العدد 4827 - الثلثاء 24 نوفمبر 2015م الموافق 11 صفر 1437هـ

كتّاب متخصصون: هل يحتاج الأطفال للكتب اليوم

اختلف كتّاب بين حاجة الكتب للأطفال بين من رأى أن "الطفل لا يزال بحاجة إلى الكتاب، رغم التطور التكنولوجي الذي نشهده حالياً"، وأن "الطفل هو من أحد أكثر شرائح المجتمع حاجة للكتاب" إلى من وجد أن "طفل اليوم ليس بحاجة للكتاب، وإنما الكتاب هو من يحتاج للطفل".

جاءت آراء الكتّاب تلك ضمن ندوة بعنوان "كتاب الطفل وثقافة المستقبل"، أقيمت ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب (4-14 نوفمبر/تشرين الثاني 2015)، شارك فيها الكاتب الإماراتي علي الحمادي والكاتبة الإماراتية أسماء الزرعوني، والناقد والكاتب السوري عزت عمر.

ناقشت الندوة مجموعة من القضايا الخاصة بالكتابة للطفل، وتوصلت إلى ضرورة أن يكون أدب الأطفال هو القاعدة التي ينطلق منها الكتاب نحو عالم الطفل، وأن يتم العمل على تطوير أساليب الكتابة إليه بهدف جذبه إلى القراءة.

الكاتبة اسماء الزرعوني أكدت في مداخلتها على أن الطفل لا يزال بحاجة إلى الكتاب، رغم التطور التكنولوجي الذي نشهده حالياً، وقالت: "في ظل الانفتاح الذي نعيشه حالياً، أرى أن الطفل لا يزال بحاجه للكتاب الجيد القادر على تقديم الأفكار الجيدة له، ومحاربة الغزو الثقافي الذي استطاع التأثير فينا جميعاً".

وأضافت "قديماً كانت الأسرة والمدرسة تتولى تربية الطفل، بينما حالياً، بات الجميع بمن فيهم الانترنت يتولى القيام بهذه المهمة، ما أثر سلباً على الطفل والكتابة له". وفي ردها على سؤال حول مدى قدرة الكتب الحالية على ملامسة عقل الطفل العربي وعاطفته، أجابت: "بتقديري أن العيب فينا نحن وليس الكتاب، فرغم التطور التكنولوجي وسهولة عملية النشر، إلا أننا نشهد حالة غياب واضحة للكتاب العرب المتخصصين في الكتابة للطفل، ما شجع أطفالنا على التوجه نحو الإصدارات الانجليزية التي تتميز بقدرتها على جذبه ومخاطبة عقله وعاطفته". مشيرة في هذا الصدد إلى ضرورة نزول الكاتب عند مستوى الطفل ومعايشة واقعه واهتماماته ليتمكن من الكتابة إليه.

من جانبه، أشار الناقد عزت عمر إلى أن الطفل هو من أحد أكثر شرائح المجتمع حاجة للكتاب، مبيناً أن المشكلة لا تكمن في الكتاب ولا الطفل، وإنما في طريقة ايصال الكتاب له. وقال: "بلا شك أن كتب الأطفال اليوم قادرة على ملامسة عقولهم، والكثير منها يناقش احتياجاته واهتماماته، ولكن المهم هو كيف يمكن أن نصنع طفلاً قارئاً".

مداخلة علي الحمادي، مدير مركز القارئ العربي للنشر والتوزيع، جاءت مخالفة بعض الشيء لزملاءه، حيث قال: "بتقديري أن طفل اليوم ليس بحاجة للكتاب، وإنما الكتاب هو من يحتاج للطفل"، متسائلاً عن الكم الفعلي للكتب العربية التي تستهدف مخاطبة عقل الطفل الذي نراهن عليه لرسم المستقبل، واستشهد في هذا الجانب بمبادرة "تحدي القراءة العربي" التي أطلقها أخيراً حاكم دبي وتهدف إلى زرع حب القراءة في نفوس الأطفال.

وقال الحمادي: "أعتقد في ظل الظروف التي تمر فيها المنطقة العربية، وما يراه الطفل العربي من أهوال، أنه يستحق منا ما هو أكبر من ذلك، فعلينا أن نعمل على رعايته وتعليمه جيداً، حتى نتمكن أن نصنع منه قارئ جيد، ولذلك يتوجب علينا كمؤلفين وكتاب العمل على تطوير أساليب الكتابة إليه، لنتمكن من جذبه إلى القراءة، وهذا بلا شك يتطلب منا النزول عند مستواه ومعرفة احتياجاته، وطبيعة نظرته إلى الحياة والمستقبل، خاصة وأننا نعيش حالياً في زمن الانترنت الذي مكن الطفل من التعرف على مختلف ثقافات العالم". داعياً في الوقت ذاته، إلى عدم النظر بنظرة تشاؤمية إلى الميدان، وأن يكون أدب الأطفال هو المبدأ الذي ينطلق منه الكتاب نحو عالم الطفل.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً