العدد 4781 - الجمعة 09 أكتوبر 2015م الموافق 25 ذي الحجة 1436هـ

القطان يدعو الشباب المتورطين في العنف والتخريب لفتح صفحة جديدة في العام الجديد

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

دعا إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، الشباب الذين «تورطوا في العنف والتخريب والإرهاب، والتفجير، والحرق للممتلكات العامة والخاصة، بأن يفتحوا صفحة جديدة في حياتهم وفي عامهم الجديد، وأن يتوبوا إلى الله، ويتقوا الله تعالى في أنفسهم وأهليهم، وفي وطنهم ويتبصَّروا في واقعهم».

وحث القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (9 أكتوبر/ تشرين الأول 2015)، الشباب إلى أن «يحفظوا أمنهم واستقرارهم، وليعتبروا بحال من فقدوا الأمنَ كيف يعيشون، وكيف حالُهم الآن، تدبَّروا غيْركم من البلاد المنكوبة، لتعرفوا واقعَكم وما أنتم فيه من النعم، فلا يتَّخذكم الأعداء والحاقدون والمحرضون في الداخل والخارج مطايا لهم ليقضوا بكم أغراضَهم، وينفِّذوا على أيديكم مخططاتِهم، لتكونوا على حذر في أموركم كلّها، فالزموا الإحسانَ والخير، وابتعِدوا عن السّوء والفساد، والتخريب والعنف والتفجير والإرهاب وأذية العباد، فإن هذا مما حرمه الإسلام أشد التحريم».

ولفت إلى أن يوم أمس كان آخر جمعة من العام الهجري الحالي (1436)، وبعدها سيرحل العام الهجري بما فيه من أفراح وأتراح، معتبراً أن «هذا الرحيل ليترك في النفوس الأسى والحسرة والحزن، ويدفع إلى أخذ العبرة والعظة، الأسى على زمن انقضى في غير طاعة الله، وابتغاء مرضاته، والحزن على فراق أحبة مضوا بين طيات السنين، والتحفوا القبور، وانقطع بهم ما كانوا يؤملونه، وغدوا أثراً بعد عين».

وأكد أنه «ينبغي أخذ العبرة والعظة مما مر بالأمة الإسلامية في العام الفائت، من أحداث جسام، أقضت المضاجع، وأفزعت القلوب، فكم مر بالأسماع ومازال يمر، ما نزل وينزل بإخوانكم المظلومين في فلسطين وفي الأقصى الجريح وفي سورية المنكوبة وفي أراكان وغيرهم، على يد أعدائهم المجرمين، من الظلم والقسوة، ومن التخريب والتدمير والقتل والتشريد والتهجير والإبعاد وسفك الدماء وغير ذلك، فتألم له المسلمون جميعاً ،إذ كانوا كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».

وأضاف «كم رأينا وسمعنا عن بلدان كانت آمنة مستقرة تدخل فيها الأجنبي الماكر الخبيث، وتكالب عليهم الأعداء من كل مكان، فانتشرت فيها مظاهر القتل والقتال والتطرف والإرهاب والفوضى وتأجيج الطائفية بين أبناء الوطن الواحد... كل ذلك وغيره مما يجب أن نأخذ منه العبر، وهو مما يدعو إلى الرجوع إلى الله تعالى، والتعلق به، والتمسك بدينه، والاهتداء بشرعه، لعل الله العلي القدير أن يبدل المسلمين بدلاً من الخوف أمناً، ومن البؤس والشدائد والمحن رخاء وعزة ونصراً، ومن الأعوام العصيبة أعواماً تشرق باليمن والبركات، والخير العميم».

كما دعا القطان كل مسلم إلى أن يعاهد نفسه في مطلع العام الهجري الجديد «على التوبة والرجوع إلى الله، والمحافظة على الصلوات، وسائر الفرائض والطاعات، والحذر من الوقوع في المحرمات، وارتكاب المحظورات، واحفظ لسانك عن المحرمات من الكذب والغيبة والنميمة والبذاءة والفحش وأذية العباد، وعليك بالورع في المطعم والمشرب، واجتناب ما لا يحل، واحذر من الكسب الحرام، واحرص على بر الوالدين وصلة الأرحام، وبذل المعروف للقريب والبعيد، وتطهير القلب من الحسد والعداوة والبغضاء، واحذر من الوقيعة في أعراض المسلمين، واجتهد في القيام بالدعوة إلى الله، بالحكمة والموعظة الحسنة، وأد حقوق الأولاد والزوجة على الوجه الأكمل، وما أجمل أن يكون هذا العام انطلاقة تغير في المجتمعات، ومحافظة النساء والفتيات على حجابهن، والتزامهن بالستر والحشمة والحياء، امتثالاً لأمر الله واتباعاً لهديه (ص)، واقتفاءً بسير الصحابيات والصالحات».

وقال: «جاهل من يغتر بالشباب، وأحمق من يتعلق بالتراب. ما أجهل مَن أنسته صحته، وما أسفه من أطغته قوته، ويا لخسارة من ألهته دنياه عن آخرته، فيا أبناء العشرين، بادروا الفُتوّة والشباب. ويا أبناء الثلاثين، انتصف العمر وجدّت الركاب. ويا أبناء الأربعين، بلغتم الأشد وحق العتاب. ويا أبناء الخمسين، ضعف الجسم والرأس شاب. ويا أبناء الستين، فُتِح ـ والله ـ للموت باب. ويا من بلغت السبعين أو أكثر، لقد أمهل الله لك وأعذر، أفيجدر بك أن تتراجع وتتقهقر؟! كيف ترضى لنفسك أن تجالس الفارغين الغّافلين؟! أم كيف تخوض مع الخائضين، وتستهزئ مع المستهزئين؟! بل كيف تجاري أهل الغيبة والنمّامين؟! أما آن لك أن تعود إلى ربك وتبكي على ذنبك؟! أما آن لك أن تشتغل بعيوبك عن عيوب غيرك؟!».

وذكر أن: «لكل شيء بداية ونهاية، ونهاية عامنا الهجري قد أوشكت على الاقتراب، فقد آذن عامنا بالرحيل وولى الأعقاب، وإن هذا الرحيل ليترك في النفوس عظيم الحزن وبليغ الأسى على جزء من العمر قد انقضى وتصرم، ومضى في غير طاعة للمولى، وربما في مقارفة بعض الذنوب واتباع الهوى، ولا يمكن رد شيء مما فيه أو إصلاحه أو تلافيه إلا بالتوبة الصادقة، والندم على ما كان، والرجوع حقًاً إلى الملك الديان.

وأضاف «لنحاسب أنفسنا، ونستلهم الدروس والعبر ونحن في ختام العام، ماذا قدمنا من أعمال صالحة؟ دعونا، نتباحث عن عامنا كيف أمضيناه، وعن وقتنا كيف قضيناه، وننظر في كتاب أعمالنا كيف طويناه، وفيه نبصر ما أسلفناه، ويتبين ما قدمناه، فإن كان خيراً حمدنا الله وشكرناه، وإن كان شراً تبنا إلى الله واستغفرناه».

وأردف قائلاً: «كم في النفوس من لوعة على فراق أحبة لنا مضوا خلال العام راحلين، وانقطع ذكرهم، رجال طالما انتظروا الصلاة بعد الصلاة، وطالما لهجوا بتلاوة الآيات، وعمروا الأوقات بجليل الطاعات وعظيم القربات، استُلّوا من بيننا دون اختيار، ومضَوا إلى الله الواحد القهار. وإنّ في الله عزاء من كل مصيبة، وجبراناً من كل نقيصة، وخلفاً من كل فائت. وكم من أهوال عظام، وأحداث جسام، مرت بنا خلال العام، أقضت المضاجع، وأفزعت القلوب في الهواجع، من ظلم الظالمين وإفساد الفاسدين».

وأشار إلى أن «كثيراً من الناس تمضي عليهم الأيام والشهور، وتنصرم عليهم الأعوام والدهور، وهم بين السهو والغفلة وكثرة المشاغل، والانهماك في متع الحياة الدنيا، حتى يفاجئهم الموت وهم على غير استعداد ليوم المعاد، والتزود له بخير الزاد».

ورأى إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي أن «المؤمن العاقل بين مخافتين، بين أجل مضى لا يدري ما الله صانع فيه، وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاضٍ فيه، وليس بعد الموت من مستعتب، ولا بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار، إننا نفرح بمرور الأيام والشهور لنبلغ مقاصدنا وهي في الحقيقة من أعمارنا، ومن استوفى أيامه وعمره، رحل عن الدنيا وترك كل ما له فيها، وانتقل إلى دار الآخرة وهو في تلك الحالة أحوج ما يكون إلى الزيادة في الحسنات والتخفيف من السيئات».

