العدد 4767 - الجمعة 25 سبتمبر 2015م الموافق 11 ذي الحجة 1436هـ

«أوبك» تركز اهتمامها على مشروعات عملاقة منافسة... وتتعايش مع النفط الصخري

الوسط - المحرر الاقتصادي 

25 سبتمبر 2015

بعد نحو عام من الهبوط المؤلم في أسعار النفط، فإن اعضاء منظمة أوبك بدأوا يعتقدون أنهم يفوزون في منافسة على حصة السوق في الأجل القصير أمام منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة، وذلك بحسب وكالة «رويترز».

ومع هذا فان مصادر داخل أوبك وخبراء يقولون إن المنظمة تتطلع إلى تأثير يستمر لفترة أطول على خطط اخرى لحقول لإنتاج النفط مرتفعة التكلفة وأكثرها في المحيطات العميقة حتى وإن كان ذلك يعني أن تستمر أسعار الخام المنخفضة لسنوات.

ويقول أعضاء خليجيون رئيسيون في أوبك في أحاديثهم الخاصة إنهم استسلموا إلى فكرة أن مرونة صناعة النفط الصخري العالية التكنولوجيا في الولايات المتحدة تعني أنها ستستجيب سريعاً عندما تبدأ أسعار النفط في الارتفاع مجدداً وهو ما يجعل الولايات المتحدة المنتج المتأرجح الجديد في سوق النفط العالمية وهو الدور الذي لعبته السعودية لسنوات طويلة.

وقال مندوب خليجي في أوبك: «فائض المعروض النفطي في السوق يجري السحب منه ببطء. من المتوقع أن يتراجع إنتاج النفط في الولايات المتحدة إلى أقل من تسعة ملايين برميل يوميّاً بنهاية العام أو مطلع العام المقبل.

«لكن هناك نقطة لا ينظر اليها أحد، وهي تأخر المشروعات النفطية في الأجل الأطول... إنها مشروعات تستغرق أربع أو خمس سنوات. سيؤثر تأخر هذه المشروعات على إجمالي المعروض في السوق».

وإنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة أكثر تأثرًا بتقلبات أسعار الخام بالنظر الى دورة استثماره القصيرة التي تستغرق في العادة بضعة أشهر قبل تحصيل العائدات. ولذلك فإن صعود أسعار النفط في (يونيو/ حزيران) حينما كان يجرى تداول الخام الأميركي فوق 60 دولارا للبرميل حفز للمزيد من إنتاج النفط الصخري، لكن هبوط الأسعار في (أغسطس/ أب) سيعكس هذا الاتجاه بحسب ما قالته مصادر في «أوبك».

وأضافت المصادر أنه حتى إذا ارتفعت الأسعار ودفعت الإمدادات إلى الصعود مجددا فمن المتوقع في الأجل الطويل أن يوازن ارتفاع إنتاج النفط الصخري هبوط الإنتاج من مشروعات الحقول البحرية التقليدية المرتفعة التكلفة من دول مثل البرازيل والمكسيك.

وقال ياسر الجندي من «ميدلي غلوبال أدفيزورز للاستشارات الاقتصادية»: «ستصبح مراكز إنتاج النفط الصخري المنتج الجديد المتأرجح.

«ونظراً إلى دورة استثماره القصيرة... فعندما تنخفض الأسعار سيكون منتجو النفط الصخري أول من يخفضون إنتاجهم والعكس صحيح، فعندما ترتفع الأسعار سيكونون أول من يزيد الإنتاج».

وأضاف قائلاً: «هذا يعقد الحياة لمن يتطلعون الى استثمارات تستغرق من عامين إلى خمسة أعوام. لكن الفكرة تتمثل في إيجاد مستوى للأسعار يساهم في إبطاء معدل نمو الإنتاج إلى مستوى أكثر استدامة، وذلك يتطلب أسعارا منخفضة للخام من ستة الي تسعة اشهر».

ودفع هبوط أسعار النفط الشركات إلى استنزاف أموال لموازنة دفاترها على حساب تخصيص أموال لمشروعات جديدة مكلفة. وفي بعض الحالات تأخرت قرارات الاستثمار لإتاحة المزيد من الوقت أمام إعادة هيكلة تكلفة المشروعات.

العدد 4767 - الجمعة 25 سبتمبر 2015م الموافق 11 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً