مع كل إخفاق للمنتخبات الوطنية في لعبة كرة القدم تظهر الانتقادات من كل حدب وصوب، هناك من يقول بأن العلة في نوعية اللاعبين، والبعض يقول السبب ضعف المنشآت، والبعض الآخر يقول بأن الدوري الضعيف ينجب منتخب ضعيف، وهناك من يذهب لأبعد من ذلك ويقول بأن المشكلة في مجلس إدارة الاتحاد نتيجة حروب داخلية (... والقائمة لا تنتهي).

واقعاً كل هذه الأسباب لو توضع في سلة واحدة، ستكون النتيجة أن البحرين ليست مؤهلة لممارسة لعبة كرة القدم، وبالنسبة لي أتفق كلياً مع ذلك، واعتبر أن البحرين كبلد تستثمر في الطريق الخطأ، إلا إذا كانت هناك الرغبة الرسمية في تغيير الواقع الإداري.

كرة القدم لعبة مهرها كبير، هي كلعبة السلة أو الطائرة أو اليد يمكن تفعيلها بكفاءة عالية بـ 25 لـ 50 في المئة من الموازنة التي تحتاجها كرة القدم للتشغيل. باختصار، إما أن تكون البحرين جاهزة لتمويل الحد الأدنى مما تحتاجه اللعبة أو تتجه للاهتمام بالألعاب الجماعية والفردية الأخرى فالبقاء هكذا إهدار للمال العام.

اعتاد أهل البحرين على تلقي الإحباط تلو الإحباط من لعبة كرة القدم، في الوقت الذي يسمع فيه الإنجاز تلو الإنجاز من لعبة كرة اليد والطائرة على رغم أن اللعبتين لا تحظيا بالدعم الكافي، كما أن هناك ألعاباً فردية أخرى كألعاب القوى وتنس الطاولة وغيرها ترفع العلم البحريني عالياً في المحافل غالباً.

لعبة كرة القدم واجهة للدول، وهناك رؤساء وملوك وأمراء يتابعون هذه اللعبة ويقفون خلف منتخباتهم، ولا خلاف أنها اللعبة الشعبية الأولى في العالم، إلا أنه إذا كنت كبلد لا تملك مقومات أن تكون هذه اللعبة واجهتك الرئيسية، ماذا تفعل؟ وصلت لمستوى التجنيس لتدعيم صفوف المنتخب وأخفقت!

ختاماً، حال كرة القدم ونتائج اللعبة على جميع المستويات وعلى رغم أنها تحظى بالنصيب الأكبر من الدعم المادي والمعنوي يعطي مؤشراً حقيقياً لواقع الرياضة في البحرين، أعتبر أن الخلل في المنظومة كاملة كاستراتيجية قائمة (بالبركة) في الوقت الحالي.

آخر السطور...

أتفق مع ما ذكره الزميل العزيز محمد مهدي في مقاله يوم الأربعاء هذا الأسبوع بخصوص الإعلام وعلاقة الشراكة (المزعومة) عند البعض طبعاً مع الاتحادات الرياضية.