باتت القمة الاسبانية الملتهبة على المشارف، ومع دنوّها تتزايد مخاوف محبّي برشلونة في شأن هاجسهم الأكبر، المتعلق حصراً بهشاشة الخط الخلفي لفريقهم، الذي أضحى في هذا الموسم عرضة للانتهاك من قبل صغار الليغا قبل كبارها.

معضلات برشلونة مع دفاعه ليس موضوعاً حديث العهد أو الطرح، فإن كانت مدرسة البارسا هي العنوان الأول لفنون الكرة هجوماً، فهي أيضاً مرجع ثابت للوهن الدفاعي، فمنذ زمن يعاني مفخرة كاتالونيا من قصوره المزمن على مستوى الخط الخلفي، مشكل لازم أجياله المتعاقبة، على رغم بعض الأسماء الرائعة التي مرّت على هذا الخط الحسّاس، لعلّ آخرهم «الصخرة» كارلوس بويول.

لا شك أنه الهاجس الأساسي لفظاً ومعنًى. دفاع برشلونة لم يعد توصيفاً عادياً كأي دفاع لأي فريق، بل أصبح هو التعريف الحقيقي للمشكل في حد ذاته.

أخطاء واضحة وهنّات فاضحة، أصبحت معتادة لمتابعي «البلوغرانا»، في ظل عجز إدارة الفريق ومدربيه منذ أمد، على إيجاد دواء لهذا الدّاء، فلا اللجوء إلى شتلات «لا ماسيا» نفع ولا حتى الوافدون على أنواعهم نفعوا، إذ بدا لوهلة، أنّ «الخراب» الدفاعي في بيت برشلونة هو قدر أزلي، سيسعى «الملكي» إلى ترسيخه أكثر بزيادة غلته من الأهداف في شباك غريمه على بساط الليغا إلى أكثر من 278 هدفاً.

قبل موعد تقليدي وذو حساسية خاصة جداً كالكلاسيكو، يبحث المدرب إنريكي عن ضالّته، في تركيبة دفاعية من ضمن الموجودين، تحفظ له ارتكاب أقل عدد من الأخطاء الفادحة، حتى يتجنّب نتيجة «فضائحية» في لقاء سانتياغو بيرنابيو هذا السبت، الذي سيوظّف فيه أهل الدار كل جهودهم للبصم على فوزهم الثاني والخمسين على أرضهم لحساب منافسات الدوري.

لغة الإحصاءات بدورها، تكشف أموراً عدّة في دفاع البارسا منها ما هو منطقي ومنها أيضاً ما هو بعيد جداً عن المنطق، ومن الأمور المفهومة مثلاً أن يستهلّ جيرارد بيكيه - نظراً لخبرته - معظم المباريات أساسياً وهو أكثر المدافعين ثباتاً في التشكيل إذ خاض 12 مباراة كأساسي (891 دقيقة)، مقارنة بزملائه (فيرمايلين 6 مباريات و386 دقيقة + بارترا 6 مباريات و382 دقيقة + جيريمي ماتيو 5 مباريات و701 دقيقة).

موعد الكلاسيكو، سيكون امتحاناً قوياً لدفاع البارسا، الذي سيحكم على فلسفة النادي العريق إمّا بالنجاح المؤقت أو الفشل المستمر.