العدد 4813 - الثلثاء 10 نوفمبر 2015م الموافق 27 محرم 1437هـ

بوتين: سنعزز قدرات قواتنا النووية في مواجهة الدرع الأميركية

الرئيس الروسي وأمير الكويت يؤكدان تقارب المواقف حيال قضايا المنطقة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ملتقياً أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر في سوتشي - afp
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ملتقياً أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر في سوتشي - afp

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الهدف الحقيقي وراء الدرع الصاروخية الأميركية يكمن في احتواء القدرات النووية الروسية، وتعهد بتعزيز القوات الاستراتيجية الروسية رداً على ذلك، حسبما نقلت عنه قناة «روسيا اليوم».

وصرح بوتين في اجتماع عقده أمس الثلثاء (10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) في منتجع سوتشي جنوبي روسيا لبحث خطط تطوير القوات المسلحة الروسية قائلاً: «الإشارات إلى الخطرين الإيراني والكوري الشمالي النوويين ليست إلا تغطية للخطط الحقيقية... أما الهدف الحقيقي فيكمن في تحييد القدرات الاستراتيجية النووية للدول النووية الأخرى باستثناء الولايات المتحدة وحلفائها، وبالدرجة الأولى تحييد القدرات النووية لروسيا».

وأكد الرئيس بوتين أن موسكو ستتخذ الإجراءات الضرورية لتعزيز قدرات قواتها النووية الاستراتيجية، وذلك على خلفية مواصلة الولايات المتحدة وحلفائها بناء الدرع الصاروخية العالمية، من دون أخذ قلق روسيا واقتراحاتها بشأن التعاون في مجال الدفاع الصاروخي، بعين الاعتبار. واعتبر أن واشنطن تسعى للحصول على التفوق العسكري المطلق على الدول الأخرى والاستفادة مما يحمل هذا التفوق في طياته من العواقب.

وشدد قائلاً: «قلنا أكثر من مرة إن روسيا ستتخذ الإجراءات الضرورية لتعزيز قدرات قواتها النووية الاستراتيجية»، معيداً إلى الأذهان أن العمل على تشييد الدرع الصاروخية الأميركية مستمر على رغم تسوية القضية النووية الإيرانية، «سنعمل على تطوير منظومتنا للدفاع الصاروخي، لكن في المرحلة الأولى، سنعمل، كما قلنا أكثر من مرة، على تطوير منظومات ضاربة قادرة على اختراق كل المنظومات للدفاع الصاروخي».

وأعاد بوتين إلى الأذهان أن مؤسسات الصناعة الحربية في روسيا طورت خلال السنوات الماضية واختبرت بنجاح حزمة من الأسلحة الواعدة القادرة على تنفيذ أي مهمات متعلقة بمواجهة منظومات الدفاع الصاروخي متعددة الأنواع... وبدأ تزويد القوات المسلحة الروسية بهذه الأسلحة». وتابع أن الاجتماع في سوتشي يركز بدرجة كبيرة على بحث سير تدريبات الجيش على استخدام هذه الأسلحة الجديدة، بالإضافة إلى تطوير منظومات أسلحة واعدة أخرى من شأنها أن تحدد صورة القوات المسلحة الروسية للعقود المقبلة، وستمثل رداً على التحديات التي تواجهها روسيا.

على صعيد آخر، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف إن روسيا والكويت متفقتان على ضرورة تسوية الأزمة السورية عبر الحوار السياسي، وذلك في معرض تعليقه على نتائج القمة الروسية الكويتية في سوتشي، حسبما نقلت عنه قناة «روسيا اليوم».

وأوضح لافروف أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ركزا خلال لقائهما على مسائل الأجندة الدولية.

وأشارا إلى تطابق أو تقارب مواقف البلدين حيال جميع القضايا المعاصرة، بما في ذلك قضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وصرح خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكويتي صباح خالد الحمد الصباح أمس (الثلثاء) قائلاً: «فيما يخص الأزمة السورية، لدينا مواقف متطابقة حيال ضرورة إيقاف العمليات القتالية وإراقة الدماء في أقرب وقت، والشروع فوراً في عملية سياسية بمشاركة ممثلي الحكومة وجميع أطياف المعارضة».

وفيما يخص حل النزاع في سورية، دعا لافروف إلى ضرورة وضع قائمة بالمنظمات الإرهابية من أجل تبديد كل الشبهات بشأن توجه هذه الجماعة المسلحة أو تلك، مضيفاً أن الجماعات المدرجة على قائمة الإرهاب ستبقى هدفاً مشروعاً للقائمين على محاربة الإرهاب حتى بعد وقف إطلاق النار.

وتابع: «النداءات العامة بتنحية النظام في سورية بدلاً من التركيز على وضع قائمة بمنظمات إرهابية وأخرى معارضة، ستقود إلى إفشال اللقاء في فيينا بشأن التسوية السورية». وأكد لافروف أن مكافحة تنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية من أولويات كل من روسيا والكويت، مضيفاً أن الإرهاب لا يهدد سورية والعراق وحدهما، بل وسائر دول المنطقة، بما فيها الكويت. وأضاف: «نحن على يقين بأن التغلب على الشر ممكن فقط بجهود مشتركة على أساس القانون الدولي وبعيداً عن ازدواجية المعايير، لمنع الإرهابيين من الاستيلاء على الحكم في بلد من بلدان المنطقة».

هذا وقال لافروف إن زعيمي روسيا والكويت أكدا خلال محادثاتهما وجود رصيد جيد لتعميق العلاقات بين البلدين، بما في ذلك اتفاق الجانبين بشأن تخفيف نظام التأشيرات. من جانبه صرح وزير الخارجية الكويتي، صباح خالد الصباح في تعليقه على مباحثات أمس، بأن بلاده تعول على دور روسيا فيما يتعلق برسم صورة عامة لكيفية البحث عن حل الأزمة السورية حلاً سلمياً وإعمار البلاد بعد دمارها.

كما ذكر الوزير أن البلدين اتفقا على تنسيق جهودهما في مواجهة الإرهاب. وكان الرئيس الروسي قد قال في مستهل لقائه أمير الكويت إنه راض عن هذه الفرصة لبحث الأوضاع في الشرق الأوسط.

وذكر بوتين أن زيارة أمير الكويت الراهنة، تعد الأولى له منذ توليه زمام السلطة في بلاده. لكنه أعاد إلى الأذهان أن الأمير الصباح معروف جيداً في روسيا منذ توليه منصب وزير الخارجية الكويتي.

وأردف قائلاً: «إننا راضون عن فرصة الاجتماع بكم وبحث العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة والتي باتت معقدة جداً».

العدد 4813 - الثلثاء 10 نوفمبر 2015م الموافق 27 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً