العدد 4829 - الخميس 26 نوفمبر 2015م الموافق 13 صفر 1437هـ

عادل رجب «دايتون»: نعاني نقصاً من الأغذية الصحية في البحرين وأطعمتنا يتم إيقافها في الجمارك

عادل رجب «دايتون» خلال المقابلة
عادل رجب «دايتون» خلال المقابلة

عادل رجب (31 عاماً) أدت به سمنته المفرطة إلى الإصابة بالأمراض، التي قرر وضع حد لها عن طريق اتباع نمط غذائي صحي، بدأ مشواره في هذا المجال عن طريق مشاركته طعامه الصحي مع الأهل والأصدقاء، يتابعه الآن أكثر من 270 ألف متابع للاستفادة من معلوماته ونصائحه التي اكتسبها عن طريق خبرته في إنقاص وزنه. وكان لنا معه هذا اللقاء:

حدثنا عن تجربتك في عالم الانستغرام، كيف ولماذا أنشأت حسابك؟

- في البداية كنت أضع صورا لوجبات طعامي على حسابي الشخصي في «الانستغرام»، فلاحظت انزعاج أهلي وأصدقائي، فقررت أن أنشئ حسابا آخر متعلقا بهذه النوعية من الصور، دون أن يعرفه أحد من أصدقائي وأقاربي، أسميته في البداية «دايت بحرين»، وعندما ارتفع عدد المتابعين فيه غيرت اسمه إلى «دايتيون»، ليكون عاماً للجميع وليس مقتصراً على البحرينيين فقط.

كانت لك تجربة في إنقاص الوزن، حدثنا عنها؟

- لم أقم بإنقاص وزني برغبة مني، ولكنني اضطررت لعمل ذلك بعد علمي بإصابتي بارتخاء المريء، وهو مرض لا علاج له، لكن للتخفيف من أعراضه نصحني الطبيب بإنقاص وزني، ولم تكن تجربة سهلة، حيث حاولت القيام بذلك عدة مرات، إلى أن قرأت وتثقفت وكونت لنفسي نمطا غذائيا صحيا.

في زمن الوجبات السريعة ارتفعت نسبة الأطفال المصابين بالسمنة، مارأيك في هذا الموضوع وبماذا تنصح الأهالي لحل وتفادي هذه المشكلة؟

- أهم نقطة في هذا الموضوع هي الأساس، إذا كان الأساس سليماً فكل مايبنى عليه سليم، لذلك إذا لم نحاول تغيير البيئة المحيطة بالطفل فإنه من الصعب أن نغيره وحده، هذه ليست مسئولية الأم والأب فقط، بل هي مسئولية المجتمع بأكمله، فعندما يذهب الطفل إلى المدرسة ولا يجد طعاماً صحياً يتناوله، وعندما يذهب للمجمعات والمطاعم أو للتنزه خارج المنزل دائماً لا يجد خيارات صحية؛ فتنشأ لديه عادات غذائية غير سليمة. إضافةً إلى ذلك، فإن حل المشكلة لا يكمن بتصحيح نظام الطفل وحده، فلا يمكن إعطاء الطفل طعاماً صحياً، فيما يتناول الوالدان أو بقية الإخوة طعاماً آخر، أي أنه يجب على جميع أفراد العائلة تصحيح نمط غذائهم لحل هذه المشكلة.

حدثنا عن تأثر متابعيك في إنقاص وزنهم من خلال حسابك ونصائحك؟

- هنالك الكثير من الشباب والشابات تأثروا بحسابي وقاموا بإنقاص وزنهم، وذلك لأنني لا أقوم بوضع جدول مخصص لإنقاص الوزن، حيث أجد هذه الطريقة غير فعالة على المدى الطويل، ولأن فكرة حسابي تعتمد على تغيير النمط الغذائي (كاستبدال المحليات بالسكر الأبيض واستبدال الأطعمة المشوية بالمقلية والأرز الأسمر بالأبيض) كل هذه الأمور حفزت المتابعين لإنقاص وزنهم دون التقيد بنظام معين.

مع انتشار الصفحات الغذائية وغيرها في الانستغرام واستغلال البعض من خلال الإعلان عن المنتجات لأهداف مادية فقط وبدون صدق، ما رأيك في هذا الموضوع وهل تجد نفسك مقدراً لثقة متابعيك؟

- في الواقع منذ أن قمت بإنشاء الحساب تلقيت عروض إعلانات كثيرة لمنتجات التنحيف، وأحزمة التنحيف وما شابه، لكن بالنسبة لي لا أستطيع عمل إعلان لمنتج لا أؤمن به، وأعلم جيداً أنني في حال قمت بالدعاية لهذه المنتجات سأفقد مصداقيتي وثقة متابعيّ، وغالباً أقوم بعمل إعلانات لشركات اتصال وغيرها، أي أنها لا تتعلق بالتغذية.

ذكرت الآن أنك ستفقد مصداقيتك لدى متابعيك في حال قمت بنشر إعلانات عن منتجات التنحيف كالمشروبات والأحزمة، لماذا؟

- لأنه من المستحيل أن يوجد أي منتج للتنحيف دون أضرار وأعراض جانبية، هذه طرق غير آمنة، وتشكل أضراراً لمستخدميها، ومن يسوق لمنتجاته على أساس أنها تنقص الوزن دون أعراض جانبية فهو غير صادق أبداً.

مشكلة الكثيرين ممن يتبعون حمية لإنقاص وزنهم هي تلاشي الحماس وفقدان الإرادة بعد فترة قصيرة، فما السبب؟

- أساس المشكلة هو عدم الوعي والثقافة؛ أي أنه مثلاً عندما نرى شخصاً كان سميناً وقام بإنقاص وزنه، نشعر بالحماس والتحفز، فنقوم بعمل حمية لإنقاص الوزن دون معرفة بالطريقة الصحيحة لذلك، وعندما تسأل عن الطريقة لعمل حمية غذائية دائماً ما تسمع أنه يجب عليك الامتناع عن تناول الأرز والنشويات والأطعمة المقلية، لذلك قد تستمر لفترة بسيطة، لكن الحرمان من تناول أطعمة قد اعتدنا عليها صعب جداً، فنفقد الحماس بعد فترة، دائماً القراءة والثقافة هي الحل، لأنك عندما تعرف ما الذي يدخل إلى جسمك وماذا يفعل به، ستعلم ماهي الأطعمة التي يجب أو لايجب عليك تناولها. وستعرف مدى الضرر والاستفادة منها.

ايضا هناك سبب آخر، وهو وضع الأهداف المستحيلة والخيالية عند بدء الحمية، فمثلا أن يرغب الشخص في إنقاص 20 كيلوغرام من وزنه خلال شهر، هذا أمر مستحيل، لذلك عندما لا يستطيع الشخص الوصول لهدفه غير المعقول فإنه يبدأ بفقدان حماسه وإرادته.

هل ترى أن المنتجات الخالية من السكر مثل المشروبات الغازية «الدايت» والعلكة الخالية من السكر وغيرها مفيدة لإنقاص الوزن أم لا؟ ولماذا؟

- نلاحظ دائماً أن المنتجات الخالية من السكر نجدها عند تناولها حلوة كثيراً، ولا تبدو أبداً خالية من السكر، وعند قراءة مكوناتها تكون بالفعل خالية من السكر، لكن 90 في المئة من مكوناتها هي «محليات صناعية». لذلك نرى بعض العصائر يكتب عليها «خالية من السكر»، لكنها مكونة بشكل أساسي من سكر الفاكهة، وسكر الفاكهة حين يكون في الفاكهة نفسها فهو صحي، لكن حين يكون مستخلصا لوحده ومكونا أساسيا لأطعمة أخرى فهو مضر. لذلك فإن لهذه الأطعمة نفس مفعول الأطعمة التي تحتوي على سكر، أي أنها غير مفيدة.

هل ترى أنه توجد منتجات صحية متوافرة في الأسواق البحرينية، أم إننا نعاني نقصاً في هذا النوع من الأطعمة؟

- للأسف نحن «مظلومون» من هذه الناحية، ونعاني نقصاً في هذه النوعية من الطعام، لذلك نحن نضطر إلى طلب هذه الأطعمة من الخارج، لكن للأسف منتجاتنا يتم إيقافها في الجمارك لفترة؛ لأنها تحتاج إلى تدقيق من وزارة الصحة. نعم لدينا منتجات متوافرة هنا، لكنها قليلة جداً، وعموماً نسبة المنتجات الصحية «تماماً» قليلة جداً ولا تتعدى 10 في المئة في العالم كله. على سبيل المثال، «حليب البقر» الطبيعي، قد تظنه طبيعياً تماماً لكن يتم إعطاء البقرة هرمونات ومضادات لإدرار الحليب، وهذه الهرمونات تنتقل للحليب الذي يكتب عليه بخط كبير «طبيعي 100 في المئة».

