العدد 4770 - الإثنين 28 سبتمبر 2015م الموافق 14 ذي الحجة 1436هـ

السياحة في البحرين: «معهد الفندقة» أضحى أثراً بعد عين... و80 % من وظائفها للأجانب

«النظرة المجتمعية» وضعف الراتب قلَّصا أعداد الطلبة

البحرين تمتلك  تجربة رائدة في قطاع الفندقة والضيافة لها الأسبقية على المستوى الخليجي
البحرين تمتلك تجربة رائدة في قطاع الفندقة والضيافة لها الأسبقية على المستوى الخليجي

كشف مختصون في السياحة، عن تراجع حاد يعيشه القطاع الموصوف بالحيوي والقادر على توفير آلاف الوظائف للبحرينيين.

وبحسب تأكيدات المختصين لـ «الوسط»، فإن 80 في المئة من وظائف هذا القطاع، تذهب للأجانب، فيما الأسباب الكامنة وراء هذا التراجع متعددة، وتشمل التشويه المجتمعي الذي طال مفهوم العمل في السياحة وفي الفنادق على وجه الخصوص، إلى جانب المردود المالي المتواضع الذي يجنيه المرشدون السياحيون والعاملون في هذا القطاع في بداية عملهم.

وتمتلك البحرين، تجربة رائدة في قطاع الفندقة والضيافة، لها الأسبقية على المستوى الخليجي، لكنها اليوم تعيش واقعاً مختلفاً، حيث معهد البحرين للفندقة، والذي تأسس قبل 40 عاماً ويعيش أوضاعاً تثير شجون مؤسسيه ومعلميه.

في ذلك، يقول الخبير في مجال السياحة والفندقة علي سعيد، والذي يعتبر أحد مؤسسي المعهد الكائن في البسيتين، وعمل فيه معلم في العام 1978، «بدأ المعهد عمله في 1975، ومارس دوراً مؤثراً تجاوز به حدود البحرين ودوّل الخليج، ليمتد إلى الوطن العربي، متكئاً في ذلك على الخبراء الذين تمت بحرنتهم بنسبة تصل إلى 99 في المئة».

وأضاف «المعهد كان تابعاً لوزارة الإعلام وعصره الذهبي تزامن مع فترة المرحوم وزير الإعلام السابق طارق المؤيد، قبل أن تتم خصخصته، ومروره اليوم بوضع أشبه بالمهجور».

واستذكر سعيد دور المعهد في تلك الفترة، وقال «تتلمذ في المعهد طلاب من دول الخليج بل ومن دول أجنبية، وعدد من خريجيه، هم اليوم مدراء عامين في فنادق 5 نجوم»، مضيفاً «لم تقتصر عطاءات المعهد على العنصر الرجالي، فالبحرينيات كن حاضرات أيضاً في المجال الفندقي، وكانت لهن الريادة على مستوى الخليج»، ومبيناً أن المعهد مارس بجانب ذلك دوراً مجتمعياً عميقاً، عبر الزيارات التي كانت تنظم لكافة شرائح المجتمع بما في ذلك ربات البيوت».

كما نوه بالاستشارات التي كان المعهد يقدمها للشركات، والتي تؤكد مكانته المرموقة.

وبحسب توضيحات سعيد، فإن غياب المعهد أو ضعفه أدى لخلق فراغ، سلبياته تبدو بينة، مستشهداً على ذلك بضعف تواجد البحرينيين العاملين في الفنادق، تحديداً في المراكز الإدارية.

ويتواجد في البحرين نحو 120 فندقاً، كل منها يشتمل على 60 وظيفة مختلفة، الأمر الذي يؤشر وفقاً للمختصين، إلى قدرة هذا القطاع على توفير آلاف الوظائف. وتتردد أنباء، تفصح عن توجه لدى وزارة العمل، ممثلةً في المجلس النوعي للتدريب في قطاع الضيافة، بإنشاء معهد جديد للفندقة.

ويواجه قطاع السياحة بصورة عامة، تحديات تتجاوز الجانب الرسمي والإداري، وتطال «التشويه المجتمعي»، على حد تعبير المختصين.

حول ذلك، يتحدث الأستاذ في قسم الإعلام والسياحة والفنون بجامعة البحرين حابس سماوي، ليؤكد أن القطاع السياحي ورغم أهميته البالغة، لم يعد يستهوي البحرينيين، مشيراً إلى أن التراجع الحاصل اليوم قياساً بما كان عليه الحال في التسعينيات.

سماوي الذي يرجع ذلك لجملة عوامل، تشمل النظرة المجتمعية السلبية ومستوى الرواتب في بداية العمل، يقول «في بداية الأمر، كانت برامج السياحة تجتذب الكثيرين، لكن الطلاب تأثروا بما يدور حولهم من تشويه للعمل في القطاع السياحي، ما أدى إلى التراجع الحالي في أعداد المقبلين على دراسته»، مضيفاً «دفع هذا التشويه، البعض لإخفاء تخصصهم عن الأسرة، خوفاً من ردة الفعل وخجلاً من نظرة المجتمع».

وفيما يتعلق بسياحة البواخر التي يقترب موسمها، قال سماوي «هذا النوع من السياحة مهم، لكن المطلوب عدم الاكتفاء بذلك، فالباخرة الواحدة تحرك معها 40 باصاً و40 مرشداً، وهذا الأمر يتطلب استثمار بدرجة أكبر، وصولاً لتنشيط اقتصادي أكبر، وجعل السياح الأجانب أدوات ترويج للبحرين».

وأضاف «نجاح السياحة في أي بلد مرتبط بشكل رئيس في استفادة العنصر الوطني منها، ورغم تناغم القانون البحريني مع ذلك، حيث يشدد على ضرورة أن يكون المرشد بحرينياً، إلا أن الواقع يتحدث بلغة مغايرة لذلك، فالبحرينيون زاهدون في وظائف السياحة، والأجانب يهيمنون على 80 في المئة منها»، منادياً في هذا الصدد بتصحيح النظرة للعمل في السياحة وفي الفنادق تحديداً، والتي مكنت البعض من كتابة قصص نجاح مهنية ملفتة.

وتابع «لدينا أسماء بحرينية بدأت مشوارها مع العمل الفندقي من تغسيل الصحون، وهي اليوم تحتل مراكز عليا حتى أصبحوا مدراء عامين، بامتيازات تتفوق على امتيازات وزراء».

ويشدد سماوي على أهمية الحديث عن السياحة، بوصفها مصدراً من مصادر الدخل القومي، في هذا الوقت بالتحديد، حيث ثروة النفط التي تتراجع، وحيث البديل الدائم والمطلوب للحيلولة دون وقوع الأزمات الاقتصادية الخانقة.

العدد 4770 - الإثنين 28 سبتمبر 2015م الموافق 14 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 6:33 ص

      قهر

      اي والله اشتغل في فندق البحرينيين ينعدون عالاصابع...والاجانب مكتسحين الاشغال في كل قطاع ويصرفون عليهم صرف... ليش ما يشغلون البحرينيين فوق هذا اطفشونا ويتفلسفون علينا

    • زائر 1 | 4:11 ص

      كم نسبة البحرنة في قطاع السياحة في البلد؟

      شكرا للمسؤولين في إدارة السياحة على متابعتهم الدائمة, بس في رسالة اتمني توصل الي من يهمه الأمر وهي ان نسبة البحرينيين قليلة جدا في هذا القطاع النشط في البلد.. من غير ذكر أسماذ يوجد الأن 11 فندق من فئة 5 نجوم يعني ناخذ متوسط عدد الموظفين 400 لكل فندق 400*11=4400 موظف يشتغلون في فنادق فئة ال 5 نجوم فقط هذا العدد يتم الانفاق عليه من السكن والاكل والتاشيرات والرواتب والاداريين مدارس خاصة وعناية صحية .. لو فرضنا 15% بحرينيين كم فرصة عمل راح نوفر للمواطنيين؟؟ هذه مسولية النواب ووزارة العمل

اقرأ ايضاً