العدد 4781 - الجمعة 09 أكتوبر 2015م الموافق 25 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 37 | 4:33 م

      يبة

      هاذلين الشباب ليهم مطالب الواحد ماراح يسوي شي ال لسبب وجميع البلدان يصير نفس الشي والي يقول نفس سوريا والعراق هناك جماعات مسلحة والبعض يسميهم ثوار وهني يحرق كم إطار يقول لك ارهابي ويقعد لك ينصح

    • زائر 40 زائر 37 | 6:08 م

      بحرانيه

      نتمنى الاصلاح ف اسرع وقت فليسى هناك وقت للمزيد من العنف
      الله بحغظ الجميع

    • زائر 36 | 12:36 م

      اي شباب تنصح؟

      ابنك اذا طالبك بحاجته بدلا من ان تتعذر له ان لم تستطيع توفيرها له تقابله بعنف وقسوه ماذا تتوقع ان يكون رده وهل يبرر لك رده ان نقصيه وتسجنه وتعذبه وهو ابنك حشاشة يوفك ام تعتذرله وتعالج الموضوع معه وتعده بتلبة متطلباته اذا من المفترض يغفر لمن ؟

    • زائر 35 | 12:14 م

      تعليق

      كلام جيد كلامه صح

    • زائر 31 | 10:09 ص

      ليش يتم توظيف

      ليش يتم توظيف الأجنبي. في .... انا شفت بعض الاجانب اصغار حتى لم يكتمل شاربه يتم توظيفه في .... اليس المواطن أبدا بذلك

    • زائر 27 | 6:00 ص

      بنت عليوي

      نبي اصلاح والأستماع الى مطالب الشعب ( نبي المسئولين تستمع وتهتم لهموم الشعب مب تزيد همهم هم و...

    • زائر 25 | 5:11 ص

      اللي يتكلم عن الوظائف ماشبعتوا چذب للحين

      ثلاثة إرباع شرطة المجتمع من الاخوان الشيعه
      نصف إدارة المرور من الاخوان الشيعه
      نصف الدفاع المدني من الاخوان الشيعه
      والله العظيم ورب الكعبه حتى هناك في الجيش من الاخوان الشيعه
      اليس تلك وظائف عسكرية
      ليش الجذب واللف والدوران

    • زائر 33 زائر 25 | 10:19 ص

      بس ثلاثة ارباع

      كم من عاطل في البلد اكثر من نص البلد قاعدين في بيوتهم او يعمل اعمال حره يعني لو يتم توظيف نص البلاد افضل من ان يتم توظيف الأجنبي

    • زائر 23 | 4:34 ص

      اول شيى

      اول إطلاق اللي في السجون بعدين اصير خير كم واحد في السجن ولافوق 1000 سجين يعني معقوله كلهم ارهابيين ؟

    • زائر 22 | 3:43 ص

      ويلاه

      وحنا بعد ندعو ياشيخ ،،بس الثابث انه الحكومه هي لي تجلب العنف وسلب الامن ،،وعلى كل عنفها بعد ندعو الى الحوار وفتح صفحه جديده لاجل الوطن وطن المجميع

    • زائر 18 | 2:51 ص

      كلمة حق

      ياجماعه يامن تحرقون بالقرى والطرق ترى اختنقنا ، غازات المصانع من جهه وانتو من جهه يبه انتو تحطمون ا احنا ترى الحكومه حاكرتكم ... وانتو شوارع زفته واوصاخ يعني انطرو الكوليرا ياديموقراطين

    • زائر 24 زائر 18 | 4:55 ص

      كلامك صحيح

      يعني هل بحرق الأطارات في الشارع تتحقق الديمقراطيه ؟كيف تريد حياة كريمه وأنت تحرق امام قريتك وتعطل الناس وتتسبب في عرقلة السير يوجد أشخاص مرضى وحالات طارئة لماذا لا تحسب لها حساب انا عن نفسي لا اؤيد حرق الأطارات ولا حتى المسيرات في القرى.وهل تريدون للبلد ان يصبح مثل سوريا او ليبيا او غيرهم المطلوب من العقلاء من كلا الجانبين الجلوس معاً لإنهاء هذِهِ المشكله وليس بحرق الإطارات او المسيرات وأنا اعتبر المسيرات مثل علبة البيبسي من يخرج الغاز منها تصبح بلا طعم والمسيرات كذلك خرج المضمون منها .

