العدد 4770 - الإثنين 28 سبتمبر 2015م الموافق 14 ذي الحجة 1436هـ

أوباما وبوتين يتفقان على محاربة «داعش» ويختلفان بشأن الأسد

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما خلال مأدبة غداء في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك - reuters
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما خلال مأدبة غداء في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك - reuters

قالت الولايات المتحدة أمس (الإثنين) إنها عازمة على العمل مع روسيا وكذلك إيران لإنهاء الحرب السورية، لكن قطبي العالم اختلفا بشأن إمكانية أن تشمل جهود السلام الرئيس السوري بشار الأسد.

وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما الأسد بالطاغية وبأنه الجاني الرئيسي في الحرب السورية.

على النقيض قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمجتمعين من قادة العالم إنه لا بديل عن التعاون مع الجيش الحكومي في المساعي الرامية لهزيمة تنظيم «داعش» الذي استولى على مساحات واسعة من أراضي سورية والعراق.


بوتين يدعو إلى تشكيل «تحالف ضد الإرهاب» ... وأوباما يعرب عن استعداد واشنطن للعمل مع روسيا وإيران ضد «داعش»

نيويورك - أ ف ب

دار جدال بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما حول الأزمة في سورية أثناء إلقاء كلمتيهما في الأمم المتحدة أمس الإثنين (28 سبتمبر/ أيلول 2015) وتبادلا الاتهامات بشأن النزاع في هذا البلد.

ودعا الرئيس الروسي إلى تشكيل «تحالف واسع ضد الإرهاب» للتصدي للجهاديين في سورية والعراق، واعتبر في أول كلمة يلقيها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عشرة أعوام، أن رفض التعاون مع الحكومة السورية وجيشها في هذه المعركة سيكون «خطأ كبيراً».

وقال بوتين «علينا أن نعالج المشاكل التي تواجهنا جميعاً ونؤلف تحالفاً واسعاً ضد الإرهاب».

أما أوباما فقد أعرب عن استعداد واشنطن للعمل مع روسيا وحتى إيران ضد تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)»، إلا أنه انتقد مؤيدي الرئيس السوري بشار الأسد الذي وصفه بأنه «طاغية وقاتل أطفال».

وقال بوتين إن اللوم في تصاعد التطرف العنيف في العراق وليبيا يعود إلى التدخل العسكري الأميركي الذي قال إنه أطلق العنان للفوضى في الشرق الأوسط.

وألقى أوباما كلمته في الجمعية العامة في الأمم المتحدة قبل بوتين، وقبل ساعات من الاجتماع المقرر بين الرئيسين الساعة الخامسة مساءً (21,00 تغ)، وهو الأول بينهما منذ أكثر من عامين.

ومد الرئيس الأميركي يده بحذر إلى عدوه التقليدي، واقترح العمل معاً لإنهاء سفك الدماء في سورية.

وقال «الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع كل الدول بما فيها روسيا وإيران لحل النزاع».

وتدارك «ولكن ينبغي أن نقر بأنه بعد هذا الكم الكبير من المجازر وسفك الدماء، لا يمكن العودة إلى الوضع الذي كان قائماً قبل الحرب».

ولكن الرئيس الاميركي حرص على إظهار معارضته الواضحة لسياسة طهران وموسكو الحالية بتسليح ودعم الأسد.

وقال إن الأسد وبدلاً من العمل ضد التطرف الجهادي، فإنه دفع السوريين إلى مثل هذه الجماعات من خلال أعمال من بينها «إسقاط براميل متفجرة لقتل الأطفال الأبرياء».

ولكن بوتين رفض هذا الرأي وقال إن تنظيم «داعش» انبثق من الفوضى التي خلفتها الإطاحة بصدام حسين في العراق ومعمر القذافي في ليبيا.

وقال بوتين إنه بعد انتهاء الحرب الباردة ظهر الغرب على أنه «مركز الهيمنة الجديدة» في العالم وتولى بغطرسة حل النزاعات بنفسه من خلال القوة.

واعتبر أن هذه القوة أدت إلى «ظهور مناطق فوضى في الشرق الأوسط ينتشر فيها المتطرفون والإرهابيون».

وأضاف أن «عشرات آلاف المسلحين يقاتلون تحت راية ما يطلق عليه الدولة الإسلامية الذي يضم في صفوفه جنوداً عراقيين سابقين».

وأكد بوتين أن السياسة الأميركية الحالية بتدريب وتسليح الجماعات المحلية المسلحة لقتال الجهاديين تصب الزيت على النار.

وأوضح أن «المعارضة السورية المعتدلة انضمت إلى صفوف المتطرفين (...) في البداية يتم تسليحهم وتدريبهم وبعد ذلك ينشقون وينضمون إلى ما يسمى الدولة الإسلامية (داعش)».

وفي كلمته لم يشر أوباما تحديداً إلى مصير الأسد، وهي القضية الخلافية التي تعوق محاولات إنهاء الحرب التي خلفت أكثر من 240 ألف قتيل في سورية منذ اندلاعها في 2011.

إلا أنه أكد أن لا عودة إلى الوضع الذي كان قبل الحرب والذي كان يمسك فيه الأسد بزمام الأمور.

وقال أوباما «عندما يقتل ديكتاتور عشرات الآلاف من أبناء شعبه، فإن هذا لا يعود شأناً داخلياً في بلده (...) فذلك يتسبب بمعاناة إنسانية بحجم يؤثر علينا جميعاً».

ولكن تبعثر جهود القوى الغربية في قتال تنظيم «داعش» اتاح للدول الحليفة للأسد أن تظهره بمثابة الخيار العملي الوحيد لعودة الاستقرار في البلاد.

فقد قال الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمته في الأمم المتحدة «إذا أردنا النجاح في محاربة الإرهاب، لا يمكننا إضعاف الحكومة في دمشق، والتي يجب أن تكون قادرة على مواصلة القتال».

وأضاف «إذا أخرجنا الحكومة السورية من المعادلة، فإن الإرهابيين سيدخلون دمشق (...) وسيسيطرون على البلد بأكمله الذي سيتحول إلى ملجأ آمن للإرهابيين».

أما تركيا، جارة سورية والمنتقدة الشديدة للأسد، فقد صرح رئيس وزرائها أحمد داود أوغلو أن بلاده مستعدة للعمل مع جميع الدول بما فيها روسيا من أجل انتقال سياسي في سورية وإلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش».

لكنه تدارك «في سورية الجديدة، ينبغي ألا يكون هناك مكان لـ الرئيس السوري بشار الأسد ولداعش».

العدد 4770 - الإثنين 28 سبتمبر 2015م الموافق 14 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 3:15 م

      السلام

      ما أحد يقدر يقتل ولده. ..لما نبي الله ابراهيم حاول ذبح ولده الله فداه. ..مسكين أوباما بس واجهه.

    • زائر 3 | 4:11 ص

      تضحك على من يا امريكا

      داعش من صنعك ومازالت لخدمتك وبأي مبرر للعوام ستحاربينها كيف ؟

    • زائر 2 | 12:24 ص

      حتى في داعش

      هم ليسوا متفقين حتى على داعش فواحد معهم وآخر ضدهم

اقرأ ايضاً