العدد 4827 - الثلثاء 24 نوفمبر 2015م الموافق 11 صفر 1437هـ

قصة نجاح ووفاء!

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

احترت، ماذا أضع عنواناً لهذه القصة، أو المقالة، أهي قصة وفاء، أم قصة نجاح؟، ولعلي وجدت أن من الأصوب أن تكون قصة للصفتين معاً، فالكثيرون يعتبرون أن الوفاء فقد في هذا الزمن، والكثيرون كذلك يعتقدون أن ذواتنا فقط هي من يمكنها أن تصنع نجاحاتنا، وأنه ليس لأحد غيرنا فضل علينا، وإلا فلا يعتد بأي نجاح يساهم فيه الآخرون!.

اعتقد أن هذه الأفكار، وهي أفكار غير إيجابية بطبيعة الحال، تشربتها ذواتنا لسببين، الأول بسبب عقدنا النفسية التي لا يخلو منها إنسان، وإن كانت بدرجات متفاوتة، والسبب الآخر بسبب انتقال أثر العقل المجتمعي الذي بات يدفع نفوسنا للاقتناع فعلاً أن الحديث عن قيم الوفاء والعطاء والتضحية، مثالية زائدة عن الواقع، لذلك أصبحت قصص الغدر والخيانة والأنانية وحب الذات، القصص الأوسع انتشاراً وحتى أكثر مصداقية عما عداها من القصص الأخرى.

قصتنا اليوم، هدفها أن تقول لكل عقدنا النفسية التي إما توارثناها، أو اكتسبناها من طرائق التربية التي نشأنا عليها أو من خلال العقل المجتمعي الذي يسير عقولنا الواعية واللاواعية أيضاً، إن اللون الأسود في هذا المجتمع، لا يشكل كل لوحات حياتنا، هناك أيضاً ألوان أخرى جميلة يمكن أن نصنع بها لوحاتنا الخاصة.

تزوج بها قبل 8 أعوام، بطريقة تقليدية، كأغلب الزيجات التي تجري في مجتمعاتنا، ومنذ اليوم الأول كان هو الرئيس وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة وحتى الوسطى، لم يكن مسموحاً لها أن تعبر عن ذاتها أو عن طموحاتها، قرارات حياتها كان هو صاحبها، صديقاتها كانت له الكلمة في بقائهن أو انتهاء علاقتها بهنّ، كان هو من اختار لها عملها، وكان هو من يحدد لها ماذا تلبس وماذا لا تلبس، وما هو مسموح لها وما هو غير مسموح.

باختصار كان الرجل الدكتاتور في قمة أنانيته وسحقه لذات شريكة حياته، وهي بدورها ربما استسلمت لجبروته، وربما تغافلت وتسامحت وضحت لأنها آمنت بقدرها، وهو بالمناسبة ذات القدر الذي حوّل حياتها اليوم، رأساً على عقب!

حدث ما لم يكن في حسابه وحتى بحسابها، فقد أصيب بحادث سيارة، كاد أن يودي بحياته، ولكن الله سلمه، غير أنه أصبح مقعداً، وبعد الحادث ظل يتراءى لذهنه كل ما كان يفعله بزوجته، تساقطت دموعه، ظنا منه أن وقت انتقامها قد حان، وأنها ستعامله كما كان يفعل بها، فالعاجز والضعيف اليوم هو لا هي، وهكذا هي الدنيا لا تبقي على حال!

فاجأته، بغير ما توقع، ووقفت لجانبه، وظلت تقوم بذات الأمور التي كان يفرضها عليها، ولكن هذه المرة بإرادتها، لم تتغير ولم تتبدل، وكان هو يتابعها بصمت، وكان يشعر في نهاية كل يوم، كم كان قاسياً وأنانياً في كل حياته السابقة، وكان في كل يوم يقلب ذاته ويراجع عقده التي طالما اكتوت بها شريكة حياته، استشعر حقارة ذاته.

كان يعتقد في البداية أن ما جرى له كان عقاباً سماوياً لما قام به، ولكنه تيقن أخيراً أن هذا الحادث لم يكن شراً له، بل كان الخير الذي وعد به، ووعدت به زوجته من السماء نظير صبرها وتحملها.

تماثل للشفاء، وعاد قوياً كما كان، لكنه عاد بقلب أبيض متفهم، باتت زوجته شريك حياته فعلاً، قولاً وعملاً وشعوراً وأحاسيس، فقد تعلم أن الوفاء يقابل بالوفاء، وهي نجحت بصبرها ووفائها - والذي يعتقد الكثيرون أنه كان خاطئاً أو ساذجاً أو حتى غبياً ربما - أن تغير واقعاً مؤلماً، ربما لم يكن ليتغير لو عاملته في قوتها كما كان يعاملها في قوته الأولى!

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 4827 - الثلثاء 24 نوفمبر 2015م الموافق 11 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 12:25 م

      هذه زبدة الموضوع أن الوفاء يقابل بالوفاء،

      ، فقد تعلم أن الوفاء يقابل بالوفاء، وهي نجحت بصبرها ووفائها - والذي يعتقد الكثيرون أنه كان خاطئاً أو ساذجاً أو حتى غبياً ربما - أن تغير واقعاً مؤلماً، ربما لم يكن ليتغير لو عاملته في قوتها كما كان يعاملها في قوته الأولى!

    • زائر 4 | 12:33 ص

      احسنت ..

      موضوع جميل ومعبر يستحق القراءة .

    • زائر 3 | 12:20 ص

      هي قصة قبل النوم

      ما استفدنا شيء من ها القصة ومثل ها الأنواع من القصص والروايات متكررة لم تأتي بشئ جديد

    • زائر 2 | 12:16 ص

      أين المضمون

      مع احترامنا لقلمكم .. اتفق مع اول زائر، القصة تتكرر في اغلب الأفلام العربية فضلا عن المسلسلات و الروايات .. لا جديد .. مطلع المقال جيد والديباجة لطيفة لكن المضمون دون المستوى قصة تخلو من الإثارة و الإدهاش ،، حبذا لو راجعتكم مقالاتكم قبل النشر ..
      تحياتنا

    • زائر 1 | 11:32 م

      فلم هندي

      وين الموضوع أستاذ !!
      ما قدرنا نفهم الغاية يعني الفلم خلص ولا عرفنا منو البطل !!

اقرأ ايضاً