    • زائر 15 | 2:32 ص

      وجه كلامك للحكومة تارسة السجون من الاوادم

      كلامك مردود عليه

    • زائر 14 | 2:23 ص

      سعيد السعيد

      بارك الله فيك يا شيخ ونتمنى من جميع العلماء من كلا الطائفتين ان يتحدوا ويتكاتفوا وتصبح هناك جلسات موحده بينهم ويتواصلوا فيما بينهم لتقريب وجهات النظر الوطنية فقط بعيداً عن الدين والمذهبية.

    • زائر 13 | 2:14 ص

      افتحوا الأبواب

      زاير 10
      الابواب تفتح للوطنين وليس الارهابين العملاء

    • زائر 12 | 1:49 ص

      الحين اللي ماتو شلون ؟

      اللي ماتو بعد يتوبون ؟؟ اللي ماتو تحت التعذيب و بالرصاص وبالدهس كيف توبتهم ؟

    • زائر 20 زائر 12 | 3:02 ص

      زائر

      ياشيخ من زامان وحنا نقول ماء يصح الا الصحيح

    • زائر 7 | 12:28 ص

      اتركو شعائرنا

      نطالب الداخلية بترك الافعال الصبيانية باعتداء رجالاتها على الشعائر الحسينة ولا يستفزو مشاعر الشعب

    • زائر 11 زائر 7 | 1:46 ص

      ..

      الحسين مدرسة الأحرار

    • زائر 6 | 12:22 ص

      الله يهديك يا شيخ

      نسيت توجه النصايح للحكومه بأنها تحافظ على هذا الوطن وعلى مواطنيه من افة التجنيس وتوظيف ابناء البلد وتوفير الحياه الكريمه لجميع الشعب الاصلي من مسكن ووظايف وزيادة رواتب وعدم التمييز والقضاء على الفساد والمفسدين وبعدين لين صار هالشي ما بتجوف في أي تخريب ولا كلمة من الكلام الي قلته في خطبتك فيجب أولااصلاح الأساس ...
      وسلامتكم

    • زائر 8 زائر 6 | 12:37 ص

      عطيتهياه في اليابهه

      كلام سليم 100%

    • زائر 10 زائر 6 | 12:44 ص

      افتحوا لهم ابواب التوظيف

      افتحوا لهم ابواب التوظيف في الوظائف المحترمة التي تحتكرونها في القطاع العام والقطاع العسكري ، احتضنوهم ولبوا متطلباتهم المعيشية ان كنتم صادقين

    • زائر 4 | 11:55 م

      كلمة حق

      نتمني لمن له في قلبه حبا لهذا الوطن ان يتامل في هذه الكلمات وان ناخد يايدانا جميعا حاكما ومحكوما لنفتح صفحة جديدة في العام الجديد لحوار ناجع ونجعل نصب اعيننا مصلحة هذا الوطن لترتاح البلاد والعباد من شرور الفتن وننعم جميعا بالامن والامان .

    • زائر 3 | 10:34 م

      ندعوكم لإصلاح

      ندعوكم لإصلاح حقيقي يقوم على العدالة و نبذ العنف من اي طرف. و ترك اللعب بمقدرات الوطن خصوصا الشباب

    • زائر 16 زائر 3 | 2:46 ص

      كلام سليم

      100%

    • زائر 2 | 10:26 م

      كلام جيد

      انا كذلك أدعو العقلاء في البلاد وهم كثر وفي مقدمتهم جلالة الملك وسمو ولي العهد ورئيس الوزراء ان يصدروا عفوا عن الأطفال المتورطين في اعمال الشغب وأخذ جميع الضمانات من أهليهم لضبطهم وإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع فالوطن بحاجة ماسة الى هذا الجيل المغرر به..

    • زائر 5 زائر 2 | 12:17 ص

      نعم

      أوافقك الرأي وأتمنى ان يصدر قرار ب ذالك

    • زائر 28 زائر 2 | 7:07 ص

      سيكون

      سيكون هناك عفو وزياده في الراتب وهذا احساسي فقط لا غير، البلد يتجه الى الاحسن باذن الله

    • زائر 1 | 10:21 م

      الكاسر

      لماذا لا توجة الكلام للحكومة بان يتركو الشباب ان يعبرو ويرفضو أشكال الظلم بالطرق السلمية
      ( المسيارات السلمية )
      من تطلع مسيرة في اي قرية جابهت ها الحكومة بالقوة المفرطة

اقرأ ايضاً