العدد 4815 - الخميس 12 نوفمبر 2015م الموافق 29 محرم 1437هـ

«موسم البواخر» ينطلق اليوم ليستقبل 50 ألف سائح... مواقع جاهزة وأخرى تنتظر التأهيل

يدر ملايين الدنانير... ومطالبات باستثمار أكبر

معبد باربار
معبد باربار

كرباباد، سار، عالي، الرفاع - محمد العلوي 

12 نوفمبر 2015

على أعتاب موسم جديد للبواخر السياحية، تتأهب مملكة البحرين لاستقبال نحو 50 ألف سائح، بدءاً من اليوم الجمعة (13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015)، وبمردود مالي يصل إلى ملايين الدنانير.

الموسم، الذي يمتد على مدى 4 أشهر، تمكن خلال العام الماضي (2014 - 2015)، من القفز بأعداد السياح، لتصل إلى 61179 سائحا، بعد أن كانت في موسم (2013 - 2014)، 37622 سائحاً، مصحوباً ذلك بإشارات رسمية توضح أن معدل الصرف اليومي للفرد على الباخرة، يبلغ 220 دولارا.

وتتشابك مسئولية الاستعدادات للموسم، ما بين هيئة السياحة التابعة لوزارة الصناعة والتجارة، التي تتحدث عن تطوير المرافق السياحية واستحداث وجهات عديدة للسياحة باختلاف تخصصاتها، وهيئة البحرين للثقافة والآثار، بوصفها الجهة الرسمية المعنية بالمواقع الأثرية.

«الوسط»، زارت ورصدت عدداً من تلك المواقع المدرج بعضها ضمن برنامج الموسم، حيث قسم منها جاهز لاستقبال السياح، وآخر ينتظر التأهيل، الأمر الذي رآه مختصون في الشأن السياحي، باباً لضياع ملايين الدنانير؛ نتيجة عدم استثمار القدرة السياحية للمواقع كافة.

البداية كانت مع مكتب الاستعلامات الكائن في باب البحرين، والذي يمثل بوابة الانطلاق للرحلة السياحية، «لكن واقعه، ظل بعيداً عن الدور المناط به»، كما يقول مرشدون سياحيون.

ويركز المرشدون في حديثهم عن المكتب، على أهمية تحديثه وتضمينه التجهيزات والمطبوعات اللازمة، لتعريف السائح بالمواقع السياحية والخدماتية، وبرامج عملها.

وضمن برنامج الرحلة، تبرز دار أو متحف النفط الذي يتموضع بالقرب من أول بئر للنفط اكتشف في منطقة الخليج العربي، العام 1932.

يتحدث المتحف الذي تديره شركة نفط البحرين (بابكو)، عن مرحلة الثورة الاقتصادية التي مرت بها البحرين والمنطقة، ما جعله مقصداً لأعداد كبيرة من السياح، قدرتها مصادر بـ 35 في المئة من إجمالي أعداد سياح البواخر.

وبحسب المشاهدات، فإن الموقع الذي يتطلب الوصول إليه 45 دقيقة للقادمين من العاصمة، يشتمل على خرائط جغرافية، خرائط طبوغرافية، خرائط بحرية، صور تاريخية منذ اكتشاف النفط التقطها مصور بريطاني، معدات الحفر الأولى، وأجهزة الاتصال.

أهمية الموقع، مازالت تحمل معها الشكوى جراء ضعف تأهيل المرافق الخدمية التابعة للمتحف، إلى جانب المطالبة بخدمة أفضل تقدم للزائر والسائح، بما في ذلك الرد على الاستفسارات الهاتفية للراغبين في معرفة أوقات فتح المتحف وبرمجة جدولهم بناءً على ذلك.

وانتقالاً لمنطقة الصخير، تحديداً لشجرة الحياة، التي تشكو هي الأخرى من إهمال شمل مكتب الاستعلامات واللوحات الإرشادية التي طالتها عوامل الزمن حتى باتت عديمة الفائدة، إلى جانب المرافق الصحية غير القادرة على خدمة السياح رغم حداثتها، وسط تعذر الحصول على بدائل؛ نظراً لموقع الشجرة النائي.

ووفقاً لحديث مختصين، فإن الفائدة من موقع الشجرة «لا تزال أقل بكثير، من الأموال الطائلة التي استنزفها الموقع، في ظل تدني مستوى العناية به».

على النقيض من كل ذلك، يطل موقع قلعة البحرين برأسه، كأحد أبرز المواقع الأثرية والسياحية المؤهلة والقادرة على اجتذاب السياح.

يقع الموقع على مساحة مترامية الأطراف، وبعد تسجيله ضمن قائمة التراث العالمي لدى «اليونسكو»، باتت أبوابه مشرعة لاستقبال الزوار على مدار 12 ساعة متصلة (من 8 صباحاً حتى 8 مساء)، ما يوفر فرصة أمام شريحة كبيرة من السياح لزيارة القلعة ومتحفها الذي يشتمل على المرافق الخدماتية بمستوى متقدم.

إزاء ذلك، يطالب المعنيون بشئون السياحة، باستنساخ نموذجية موقع قلعة البحرين، الذي أكسبته الإضاءة جمالية في المساء وحيوية يشار لها بالبنان، لتنسحب على بقية المواقع.

وضمن الحديث عن المواقع السياحية المؤهلة، يستوقف السياح، مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الذي افتتح عام 1988، وبات اليوم مقصداً لأعداد كبيرة من السياح بعد أن تم استثماره ضمن إستراتيجية الترويج لثقافة البلد وتراثه للوصول للعالمية، عبر خلق البرامج القادرة على تمديد عدد ليالي إقامة السائح في البلد، وذلك من خلال استحداث خدمات ومنشآت سياحية جنباً إلى جنب تطوير المرافق والمواقع التاريخية، بما يتوافق مع المعايير الدولية، التي توفر في نهاية المطاف المتعة للسائح.

سياحياً، ينظر لمركز الفاتح، بوصفه إضافة جديدة باتت تحتل مكانة بارزة على خارطة البحرين السياحية، بعد أن تنبهت الدائرة الإسلامية لذلك، حيث يمتاز المركز بمستوى متقدم من الأهلية، يشمل ذلك توفر مرشدين يتحدثون 4 لغات: انجليزية، فرنسية، ألمانية، وإيطالية، إلى جانب المطبوعات الناطقة بـ 16 لغة، الأمر الذي من شأنه تحقيق فائدة كبيرة للبحرين، عبر الترويج لتراثها الديني المتسامح، وإصدار الدراسات التي من شأنها تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة.

وتعذر على «الوسط» الالتقاء بأحد مسئولي المركز، رغم المحاولات.

وفي الحديث حول المواقع السياحية في البحرين، يبدو لافتاً غياب عدد من تلك المواقع عن السائح المحلي، بما في ذلك متحف النقود الموجود في مؤسسة نقد البحرين، الذي يشتمل على صكوك إسلامية من الذهب والنحاس.

ورغم حديث المتحف عن حقبة تاريخية إسلامية قديمة جداً، إلا أن دوره لا يزال محدوداً، في ظل انتقادات تطال موقعه الذي يعقد من مهمة الوصول إليه.

وللحرف التقليدية، موقعها السياحي الغائب، رغم إنشاء وزارة التنمية الاجتماعية لهذا الغرض، مجمع العاصمة للأسر المنتجة الكائن بمنطقة كرباباد، والذي يضم بداخله معارض لبيع منتجات الصناعات اليدوية، بملاحظات تشمل حاجة الموقع للجهوزية فيما يتعلق بعملية البيع بالبطاقة (فيزا كارد)، والشحن، لتسهيل عملية الشراء على السائح.

ومع الحديث عن الحرف التقليدية، تجدر الإشارة للقائمة الطويلة للحرف التي يرتبط بعضها بحضارة دلمون، والتي مازالت بحاجة للاهتمام الرسمي، في ظل خطر الاندثار الذي يتهدد غالبيتها.

يشمل ذلك 6 صناعات كانت تمتد لـ 6 قرى، وهي: الفخار (عالي)، النسيج (بني جمرة)، السجاد (الدراز)، «المديد» (سترة، صناعة اندثرت)، السفن (المحرق، النعيم).

ولم يفلح احتضان مجمع العاصمة، لمراكز بيع الصناعات اليدوية، في إيقاف المطالبات بإحياء المواقع الأصلية لهذه الصناعات.

إلى عالي، حيث التلال الأثرية التي تتركز في القرية، لتشكل على امتداد رقعتها الجغرافية الكبيرة، موقعاً أثرياً لايزال غير مؤهل لاستقبال السياح، رغم الحديث عن مشروع «إنشاء متحف خاص بذلك في مدينة حمد، والذي لايزال حتى اليوم حبراً على ورق»، كما يشير لذلك الباحث التاريخي عبدالعزيز صويلح.

وفي سار، حيث الموقع الأثري المسجل ضمن جميع جولات أفواج السياح، ويصنف ضمن أحد أهم المواقع التاريخية التي تعود إلى حضارة دلمون، بدت الجهوزية متواضعة، تعلق ذلك بقدم اللوحات التعريفية، والمرافق الصحية الخشبية، التي ظلت على حالها منذ سنوات.

ولايزال برنامج السياحة، للقادمين عبر البواخر، خالياً من عدد من المواقع الأثرية الهامة، كما هو الحال مع قلعة الرفاع التي تكتسب أهميتها بلحاظ قيمتها السياسية والتاريخية، بوصفها بيت الشيخ سلمان الذي شُيد العام 1812م.

وفيما يتعلق بالبيوت التراثية، يبرز بيت الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، الكائن في المحرق، والذي كان في فترة الثلاثينات مقراً تدار منه دفة الحكم، بما يتطلب تحويله موقعا سياحيا متكاملا.

كذلك، هنالك «بيت الجسرة»، الذي يشكل نموذجاً للبيوت التراثية المسجلة ضمن برنامج السياح، وخاصة سياح البواخر، بما يمتاز به من تأثيث يؤهله لاستقبال السياح، ويشمل ذلك الغرفة التي ولد فيها سمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، ويكتسب قيمته بحديثه عن نمط الحياة في حقبة الثلاثينات، وما يتصل بذلك من تراث وعادات وتقاليد.

باب البحرين
باب البحرين
تستقطب قلعة البحرين الكثير من المرتادين للتعرف على هذا الإرث التاريخي - تصوير عقيل الفردان
تستقطب قلعة البحرين الكثير من المرتادين للتعرف على هذا الإرث التاريخي - تصوير عقيل الفردان

العدد 4815 - الخميس 12 نوفمبر 2015م الموافق 29 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 4:35 ص

      وزارة الصناعة و التجارة

      يتعمد المسؤلين في الوزارة تغييب مركز الصناعات الحرفية من خارطة السياحة سوال يبحث عن جواب. و هل المسؤلين ذات كفاءة و نزاهة ؟

    • زائر 3 | 3:20 ص

      الله يفرج

      ........

    • زائر 1 | 10:08 م

      sunnybahrain

      السلام عليكم ،،موسم البواخر ،،كل ما يهمكم هو السائح والاجنبي في المقام الاول ،،هناك نصيحه ،،لماذا لا نأخد السواح ل قرى البحرين ليروا الفقر ،،وليروا عربات الداخليه بانواعها ،،تقمع المواطنين وتكتم انفاسهم ليل نهار ،،واخيرا وليس بآخر ،،نرجوا ان يضطلع السواح على آخر صيحات التعذيب واماكن التوقيف ،،ولفه مباركه على سجن الحوض الجاف وسجن جو ،،ل يتعرف السائح على حضارتنا الحديثه ،،لكم الله يا اهل البحرين لكم الله ،،السلام عليكم .

    • زائر 2 زائر 1 | 12:58 ص

      صدقت

      ..

اقرأ ايضاً