سبب من أسباب رفض الناس اتباع نمط غذائي سليما هو ارتفاع أسعار الأطعمة الصحية مقارنة ببقية الأطعمة، فما رأيك؟ وهل يوجد بديل لها؟

- للأسف لا يوجد بديل لهذه الأطعمة، وأرى بالفعل أن الناس ترفضها بسبب السعر من خلال التعليقات في «الانستغرام»، إضافة إلى ذلك فإن هذه الأطعمة قد تكون مرفوضة أيضاً بسبب الطعم، فقد اعتاد الناس على تناول أصناف معينة من الطعام ومن الصعب أن يتقبلوا أنواعاً أخرى مختلفة تماماً، لذلك فالسعر يأتي في المقام الأول والطعم يأتي في المقام الثاني لرفض الناس اتباع نمط غذائي سليم.

ثبات الوزن رغم اتباع حمية، مشكلة يعاني منها الكثيرون أيضاً، ما سببها وكيف يمكن تفاديها؟

- هذا السؤال هو من أكثر الاسئلة التي أتلقاها بشكل يومي تقريباً، ثبات الوزن عائد إلى سببين غالباً، إما أن يكون الشخص يعاني من مشكلة ما تجعل وزنه ثابتاً رغم الحمية والتمارين الرياضية (وفي هذه الحالة عليه استشارة طبيب) وإما أن يكون وزن الشخص قد نقص دون علمه (أي أن جسمه قام ببناء العضلات وتقليل الدهون)، وفي هذه الحالة لا يرى الفرق في الميزان، لكن يمكن رؤيته من خلال تغير مقاسات الجسم.

يرتاد معظم الناس في العطل والمناسبات المطاعم بهدف تغيير الجو، هل ترى انه يوجد مطاعم متخصصة بالطعام الصحي؟ أو هل هنالك أصناف معينة يمكن تناولها في المطاعم دون الإخلال بالنمط المتبع؟

- حالياً بعد انتشار الحسابات الغذائية في مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت أيضاً المطاعم المختصة بهذا النوع من الطعام، أو الوجبات الصحية في المطاعم، لكن أيضاً بنسبة قليلة، أنا أنصح الأشخاص المهتمة بالغذاء الصحي ان تختار الأطعمة المشوية أو السلطات عند ذهابهم للمطاعم، وتفادي الدهون والنشويات والصلصات.

ماهي خططك ومشاريعك المستقبلية في هذا المجال؟

- أنا أكملت الآن أول مشروعاً ركزت عليه وهو الدراسة في هذا التخصص، بعد أن وصلتني انتقادات من أطباء واخصائيين؛ بسبب أنني أتحدث في هذا المجال دون دراسة، أنهيت هذه الخطوة بتخصص التغذية الرياضية، وأفكر الآن بالقيام بدورات متخصصة في تغيير النمط الغذائي، إضافة إلى أني أطمح بفتح مطعم.

العدد 4829 - الخميس 26 نوفمبر 2015م الموافق 13 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 9:04 م

      انجاز كبير

      مع اني مش مهتمه بالدايت والاكل الصحي بس الي سويته ياخوي انجاز ماشاء الله بالتوووووفيق

    • زائر 6 | 2:57 م

      عساك ع القوة

      يعطيك العافية
      انت احد المشجعين اللي استفدت منهم كثيييير
      وتابعتك وما زلت اتابعك
      وكثير استفدت من معلوماتك
      سدد الله خطاك
      وإن شا الله نچوف مطعمكم الصحي قريب

    • زائر 4 | 9:25 ص

      ما قصرت

      بارك الله فيك

    • زائر 3 | 8:35 ص

      حساب ممتاز بالفعل

      بالتوفيق

    • زائر 2 | 5:41 ص

      اي والله

      من افضل الحسابات المهتمة بالدايت

    • زائر 1 | 2:08 ص

      يعطيك العافية

      استفدنا كثير وغيرنا طريقة الاكل...منذ سنتين

اقرأ ايضاً