العدد 4764 - الثلثاء 22 سبتمبر 2015م الموافق 08 ذي الحجة 1436هـ

إدارة الاقتصاد والثروة العامة... في طور انتقالي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

وكالة «فيتش» للتصنيفات الائتمانية ذكرت في تقرير لها أمس أن تراجع أسعار النفط وارتفاع الدولار يضغطان على ربط عملات دول الخليج بالدولار الأميركي لكن من المستبعد إلغاء تلك السياسة. وحالياً، فإنّ جميع دول الخليج تربط عملتها بالدولار، باستثناء الكويت، التي تربط معظم قيمة دينارها بالدولار وجزء صغير منه مربوط بسلة عملات. المتحدث باسم «فيتش» أوضح أن النظرة المستقبلية السلبية (للاقتصاد الخليجي) سببه «إجراءات غير ملائمة للسياسة المالية»، وهذه «ستؤدي إلى تآكل الاحتياطيات السيادية».

وقد ربطت دول الخليج عملاتها بالدولار «في إطار ترتيبات متبعة منذ أمد طويل كانت منطقية عندما كانت أسعار السلع الأولية مرتفعة والدولار ضعيفاً»، لكن «فيتش» لا تتوقع أي تغيير في ربط سعر الصرف، وأن الإلغاء سيتطلب قراراً سياسياً وليس اقتصادياً بحتاً، كما أن البنوك المركزية الخليجية لا تملك الأدوات وهي غير مستعدة للانتقال إلى نظام آخر لسعر الصرف.

دول الخليج تمرُّ بمرحلة تتطلب تغيير طريقة إدارة الاقتصاد والثروة الوطنية. لقد كانت الفكرة السائدة أن المواطنين يحصلون على نمط حياة مدعوم لحفظ الاستقرار السياسي وطريقة التعاطي مع قضايا الشأن العام. لكن المتغيرات الاقتصادية، المصحوبة بمتغيرات إقليمية سياسية، من شأنها أن تضغط باتجاه تغيير المعادلة الحالية.

هذا الحديث لا يتعلق بدولة دون أخرى، فهناك تقارير نشرتها الصحافة الكويتية يوم أمس عن احتمال فرض «ضريبة أرباح الأعمال على الشركات الأجنبية والمحلية»، وهو ما يتطلب إعداد مشروع قانون لاستحداث ضريبة على أرباح الشركات وذلك بصفة الاستعجال. في الوقت الذي نفت المصادر الصحافية ذاتها أيَّ توجُّه لإقرار ضرائب على رواتب المواطنين أو تحويلات المقيمين.

مهما تكن الخطوات الانتقالية للسياسات الاقتصادية المقبلة، سواء كانت تتعلق بإزالة الدعم عن السلع، أو باستحداث ضرائب من هذا النوع أو ذاك، أو بترشيق الأجهزة والوزارات وترشيد الإنفاق العام، فإنّ القضية أصبحت مسألة وقت قبل أن تتغير طريقة إدارة الاقتصاد والثروة العامة بصورة جوهرية، وهذا التغيير متعدد الجوانب وستكون له آثار على مجمل المعادلات السياسية المعمول بها حالياً.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4764 - الثلثاء 22 سبتمبر 2015م الموافق 08 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 5:03 ص

      احم احم

      يا دكتور راح اختصر لك الموضوع انت وين ما رحت ما راح اتحصر على معايير لسعر اللا في مقابل سلعة ثانية
      انت لو ربطت عملتك باليورو والاسترليني مثلا ؟ ماذا سيحدث ؟
      عندما يرتفع الدولار راح ينخفض اليورو والاسترليني وبالتالي تنخفض عملتك لانه مسعره باليورو والاسترليني ؟ يعني كما لو كانت مسعره بالدولار ؟
      يعني الكويت اشارت للاذن الثانية وقالت هدي اذني ؟
      قيمة كل سلعة او عملة سواء حدده البنك المركزي او قرار السوق ما راح تدرك القيمة العادلة
      والموضوع طويل واكبر مما هو متوقع وهو فعلا يحتاج لناس بمستوى الحدث

    • زائر 5 | 3:13 ص

      قرارات خاطئة

      تمسك دول الخليج بربط صرف عملاتها بالدولار الامريكي و الاستمرار فيه قرار خاطىئ او مدمر حيث الدولار لا يملك سند من الدذهب او غيره في اقتصاد امريكي متهاك.

    • زائر 4 | 1:48 ص

      نحن دول موليه

      لا تمتلك زمام أمورها فكيف لنا ان نتخذ قرارات بهذا الحجم لا نعرف مخرجاتها. الله كريم .

    • زائر 3 | 1:47 ص

      هم يعرفون كيف يسكتون المواطن بس

      مو مهم معرفة ادارت الثروة بقدر ما هو كيفية الاستخواذ على اكبر جزء وقمع المواطن حتى ينطق بكلمة يطالب بابسط حقوقه في هذه الثروة

    • زائر 2 | 12:55 ص

      sunnybahrain

      السلام عليكم ،،اسعد الله ايامكم جميعا ،،المستقبل به شئ من الضباب والعتمة ،،فلا نستبعد ان يأتي اليوم الذي ترتبط به عملتنا وتعاملاتنا على { الروبية الهندية }
      وفقنا الله واياكم ،،السلام عليكم .

    • زائر 1 | 10:48 م

      آن الأوان

      آن الأوان ليرمي الجميع كبرياءه جانباً ونسعى للمصالحة للاستفادة من جميع الخبرات الوطنية في حل الأزمة السياسية والاقتصادية
      فالمعارضة تمتلك خبرات اقتصادية تحتاج لتفعيل وتكاتف مع السلطة والشعب وذلك من خلال حكومة وحدة وطنية وبرلمان كامل الصلاحيات مع إلغاء مجلس شورى لما يكبد الميزانية من خسائر

اقرأ ايضاً