القيمة الكبرى لعطاء الإسكافي وأخوانه على نفس الدرب، رحم الله الأستاذ، ونور الله قبره .

    • زائر 14 | 1:51 ص

      شي عجيب

      ان الله يحب المومن التقي الخفي الكمال لله رب العالمين

    • زائر 20 زائر 14 | 5:19 ص

      ذاب في الله فجعل ذكراه خالدة

      رضا الله وصلاح المجتمع هما من أوصلا هذا الرجل الى قلوب محبيه ..

    • زائر 13 | 1:18 ص

      الله يرحمك يا أستاذ

      الله يرحمك يا أستاذ

    • زائر 9 | 12:35 ص

      الله يرحمه

      اول مرة اسمع عن هذا الشخص الرائع شكرا للوسط ع هذا التقرير الجميل و الراقي

    • زائر 8 | 12:24 ص

      رجل يستحق التكريم

      الزمان الذي ظهر فيه الرجل وحجم التركة ونوعيتها هي من خلدت إسم هذا الرجل ، و ثمرة عطائه يتناولها أبناء المنطقة جيلا بعد جيل.

    • زائر 7 | 11:41 م

      رجال الله

      سمعت الكثير عن الاستاذ العضيم وتمنيت ان التقي به ولو لمره واحده .
      وسمعت احد من الناس يقول ( ياريت في السنابس اثنين مثل الاستاذ )
      رحمك الله يا أستاذ احمد

    • زائر 6 | 11:39 م

      رحمه الله

      ما أجمل أن يرحل الانسان تاركا بصمة جميلة يتناقلها الاجيال ..

    • زائر 5 | 10:56 م

      رحمه الله

      رحمة الله الواسعه على روحه المعطاء

    • زائر 4 | 10:48 م

      الله يرحمه برحمته الواسعه

      ويحشره مع محمد وال بيته الاطهار عليهم افضل الصلاة و السلام.... الفاتحه

    • زائر 3 | 10:44 م

      رحمة الله عليه

      فعلا مقال يستحق التقدير والثناء لهذه الشخصيات العظيمة
      هكذا هم اهل البحرين كما عهدناهم
      نتمنى من الاجيال القادمه اخذ العبر من هذه الشخصيات

    • زائر 2 | 10:33 م

      نقطة مهمة اغفلها التقرير

      عاصرت الاستاذ احمد الذي كان يصلي صلاة الليل و كأنها من الفروض اليومية حتى وهو مريض الامر الذي غفل عنه التقرير دمج التعليم المدرسي في بعض المواد تدرس مع التعليم الديني

    • زائر 1 | 10:18 م

      رحمه الله

      كان كتاب قصصه القصيرة من أجمل ما قرأته وتأثرت به أيام المراهقة، رحمه الله.

اقرأ ايضاً