العدد 4782 - السبت 10 أكتوبر 2015م الموافق 26 ذي الحجة 1436هـ

بعد 75 فائزاً تبقى جائزة نوبل للاقتصاد موضع جدل

يخطئ خبراء الاقتصاد باستمرار ولا يتفقون على شيء، ورغم ذلك لديهم جائزة نوبل خاصة باختصاصهم لاتزال شرعيتها موضع جدل بعد منحها إلى 75 فائزاً.

وسيعلن عن جائزة 2015 التي هي رسمياً «جائزة بنك السويد في العلوم الاقتصادية تكريماً لألفرد نوبل» الاثنين في الساعة 11:00 (تغ) في ستوكهولم.

وستختتم هذه الجائزة موسماً منحت خلاله جائزة نوبل للآداب إلى سفيتلانا أليكسيفيتش وللسلام إلى الرباعي الراعي للحوار في تونس.

فهل جائزة نوبل هذه حقيقية أم مزيفة؟ في كل سنة نذكر أن فكرة منح جائزة لخبراء الاقتصاد لم تخطر على بال الفرد نوبل وأنها أضيفت إلى الجوائز الأخرى اعتباراً من 1969 للاحتفال بالذكرى 300 لتأسيس البنك المركزي السويدي.

تتميز هذه الجائزة عن الجوائز التي منحت الأسبوع الماضي للفيزياء والكيمياء. وأكد بيتر انغلاند الرئيس السابق للجنة الاقتصاد على الموقع الإلكتروني لمؤسسة نوبل أن «الاقتصاد ليس من العلوم التجريبية».

لكن آخرين يعتبرون أن الاقتصاد من العلوم التجريبية. وفي 2002 منحت الجائزة للأميركي فيرنون سميث الذي كان يؤسس اسواقاً صغيرة مع طلابه وفاز بها «عن أعماله التي جعلت من التجارب المخبرية أداة للتحليل يمكن تطبيقها في مجال العلوم الاقتصادية».

وللجنة هذا العام فرصة لمنح الجائزة لخبراء اقتصاد احتكوا خصوصاً بالواقع الأليم للأزمة المالية كالفرنسي اوليفييه بلانشار الذي ترك مهامه قي صندوق النقد الدولي والأميركي بن برنانكي المتقاعد من الاحتياطي الأميركي.

لكن المرشحين الأوفر حظاً هم أساتذة غير معروفين في جامعات أميركية مثل الأميركي الهندي الأصل افيناش ديكسيت (جامعة برينستون) والأميركي روبرت بارو (جامعة هارفارد) أو الفنلندي بينغت هولستروم (إم آي تي).

ويعكس التنوع بين العشرات لا بل المئات من المرشحين الانقسامات العميقة التي يشهدها هذا المجال.

ولم تساهم العلوم الاقتصادية في إيجاد «قوانين» مقبولة من جميع الخبراء. والمبدأ الذي يؤمن به قسم كبير من الخبراء وهو أن العناصر الاقتصادية تستند إلى المنطق، يعارضه مثلاً تيار آخر يمثله روبرت شيلر حائز جائزة نوبل لعام 2013.

وترى شيلا دو أستاذة الاقتصاد في جامعة سترلينغ (اسكتلندا) أن هذا التباين مكسب. وصرحت لوكالة فرانس برس «من الأفضل أن يكون لدينا مجموعة مقاربات نستوحي منها (...) لمعالجة المشاكل الاقتصادية الجديدة».

وثمنت أن تكون لجنة نوبل «تعددية» مشيرة إلى أنه «يمكن للاقتصاد أن يكون من العلوم الاجتماعية الناضجة وألا يطمح إلى وضع قوانين عالمية أو التوصل إلى اجماع معمم».

وهناك خبراء اقتصاد ينتقدون حتى مبدأ هذه الجائزة، ويقولون إنه من خلال مكافأة الباحث الأكثر إبداعاً يبالغون في تقدير إنجازات فكرية تجريدية بعيدة كل البعد عن الفعل الحقيقي للاقتصاد.

العدد 4782 - السبت 10 أكتوبر 2015م الموافق 26 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً