العدد 4819 - الإثنين 16 نوفمبر 2015م الموافق 03 صفر 1437هـ

«عالي الفخارة»: المصانع تلفظ أنفاسها

دَقّت مصانع الفخار في قرية عالي، ناقوس خطر الإغلاق، مؤكدةً أن المصانع السبعة، تلفظ أنفاسها الأخيرة، نظراً إلى قلّة مادّة الطين، وغياب الدعم من قبل هيئة البحرين للثقافة والآثار.

في الإطار ذاته، عدَّدَت اللجنة الأهلية لقرية عالي، 9 وعود تحصَّلت عليها قبل 5 سنوات وأكثر، «إلا أنها لا تزال حتى اليوم حبراً على ورق»، كما يؤكد منسق اللجنة علي العالي، والذي يتحدث عن طلب عمره عامان، لم يتحقق بعد.


«عالي الفخارة»: 9 وعود لـ «هيئة الثقافة» لاتزال حبراً على ورق... والمصانع تلفظ أنفاسها

عالي - محمد العلوي

دقت مصانع الفخار في قرية عالي، ناقوس خطر الإغلاق، مؤكدةً أن المصانع السبعة، تلفظ أنفاسها الأخيرة، نظراً لقلة مادة الطين، وغياب الدعم من قبل هيئة البحرين للثقافة والآثار.

في الإطار ذاته، عددت اللجنة الأهلية لقرية عالي، 9 وعود تحصلت عليها من قبل 5 سنوات وأكثر، «إلا أنها لا تزال حتى اليوم حبراً على ورق»، كما يؤكد منسق اللجنة علي العالي، والذي يتحدث عن طلب عمره عامان، لم يتحقق بعد، ويختص بلقاء مع رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة.

العالي الذي ظل ممسكاً براية المطالبة بتلك الوعود، فصلها لحظة زيارة ميدانية قامت بها «الوسط» لـ»عالي معن»، وهو الاسم التاريخي للقرية، بالقول «الوعد الأول، تمثل في تأكيد الهيئة، موافقتها على إزالة التل الأثري الذي يتوسط مقبرة القرية من أجل توسعة المقبرة، واشترطت لذلك تكفل الأهالي بميزانية التنقيب في التل، وهذا ما تم في العام 2011».

وأضاف «بلغت الكلفة 50 ألف دينار، نظير مصروفات الأيدي العاملة والمعدات والآليات، لكننا فوجئنا بتراجع الهيئة (وزارة الثقافة سابقاً)، وإصرارها على بقاء التل، مقابل تعويض اللجنة بالمبالغ المدفوعة والتي تحصلت عليها تبرعاً من الأهالي، إلى جانب الوعد بمنحنا أرضاً أخرى، إلا أننا لم نتسلم شيئاً حتى اليوم».

أما الوعد الثاني، فبينه العالي بالقول «قامت اللجنة بمراسلة الهيئة حول حاجة المقبرة لدورة مياه. مر عامان ونحن ننتظر الموافقة من أجل التقدم للبلدية للحصول على إجازة بناء، علماً أن المقبرة في حاجة ماسة لدورة المياه والمتبرع موجود، ونظراً لارتباط المشروع بالأرض المقترحة للتعويض، فقد ظل هو الآخر بلا استجابة».

وأضاف «الوعد الثالث، تركز حول تأكيدات الهيئة قبل 4 أعوام، على نيتها في صيانة التل الواقع في مدخل القرية مقابل مصانع الفخار، والمكون من الصخور المتراكمة، إلى جانب تسويره بسور يتناسب مع موقعه، إلا أننا لم نتلمس أي تنفيذ لكل ذلك، رغم الأضرار الكبيرة التي يشكو منها أصحاب البيوت المجاورة للتل، بما في ذلك انتشار الحيوانات الضارة كالثعابين والفئران، وتحوله لمكان للعمالة الأجنبية التي تستخدمه للجلوس وتبادل الأحاديث».

