هل يعاقب المجرم؟!

إن الكثير منا يسمع بشكل متكرر عن اختلاسات وسرقات أموال كثيرة وكبيرة من بنوك وشركات ومحلات تجارية ومؤسسات، والكثير من الجرائم الاقتصادية التي نشاهدها في هذا الوطن المسالم.

للأسف الشديد، ما ألاحظه في هذه الأمور ومحاسبة هذه الفئة من الناس التي لا تعرف الله سبحانه وتعالى، ولا تعترف بالدين الإسلامي الذي حرم تلك الأمور، أن العقاب ليس صارما.

لقد واجهت هذه الأمور بنفسي في حياتي العملية الطويلة على أرض الوطن الغالي، إذ تحصل اختلاسات كبيرة في أموال شركات والعقاب يكون إبعاد المجرم فقط عن العمل؛ لأنه شخص معروف ذو نفوذ كبير، بعد ذلك تلاحظ انه يعامل معاملة حسنة لدى جهات مختصة، وهم على علم بأنه شخص مجرم وقد زاد احترامه في المجتمع.

ومن الأمثلة في هذا الجانب، أن موظفاً يعمل لدى مؤسسة خاصة سرق أموالاً وممتلكات خاصة من مقر عمله وقد ثبتت عليه الجريمة علناً من المدير إلى جميع الموظفين، فماذا كان عقابه؟!، هل حوسب على فعلته؟... للأسف الشديد بعد فترة قصيرة من إبعاده عن العمل تراه مرة ثانية يسرح ويمرح في موقع العمل، وقد ازداد احتراما من قبل المدير، هل هذا هو الصواب في رأيكم؟!.

وأيضًا هناك قضية حصلت في إحدى الشركات، هي أن أحد المسئولين الكبار مارس جميع الطرق غير الشرعية والمخالفة للقانون مثل اختلاس الأموال المستمر ومعاملة العمال بقسوة وقد ثبت عليه جرمه، هل تعلمون ماذا كان عقابه؟ لقد نقل من قسمه إلى قسم مريح جدّاً وبامتيازات كثيرة، هذا كان عقابه، إنها فعلاً أمور غير معقولة والعقاب ليس في مكانه، بل هو مكافأة للمجرم والسارق على فعلته.

يا من يشغلون المناصب الحساسة عليكم الخوف من الخالق، ثم الإخلاص للوطن والقيام بالواجب المطلوب منكم.

صالح بن علي

هل أنت سعيد في حياتك؟

كيف تستطيع أن تسعد في حياتك؟ فالسعادة لن تلاحقك أينما ذهبت، وكيفما كنت إلا إذا أنت الذي طلبتها بنفسك، هل تثق بقدرتك حقاً، وهل تستطيع أن تصل لها بواقعك الحالي، بقدراتك وإمكانياتك؟ لا تنشغل كثيراً بالبحث عن المفاتيح القديمة التي لديك، عليك أن تفتح الأقفال التي هي على صدرك، لذلك امسك قلماً واكتب على صفحات قلبك بالحب.

ابتسم من أعماق قلبك، ثم أغمض عينيك عمّا جرى، فعندما تأخذك موجة السعادة تطلع إلى أعماق قلبك تجد أنه الذي سبب لك الفرحة، وعين الذي جاءك منها الحزن فيما مضى، إنه الإنسان السعيد وحده الذي يعرف الطريق إلى قلبه، هو الذي يستطيع أن يحقق الانسجام مع قلبه، لأنه يفرح بأفعاله المخلصة ويستمتع بها، بينما هي الدمعات التي لا يسمح لها بجلب التعاسة إليه، هو يحاول معرفة مكان الأقفال التي هي على القيود لكي يقوم بفتحها بدلاً من التهرب من المواجهة في ساعة الصمت.

اعمل على أن تسلم رغباتك وقدراتك للحب، قدم له كل شيء من البداية إلى النهاية، وتجرد تماماً من كل القيود، لأنه هو جوهر الحياة وهدفها السامي، إنه يقرع أبواب جميع البشر، بمن فيهم الذين يتحاشونه، أن تكون واعياً له في كل لحظة من الوجود، وأن تكون مغموراً بالغبطة في كل لحظاتك، ذلك هو الوعي الأسمى الذي هو الاندماج بالصلة، والذي يتولد من الإخلاص والمحبة العميقة له.

علي العرادي

اختصاصي تنمية بشرية

إنسانية الحيوان

كانت المرة الأولى التي أشهد فيها عملية ولادة حيوان ما (قطة)... لم نعتد على اقتناء الحيوانات في المنزل؛ فوالدتي حساسة تجاهها. كما أنها حريصة جدا على النظافة، إلا أن أحد أشقائي أصرَّ هذه المرة على اقتناء قطة فارسية ممشوقة القوام لكنها حبلى.

