العدد 4778 - الثلثاء 06 أكتوبر 2015م الموافق 22 ذي الحجة 1436هـ

"منتدى الثلثاء" يشدوا "القطيف" بأمسية شعرية "نبض بين الخط والنيل"

الوسط – محرر منوعات 

تحديث: 12 مايو 2017

نظم "منتدى الثلثاء الثقافي" بمنطقة القطيف في المملكة العربية السعودية أمسية شعرية تحت عنوان "نبض بين الخط والنيل"، إذ استضاف كلاً من الشاعر مصطفى الكحلاوي (مصر)، والشاعر علي الشيخ (القطيف).

وأقيمت الأمسية الشعرية بحضور أدبي وثقافي متميز، وذلك مساء الثلثاء (6 أكتوبر/ تشرين الأول 2015)، وذلك بحسب ما نشره موقع "منتدى الثلثاء الثقافي".

وتخلل الأمسية فقرة حوارية حول الشعر والشعراء ودورهم الثقافي في المجتمع.

وبدأت الأمسية الشعرية التي أدارها الشاعر فريد النمر مُرحباً بفارسي الأمسية والحضور، واصفاً الضيفين بأنهما شاعرين امتلكا زمام اللغة باتساع جهاتها الشعرية وملامحها الجميلة الفارعة، مدللين جهة القصيدة بين غزل وحب وفرح مستشهدا بمقولة هيجل: "إن الله يلهم الشاعر بيتاً واحداً، وعلى الشاعر أن يكتب القصيدة كاملة".

وعرف مدير الأمسية بمصطفى الكحلاوي الحاصل على ليسانس آداب من جامعة حلوان، ويعمل مدرساً للغة العربية، وأصدر ثلاثة دواوين شعرية، وكان أحد المشاركين في مسابقة أمير الشعراء (بالإمارات) العام 2008؛ ويكتب في أكثر من جريدة صحافية ومجلة عربية.

واشتهر بمقاله الجدلي "شوقي لا يستحق أن يكون أميراً للشعراء".

كما عُرّف بالشاعر علي الشيخ الحاصل على البكالوريوس لغة عربية، وله عدة أنشطة أدبية منها تأسيسه لجماعة المهجر الجامعي بالرياض، وعضويته بمنتدى الكوثر الأدبي بالقطيف، وله دراسة بعنوان "قل تعالوا" و"ملاحظات نقدية على كتاب صفي الدين الحلي"، وأخرى بعنوان "قراءة في ذاكرة الزمن" نشرت في مجلة الواحة التراثية.

وصدر للشيخ "عند سدرة المنتهى" بالاشتراك مع السيد محمد الخباز، وديوان "مملكة التسبيح"، ومجموعات شعرية أخرى مخطوطة.

وضمن ثلاث جولات شعرية ممتعة، تناوب الشاعران في إلقاء القصائد وسط إصغاء وتصفيق الحضور، قدم فيها الشاعر مصطفى الكحلاوي من جمهورية مصر مقطوعات شعرية في الحب والعشق بدأها بقصيدة "الحب في الزمن الصعب" والتي جاء فيها:

أحبك في زمان القهر.. لا أخشى المرابينا

ولو جاءت رياح الموت.. تعصفنا ستحيينا

وأرفض من يساومني.. عليك أو يعادينا

وأعرف أن أزمان يسترهقنا وتشقينا

وأهواك ولو موتا فحبك قد يداوينا .

تلاها بقصيدة مرهفة الحس "غربة وحنين"، جاء فيها: ينازعني الحنين إليك والشوق فهل يوما لمحت القلب يحترق هي النيران تعصفني وتحرقني إذا أبحرت مبتعداً فنفترق

فيا أحلى من الذهب ويا أغلى من الماس إليك القلب يستبق تحاصرني سهامك كلما أمضي فتأسرني وتسكنني وتخترق. كما ألقى أيضا قصيدة "عــلميـنــي"، جاء فيها:

علميني من دموعي كيف أهرب

علميني كيف في عينيك أبحر

كيف أنسى كل جرح في حياتي

كيف أنسى كل حلم قد تبخر

وادخلي في كل جزء من وريدي

واسكنيني واستعيدي الشمس تزهر

لا تخافي من جنوني أو جموحي

وامنحيني ضوء عينيك لأسحر

غيري نبضي تعالي أخرجيني من زماني

إن قلبي قد تصحر

وختم مشاركته بقصيدته "الوقت الضائع" قال فيها:

لماذا جئت يا قمري إلى صحراء أيامي وقد جفت ينابيعي وماتت كل أغصاني ؟

رميت سهام عينيك عصفت بكل وجداني

فلا سحر يخلصني ولا أرض سترعاني

أحاول منك أن أهرب ونبض القلب يعماني

فيكيف أقاوم الموج وسيف الحب أرداني.

واختتم الكحلاوي مقطوعاته بقصيدة "لليل والقضبان وعيناك"، يقول فيها:

مسافات ٌوقضبان وعيناكِ ورغم البعد أهواك

فلا ليل سيبعدنا ولا موت يفرقنا

أحبك سوف أكتبها على عيني .. على قلبي وانقشها على قبري فحبك كالهوى يجري بأنفاسي .. بشرياني.. بإحساسي..

فلا تبك فدمعك سوف يحرقني يحاصرني ويخنقني

فما عمري وما عشقي سوى ذكرى إذا تبكي ..