وتابع «رابعاً، أبدت الهيئة استعدادها لإصدار وثيقة تمليك لمنزل يوسف أحمد عبدالله الوزير، الواقع في حدود منطقة الآثار، وبموجب الوعد هذا، والذي قدم في العام 2010، فإن الهيئة ستخرج صاحب المنزل من حدود القرية الفخارية، غير أننا لم نر شيئاً ملموساً حتى اليوم».

وأردف «خامساً، قامت الهيئة بالتعاون مع اللجنة عبر بلدية الجنوبية ومجلس بلدي الجنوبية، بتوفير مادة الطين، بمعدل شحنتين لكل مصنع ولمدة تصل إلى 6 شهور، إلا أن الكمية لا تفي بالحاجة، والمصانع تطالب بمضاعفتها».

وواصل «سادساً، وافقت الهيئة في 2010 على المقترح الخاص بعمل العقود المؤقتة لأصحاب المصانع، لكننا إلى اليوم، لا نرى أي تفعيل لذلك، رغم أهمية ذلك من أجل دعم المصانع وتطوير عملها».

وسابعاً، تطرق العالي إلى مشروع تطوير القرية الفخارية منذ العام 2010، وقال: «قبل 5 سنوات، عرض المخطط الخاص بذلك على اللجنة، ويشتمل على إنشاء شوارع وأرصفة وإنارة وعمل مصانع ذات طابع أثري، ليبقى كل ذلك والعام 2015 يطوي أيامه، حبراً على ورق».

كما أشار إلى ثامن الوعود والمطالب، المرتبطة بدعم مصانع الفخار مادياً، أسوةً ببقية المهن الأثرية.

واختتم منسق اللجنة الأهلية لقرية عالي، علي العالي سرد وعود هيئة البحرين للثقافة والآثار، بالإشارة لصيانة مصنع عالي للفخار، والذي يكتسب أهميته بسبب قدمه وعمره الممتد، ما أحاله موقعاً آيلاً للسقوط، لافتاً إلى أن «الهيئة وعدتنا بصيانة عاجلة للغرفة الموجودة في المصنع؛ نظراً لخطورتها على العاملين، واليوم يكمل هذا الوعد سنواته الخمس، دون أن يرى النور».

وجالت «الوسط»، في الموقع المخصص لإنشاء القرية الفخارية، بدءاً من المصنع القديم المجاور لمأتم أحمد منصور العالي، وانتقالاً لمصنع الشغل، حيث يجلس عدد من أهالي القرية لتبادل أطراف الحديث، والذي طغى عليه الحال الذي انتهت إليه صناعة الفخار المتصلة بحضارة دلمون في البحرين.

يقول صاحب مصنع الشغل، الحاج حبيب الشغل، «قياساً بالفترة القليلة الماضية، المصانع تعيش حالاً أقل سوءا، لكن ذلك لا يعني أنها بخير»، مضيفاً «الطين الذي نتحصل عليه شحيح جداً، وحال استمر ذلك، فإننا سنغلق مصانعنا لا محالة».

صناعة الفخار، التي يؤكد أهالي عالي، أنها اليوم في حال لا تحسد عليه، مرت بلحظة ازدهار قبل 4 عقود من الزمن، حين كانت القرية عامرة بـ 35 مصنعاً، قبل أن تتراجع لتستقر اليوم على 7 مصانع فقط، يتوقع لها الإغلاق؛ بسبب «عدم قدرتها على أن توفر لنا لقمة العيش المناسبة»، كما يعبر عن ذلك الحاج حبيب.

ومنذ صغره، ورث الحاج حبيب المهنة، عن أبيه وأجداده، وهو اليوم متشبث بها رغم قلة المردود، فهي «تراث الأجداد، وأحد علامات الهوية»، كما ينوه بذلك الأهالي.

وشيئاً فشيئا، تتجه حرفة الفخارة للاندثار، في ظل شكاوى قرية عالي من بقاء مطالبهم بلا استجابة، وبقاء الوعود الرسمية بلا استجابة.

مصانع الفخار في عالي تشكو من قلة مادة الطين - تصوير : محمد المخرق
مصانع الفخار في عالي تشكو من قلة مادة الطين - تصوير : محمد المخرق

العدد 4819 - الإثنين 16 نوفمبر 2015م الموافق 03 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 2:32 ص

      sunnybahrain

      السلام عليكم ،،سلط الله على بليس مسؤلين التراث والسياحة على هذا الاهمال تجاة هذا الكنز وهذا التراق الذي يا يضاهى ب ثمن ،،المشكله ان مندوبي السياحة ،،في بلدنا وللاسف { قامسهم بالمقلوب } يعني من احط السائح رجله ،،اخذوه للمنامه ،،وكأن السائح ما شاف سوق ،،او طاروا به لمحمية العرين ،،رغم ان معظم السواح بلادهم تزخر ب مختلف انواع الحيوانات ،،واذا ملوا من السائح { رموه بالبار } والعياد بالله ،،المسأله في غاية البساطه ،،كتيب صغير يحتوي على ما تزخر به البلاد من تراث وصناعات ونسيج وقلاع ومتاحف ،،يا مسهل .

    • زائر 8 | 2:16 ص

      صناعة وطنية

      في كل من تركيا و المغرب و اسبانيا و المكسيك سنتجون تحف خزفية بأشكال رائعة و بمهارة عالية و هذه التحف تصدر الى جميع انحاء العالم..بما فيها البحرين. يعني نحن نستورد فخار الدول الأخرى بدلا من أن نصدر.
      صناعة الفخار بحاجة ليس الى الدعم الحكومي فقط و لكن الى ابداع المصانع و المصنعين. لماذا لا يتحول الفخار البحريني الى منتج مشهور عالميا يمتاز بالجودة و الجمال و التنوع؟
      نصيحة للعاملين في صناعة الفخار...الإستثمار من القطاع الخاص هو الحل...الحكومة لن تفيدكم بشيء و بالأخص في هذه الأوقات الصعبة.

    • زائر 7 | 1:00 ص

      أمممم

      فخار، ويش يبون الحبايب في الفخار عندهم الخمور و الدعارة فية أفلوس أكثر أو بل هبل.

    • زائر 5 | 12:22 ص

      ابو رقية

      والله ودي اتعلم هالحرفه بس وين الا يعلمني

    • زائر 4 | 12:08 ص

      أحب الآثار جداً

      أنا من محبي الآثار والسياحة، ومثلي الكثيرين لكن مع الأسف الشديد هذا القطاع يعاني إهمال كبير بالرغم من كونه معلماً تاريخياً ويجب أن يكون محط أنظار السواح القادمين لا أن يكون موضع إهمال
      كم أتمني الحفاظ على هذا التاريخ الرائع،،،

    • زائر 6 زائر 4 | 12:22 ص

      الطار والطيران.....

      لو كان شغلكم ضرب الطار صارت ليكم جمعية ومسمى وتمثيل خارجي
      لو كنتون تعرفون تدقون اطبول صار ليكم شأن واهتمام من وزارة الثقافة
      لكن للأسف...التراث والإبداع والفن الحقيقي اللي يعكس تاريخ البحرين المشرف ما ليه قيمه

    • زائر 3 | 11:23 م

      ((عالي الفخارة))؟؟

      ما هذا المصطلح
      القرية اسمها عالي وهي تصنع الفخار
      فما عنى ان نقول عالي ابفخارة؟

    • زائر 2 | 11:06 م

      قتل تراث القرى الاصلية

      هذا ما تريده الحكومة وهو قتل كل التراث الاصيل للقرى، يجب حفظ هذا التراث من خلال متطوعين للمهنة بعيدا عن الربح والخسارة لم يبق من تراثنا الكثير ويجب المحافظة عليه.

    • زائر 1 | 10:57 م

      راحت ايام الفخار

      الحين ازالة التل كلف 50 الف ماشاء الله وااااجد
      كل يوم امر علية طلعتي الصبح

اقرأ ايضاً