العدد 4805 - الإثنين 02 نوفمبر 2015م الموافق 19 محرم 1437هـ

الفساد والطائفية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

إنَّ ما حدث في سوريَّة والعراق من انهيار لسلطة الدولة في مناطق شاسعة لم يأتِ بسبب عوامل خارجيَّة فقط. ففي الوقت الذي تضافرت جُهودٌ من خارج هاتين الدولتين لإفساح المجال للإرهابيّين للسيطرة على مُدنٍ ومَوارد إستراتيجيَّةٍ، فإنَّ انتشار الفساد الإداري - السياسي، وانتشار الطائفيَّة، ساهما بشكل مُباشرٍ في انهيار جُيوشٍ بِكاملِها، وسُقوطِ مُدُنٍ بِمُجتمعاتِها بِسرعةٍ مُذهلةٍ.

في العراق مثلاً، وحتى بعد أنْ أعلنت الحكومةُ العراقيَّةُ عن وجود عشرات الآلاف من المعاشات الوهميَّة التي كانت تُصرفُ لِجنودٍ غير موجودين، وحتى بعد انكشافِ البذخِ في الصرف على الهيكليَّات الرسمية غير الفاعلة، وحتى بعد خروج النَّاس في مُظاهراتٍ ضِدَّ الفساد، فإنَّ إصلاح ذلك الوضع لايزال يمثّل تحدياً كبيراً. وهذا الأُنموذجُ من الفساد لعلَّه انكشف بصورةٍ واضحةٍ في العراق، لكنَّه مُنتشرٌ كظاهرة في عَددٍ من بُلدانِ المنطقة، وهذا ما ساهمَ في انتشار الحركات المُتطرّفة، التي استطاعت اجتذاب الشباب، وهزَّت أو أسقطت كيانات الدول في عِدَّة أماكن.

الفسادُ والطائفيَّةُ يخلُقان الفِرصة لانتشارِ العُنف والإرهاب، كما يوفّران الأرضيَّة لانتشار الاستبداد والقمع، وفي النهاية لا يُحققان أمْناً أو اسْتقراراً، ويتسبَّبان في إنهاك الإمكانات وتمزيق نسيج المجتمعات، وتوتير الأجواء بما يُشتّتُ الجهود، ويُضعِفُ قدرة البلدان على الصعود مقارنة مع البلدان الأُخرى التي لا تعاني من هذه الأمراض. فليس هناك فَخرٌ لمن يسلك نهجاً يبدّد موارد بلاده، أو يهلك الحرث والنسل، أو ينشر الجهل والأحقاد، في عصر تنتعش فيه أُممٌ أخرى بموارد أقلّ وبظروف أصعب.

إنَّ الفساد والطائفيَّة من الأمراض التي تنخر في كُلّ هياكل الدول والمجتمعات، وهما، وإنْ توهَّم من يستخدمُهما بأنَّهما يحقّقان مصالح آنيَّة، فإنَّهما سُرعان ما يُنتجانِ المآسي للجميع من دون استثناء. إنَّ أيَّ بلد لا يُحقّق تقدماً إذا نخر الفساد في هياكله، ولا يستطيع إنجاز أي تقدم إذا كان نسيجه المجتمعي قد تفتَّت بدواعٍ فِئويَّة، وما يجري أمام أعيننا ينبغي أنْ يكون درساً للجميع؛ للابتعاد عن هذه المصائب التي لا ترحم أحداً.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4805 - الإثنين 02 نوفمبر 2015م الموافق 19 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 31 | 2:55 ص

      العلمانية

      العلمانية و فصل الدين عن السياسة و الشأن العام هما الحل الوحيد لمشاكلنا يجب إغلاق كل الأحزاب الطائفية الشيعية و السنية فهم سبب البلاء و يجب منع اصحاب اللحى و العمائم من التدخل في السياسة او الشأن العام

    • زائر 30 | 2:06 ص

      نقطة تفتيش

      في نقطة التفتيش كانت سياره فاخره امامي برقمين مرت على النقطه بدون توقف وعندما مررت انا استوقفني وقال لي لماذا لم تتوقف فقلت لهٌ ان السيارة التي امامي لم تتوقف أيضاً فقال لي الم ترى الرقم..والشغله الثانيه ربعنا كل كلمه والثانيه قالوا انتون تبع .... فمن هو الطائفي؟

    • زائر 26 | 12:32 ص

      الأخطاء لا تصلح بزرع الطائفية

      وأقحام المذاهب بالسياسة

    • زائر 25 | 12:29 ص

      لا أحد ينكر الفساد في دول العالم والعربية اكثر

      بس المصيبة العظمى الطائفية والفتنة التي أنتجها رجال الدين بتدخل في الساسة وكل مذهب يدعي الصح

    • زائر 29 زائر 25 | 1:48 ص

      تضعون فشلكم على غيركم من رجال الدين وغيرهم

      العيب فيمن السلطة بيده هو الذي يوجه المشاكل ورميكم اخطاءكم على رجال الدين هي محاولة مكشوفة.. واحد يرمي فشله على ايران والآخر رجال الدين ، وتاركين >>>>