أما الجولة الشعرية للشاعر علي الشيخ، فقد استعرض بعض نتاجه الشعري العمودي والتفعيلة، تناولت مواضيع متعددة مبتدئاً برائعته "رغيف نبي" في شخصية الرسول محمد (ص) قائلاً:

أعيدوا على سمعي حكاية بوحه فلي باتساع الوحي شوق لصبحه على سحنة الماء المقفى رأيته يداوي جراحات الضمير بجرحه فجففت ظل الياسمين لعلني أغامر في تأويل آيات شرحه سأستغفر الماء الذي في نبوتي لأصبح يوما من عبارات مدحه أن أدعي أن النبوة متعة يعلقها طه على باب صرحه وان جميع الأنبياء تعلموا دروس الهوى من بعض أجراس لوحه.

ثم قدم عدة مقطوعات اتسمت بالعذوبة والغموض أحياناً مبتدئاً بقصيدته "سديم العدم"، ورد فيها:

يجيء على فمي غزل عفيف ويخصف أه مدمعي الرغيف أنا نصف من الكلمات مهما تشرد بعضها رقص الرصيف كرائحة الأنوثة وهي تغري ثقوب الغيب تهصرها الحروف سأولد من رتوش الماء ذنباً "قطيفيا" ويا نعم القطيفُ!!

ثـم تـلاها بمقطـوعــة بعنـــوان "آخــر رشـــفة":

لشوق يعبث بي وعندي أسئلة من درب الثغر الشهي وقبله من راود الرقص الموشى بالندى من سرب الوله المذاب وحن له يا من زرعت السنبلات على فمي وطبعت في من المحبة سنبله كن أنت آخر رشفة أشتاقها فالعشق آخره يغازل أوله. ومن قصيدته "انزلاق الجفاف" أنشد قائلاً :

شدت بزيتون الجفاف وشاحها وطهت بثقب الأنبياء جراحها تـرفـوا مسافة دمعها برمادها دفئا .. وتمنح للقاء سماحها معجونة بالوقت تدعك ظلها غيبا.. وتستر بالعفاف قداحها مسكونة بالوحي .. ملأى بالإبا إن شردت ليلاً .. تمط صباحها تتسكع الطرقات فوق إزارها فوضى المنافي .. إذ تزم رياحها لا شئ كالزيتون حاول مرة قضم المساء فلفعته رماحها

وفي مقطوعة قصيرة بعنوان "ترميم" قال فيها:

عطش المسافة أن يرممك الرصيف ولربما.. احتاج الربيع إلى الخريف الماء يظمأ .. ربما .. لا تسألوا لا فرق بين الناس في لغة الرغيف لكنني رغم التشرد والأسى تحتاج آمالي لذاكرة القطيف.

واختتم الشاعر الشيخ تقديمه بقصيدته "وعلم آدم الشعراء"، قالها وفاء في حق الأديب الكبير السيد عدنان العوامي:

آت وفي لغتي شوق يحن لكا يا صانع الحرف بوح الحرف لحنكا يا أيها الساجد الأحلى لنخلتنا بالله حسبك أن الشوق أتمركا في الساجدين غدا قدما يغازلنا أن القطيف قوارير خلقن لكا .

الى أن قال:

قلتَ القطيف القطيف القلب خبأها قالت فسبحان من بالقلب خبأكا لو فتشوا كل عرق فيك ما وجدوا إلاّ القطيف يصلي نبضها معكا .

وفي معرض النقاش الثقافي حول الشعر ودوره، أشار الشاعر مصطفى الكحلاوي إلى أن الشاعر ضمير أمة، ويجب أن يتفاعل معه الناس ولا يكون كذلك إلاّ إذا كتب القصيدة بأسلوب السهل الممتنع وابتعد عن الكتابة النخبوية.

وقال أن الشاعر المصري كامل الشناوي صاحب ديوان "لا تكذبي" يعتبر من عمالقة الشعراء المعاصرين وشعره يفوق شعر نزار قباني.

وتعبيرا عن تجربته الشعرية أوضح أن "القصيدة تكتبني، ولا اكتبها، فالنص بلا عاطفة لا يعد نصاً".

وتحدث الشاعر علي الشيخ قائلا أنه لا بد أن تكون القصيدة نصا مثقـفا عابراً للمحيطات وليس عابرا للعاطفة فقط، وأن القصيدة الناجحة هي التي تقرأ بأكثر من تأويل نصي، وتكمن لذة النص في وصوله إلى التعددية التأويلية في تفاعل حميمي مع المتذوق من خلال حسه بالنص.

وعلق الشاعر مصطفى أبو الرز بقوله أن القصيدة يجب أن تشرك المتلقي من خلال الغموض الذي يثير الأسئلة لديه، والغموض يختلف عن الايهام.

وسبقت الندوة فعاليات مصاحبة، فقد تحدثت مجموعة "ربليون بيكشر" المهتمة بإصدار أفلام اجتماعية توعوية، والتي أسسها كلاً من حسين المحفوظ وماجد السيهاتي ومرتجى حميدي.

وذكر المحفوظ أن المجموعة أصدرت خمسة أفلام منذ تأسيسها عام 2013، وحققت المركز الأول بفيلم "بنان" ضمن مسابقة "اقرأ" التي نظمتها شركة "أرامكو" للتحفيز على القراءة.

كما أنتجت فيلمين بالتعاون مع إدارة المرور هما "لحياتهم ثمن" و "قرار".

وتحدث أيضاً هاشم العبد الله عن معرضه الشخصي الذي يشارك به في المنتدى هذا الأسبوع، والمتخصص في التصوير الضوئي الخاص بكرة القدم؛ شارحاً بداياته في تصوير المباريات المحلية ثم تدرج إلى التصوير على مستوى المملكة العربية السعودية ودول الخليج.

والعبد الله حاصل على بكالوريوس إعلام، ويعمل محرراً صحافياً تلفزيوني مع قنوات "الجزيرة الرياضية"، ومصور متعاون مع وكالة "سي إن إن العربية".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً