العدد 4796 - السبت 24 أكتوبر 2015م الموافق 10 محرم 1437هـ

رابطة «جي إس إم ايه»: البحرين من الدول العربية التي تشهد نضوج مستويات سوق الاتصالات فيها

الوسط - المحرر الاقتصادي 

24 أكتوبر 2015

أشارت دراسة جديدة لـرابطة «جي إس إم ايه» تم نشرها خلال سلسلة مؤتمرات «موبايل 360 - الشرق الأوسط» التي تنعقد في دبي الأسبوع الجاري، إلى أن شبكات إنترنت النطاق العريض المتنقلة ستدعم أكثر من ثلثي اشتراكات خدمة الاتصالات المتنقلة في مختلف أنحاء الدول العربية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بحلول العام 2020. وتوصّلت الدراسة الجديدة بعنوان «الاقتصاد المتنقل: الدول العربية 2015» إلى أنَّ سوق الاتصالات المتنقلة في الدول العربية سيحقق 350 مليون اشتراك في شبكات النطاق العريض المتنقلة من الجيلين الثالث والرابع (3G/4G) بحلول العام 2020، ما نسبته 69 في المئة من إجمالي اشتراكات الاتصالات في المنطقة، مقابل 34 في المئة في نهاية العام 2014. ويأتي هذا الانتقال السريع والمتفوّق في شبكات الاتصالات المتنقلة نتيجة الزيادة في استثمار المشغّلين في شبكات الجيلين الثالث والرابع (3G/4G) وتزايد انتشار الهواتف الذكية. ومن المتوقع أن تسجل اعداد الهواتف الذكية في المنطقة زيادة بثلاثة أضعاف تقريباً بين عامي 2014 و2020، لتصل إلى 327 مليونا.

وفي تعليق له على ذلك قال المدير العام بالإنابة ورئيس الشؤون التقنية في رابطة «جي إس إم إيه» أليكس سنكلير: «ان واقع الاتصالات المتنقلة في الدول العربية فيه تباينات كثيرة من حيث نضوج الأسواق، بدءاً من أسواق منطقة شمال إفريقيا التي تشهد نمواً سريعاً إلى الدول المتقدّمة في مجلس التعاون الخليجي، ومع ذلك تستفيد كافّة دول المنطقة من التحوّل إلى شبكات النطاق العريض المتنقلة وأجهزة الاتصالات نتيجة نمو استثمارات مشغلي شبكات الاتصالات المتنقلة».

وأضاف سنكلير «نحن نشجع الحكومات في المنطقة على تبني سياسات تسهم في تسريع انتشار شبكات النطاق العريض المتنقلة، على سبيل المثال عن طريق إطلاق ترددات منسقة دولياً؛ وتقديم الحوافز التي تشجع على تطوير البنية التحتية في المناطق النائية والصعبة اقتصادياً؛ وتنقيح السياسات الضريبية والتنظيمية التي قد تؤثر سلباً على الإقبال على خدمات الاتصالات المتنقلة الجديدة والمبتكرة».

وقد أنفق مشغّلو الاتصالات المتنقلة في الدول العربية أكثر من 40 مليار دولار أميركي في الاستثمار خلال السنوات الأربع الماضية، أو ما يقارب 18 في المئة من إجمالي العائدات. ويركّز الاستثمار على تحسين تغطية الشبكات، وتطوير قدراتها، ونشر شبكات النطاق العريض من الجيلين الثالث والرابع (3G/4G). ووفقاً للتقرير، فإن شبكات الجيل الثالث 3G مستخدمة حالياً في كافّة دول المنطقة ما عدا دولة واحدة، بينما هناك 23 شبكة 4G مستخدمة في 10 دول، وهناك خطّة لإطلاق شبكات الجيل الرابع 4G في 8 أسواق إضافية مستقبلاً.

مشهد متباين للاتصالات المتنقلة

تضمُّ الدول العربية 18 سوقاً في أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقد بلغ عدد الأشخاص المشتركين في الاتصالات المتنقلة في الدول العربية 199 مليونا مع نهاية العام 2014، ما يعادل نسبة نفاذ 54 في المئة من مجمل عدد سكان المنطقة. ومع ذلك فإن نضوج مستويات الأسواق تتباين وفقاً لاختلاف التطور الاقتصادي في المنطقة، فدول (البحرين، والكويت، ودولة الإمارات) تفوق فيها نسبة نفاذ اشتراكات الاشخاص في الاتصالات المتنقلة نسبة 75 في المئة، بينما تقل نسب نفاذ اشتراكات الاشخاص في الاتصالات المتنقلة في 4 دول هي (فلسطين، السودان، سورية، اليمن) عن نصف عدد السكان.

وتشير التوقعات إلى أن عدد الاشخاص المشتركين بالاتصالات المتنقلة في الدول العربية سيصل إلى 233 مليونا مع حلول العام 2020، ما يمثّل 57 في المئة من عدد السكان المتوقّع في هذه الفترة. على الرغم من ذلك فإن وتيرة نمو المشتركين ستكون ابطأ من المعدل العالمي وستنخفض نسبة اشتراكات الاشخاص في الاتصالات المتنقلة إلى اقل من المعدل المتوقع عالمياً لعام 2020 وهو 59 في المئة. وقد يعزى ذلك إلى عوامل متعددة منها احتمال تباطؤ النمو في الأسواق الكبيرة واسعة الانتشار حالياً، وتحدّيات النمو في الأسواق الأقل تطوراً ذات التجمّعات السكانية منخفضة الدخل والمناطق الريفية، إضافة إلى الظروف السياسية والاقتصادية غير المستقرة التي تعاني منها العديد من أسواق المنطقة في الوقت الراهن.

قطاع الاتصالات المتنقلة يسهم في النمو الاقتصادي وفرص العمل ورأس المال العام.

أسهم قطاع الاتصالات المتنقلة في الدول العربية بإجمالي 115 مليار دولار أميركي في الاقتصاد الإقليمي كقيمة مضافة في العام 2014، أي ما يعادل 4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة. ومن المتوقع أن تستمر مساهمة قطاع الاتصالات المتنقلة في الاقتصاد الإقليمي بالنمو لتصل إلى 160 مليار دولار أميركي بحلول العام 2020، ما يعادل 4.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي المتوقع في هذه الفترة.

ويعتبر قطاع الاتصالات المتنقلة مصدراً أساسياً لفرص العمل ورأس المال العام في المنطقة. ويسهم هذا القطاع بشكل مباشر وغير مباشر في توفير 1.3 مليون فرصة عمل في أنحاء الدول العربية في العام 2014، ومن المتوقّع أن يتجاوز الرقم 1.5 مليون فرصة عمل بحلول العام 2020. وقد أسهمت منظومة الاتصالات المتنقلة أيضاً بإجمالي ضرائب في رأس المال العام لحكومات المنطقة بواقع 12.6 مليار دولار أميركي في العام 2014، باستثناء الرسوم التنظيمية ومدفوعات مزادات الطيف. ومن المتوقع أن تشهد المساهمة نمواً يصل إلى 14.3 مليار دولار أميركي بحلول العام 2020.

وتعليقاً على ذلك، قال سنكلير: «يلعب قطاع الاتصالات المتنقلة دوراً محورياً في الاستجابة للتحديات الاجتماعية والتنموية في الدول العربية، فقد أصبحت هذه التحدّيات جادّةً في الأسواق الإقليمية التي تشهد مستويات عالية من البطالة، وارتفاع نسبة الشباب، وعدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي»، وأضاف سنكلير «تلعب الاتصالات المتنقلة في العديد من الأسواق الناشئة دوراً هاماً في تأمين التواصل بين السكان وتوفير الوصول إلى الإنترنت حيث لا تتوفر بدائل أخرى، فضلاً عن توفير حلول في مجالات أساسية مثل البنوك، والصحة، والتعليم. وفي السياق ذاته، يطلق مشغّلو الاتصالات المتنقلة في الأسواق المتقدّمة خدمات متطوّرة في قطاعات مثل: التجارة الرقمية، والهوية الرقمية، والأمن الرقمي، وإنترنت الأشياء».

العدد 4796 - السبت 24 أكتوبر 2015م الموافق 10 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً