العدد 4740 - السبت 29 أغسطس 2015م الموافق 15 ذي القعدة 1436هـ

انهيار العقود الآجلة لا يساعد باعة النفط في السوق الحاضرة

عندما تنهار أسواق العقود الآجلة للنفط كما حدث هذا الصيف تتحرك الأسواق الحاضرة عادة في الاتجاه المعاكس مع مسارعة شركات التكرير إلى انتهاز فرصة النفط الرخيص للتخزين.

وفي ظل الأسعار الحالية بسوق العقود الآجلة التي تحوم حول أدنى مستوياتها في ست سنوات ونصف السنة من الطبيعي أن تتعزز السوق الحاضرة وأن ينبئ ذلك بانتعاش محتمل في سوق العقود الآجلة تكراراً للأنماط التي لوحظت خلال الأزمة السابقة في 2008 و2009.

لكن تجار النفط من شتى البقاع يقولون إن السوق الحاضرة مازالت ضعيفة رغم كل شيء في دليل جديد على الصعوبة الشديدة في تصريف تخمة المعروض العالمي من النفط الخام.

وقال تاجر بسوق البحر المتوسط «لا أذكر أنه خلال أي تصحيح من هذا القبيل (في العقود الآجلة) ظلت فروق الأسعار والقيم في السوق الحاضرة بهذا الضعف. ينبئني هذا بشيء واحد - أن تخمة المعروض مازالت تثقل كاهل السوق».

وهوت أسعار النفط إلى نحو 40 دولاراً للبرميل من ذروة 2014 البالغة 115 دولاراً حيث تفاقمت تخمة المعروض الناجمة عن طفرة النفط الصخري الأميركي بفعل قرار أوبك الضخ بأقصى طاقة للدفاع عن الحصة السوقية وكبح إمدادات المنتجين ذوي التكلفة المرتفعة.

ومع بدء تراجع الأسعار سارع تجار النفط الروسي والأذربيجاني والقازاخستاني والنيجيري والأنجولي إلى طرح خاماتهم بتخفيضات كبيرة في مسعى للعثور على مشترين.

وتواصل ذلك معظم فترات العام الأخير وهو ما يدحض وجهات نظر جهات مثل وكالة الطاقة الدولية والسعودية اللتين قالتا مراراً إن الأسعار المنخفضة ستحفز الطلب وتساعد في نهاية المطاف على تصريف التخمة.

وقال تاجر روسي «طلب قوي؟ لو كان بالقوة التي يتحدث عنها الجميع لكان من الممكن تصريف الشحنات بشكل أسرع بكثير».

ويباع خام الأورال الروسي بخصم يتراوح بين دولار ودولارين للبرميل عن خام برنت القياسي في شمال أوروبا مقارنة مع خصم أقل من دولار معظم فترات 2009 عندما بدأت العقود الآجلة للنفط تتعافى من المستويات المتدنية التي بلغتها في 2008.

ويباع الخام الأذربيجاني الخفيف بسعر لا يبعد كثيراً عن أضعف علاوة سعرية له فوق برنت منذ 2010 ويحوم خام كوا إبوي النيجيري - أحد أبرز ضحايا طفرة النفط الصخري الأميركي الذي حلّ محله بشكل شبه كامل بالأسواق الأميركية - غير بعيد عن أدنى علاوة سعرية له فوق برنت في عشر سنوات.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال بنك مورجان ستانلي الأميركي أحد أكبر اللاعبين بسوق السلع الأولية في العقود الأخيرة إن ضعف السوق الآجلة في الفترة الأخيرة يبدو مدفوعاً أكثر بالعوامل المالية لا الأسواق الحاضرة.

وقال محللون بالبنك من بينهم آدم لونجسون «في حين أن العوامل الأساسية للنفط غير قوية فإن الأسواق الحاضرة لا تبرر الضعف الكبير في السعر المقطوع».

وأشار إلى أن فروق أسعار العقود الخيارية لبرنت أبدت متانة أكبر في الأسابيع الأخيرة مقارنة مع الأسعار المقطوعة حيث تقلص فرق السعر بين برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأميركي رغم المخاوف من تنامي المخزونات الأميركية في حين ارتفعت قيم خامات بحر الشمال وغرب إفريقيا قليلاً في الأسابيع الأخيرة.

العدد 4740 - السبت 29 أغسطس 2015م الموافق 15 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً