العدد 4752 - الخميس 10 سبتمبر 2015م الموافق 26 ذي القعدة 1436هـ

الاستشاري إبراهيم دنيا: علاج الحوَل في سن مبكر ضروري لتفادي تطور الحالة

دنيا: هناك كثير من العوائل لايهتمون بالمعالجة مبكرا - تصوير محمد المخرق
دنيا: هناك كثير من العوائل لايهتمون بالمعالجة مبكرا - تصوير محمد المخرق

يصاب كثير من الأطفال بمرض الحوَل، وهو مرض ترجع أسباب الإصابة به إلى الوراثة أو تشوهات خلقية أو إصابة عضلات العين. بينما تعتبر أكثر الأمراض شيوعًا هي حالات الحول المصاحبة لحالات طول البصر أو قصر البصر. وغالبيتها تكون بانحراف العين إلى الزاوية الداخلية، والتي قد تستجيب للعلاج باستعمال نظارة طبية تعطى للطفل وهو في سنه الأولى أو بعدها، واذا لم يستجب للعلاج وتتوازى العين ويختفي الحول، تحتاج الحالة إلى إجراء عملية جراحية لعضلات العين، ليصبح شكل العين متوازيا، ويختفي شكل الحول الذي يعتبر غير مقبول من الناحية الجمالية.

ولتسليط الضوء أكثر على هذا المرض التقينا استشاري أمراض الحول وعضلات العين وازدواجية الرؤية لدى الأطفال بمستشفى ابن رشد، إبراهيم دنيا، إذ تحدث عن أسباب الحول وضعف النظر عند الأطفال، فقال: «إن هناك عدة أسباب للحول، فمنذ خلْق الطفل وحتى عمر شهرين يمكن اكتشاف الحول الذي يسمى الحول الداخلي، وكل الدراسات تؤكد بنسبة 100 في المئة أن هذا الطفل عندما يكبر لن يصاب بالحول».

الحول الداخلي

وأضاف «يمكن اكتشاف الحول الداخلي للطفل الذي يكون عمره شهرين وأقل، وهو لا يعطى أهمية؛ لأنه لا يسبب أي نوع من أنواع الحول، أما بعد الشهرين فيلزم تعريض الطفل لطبيب متخصص في حول الأطفال اذا تم اكتشاف الحول».

ويتابع أن «الحول الخارجي يمكن اكتشافه بعد ستة أشهر؛ لأنه قبل ذلك يعتبر حولاً داخليّاً».

ويشرح دنيا عن أنواع الحول، فيقول: «هناك نوعان من الحول، فهناك الداخلي والخارجي، كما أن الحول الداخلي يكون بين شهرين إلى ستة أشهر».

وذكر أن «من أنواع الحول أيضاً الحول الخلقي، وعند الكشف يمكن معرفة ما اذا كان هناك قصر أو طول نظر، ويمكن علاجه عن طريق التدخل الجراحي عندما يكون عمر الطفل سنة وليس أكثر ولا أقل».

وأضاف أن «إجراء العملية الجراحية لطفل بعمر سنة واحدة يعود على الطفل بالفائدة، وذلك لاكشتاف البعد الثلاثي الجانبي للعين وهي مهمة للطفل في المستقبل».

الحول التركيزي

وتابع «هناك ايضًا حول داخلي ثان وهو الحول الداخلي التركيزي، ويمكن اكتشافه في عمر سنتين إلى ثلاث سنوت ونصف للطفل، اذ تكون العينان جالستين، والسبب في هذا الحول يكون بسبب العمر، أو درجة حرارة الجسم المرتفعة أو تلقي الطفل ضربة على الرأس».

وعن العلاج يقول: «نقوم بفحص الطفل في العيادة لنتمكن من معرفة ما إذا الطفل مصاب بقصر النظر أو بعد النظر، وعلاجه يكون عن طريق «نظارة» طبية للطفل، وأيضًا يتم التأكد من أن إحدى عيني الطفل ليست مصابة بأن تكون عين أقوى من عين أخرى».

ويضيف «هذا ما يسمى بالعين الكسولة، فاذا تم اكتشاف ذلك، نقوم بغلق العين الكسولة ونعالج العين الأخرى عن طريق لبس النظارة حتى عمر 18 سنة».

