العدد 4798 - الإثنين 26 أكتوبر 2015م الموافق 12 محرم 1437هـ

سويعات في الصباح الباكر... مع سواق الشاحنات: مازلنا نعاني

مع شروق الشمس، بالإمكان تسجيل بضع صور ومشاهد لسواق الشاحنات في المنطقة المخصصة للانتظار، وهي - بعد استمرار مشكلة الطوابير والانتظار الطويل لسنوات - تمثل للكثيرين منهم حالة حياتية طبيعية ارتبطت بمصدر رزقهم.

مشقة الانتظار الطويل

هنا، مجموعة من السواق تحلقت حول مائدة الإفطار المكونة في الغالب من إبريق الشاي والجبن والبيض المقلي والخبز، وهنا... سائق لايزال يغط في نوم عميق داخل شاحنته، وهناك سائق يدخن سيجارته وهو يجري اتصالاً هاتفياً... وفي انتظار الحصول على الترخيص صباحاً، فإن ثمة وضعاً معتاداً لم يعد يمثل للمنتظرين أية مشكلة... هكذا يقول السائق إبراهيم بكري، أردني الجنسية، الذي يبتسم وهو يقول: «يا صحافة من سنين بتكتبو... شو صار... فيش فايدة!»، ومع ذلك فإنه يشعر بأن اختلافاً طفيفاً خفف من معاناتهم، ففي بعض الأيام، تتسهل الأمور كثيراً مع توزيع أرقام ومواعيد الدخول، لكن ذلك لم يقضِ على مشقة الانتظار الطويل.

مشكلة... جعلتنا نكتئب!

ويعمل بكري في هذه المهنة منذ أكثر من عشر سنين، وهو يعتبر نفسه خبيراً في (التعامل مع هذه المشكلة)، فيما يرى أن بعض السواق من أصدقائه ومعارفه قرر بالفعل ترك هذه المهنة، وهناك من تركها أو اختار خطوطاً برية لا تدخله أو تخرجه من جسر الملك فهد، ويختصر ذلك بالقول: «هل تعلم بأن هذه المشكلة جعلتنا نحزن كثيراً... أصابتنا بالاكتئاب... ذلك لأننا لا نرى عوائلنا كثيراً... نحن بشر، تخيل لو أن المهمة التي سننقل لها الشحنة تأخذ في الوضع الطبيعي يوماً أو يومين... هذا يتيح لنا العودة إلى أهلنا... أما إذا استمرت إلى 4 أو 5 أيام... فذلك يشق علينا فعلاً... ولا أدري إلى متى سيبقى المسئولون عاجزين عن إيجاد حلول أكثر فاعلية... أعلم أنهم بذلوا جهداً وضبطوا بعض الأوضاع... لكنها ليست حلولاً قوية... وهذا يعني أن معاناتنا مستمرة».

منح صلاحيات للمفتشين

وعن الحلول المناسبة من وجهة نظره، فيشير إلى أن الوضع اليوم يتطلب منع استخدام الواسطات والمحسوبيات في تمرير الشاحنات خارج الطابور، ومن ثم إعادة وضع إجراءات تنظيمية من بوابة الجسر إلى حين الوصول إلى ساحة التفتيش في الجسر، وبالطبع، فإن العبء الأكبر سيقع على عاتق العاملين في قسم التفتيش الجمركي الذين يحتاجون إلى منحهم صلاحيات تخولهم إنهاء العمل دون تعقيدات فالكل أصبح يعرفنا وأصبحنا نعرفهم، وما تحمله الشاحنات بالطبع لابد أن يخضع للتفتيش، لكن نريد تيسيراً للشحنات المعتادة ومحتوى البضائع المعروفة».

والوضع يختلف كثيراً لدى السائق مينستو بالي، من نيبال، فهو يعبر عن ارتياحه من الوضع الحالي الذي لا يمكن وصفه بالحال قبل 4 أو 5 سنوات، فالحركة سريعة وانخفضت حالات الانتظار بشكل واضح، وأنا بصراحة أعتبر مدة الانتظار ليوم أو يومين أمراً اعتيادياً وكنت أعاني قبل سنوات من الانتظار لأيام، أما الآن فالوضع بالنسبة لي شخصياً جيد جداً، وها أنا أنتظر فقط حصولي على ترخيص العبور الجمركي وأنطلق في طريقي».

ويستدرك ليقول: «حين تكون مهمتي استلام شحنة من مصنع أو شركة خارج الميناء فالوضع بالنسبة لي طيب، لكن حين يلزم الأمر استلام شحنة من ميناء خليفة فإنني أكره بشدة الذهاب إلى هناك، وقد جربت الوضع أكثر من مرة، وبالفعل، ليس من السهل الحصول على رقم للانطلاق بشحنتك إلى جسر الملك فهد، وكما علمت شخصياً، فإن الكثير من السواق والشركات تقدموا بعدة شكاوى حول فوضى التنظيم وصرف الأرقام».

نرجو تقدير الظروف

ويرجع السائق محمد وهيب، كيني الجنسية، السبب في عمله بهذه المهنة لأن مدخولها طيب بالنسبة له، ثم إنه لا يجيد عملاً آخر غير عمله، وبالنسبة لمعاناته التي عاشها على مدى ثلاث سنوات، لا تعود إلى الحصول على الموافقات الرسمية بشأن بعض البضائع التي تتطلب موافقة الجهة المعنية، بل في حال وجود خلل أو ظرف يمنع السائق من التحرك حيث إنه بعض الحصول على الموافقة يتعرض المخالف للمساءلة القانونية، فنرجو تقدير الظروف الطارئة من جانب المسئولين.

يعتمد على مهارة المسئول

ولا يريد وهيب التعبير عن تفاؤله بأن هناك حلولاً قريبة وسريعة وقادرة على إنهاء المشكلة، فهذا الكلام يسمعه منذ سنين، إلا أنه يحدث في بعض الأحيان أن تسير الأمور على أفضل حال، حين يكون المسئولون عن تنظيم الحركة المرورية خارج وداخل الجسر، وكذلك المسئولون في ساحة التفتيش الجمركي بالجسر على قدر من المهارة والإدارة فإنهم يسيرون العمل على نحو أفضل بكثير عن الحال الذي يكون فيه المسئول غير قادر على تنظيم العمل.. وبابتسامة يقول: «لقد انخفضت بشكل كبير المشاجرات والملاسنات التي كنا نشاهدها بين بعض السواق وبعض المسئولين... انخفضت عن الوضع قبل 5 سنوات مثلاً.. فالكل اعتاد على الوضع، لكننا لا نريد أن تكون النتيجة هي التسليم إلى أن الوضع يجب أن يبقى على ما هو عليه».

ولعل السؤال الذي يجمع عليه السواق بعد كل هذه السنوات من استمرار المشكلة باختصار: «يا مسئولون... متى سيتم حل هذه المعضلة؟

في انتظار الحصول على ترخيص العبور
في انتظار الحصول على ترخيص العبور

العدد 4798 - الإثنين 26 أكتوبر 2015م الموافق 12 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 7:46 ص

      وضع مزري

      الله يساعدكم و يعطيكم العافية ، فعلا عمل صعب و شاق و الانتظار قاتل و مٌمل .. كان الله بعونگم ؛(

اقرأ ايضاً