    • زائر 32 زائر 25 | 3:17 ص

      لماذا أنشطر المسلمين وحلت الفتنة بينهم

      اليس بسبب تدخل رجال الدين في السياسة لم توجد طائفية في السابق

    • زائر 34 زائر 25 | 3:27 ص

      من الي فرق الشعب في البلد الواحد والمنطقة

      أين ما تجد الأحزاب الدينية والمذهبية تجد الاصطفاف الطائفي

    • زائر 22 | 12:20 ص

      الأمة العربية والإسلامية لم تكن فيه طائفية إلا بعد 79

      الإسلام السياسي والمذهبي هو من أنتج الطائفية والديمقراطية ليبرالية وكذلك احزابها

    • زائر 18 | 12:04 ص

      رقم 6 ورقم 12 وليش ما تتفقون وقد تعاونتم على الاثم والعدوان

      تفعلون كل الجرائم ثم تلقون بتبعاتها على ايران.
      ايران منذ الثورة حوربت اكثر من 8 سنوات وهي لم تقابل أي بلد من البلدان التي تعاونت على تدميرها لم تقابلهم بأي ردّة فعل بل كانت تحذّر من صدّام نفسه وفعلا هو من غزى دولة الكويت الشقيقة.
      في سوريا جاء تدخّل ايران ودعمها لنظام الأسد متأخرا جدا بعد ان دخلت جماعات الارهاب من 80 دولة في العالم.
      في العراق بعد الاطاحة بصدّام قالت بعض الدول انها لن تدع الشيعة يحكموا العراق وبالفعل نفّذوا ذلك بتفجيرات متواصلة

    • زائر 17 | 12:00 ص

      الفساد هو فساد النفس..

      ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. . وكيف ما تكونوا يولى عليكم. ..

    • زائر 13 | 11:54 م

      ليس اليهود فقط من يدّعون انهم شعب الله المختار

      لدينا بعض العرب ايضا يحملون نفس الفكر والاعتقاد ويروجون له في معظم البلدان العربية وهذا الفكر هو الذي انتج داعش والقاعدة وغيرها
      وهذا الفكر ما ان يدخل بلدا حتى تراه يبدأ بنفث النفس الطائفي البغيض ويتدخل في ادقّ تفاصيل حياة البشر يكفّر هذا ويمنح ذلك صكوك الغفران.
      الاموال موجودة والفكر الهدّام متوفر والسوق رائج

    • زائر 12 | 11:51 م

      اتفق مع الزائر 6

      الولاء الاعماء مع ايران

    • زائر 14 زائر 12 | 11:57 م

      ....

      حل الفساد و انخفاض أسعار النفط علشان اتطلع دول الخليج من أزمتها الاقتصادية

    • زائر 10 | 11:32 م

      وليش نروح بعيد وبلدنا تنخر الطائفية فيه قبل غيره

      الطائفية التي مورست في البحرين كانت تمارس قبل العراق وقبل سوريا ولا زالت تمارس بصورها البغيضة وعلى مستويات تتحدث عنها وزارة الخارجية الامريكية وبغض النظر عن كلام الخارجية الامريكية التي لا تتحدث الا وفق مصالحها لكنها حقائق تدفنها وتظهرها وقت ما تشاء حسب المصالح.
      البحرين بلد الطائفية والتمييز العنصري البغيض واما الفساد فحدث ولا حرج

    • زائر 7 | 10:22 م

      دكتورنا

      اكيد سمعت عن المثل الي يقول من عمره ماتبخر تبخر واحترق هذا الي حصل في العراق بعد 2003

    • زائر 9 زائر 7 | 11:22 م

      هذا الصح

      ليس لك الحق ان تتهم احد ما والفساد مستشري عندك ربما انت واحد منهم / صحح وضعك في بلدك اولا وما اكثره و ثم بعدها عليك بالاخرين @ شكرا دكتور

    • زائر 6 | 10:21 م

      بلدان فاشلة

      كل بلد يوجد لإيران فيه نفوذ ينتهي الى بلد فاشل لا توجد به حكومة قوية فالعراق بلد فاشل و كذلك سوريا و كذلك لبنان و اخيراً اليمن فالفشل و الطائفية و الفساد هما أساس الفكر الايراني

    • زائر 8 زائر 6 | 11:11 م

      كل شيء إيران ويش حارك منها

      السؤال الفساد المالي في البحرين سببه إيران، الضغط في المستشفيات سببه ايران، يالحبيب الله يساعد اللي دافع إليك اذا مخك مبرمج

    • زائر 11 زائر 6 | 11:42 م

      الله يازمان ؟؟؟

      وأكمل لك عزيزي الطائفيه في ا لبعثات سببها ايران , مدينه حمد وبعد أنا عشر سنه لم يكن فيهامسجد واحد لطائفه مسلمه سببه ايران , ولليوم المساجد لا تابنى الا بعد اللتيا والتي بينما الآخرين لا يتوقف البناء ؟؟؟؟ والساكنين من الطائفه الاخرى حول هذا السجد سببه ايران , مليارات الدولارات التي تعوم في العام والشعوب العربيه سببه ايران , ويش خليت للشيطان ولاسرائيل يا سعاده زائر رقم 6

    • زائر 19 زائر 6 | 12:09 ص

      لا توجد طائفية حادة ولا فتنة إلا بعد 79

      حتى الدكتاتور على صالح وبشار صارو مجاهدين بسبب الطائفية

    • زائر 21 زائر 6 | 12:18 ص

      شيطنة ايران عمليات مكشوفة

      جزء من السياسة الامريكية الصهيونية هي شيطنة ايران وبالتعاون مع بعض الدول العربية وبعض الجهلة العرب الذين قبلوا استبدال عدوهم الاول بآخر لا شأن له بالعداء لهم. والآيام اثبتت ولا زالت تثبت هذه الحقيقة لكن البعض اما جاهلا واما قابض لكي يقوم بمحاولة شيطنة ايران

    • زائر 35 زائر 6 | 4:07 ص

      الى العميان في البصر والعميان في البصيره وخصوصا رقم 6

      الفساد المعلن وبوضوح الشمس والمتفق عليه من جميع الأطياف والحمد لله وهو : الفساد في جميع مفاصل البلد والمدون لما يسمى ديوان الرقابه !هل هذا الفساد المدون في تقرير ديوان الرقابه سببه خارجي ؟؟؟ إن كنتم يا رقم 6 و 12 مغفلين وببغاوات فنحن لا وألف لا.

    • زائر 42 زائر 6 | 7:03 ص

      المساجد

      المساجد 38 اللي هدمت.... يا زائر رقم 6 ؟؟؟

    • زائر 43 زائر 6 | 7:49 ص

      هههههه

      والله كنت بنام هههههه حسبي الله على بليسك هذا تفكيرك لو تنكت؟

    • زائر 5 | 9:42 م

      صحيح

      والتميز أيضاً يادكتور، حيث اني اليوم حصلت على مخالفة وقوف خاطئ وكنا اربع سيارات 3 سيارات متواضعة حصلنا مخالفة،، وسيارة لكسز فاخرة لم تحصل على مخالفة وتغاضى عنها المرور بشكل فاضح بل وفسح المرور لصاحباتها الطريق للانصراف ،، وقد هزت هده الحادثة كل من كان في الجفير وتحدثنا مع الملازم والمرور وكان يعترف بان االقانون لا يطبق على الجميع ،، نحن نواجه التمييز ضد الفقراء اليوم أيضاً

    • زائر 20 زائر 5 | 12:17 ص

      ،،

      البارحة شفت السالفة... هذا المرور قدام الكل والله عيب على ناس وناس القانون

    • زائر 24 زائر 5 | 12:21 ص

      ههههه

      سبحان الله انا بعد بس طفت الا كانت صايرة واول مرة اشوف تمييز في البلد بهذا الوضوح كان على بالي ان شوي بالخشة يصير علقل

    • زائر 28 زائر 5 | 1:05 ص

      إذهب إلى وسط المنامة عند باب البحرين و انظر إلى فساد المرور

      سيارات الفقراء المتواضعة يتم إعطائها مخالفة على أقل شيء ...... أما اليوم في الصباح أثناء ذهابي للعمل شاهدت بأم عيني سيارة (بي أم دبليو) من النوع الفخم جدا تقف في أماكن مخصصة فقط لسيارات الأجرة .... الغريبة أن المرور لم يعطيه مخالفة أو يقول له أن لا يوقف سيارته في هذا المكان!
      القانون على ناس و ناس.

    • زائر 40 زائر 5 | 6:57 ص

      مو في ايد المرور

      لو يعطى المخالفة إلى هؤلاء الهوامير للتم إنهاء خدمة شرطي المرور.

    • زائر 44 زائر 5 | 10:10 ص

      حسبنا الله ونعم الوكيل

    • زائر 3 | 9:23 م

      ابداع

      نعم..
      انها حروف من ذهب

    • زائر 2 | 9:18 م

      السلام

      الفساد واحد مفسد حرامي أما الطائفيه هي مختلقه في بلداننا و الي خلقها الإنجليز هذوله الشيطان الرجيم.

    • زائر 41 زائر 2 | 7:02 ص

      ليس المال فقط

      الفساد لا يقتصر في سرقة الأموال العامة او الارتشاء. عدم إنجاز الاعمال و تاخير المواطنين و هدر وقتهم و جهد المجتمع فساد. هذا منتشر في جميع الإدارات دون محاسبة. لا يسأل موظف ما لماذا أخرت معاملة المراجعين؟ الجميع الموظفين يتمتعون بالحصانة.

    • زائر 1 | 8:41 م

      انه كهل لا يسمع.

      احسنت دكتور فكلامك نعيشه كبدايه . ولكن ما العمل ؟ فلا احد يستطيع الكلام معه, وهو كهل وبيده زمان كل شى وامى لا يفقه اى ش سو القوه الى سرقها من الوطن. فا الله المستعان.

اقرأ ايضاً