ويتابع «اذا تمكنا من اكتشاف أن هناك طفلاً مصاباً ببعد أو قصر نظر في العينين، فإن ذلك يلزمنا الكشف على بقية العائلة للتأكد من أنهم غير مصابين بقصر أو بعد نظر».

ولمعرفة بعد أو قصر النظر، يقول دنيا: «بعد النظر هو المصاب باشعاع النظر للأشياء البعيدة، بينما لا يشع للأشياء القريبة منه، أما قصر النظر فيكون هناك إشعاع للنظر للأشياء القريبة».

إبراهيم دنيا يذكر أيضاً أن من ضمن أنوع الحول «هناك حول آخر يسمى حول جزئي تركيزي، وهو يتم اكتشافه للطفل ما بين سنتين وثلاث سنوات، وعند اكشتاف الحول يتم أعطاؤه نظارة بعد النظر ويتم علاج الحول بذلك، وأيضا ربما يحتاج إلى عملية جراحية مع لبس النظارة على طول العمر».

اما عن الحول الخارجي فيقول: «يمكن ان يكون خلقيّاً واكتشافه بين ستة أو تسعة أشهر، وهذا يكون درجته عالية جداً ويستحسن علاجه عن طريق التدخل الجراحي لعضلات العين». ويتابع «هناك حول خارجي يكون أكثر من الخلقي، وهو الحول الخارجي المتقطع، ويمكن ملاحظته عند الطفل في عمر ثلاث إلى أربع سنوات». مبيناً، أن يلاحظون هذا الحول ويمكن لا».

ويستطرد «كما أن هذا الحول لا يظهر إلا أثناء تعب المصاب به، أو أثناء ارتفاع درجة حرارته، او عندما يكون غاضباً من مشكلة ما. ويمكن مشاهدة ان العين تحول بجانب الأذن، أو اذا غلق العين ترى عين الطفل جالسة. هذا الحول يتم علاجه عن طريق التدخل الجراحي لعضلات العين، وبالمتابعة مع استشاري عيون الأطفال المتخصص في الحول».

علاج الحول

اما عن العلاج، فيقول دنيا: «عندما نقوم بإجراء عملية للحول، فإننا نقوم بعمل للخلايا الموجودة بالرأس وعضلات العين، كما أن نسبة نجاح تصحيح الحول لما قبل إجراء العمليات تتراوح بين 1 و 2 في المئة، وهنا من المفترض ان يعرف أهل الأطفال المصابين بالحول أن المصاب ربما يحتاج إلى عملية او عمليتين لعلاج عضلات العين».

وبالنسبة إلى الجنين، هل يتم اكتشاف ما إذا لديه حول، يقول دنيا: «يمكن اكتشاف إصابة الجنين بمياه زرقاء في العين، اما عن الحول فلا يمكن اكتشافه لكن حتى لو تم اكتشافه لا يمكن ان نقوم بمعالجته وهو جنين».

ويضيف «لدينا مشكلة في الدول العربية، فعندما اقوم بعلاج أطفال مصابين بحول ونقوم بغلق العين لكي يتم علاجه، نرى العائلة لا تهتم بذلك، فحين يكون هناك مصاب بعيون كسولة ربما لا يتم علاجه اذا تم إهماله من قبل العائلة».

اما نسبة الحول في العالم، فيقول دنيا: «تبلغ نسبة الإصابة بالحول عالميّاً بين 1 و4 في المئة، وأكثرهم يكون مصاباً به في خلايا العين، بينما يعتبر الحول الخلقي نادراً، اما الأكثر شيوعا فهو الحول الخارجي او الداخلي التركيزي المتقطع».

ويضيف « نسبة الوراثة في الحول موجودة وخاصة في البحرين، وذلك بسبب زواج الأقارب، أي أن الحول موجود في الخلايا مما تكون نسبة الإصابة به كبيرة جدا».

وينصح دنيا بالعلاج المبكر اذا ما تم اكتشاف الحول، ويقول: «كلما أسرعنا بالعلاج كانت نسبة النجاح عالية».

العدد 4752 - الخميس 10 سبتمبر 2015م الموافق 26 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً