العدد 476 - الخميس 25 ديسمبر 2003م الموافق 01 ذي القعدة 1424هـ

هجمات صاروخية في بغداد

شهدت بغداد صباح أمس وقوع سلسلة من الهجمات الصاروخية استهدفت قيادة القوات الأميركية وسفارات وفنادق من دون أن تسفر عن إصابات فيما قتل جنديان أميركيان عشية الميلاد. واستهدفت العمليات سفارات ألمانيا وتركيا وإيران وفندق شيراتون. وفي المساء دوت انفجارات قوية متتالية يعتقد أنها في منطقة الدورا أعقبها إطلاق نار كثيف. وأعلن أمس تشكيل مجلس شورى لأهل السنة يضم ممثلين عن مختلف التيارات من القوميات العربية والكردية والتركمانية. ومن جانبه بحث وفد من مجلس الحكم مع المرجع السيد علي السيستاني افكارا جديدة بشأن تنظيم انتخابات عامة في البلاد.


اليابان تلغي جزءا من الدين العراقي وصمت أميركي عن دور الأمم المتحدة

سلسلة هجمات على قيادة القوات الأميركية وسفارات وفنادق في بغداد

عواصم - وكالات

وقعت أمس سلسلة من عمليات التفجير استهدفت خصوصا سفارات وفنادق ومقر قيادة القوات الأميركية في بغداد من دون أن تسفر عن إصابات فيما قتل جندي أميركي في انفجار عبوة ناسفة وأمضى الجنود الأميركيون ليلة عيد الميلاد وسط دوي الانفجارات وتحليق المروحيات والطائرات.

واستهدفت الاعتداءات ثلاث سفارات تقع في وسط العاصمة العراقية وفندقا يقيم فيه أجانب وصحافيون. وأصابت قذيفة مكتبا للاستيراد والتصدير في الطابق الأول من مبنى يقع خلف السفارة الألمانية مباشرة في حي الكرادة.

وقال بواب المبنى إن «قذيفة أصابت المبنى» بينما شاهدت صحافية من وكالة «فرانس برس» حطام الزجاج فيه. وقام الأميركيون بعد ذلك بتفكيك عبوة ناسفة زرعت على بعد مئتي متر من السفارة التركية في الوزيرية.

من جهته قال رعد العزاوي (40 عاما) إنه «شاهد مجهولا يترجل من سيارة ويضع شيئا على الأرض قبل أن يبتعد مسرعا»، موضحا انه أبلغ «حراس السفارة التركية الذين رفضوا الاقتراب لأن مسئوليتهم تقتصر على حراسة السفارة نفسها». وأضاف «أبلغت القوات الأميركية الموجودة في نادي القادة القريب وكشفوا على المكان بينما كانت الشرطة تعمل على قطع السير».

وكانت قذيفة صاروخية أصابت مساء الأربعاء أحد مكعبات الاسمنت الموضوعة أمام السفارة الإيرانية في الصالحية التي لا تبعد كثيرا عن مقر القيادة الأميركية. وقال الملازم مقدام العزاوي ان «عدة قذائف صاروخية استهدفت السفارة» وشاهدت صحافية آثار القذيفة على احدى مكعبات الاسمنت.

كما استهدفت الهجمات صباحا للمرة الثانية فندق شيراتون ومحيط المنطقة الخضراء مقر القيادة العامة للقوات الأميركية. وقال الكومندان جون فريسبي من الفرقة المدرعة الأميركية الأولى إن «مقاتلين أطلقوا قذائف مضادة للدبابات وقذائف هاون في عدد من مناطق المدينة وعثرنا على آثار خمس أو ست من هذه القذائف». وأشار إلى أن الهجمات استهدفت خصوصا فندق الشيراتون ومبنى السفارة الإيرانية. وقد أصابت قذيفة صاروخية الطابق الثامن من فندق شيراتون وفق أحد عمال الفندق. وشاهد صحافي في «فرانس برس» آثار القذيفة في الطابق الثامن كما شاهد حطام الزجاج في بهو الفندق وفي الطابقين الخامس والسادس.

وأكدت متحدثة عسكرية أميركية ان ثلاث أو أربع قذائف سقطت في محيط المقر العام لقيادة القوات الأميركية في بغداد. في المقابل، لم تذكر مصادر أميركية أو عراقية أية معلومات عن طبيعة ومواقع الانفجارات التي كانت تسمع متقطعة طوال ليل الأربعاء الخميس بينما كان الأميركيون يحتفلون بعيد الميلاد داخل ثكناتهم ومقارهم. وفي الوقت نفسه، كان هدير المروحيات الأميركية والطائرات يتردد من حين لآخر في أجواء العاصمة. وقتل جندي أميركي ليل الأربعاء الخميس في انفجار عبوة ناسفة وفق متحدث أميركي. وقال المتحدث لوكالة «فرانس برس» إن «جنديا أميركيا قتل ليل الأربعاء الخميس اثر انفجار عبوة ناسفة خلال عملية جرت في وسط بغداد». وأخيرا نفذ الأميركيون ليل الأربعاء الخميس «المرحلة النشطة» من عملية «القبضة الحديد» لاعتقال مناصري النظام السابق في بغداد بناء على معلومات جمعتها منذ اعتقالها صدام حسين. وقال الكومندان جون فريسبي «القينا القبض على عدة أشخاص هذه الليلة».

وأضاف «بعضهم على علاقة بصدام نفسه» موضحا ان أحدهم كان ينقل تعليمات الرئيس السابق إلى منفذي الهجمات على القوات الأميركية.

كما أعلن ضابط في الشرطة ان عنصرا وضابطا في الدفاع المدني العراقي جرحا أمس في منطقة بعقوبة عندما أطلق مجهولون كانوا داخل سيارة النار عليهما. وأعلن مصدر في الشرطة ان انفجار عبوة ناسفة في شارع مزدحم وسط بغداد أمس أدى إلى بتر يد شرطي وإصابة اثنين آخرين بجروح بالغة.

على صعيد متصل قامت عشائر محافظة كربلاء بتظاهرة تعبيرا عن تأييدهم لقرار مجلس الحكم بطرد حركة مجاهدي خلق من العراق، اما بغداد فقد شهدت تظاهرة ثانية لعشائر محافظة ديالي احتجاجا على هذا القرار.

وأفاد مراسل وكالة «فرانس برس» ان المتظاهرين تجمعوا في ساحة الفردوس وسط بغداد. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «منظمة مجاهدي خلق وصدام شريكان في قمع الانتفاضة الشعبية في شمال الوطن وجنوبه» و«طرد منظمة مجاهدي خلق من العراق عنوان السلام» و«لا صدام ولا إرهاب» و«اخرجوا يا إرهابيو صدام من العراق».

من ناحية أخرى ألقت السلطات الأردنية القبض على ثلاثة أشخاص منهم أردنيان أحدهما رقيب في الجيش ومواطن سوداني بتهمة تهريب كميات من الأسلحة الرشاشة والمسدسات من العراق إلى الأردن خلال شهر نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي وذلك بالتعاون مع شخص عراقي لم يكشف التحقيق عن هويته.

في غضون ذلك قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي عنان سيلتقي بمسئولين عراقيين الشهر المقبل لاستكشاف طبيعة دور المنظمة في الأخذ بيد بغداد في الطريق إلى استعادة السيادة إلا أن الولايات المتحدة التزمت الصمت بهذا الشأن. وأكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس أن العراق قدم تقريرا أمام مجلس الأمن بشأن خطته لتشكيل حكومة عراقية مشيرا إلى التزام بلاده بتقديم جدول زمني لنقل السيادة ووضع نهاية للاحتلال. وأكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمس انه بحث مع زيباري الأوضاع العراقية والدور الذي يمكن أن تقوم به الجامعة في العراق.

كما ذكرت تقارير ان اليابان ستلغي جزءا من ديونها على العراق والبالغة 4,1 مليارات دولار بناء على طلب الولايات المتحدة. ونقل عن مصادر حكومية ان رئيس الوزراء سيعلن خطة إلغاء الديون رسميا الاثنين المقبل عند لقائه المبعوث الأميركي لديون العراق جيمس بيكر.


مسيحيو العراق يحتفلون بالميلاد وسط هجمات الصواريخ

بغداد - رويترز

حضر مئات من المسيحيين العراقيين قداس عيد الميلاد في بغداد صباح أمس بعد أن منعهم القلق من تدهور الوضع الأمني من الاحتفال ليلا.

وقالت حلا يوسف وهي سكرتيرة عمرها 32 عاما «على رغم أننا نحتفل بعيد الميلاد اليوم فإننا لا نشعر بالأمان لأن كل الكنائس معرضة للخطر». وأضافت «بعد سقوط نظام صدام اعتقدنا أن الوضع سيكون أفضل ولكن الوضع الأمني أسوأ بكثير الآن».

وفي الوقت الذي كان يحرس فيه عشرات من أفراد الشرطة أسطح المنازل والشوارع المحيطة بالكنيسة لمنع الهجمات الانتحارية والتفجيرات التي أصبحت من الأمور المعتادة في عراق ما بعد الحرب دعا قس الكنيسة الكلدانية للوحدة والسلام في البلاد. وقال إن المسيحيين العراقيين لم يشعروا بالسعادة منذ سنوات وان المخاوف تلبد سماءهم وأنهم بحاجة للسعادة وتمنى السلام والسعادة لكل الجنسيات والديانات الأخرى. ويعتقد ان في العراق نحو مليون مسيحي من بين 26 مليون نسمة. والغالبية من الكاثوليك الآشوريين المعروفين أيضا باسم الكلدانيين

العدد 476 - الخميس 25 ديسمبر 2003م الموافق 01 ذي القعدة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً