بدأت شركة (سي 5) الأميركية الرائدة في الاستثمار المعروف باسم «رأس المال الجرء أو المخاطر»، باتخاذ خطوات عملية للاستثمار في الشركات البحرينية الناشئة عبر صندوق «تكنولوجيا الخليج» الذي تبلغ قيمته الإجمالية 100 مليون دينار.

وستحتضن الشركة الأميركية (سي 5) نحو 20 شركة بحرينية ناشئة، بدعم من «تمكين» التي ستتكفل بتكاليف مرحلة الاحتضان، فيما الشركة الأميركية ستدخل كمستثمر مع الشركة الناشئة في حال وجد جدوى لأن يصبح مستقبل واعد للشركة الناشئة.

وقامت أمس شركة «سي 5 - اكسيلاريت» المحدودة والمتخصصة في استثمارات قطاع التكنولوجيا بالإعلان عن إطلاق مشروع لتسريع الأعمال عن طريق اعتماد تكنولوجيا «الحوسبة السحابية»، والذي يعتبر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث سيتخذ المشروع من مملكة البحرين مقراً له وسيقام بالتعاون مع شركة «آمازون ويب» ومجلس التنمية الاقتصادية البحرين.

ويهدف المشروع إلى تعزيز أعمال الشركات الناشئة في المنطقة من خلال توفير الدعم اللازم لاعتماد تكنولوجيا «الحوسبة السحابية» التي توفر سرعة معالجة وأداء الأوامر والطلبات، ويسعى المشروع لتطوير وتمويل الشركات من مختلف أنحاء المنطقة مع التركيز على التقنيات التي تتواكب مع الأولويات الاقتصادية لدول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك الصناعات التحويلية، والخدمات المالية وتنمية قطاع التكنولوجيا.

وسيوفر المشروع الموارد اللازمة لتطوير الاستراتيجية التجارية القائمة على «الحوسبة السحابية» للشركات الناشئة، وذلك بهدف تعزيز قدرتها على تنمية أعمالها بالإضافة إلى جذب الاستثمارات في المستقبل. وسيتم اختيار عشر شركات للعمل من مقر المشروع في مملكة البحرين لمدة أربعة أشهر حيث سيتم توفير التدريب اللازم على مبادئ الاستراتيجية والأعمال التجارية، إضافة إلى مساندة ممثلي شركة «سي 5 - إكسيلاريت» وشبكتها من قيادات الأعمال في العالم.

وستعمل شركة «آمازون ويب» على توفير عدد من برامجها للشركات المشاركة، ومن ضمنها: «إي دبليو إس للتفعيل»، «إي دبليو إس للمنح»، و»إي دبليو إس للتدريب والاعتماد»، بالإضافة إلى دعم مطوري البرمجيات المصمم خصيصاً لدعم الأعمال التجارية النامية في مجال تكنولوجيا «الحوسبة السحابية» الخاص بشركة «آمازون ويب». وستستفيد الشركات الناشئة أيضاً من فرصة التواصل مع العملاء المحتملين والحصول على الإرشاد من خبراء القطاع، كما وسيتسنى لأصحاب الشركات العمل بشكل وثيق مع شبكة من المؤسسات التي ستقوم بالمساعدة في الأعمال التجارية عبر مجالات عدة مثل التسويق، والتمويل الاستثماري، وخدمات الأعمال.

وسوف تتأهل الشركات الناشئة للحصول على تمويل من صندوق «تكنولوجيا الخليج» التي تبلغ قيمته الإجمالية 100 مليون دولار أميركي والذي تقوم بإدارته شركة «سي 5».

وفي تصريح بلرئيس التنفيذي لشركة «سي 5» المحدودة دانيال فريمان بهذه المناسبة قال فيه: «يتميز قطاع الأعمال الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بجهوزية نوعية تؤهله لتحقيق الاستفادة القصوى من الخدمات التي تقدمها تكنولوجيا «الحوسبة السحابية»، حيث يهدف مشروعنا الجديد إلى تعزيز هذا الابتكار لخدمة اقتصاد المنطقة. ومن بعد إطلاق البرنامج التجريبي «أمازون ويب للتفعيل» في وقت سابق من هذا الشهر في مملكة البحرين، فقد اتضح لنا بالفعل أهمية الاستثمار في قطاع التكنولوجيا في المنطقة من خلال النجاح الذي شهده هذا البرنامج».

وأضاف فريمان: «نحن مسرورون جداً بالعمل مع شركة «آمازون ويب»، احدى الشركات الرائدة في مجال تكنولوجيا «الحوسبة السحابية»، لتطوير مركز لابتكارات مجتمع التكنولوجيا على مستوى المنطقة، لتكون حافزاً للمزيد من الاستثمار في السوق. وقد قمنا باختيار مملكة البحرين لتكون المقر الرئيسي لمشروع الحوسبة السحابية، ونظراً لتمتعها برأسمال بشري متميز والتزامها بالتكيف مع سرعة التغيرات في قطاع التكنولوجيا، وخصوصاً فيما يتعلق بتطوير بيئة عمل مناسبة من أجل ازدهار القطاع».

وفي تصريح لنائب الرئيس – القطاع العام الدولي في شركة «آمازون ويب» المحدودة تيريزا كارلسون بهذه المناسبة قالت فيه: «لقد أثارت إعجابنا روح الابتكار والمبادرة في قطاع الأعمال الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، ونحن بدورنا سنلتزم بالعمل مع شركة «سي 5» ومجلس التنمية الاقتصادية في مملكة البحرين لمساعدة هذه الشركات الناشئة على الاستمرار في التطور نحو أعلى المستويات. إلى جانب تطوير الإمكانات التكنولوجية، تهتم الحوسبة السحابية بالتعليم، والتدريب، وهذا كفيل بتحفيز رواد الأعمال على تقديم أفضل ما لديهم، مما يجعل عملنا معهم ممتعا».

وفي تصريح للرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية خالد الرميحي قال: «من المتوقع أن ينمو قطاع التكنولوجيا في أسواق دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة عشرة في المائة سنوياً على مدى السنوات الخمس المقبلة، حيث سيبلغ معدل الإنفاق في القطاع في منطقة الشرق الأوسط خلال هذا العام إلى ما يقارب الــ 200 في المئة مليار دولار. ومع ذلك فإن قطاع التكنولوجيا في دول مجلس التعاون الخليجي يواجه عدداً من التحديات المرتبطة بجذب الاستثمارات، بما في ذلك تكاليف بدء التشغيل، والحصول على التمويل، والعوائق المرتبطة بالأمور التنظيمية بالإضافة إلى صعوبة جذب مؤسسات للتدريب والمحافظة على رأس المال البشري. وتقوم مملكة البحرين بمواجهة هذه التحديات والبناء على قدراتها لتطوير بيئة عمل قوية تشجع رواد الأعمال للدخول في قطاع التكنولوجيا، ويعد إطلاق هذا المشروع خطوة هامة نحو تحقيق هذا الهدف».

من جهتها، قالت الرئيس التنفيذي للعمليات في «تمكين» أمل الكوهجي: «تواصل تمكين دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة في مملكة البحرين ضمن دورها كجهة مسئولة عن تحفيز الابتكار وريادة الأعمال التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة في القطاع الخاص. سيخلق هذا المشروع بيئة عمل ترتكز على الحوسبة السحابية في المملكة ليصبح بذلك محركاً للنمو الاقتصادي وتعزيز الابتكار والقدرة التنافسية للشركات الناشئة».