لم أُفكر في موضوع حملها كثيرا لذلك فوجئتُ ذات ظهيرة حين وجدتُها على أرض منزلنا تضع قططًا صغيرة. شعرتُ بالتقزز قليلًا ثم تحولت مشاعري للشفقة عليها.

تلك القطة كانت صامتة تماما، تعيش حالة وضع صغارها وحيدة. استمرت عملية وضعها ما يُقارب الساعة، لم تئن ولم تحتج لمن يُبعد عنها صغارها ليُحممهم أو يلفَّهم... بإبداع إلهي مُنقطع النظير كانت تلك القطة تُمارس أُمومتها غريزيا، ليس عبر ولادة الصغار فحسب، بل عبر تطبيب نفسها وقطع الحبل المتصل بينها وبينهم، ثم لعق صغارها وتنظيفهم ثم إرضاعهم. مَنْ أَلْهَم هذه القطة لتكون طبيبة نفسها وراعية أولئك الصغار؟!

الغريزة التي قادت تلك القطة لم تكن غريزة حيوانية متوحشة، بل كانت غريزة راقية نشترك نحن بني الإنسان معها فيها. مازلت أشعر بالذهول كلما تذكرتُ حالة ولادتها، ورغما عني انتقلتُ بتفكيري للجنس البشري. تذكرتُ عددا من الحوادث التي ألقت فيها أم بابنها الرضيع الذي لم يتجاوز عمره ساعات عند باب مسجد أو في عمق قمامة!

تُرى أين استحالت غريزة الأمومة حين تمكَّنَت تلك المرأة من قذف طفلها بعيدا عنها، لتُدير له ظهرها متجاهلة قسوة الحياة التي من الممكن أن يُعانيها طفل كان في ساعاته الأولى من الحياة؟!

أُدرك أنه لا يُمكن لأم أنجبت طفلا شرعيًا أن تُلقيه في المهملات مُتخلية عنه، ذلك أنه وإضافة لغريزتها التي كانت تستعد لاستقباله من دون خوف أو وجل، فإنها تعيش وضعا اجتماعيا ضمن مجتمع ينتظر أن ترعى تلك الأم طفلها، فيُلحق جماله بجمالها، وحسن خِصاله بحسن تربيتها، فيما تحررت تلك الأم الجانية على صغيرها من ذلك الوضع الاجتماعي.

إن تكرار حوادث العثور على أطفالٍ رضعٍ عند أبواب المساجد وفي حاويات القمامة، هو مؤشر على حالة من التفسخ الأخلاقي الثقافي الذي أخشى أنه بدأ ينخر في مجتمعنا، ولا بُدَّ من وضع حلول عميقة له، وأول أوجه هذه الحلول هو أن نُضخِّم داخل نفوس الأجيال مسئولية الإنسان نحو الإنسان، فحين تُقبل امرأة/ رجل ما على إقامة علاقة ما (شرعية أو غير شرعية) فإن ذلك يعني أنهما مسئولان مسئولية مباشرة أمام الله وأمام طفل من المحتمل ان يُحضراه للحياة وأمام المجتمع، ولا بُدَّ أن تُطبّق الحدود الشرعية والقانونية ضد عدم احترامهما تلك المسئولية. إن معنى تكرار تلك الحوادث يعني أن بعضنا يعيشُ ضمن مجتمعٍ منفلت لا يستطيع فيه الأب، أو لا يقوم فيه الأب بدوره تجاه أبنائه وبناته، إلا ضمن (سمعة اجتماعية) يُحافظ عليها، دون اكتراث ببواطن تلك السمعة.

إن تكرار تلك الحوادث يعني أن بيننا من لا يُدرك معنى الحدود الشرعية، ولا ينظر إليها إلا كقوانين من الممكن تجاهلها في غفلة من الشارع، تماما كإشارة مرور حمراء، أغفلنا كاميرا التسجيل الموضوعة على رأسها، وقطعناها في غفلة من شرطي المرور والمارة، وإن عنى ذلك أن نصطدم بأحدهم ونتسبب بخسارته ماديا وبشريا ومعنويا لنستمر بالسير من دون أن ننظر للخلف!

إن مسئولية الإنجاب لا تتوقف عند تربية الأطفال والإحسان لهم أم لا، بل إنها مسئولية تمسّ المجتمع بأسره وقد تكفَّل الإسلام بحفظ مجتمعه من عبث العابثين.

الناشطة الإجتماعية إيمان الحبيشي