العدد 4796 - السبت 24 أكتوبر 2015م الموافق 10 محرم 1437هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

أحلام إعادة التوازن

كان يعمل في الهند كمغترب، المهندس البحريني الذي يعمل في الوزارة الهندية كان مدعوّاً لاجتماع مصغر مع المقاول، سيحضر الاجتماع رئيس القسم البحريني أيضاً، ومهندس المقاول بحريني أيضاً، وفي الاجتماع المصغر يوجد زميل يعمل في القسم في الوزارة، وهو مهندس هندي من أبناء البلد، الثلاثة البحرينيون ظلوا يتحدثون عن العمل باللغة العربية البحرينية، المهندس الهندي ابن البلد بينهم يستمع ويراقب دون أن يفهم شيئاً.

هذا حلم من أحلام اليقظة يحلمها أخونا المهندس البحريني عادةً عندما يفقد توازنه في العمل ويرغب في إعادة توازنه الداخلي، فهو طبعاً يعمل هنا في البحرين وليس في الهند.

ما الذي جعله يفقد توازنه؟ في الواقع قبل قليل من هذا الحلم انتهى من الاجتماع المصغر إذ تم استدعاؤه من قبل رئيس القسم الهندي لاجتماع مصغر، فكان زميله في العمل المدعو للاجتماع المصغر هنديّاً أيضاً، وكان الممثل للمقاول مهندساً هنديّاً أيضاً، و ظل الثلاثة يتحدثون في شئون العمل المناط بالمقاول، يتحدثون بالهندية والمهندس البحريني يستمع من دون أن يفهم شيئاً مما يقولون ويتناقشون فيه.

لكن هناك واقعاً آخر يواجهه في العمل لا يستطيع إعادة التوازن فيه لنفسهـ ولا حتى عن طريق أحلام اليقظة! ألا و هو أن بعض الأماكن في العمل ممنوع دخولها على البحرينيين ومسموح دخولها من قبل العمال الأجانب.

لؤي عباس


لا تقاوِم دقات قلبك

لا تقاوم دقات قلبك ونبضاته فينتهي الأمر بك كالغافلين وهم يعيشون حياة مستعارة، يتصرفون من خلال الإسقاط الموجود في عقولهم حول من هم وكيف يجب ويفترض بهم أن يعيشوا، الحياة بالنسبة لهم باتت تقبلاً للأمر الواقع بدلاً من الحقيقة أو الضمير.

وكلما كانت مقاومك أكبر كلما كانت العوارض أكثر ألماً، تذكر أنك ما تقاومه يبقى، فلا تمنح نفسك شيئاً تدافع به ومن خلاله عن نفسها، بل انسه وتذكر أن نفسك تحارب لأجل حياتها، أحبها بدلاً من أن تحاول تدميرها، وعلمها كيف تثق بروحك التي تبقيك آمناً، ولا تنتظر أن يأتيك الخلاص من خارجك، إذ لا يوجد أي شخص في هذا العالم بإمكانك الاعتماد عليه.

كيف لمن يستشعر الخوف بداخله أن يعرف ما هو الحب؟ قد تلجأ إلى النفاق وكبت الشك بداخلك أو قد تفرض الأمر على نفسك بالقوة، إلا أن هذا الشك سيبقى شعلة متقدة في عمق أعماقك، تأكل قلبك وتميت كيانك. هكذا خوف مهما ادعى من قوة، يكون حاضراً حتى يتداعى وينهار عند أول اختبار لأنه محروم من الأساس المتين، إن ذلك الشك هو أساس هذا الخوف، أساس ربما أنت بنيت فوقه حياتك برمتها.

إن تمكنت أن تحيا عبر قلبك ستكون كتلة إحساس شاعرية لا حدود لها، ولا مسببات تحليلية في قاموسها، تحيا حال التوحد والانسجام، تحيا حال الحب، فلا وصل بين من يحب وبين الخوف، لذلك جميع الدروب التي تودي للعقل تكون هنا مقطوعة.

علي العرادي


مضائف حسينية... للارتقاء

لفت نظري بشكل كبير جدًّا، طلب زوج من زوجته إيقاف عادتهم السنوية، وهي الإطعام على حب الحسين (ع) في يوم محدد من أيام عاشوراء، وتحويل المبلغ المصروف ذاته إلى أسرة، تعيش ضائقة مادية، ورب تلك الأسرة مهدد بالسجن بسببها، على حب الحسين (ع) أيضًا، إلا أن الزوجة رفضت طلبه وأصرت على عادة الطبخ السنوية!

للبذل في سبيل إحياء أيام عاشوراء وإطعام معزي أبي عبدالله الحسين (ع) أهمية كبيرة وصريحة لا يمكن إنكارها أبدًا، وقد نجدها واضحة في ما رواه البرقي، بسنده عن عمر بن علي بن الحسين، قال: «لمّا قتل الحسين بن عليّ (ع)، لبس نساء بني هاشم السواد والمسوح، وكنّ لا يشتكين من حرّ ولا برد، وكان علي بن الحسين (ع) يعمل لهنّ الطعام للمأتم» (1).

يبدو أن في الإطعام ثلاثة أبعاد رئيسية:

1/ البذل (وقد يكون في غير الإطعام).

2/ البركة (وميزة الإطعام عن غيره أنه يختلط بمكونات جسم الإنسان من دم ولحم).

3/ سد حاجة المحتاجين والتوفير على المعوزين.

لكن لو ألقينا نظرة على الشكل الذي تتجه إليه عادة الإطعام في مجتمعنا في عاشوراء تحديدًا فأتصور أنها تحتاج منا إلى وقفة جادة.

ليست المشكلة في وجود مضائف متعددة لتقديم الطعام والشراب للمعزين على مدى أيام عاشوراء، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في كون الكثير من تلك الأطعمة فوق حاجة المعزين أصلًا، إذ يشهد سوق اللحم ارتفاعًا في المبيعات بنسبة 300 في المئة وعلى الطرف الآخر تزيد نسبة المخلفات في عاشوراء (2)، إذ إن «الإحصاءات تؤكد زيادة كمية المخلفات في موسم عاشوراء بضعف المخلفات المتولدة في باقي أيام السنة» (3). كما كُشف عن إزالة 350 طنًّا من المخلفات خلال موسم عاشوراء للعام 2013، بزيادة مقدارها 15 في المئة على مخلفات العام الذي سبقه (4).

عملية الإطعام في موسم عاشوراء لا تستهدف المعوزين كما يظهر لي، بل تستهدف المعزين والمقيمين وكل من يتواجد بمحيط توزيع الطعام، وهو أمر جيد بلا شك، لكن لو تحركنا من دائرة الإطعام الضيقة نسبيًا لدائرة البذل وهي الأوسع مساحة، فقد نقضي حاجات حقيقية لأسر تعيش أزمات مالية تهدد كيان الأسرة، كالمثال في بداية المقال بدلًا من أن نملأ بطونًا ممتلئة أصلًا. مع الحفاظ على بركة الإطعام في عاشوراء وذلك عبر توزيع المهمة بشكل منظم ومقنن وإيجابي جدًا وهو أمر صعب في البداية، إلا أنني أتصوره سهلاً يسيراً مع مرور الأيام. فمن الممكن أن يكون لكل قرية صندوق عام مخصص لتبرعات أيام عاشوراء تصرف في عمليتي البذل والإطعام، فتقوم كل حسينية ومسجد وهيئة وناد في تلك القرية بالمساهمة بملء ذلك الصندوق ثم يوضع مبلغ معين من المال تحت مسئولية إدارة كل مضيف ومأتم يحمل على عاتقه المباشرة في عملية إطعام المعزين، على أن تكون عملية توزيع الطعام منظمة تضمن تنوع الطعام دون تكراره وحصر الكمية الحقيقية المحتاجة من الطعام. فنضمن بذلك عدم إلقاء ما يفيض في سلة المهملات، فيوفر مأتمٌ مّا وجبة الغداء ويوفر آخر وجبة العشاء، ويقدم مضيفٌ ما العصائر وآخر السندويتشات، وتعزل بقية الأموال لبذلها باسم الإمام الحسين (ع)، في عملية سد عوز أبناء المنطقة، وتوفير المنح الدراسية، والمساعدات العلاجية، وإقامة مجالس العزاء، وطباعة كتيبات للأطفال والكبار، وتوفير الكتب وزوايا الرسم لنشر الوعي بمبادئ محمد وآل محمد.

تلك طبعًا مجرد فكرة من الممكن أن توضع لها خطوات تنفيذية حقيقية وذلك من أجل الارتفاع بموسم عاشوراء للحد الذي أراده له ومنه آل بيت محمد.

كثيرًا ما يتحدث الكتاب والخطباء والمثقفون عن ضرورة ذرف الدمعة حزنًا على مصاب سيد الشهداء، مع الاعتبار من قضية الحسين تحت عناوين العطاء والإيثار والحب في الله والإحسان للإنسان، وأظن أن توجيه الأموال في موسم عاشوراء في الاتجاه الذي يرتقي بفكر الإنسان، ويرفع عنه ذل الحاجة والعوز، ويقوي الروابط الاجتماعية من خلال عملية التكافل الاجتماعي حبًا في الله وامتثالًا لوصايا أهل البيت (ع) هو إحياء حقيقي لأمرهم تحت بند الاعتبار وأي اعتبار. ألم يطلب الامام الصادق (ع) أن نحيي أمرهم؟ وهل أفضل من إحياء أمر أهل البيت عمليًّا عبر كل ما ذكرناه منذ قليل؟

يقول الامام الصادق «كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم». فلنكن دعاة حب وخير وسلام بغير ألسنتنا، إنما بنوايا صادقة وأياد عاملة تقدم للمجتمع كل المجتمع خدمات جليلة باسم الحسين (ع) ليكون ذكره بحق شمعة تضيء أبد الآبدين.

إيمان الحبيشي

العدد 4796 - السبت 24 أكتوبر 2015م الموافق 10 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 3:35 ص

      الشعبي .

      وزارت الاسكان اخبرتني ان ارض الرملي ليست لاهلي عالي وسلمباد بل لطلبات القديمه ون طلبي حول على قامت الطلبات المستقبليه وارض الرملي ليست امتداد القره.

    • زائر 3 | 3:02 ص

      بوعلي

      مشروع الرملي حق عيالنا الي في الابتدائي احنا لحين نتظر حلم المشروع الشمالية منذ 2007

    • زائر 2 | 11:38 م

      مشروع الرملي الإسكاني

      إذا كان المشروع سوف يبداء العمل فيه نهاية 2015 أو بداية 2016 حسب تصريح الوزير متى راح نصل على وحده واحنا في انتظار 31 سنه من الطلبات القديمه 1984 متى يا معالي الوزير

    • زائر 1 | 10:42 م

      أخي لؤي! تصحيح:

      للتصحيح: البحرين الان ليس فقط الهندي، إنما ايضا الباكستاني و البنغالي و الفلبيني و الاردني و السوري و اليماني ... و كل هؤلاء مواطنين و نحن الغرباء

اقرأ ايضاً