العدد 4786 - الأربعاء 14 أكتوبر 2015م الموافق 30 ذي الحجة 1436هـ

مدير «معهد المكفوفين» لـ «الوسط»: 1000 كفيف وضعيف بصر و400 خريج خلال 30 عاماً

خلال احتفائهم باليوم العالمي للعصا البيضاء... طفل كفيف يحفظ القرآن وأخرى تحلم بمقعد الدراسة

عدد من طلبة الدمج في المدارس الحكومية خلال حضورهم حصصاً بالمعهد  بينهم محمد حافظ القرآن - تصوير : محمد المخرق
عدد من طلبة الدمج في المدارس الحكومية خلال حضورهم حصصاً بالمعهد بينهم محمد حافظ القرآن - تصوير : محمد المخرق

طفلان حرما من نعمة البصر، ومنحهما الله قدرات أخرى، فالطفل الكفيف محمد طالب متفوق في الصف الخامس الابتدائي بإحدى المدارس الحكومية، واليوم هو حافظ للقرآن الكريم، أما ملاك فتجتهد لتحقيق حلمها بالانتقال من المعهد للحصول على مقعد دراسي بإحدى مدارس الدمج الحكومية، إذ أشارت إلى أنها تعلم أن الزي المدرسي لونه أحمر.

وفي ذلك قال مدير المعهد السعودي البحريني للمكفوفين عبدالواحد الخياط لـ «الوسط»، بمناسبة اليوم العالمي للعصا البيضاء والذي يصادف اليوم الخميس (15 أكتوبر/ تشرين الأول 2015)، إن مملكة البحرين تضم نحو 1000 كفيف وضعيف بصر، وإن المعهد خرَّج طوال أكثر من 30 عاماً نحو 400 خريج.

ونوه إلى أنه سيتم قريبا إطلاق حملة «حاسب آلي لكل كفيف»، وذلك على غرار «آلة كاتبة لكل كفيف» والتي سبق أن أطلقها المعهد ولقيت دعماً من الجهات الرسمية والأهلية، فيما أشار إلى أن وزارة التربية والتعليم عرضت تقديم 20 حاسباً آليّاً (برنتو) للمعهد.

وعن التحديات التي يواجهها المعهد، أشار إلى أنها مطابقة للتحديات التي يواجهها جميع العاملين في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة، والمتعلقة بالدعم، داعياً إلى شراكة مجتمعية حقيقية بين القطاعين العام والخاص لخدمة هذه الفئة.

ولفت إلى أن عدد منتسبي المعهد اليوم 27 طالباً، فضلا عن 35 طالباً آخرين دمجوا في المدارس الحكومية، ومازال المعهد يقدم لهم الدعم عن طريق منتسبيه من المعلمين، فيما لفت إلى أن المعهد في طور التطوير من خلال إنشاء وحدة الإعاقة المتعددة التي تضم مكفوفين مصابين بإعاقات متعددة وتقدم إليهم في هذه الوحدة خدمات تأهيلية وتمنحهم المهارات التي تعينهم في حياتهم.

وحول المعهد، أشار الخياط إلى أنه مؤسسة تعليمية خاصة بذوي الإعاقة البصرية، أنشئ قبل أكثر من 40 عاماً وتحديداً في العام 1974 باسم معهد النور للخليج العربي للمكفوفين، يتبع المكتب الإقليمي للجنة الشرق الأوسط لشئون المكفوفين بالمملكة العربية السعودية، وكان يضم أعداداً كبيرة من الطلاب من دول مجلس التعاون العربية والإسلامية، وكان يوفر السكن الداخلي وجميع احتياجات الطلاب وتذاكر السفر ومصروف الجيب والدراسة، وفي العام 1997 تم توقيع مذكرة تفاهم بين البحرين والمملكة العربية السعودية واختيار اسم المعهد البحريني السعودي للمكفوفين وحاليّا المعهد تشرف عليه رسميّاً وزارة التربية والتعليم

وفيما يتعلق بأهداف المعهد، أشار إلى أنها تدور حول تأهيل المكفوفين علميا وتربويا وثقافيا وتقديم الرعاية لهم والعناية بهم اجتماعيا وصحيا، وذلك لإعدادهم ليكونوا أعضاء نافعين وليشاركوا المجتمع بقدراتهم وطاقاتهم بالقدر الذي تسمح ظروفهم الجسمية البصرية، وليحظوا بالتمتع بمستقبل أفضل، منوها إلى الخدمات التي يقدمها وهي تعليم الطلبة المكفوفين من الجنسين وفقا لمناهج وزارة التربية والتعليم وإعدادهم أكاديميّاً ثم يتم انتقالهم بعدها لمتابعة تعليمهم في المدارس التابعة إلى الوزارة تطبيقاً لمفهوم الدمج مع زملائهم المبصرين، وتوفير الكتب الدراسية بطريقة الخط البارز (برايل) لصفوف المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، سواء كانوا داخل المعهد أو خارجه، والاهتمام بتعليم الطلبة المكفوفين بطريقة برايل قراءة وكتابة باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك كمبدأ أساسي لتأهيل الطلبة المكفوفين تربويّاً، وتكوين العادات السليمة لدى الطلبة عن طريق ممارسة الأنشطة وفق برامج محددة ومنظمة، بحيث تنمي لدى الطلبة مفهوم الاعتماد على الذات، وإتاحة الفرصة للطلبة لإقامة العلاقات الاجتماعية السليمة في القسمين الخارجي والداخلي وصولاً إلى مرحلة التوافق النفسي والتكيف الاجتماعي، والكشف عن قدرات وإمكانات الطلبة المكفوفين وتنميتها وصقلها لخدمة أهداف برامج الدمج الاجتماعي في مدارس التعليم العام.

وفي سياق ذي صلة، تطرق في حديثه إلى مشروع توظيف المكفوفين، إذ بين المجلس النوعي للتدريب في قطاع تجارة التجزئة أطلق مرحلة البحث عن وظائف لـ 10 مكفوفين من خريجي الثانوية العامة فما فوق، وذلك ضمن مشروع (ندعمهم) لتوظيف وتدريب وتأهيل وإدماج المكفوفين والذي يأتي بالتعاون مع وزارة العمل ومعهد بريدج لحلول التدريب وجمعية الصداقة للمكفوفين والمعهد البحريني السعودي للمكفوفين.

وعن الاحتفال باليوم العالمي للعصا البيضاء، أشار إلى أنه يأتي تأكيداً لأهمية العصا في حياة المكفوفين كرمز وشعار للمكفوفين في الحركة والتنقل، إضافة إلى التأكيد على المجتمع بالوقوف بجانب المكفوفين ولصالح قضاياهم ومد يد العون لهم.

وأشار إلى أن الاحتفال يأتي متزامناً مع الاحتفال مع يوم البصر العالمي، الذي تم قبل أيام، مؤكداً دعم القيادة بذوي الاحتياجات الخاصة عامة والمكفوفين خاصة.

وأوضح الخياط أن دول العالم وخصوصاً الدول المتقدمة اهتمت بموضوع تعليم فن الحركة للمكفوفين وإدراك الاتجاهات وذلك بتشجيع البرامج الخاصة بالحركة وإصدار التشريعات واللوائح لتنظيم المدن والشوارع وأرصفة المشاة وتقاطعات الشوارع وتحديد نقاط عبور آمنة للمشاة ووضع قواعد لتنظيم المرور بحيث تضمن سيراً آمناً لجميع المواطنين راكبين أو مرتجلين أسوياء أو غير أسوياء.

وأضاف أن الاحتفال يأتي أيضا متزامناً مع خطة دمج الطلبة المكفوفين بمدارس وزارة التربية والتعليم، إذ يقوم المعهد وبالتنسيق مع إدارة التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم بتفعيل هذا الدمج وإنجاحه.

وأضاف مدير المعهد أن إدارة المعهد ووزارة التربية والتعليم عملا سوية في تفعيل هذا الاحتفال من خلال تثبيت لوحات بمعظم المدارس تتضمن أسماء الفصول والقاعات والخدمات بخط برايل ما يمكن الطالب الكفيف من الوصول إلى مراده من خلال هذه اللوحات.

وأكد أن إدارة المعهد تعمل جديا لوضع ممرات خاصة بحركة المكفوفين من البوابة الرئيسية إلى داخل الصفوف والقاعات الأمر الذي يسهل على الطلبة المكفوفين الحركة داخل المعهد بيسر وأمان.

وأشار إلى أن المعهد اهتم بهذا الموضوع وهو موضوع فن الحركة وإدراك الاتجاهات منذ إنشائه بتوفير الخبرات من المتخصصين في هذا المجال والعمل على إعداد وتدريب الكوادر الوطنية المتخصصة التي تستطيع أن تكمل مسيرة التدريب، إضافة إلى ذلك المشاركة في المؤتمرات الخاصة بفن الحركة، مشيدا بجهود الأخصائية في فن الحركة وإدراك الاتجاهات بالمعهد معصومة تقي التي تعمل في تدريب الطلبة وغيرهم على فنون استخدام العصا وعلى معرفة الاتجاهات المختلفة التي تسهل حركتهم.

وقال الخياط: «إن الكفيف أصبح الآن يعيش بحرية واستقلالية بمساعدة هذه العصا إلا أنه في الوقت نفسه بحاجة إلى الآخرين، وخاصة في المواقف الصعبة أحياناً كاجتيازه الشوارع والأسواق والمرافق العامة الجديدة عليه»، وذكر أن العصا البيضاء هي عبارة عن عصا طويلة ذات ألوان بيضاء وحمراء يستخدمها الكفيف لتساعده على التنقل وتساعده على اكتشاف العقبات التي يواجهها أمامه، وصممت العديد من أنواع العصا لكي تلائم المكفوفين، فمنها العصا الثابتة وغير الثابتة والتي يمكن طيها، وتصنع هذه العصا من سبيكة الألمنيوم أو الألياف الزجاجية أو الخشب.

وأوضح مدير المعهد أن العصا البيضاء تعتبر على المستوى العلمي أداة تعريف بالكفيف؛ لذلك فإنها تعطي مستخدمها حق الطريق وإفساح المجال لسيرهم من قبل الآخرين، وخاصة من أصحاب السيارات، كما تعتبر العصا وعلى بساطتها وقلة تكاليفها من أكثر الأدوات العملية المساعدة على الحركة والتنقل.

العدد 4786 - الأربعاء 14 أكتوبر 2015م الموافق 30 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 3:30 ص

      الاعاقات الخاصه وظلمها من قبل الحكومه

      الكثير من خريجات وخريجين الجامعه عاطلين عن العمل او يعملون في وظائف لا تقدر شهاداتهم. خاصتا في معهد الصداقه للمكفوفين لا يوظف المواطنين من خريجين جامعه البحرين ويوظف اجانب

    • زائر 3 | 3:30 ص

      الاعاقات الخاصه وظلمها من قبل الحكومه

      الكثير من خريجات وخريجين الجامعه عاطلين عن العمل او يعملون في وظائف لا تقدر شهاداتهم. خاصتا في معهد الصداقه للمكفوفين لا يوظف المواطنين من خريجين جامعه البحرين ويوظف اجانب

    • زائر 2 | 3:13 ص

      احلام المكفوفين الجامعين

      نتمنى من المعهد السعي بجدية مع وزارة التربية والتعليم لتوظيف الجامعين الموهلين للتدريس بالمعهد والتقليل من جلب المدرسين الغير موهلين لذلك من داخل وخارج البلد .. فلا جهة غير المعهد تقبل بتوظيف المكفوفين اساسا
      مع العلم ان بعض المكفوفين لازال بانتظار حلم توظيف بوظيفة مدرس منذ 14 سنة والمعهد لا يسعي بجدية لتوظيفهم بل يستقبل الوافيد بشكل غريب جدا وابناا البلد محرومين من حقهم
      نتمني الابتعاد عن توافه الأمور كالمذاهب وغيرها والتفرقات

    • زائر 1 | 10:47 م

      الظلم ظلمات يوم القيامة.هنيءا لكم..

      التمييز في توظيف العاطلين الجامعيين وصل حتى للمكفوفين ..ويوظف وافدون جدد لا علاقة لهم بالمكفوفين على حساب أهل البلد من ذوي الاحتياجات الخاصة ...وهذا من أبشع صور الظلم...

اقرأ ايضاً