المواطن حسين عطية، التقته «الوسط»، في مقرّ شركته بساحل المالكية، تمكن بعد 15 عاماً من مضاعفة ما بحوزته من إمكانيات، حتى نقل تجربته المهنية في مجال ألعاب الأطفال، من الصفر إلى شركة تتكون اليوم من 15 موظفاً بمجموع رواتب يصل إلى 750 ديناراً، وبتكاليف تقدر بألف دينار شهريّاً.

«معلم المالكية» الذي صنع قصة نجاحه بـ «ألعاب الأطفال»

«الملچاوي» حسين عطية: بدأت من الصفر... وأدير اليوم 15 موظفاً برواتب تصل إلى 750 ديناراً

المالكية - محمد العلوي

بين ظهرانينا حكايات نجاح وكفاح، لم تنلْ حظَّها من الإعلام، فأبطالها المستترون ظلوا يحفرون تجاربهم بعيداً عن الأضواء، حتى كانت المحصلة... قصص نجاح يشار إليها بالبنان.

المواطن حسين عطية، الذي التقته «الوسط»، في مقرّ شركته بساحل المالكية، لا يرى في نفسه أي اختلافٍ، لكنه على رغم ذلك، تمكن بعد 15 عاماً من مضاعفة ما بحوزته من إمكانيات، حتى نقل تجربته المهنية في مجال ألعاب الأطفال، من الصفر إلى شركة تتكون اليوم من 15 موظفاً بمجموع رواتب يصل إلى 750 ديناراً، وبتكاليف تقدر بألف دينار شهريّاً.

لا يكتفي عطية بذلك، إذ يؤكد منح موظفيه زيادة سنوية، بمن فيهم أخته أم حسين وابن قريته فاضل حسان، اللذان يصفهما بـ «الذراعين الأساسيين في عمل الشركة».

يتحدث «المعلم» عطية، عن البدايات والابتسامة لا تفارق محياه «ففي العام 2000، كانت البداية، وقبل ذلك كانت المحاولات، إذ عملت قبل توظيفي معلماً في وزارة التربية والتعليم، في مجموعة مجالات، بينها التدرب على الحلاقة الرجالية من جانب وزارة العمل، والعمل في الوقت نفسه في شركة لألعاب الأطفال».

ويضيف «تطلب الجمع بين ذلك، البقاء لأكثر من 13 ساعة خارج المنزل، فكانت شريكة حياتي أم علي، بصبرها وبمساعدتها لي، شريكاً حقيقيّاً لي في كل ما تحقق، كما لا أنسى فضل ولديَّ علي وحسن، اللذين ظلا يكدحان مع والدهما، ليكونا عن جدارة واستحقاق بطلين لنجاحٍ لم يخل من تحديات».

ويتابع «خلال عملي في شركة ألعاب الأطفال، حزت مكافأة موظف الشهر، على رغم عملي بالنظام الجزئي، وبعد أشهر معدودة تم قبولي من وزارة التربية والتعليم للعمل معلماً لمادة العلوم، ما اضطرني إلى الاستقالة من الشركة على رغم محاولات مسئوليها إقناعي بالاستمرار معهم، وكان ذلك بسبب حرصي على عدم التقصير سواءً في الوزارة أو الشركة».

ويواصل «تركت الشركة لكن العمل فيها مثل البذرة التي نمت بعد عامين، ففي 2002، بدأت مشروعي الخاص وكانت البداية بلعبة واحدة متواضعة الصناعة، وحين شرعت وزارة البلديات في تطوير ساحل المالكية، تقدمت لبلدية الشمالية بطلب موقع للألعاب، فما كان منهم إلا التشجيع والتسهيل، وهنا كلمة شكر وعرفان لازمة لكلٍّ من مدير إدارة المنتزهات العامة والأسواق بوزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني حسين الصفار، ورئيس لجنة ساحل المالكية حسن إبراهيم».

وخلال السنوات الماضية، عمل عطية على تطوير شركته، وظل كما يقول «جاهزاً لأية فرصة تلوح في الأفق»، وهي أحد مفاتيح النجاح التي شملت، إلى جانب ذلك مقاومته النظرة السلبية التي قوبل بها من قبل بعضهم ممن ظل يعاتبه بالقول: «أنت معلم، فكيف لك أن تهبط لبيع الذرة؟».

هنا، كانت لعطية وقفته التي لا تخلو من حكمة، يوضحها بالقول: «لم أكترث بكل ذلك، فقناعتي الراسخة أن أساس الشخصية، يكمن في تعامل المرء مع الناس، وليس في مستوى وظيفته، ولهذا نرى موظفاً يتفوق على مسئوله في الجانب الاجتماعي».

ويدير عطية شركته برؤية تمتزج فيها الدقة عبر برنامج الحسابات المخصص لمعرفة الجدوى المالية لكل آلة، وعبّر بقوله: إن «الأولوية للتوظيف، تذهب للفئات المحتاجة، وللبحرينيين بصورة حصرية».

طموحات عطية لم تنته بعد، حيث يعتزم تطوير شركته من خلال بحثه عن مساحة أكبر، كما ينوي التقاعد عن وظيفته كمعلم بعد 3 سنوات، ليتفرغ بعدها للدراسات الإسلامية، والتي تشغل حيزاً كبيراً من اهتماماته.