العدد 4743 - الثلثاء 01 سبتمبر 2015م الموافق 18 ذي القعدة 1436هـ

احذر الأحذية غير المناسبة لطفلك

تشوهات القدم، التي تكون مصحوبة بآلام في بعض الأحيان، ترجع في الأساس لاختيار الحذاء الخاطئ أثناء فترة الطفولة. لذلك ثمة عوامل يجب مراعاتها عند اختيار حذاء الطفل لحمايته من تبعات قد تحتاج إلى تدخل جراحي في المستقبل. يتسبب اختيار الحذاء الخاطئ للطفل في عرقلة نمو القدم. كما يتسبب في تشوهات وآلام في القدم تظهر مع التقدم في العمر. ورغم اتساع مجال الاختيار فيما يتعلق بالأحذية، إلا أن الدراسات تشير إلى وجود نسبة كبيرة من الأطفال يرتدون الأحذية غير المناسبة لهم. وفي ألمانيا، على سبيل المثال، يقول الأطباء إن 98 في المئة من الأطفال ولدوا بأقدام سليمة، لكن أكثر من 60 في المئة منهم يعانون لاحقاً من مشكلات في القدمين بسبب عادات خاطئة أو عدم اختيار الحذاء المناسب. ويعتقد البعض أن شراء حذاء بمقاس أكبر يعطي فرصة جيدة لنمو قدم الطفل، وهو أمر له نفس أضرار اختيار الحذاء الضيق، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "زيكزيشه تسايتونغ" الألمانية. وأظهرت دراسة أجريت على تلاميذ إحدى المدارس الابتدائية في العاصمة النمساوية فيينا أن نحو 70 في المئة من الأطفال يرتدون أحذية غير مناسبة لهم. ورصد الخبراء تغيرات في شكل الأصبع الأكبر للقدم لدى 75 في المئة من الأطفال، ما يعني أن التشوهات الناتجة عن اختيار الحذاء الخاطئ تبدأ خلال الطفولة وتزيد حدتها مع الوقت. مهمة صعبة لكنها حاسمة تتمثل صعوبة اختيار الحذاء المناسب للطفل في عدم الاعتماد على رأي الطفل في مقاس الحذاء عند تجربته، إذ أن الطفل عادة يميل للحذاء الضيق ولا يعبر عن الاستياء منه، مفضلاً الاهتمام أكثر بلون أو شكل الحذاء وليس ارتياحه داخله. وينصح الخبراء الأم والأب بعدم الاعتماد على رأي الطفل عند شراء الحذاء وتجربة السير بالحذاء لأطول فترة ممكنة ومتابعة طريقة تحركه في الحذاء. ومن المهم مراعاة وجود مكان مناسب لأصبع القدم الأكبر داخل الحذاء. كما يجب الحرص على وجود 12 إلى 17 ميليمترا لإتاحة حرية حركة القدم داخل الحذاء، وفقاً لتقرير صحيفة "دي فيلت" الألمانية. ومن تداعيات اختيار الحذاء الخاطئ انتشار أحد أنواع تشوهات القدم، وهو البروز العظمي في أصبع القدم الأكبر المعروف طبياً بـ"إبهام القدم الأروح". وتنتشر هذه المشكلة بنسبة أكثر من 30 في المائة بين الرجال والنساء فوق سن الخامسة والستين، وفقاً لتقرير "دي فيلت". ولا تقتصر أضرار هذه المشكلة على تشويه شكل القدم فقط، ولكنها قد تكون مؤلمة خاصة لدى النساء. وتنشأ هذه المشكلة على مدار سنوات العمر، فاعتماد الفتيات في سن المراهقة ثم خلال مرحلة الشباب على أحذية الكعب العالي يؤدي إلى زيادة تحميل الوزن على الجزء الأوسط من القدم. وفي حال وصل الألم لدرجة لا يمكن تحملها، يمكن التدخل الجراحي لحل المشكلة، لكن الجراحة ليست سهلة في معظم الأحيان، لاسيما وأن ضخ الدم في القدمين يكون ضعيفاً عادة ويحتاج مكان الجراحة بالتالي إلى وقت طويل حتى يشفى. ويحتاج المريض بعد الجراحة لفترة تتراوح بين أربعة إلى ستة أسابيع قبل أن يتمكن من ارتداء الأحذية العادية مرة أخرى. أما الكعب العالي فيصبح من المحظورات على النساء بعد التدخل الجراحي. في الوقت نفسه، أظهرت دراسات مختلفة أن الشعوب التي تعتمد على السير دون أحذية نادراً ما تظهر لديها مشكلة "إبهام القدم الأروح" أو تشوهات القدم المختلفة.

 

 

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً