أنقذت سرعة استجابة أفراد الدفاع المدني، قرية بوري من كارثة إنسانية، مساء أمس الأول (الجمعة)، المصادف لليلة العاشر من المحرم.

وكانت القرية، على موعد مع حادثة حريق في أحد مآتم القرية النسائية، (مأتم الزهراء)، وذلك بسبب تسرب غاز، حال وصول رجال الدفاع المدني للموقع، دون انفجار أسطوانتي الغاز الموجودتين في مطبخ المأتم.

الحدث الذي أخرج رجالات القرية، زرافات من المأتم الرجالي القريب، رصدته «الوسط»، حيث البداية التي ينقلها المواطن الشاب علي عقيل البقال «كنت ماراً لحظتها أمام المأتم بحثاً عن موقف لسيارتي، وإذا بامرأة من مأتم الزهراء (ع)، وهي تستنجد وتصرخ: حريق... حريق».

وأضاف «على الفور اتصلت هاتفياً بإدارة الدفاع المدني، فكان ردهم: سنأتي بعد وصول الإسناد، فأكدت لهم ضرورة المسارعة، لإنقاذ المأتم من فاجعة تبدو وشيكة».

ووفقاً لمشاهدات «الوسط»، فإن مركبة الإطفاء التابعة للدفاع المدني، كانت حاضرة في الموعد، ما مكن رجالها من فصل اسطوانتي الغاز، وإخراجهما بسلام من المأتم، مصحوباً ذلك بتأكيدات من قبل الضابط المسئول بالدفاع المدني مفادها أن قراراً وزارياً صدر مؤخر، وبموجبه يمكن لمركبة الإطفاء الانطلاق لموقع الحريق دون الحاجة لانتظار الإسناد، خلافاً لما كان عليه الحال سابقاً، وذلك من أجل تفادي أية خسائر قد تنجم عن تأخر الوصول للموقع.

قبل ذلك، تمكنت النساء اللاتي كن داخل المأتم، بمعيّة أطفالهن، من الخروج من المأتم، دون تسجيل أية إصابات أو خسائر بشرية.

وعقب عملية السيطرة على الحريق، التي استغرقت أكثر من نصف ساعة، أثنى رئيس المأتم أحمد حسن البقال، على جهود إدارة الدفاع المدني ورجالها الذين حلوا ضيوفاً على مائدة الحسين، مؤكداً أن دورهم كان محورياً في إنقاذ القرية من كارثة محققة، ونوه في الوقت ذاته إلى عزمه على توفير احتياطات السلامة في المأتم.

في السياق ذاته، وجه الضابط المسئول بالدفاع المدني، جملة نصائح للعموم، مبيناً أهمية تعزيز الوعي المجتمعي حول التعامل مع الحرائق والحوادث الطارئة، وخاصةً في أماكن التجمعات البشرية الكبيرة، مؤكداً ضرورة تركيب أجهزة الإنذار المتصلة بالدفاع المدني، وتوفير اسطوانات إطفاء الحريق، إلى جانب معرفة الإجراءات الأولية البسيطة والقادرة على إخماد الحريق عند الكشف المبكر.

ولم يخل المشهد من حالات تأثر وخصوصاً في صفوف النساء، فيما ظل رجال الدفاع المدني يباشرون عملهم بمساندة من الأهالي، الذين تمكنوا من إخلاء المكان من عشرات السيارات القريبة من المأتم.