طالب بحريني في أوكرانيا تتعطل دراسته الجامعية على مبلغ 1500 دولار وينشد مساعدة أهل الخير

عبر هذه الأسطر أكتب مناشدة وكلي أمل أن تصل إلى أصحاب القلوب الرحيمة والأيادي البيضاء الساعية إلى تقديم كل ما يبلغ به تحقيق حاجة المحتاجين دون تأخير، فأنا طالب بحريني أبلغ من العمر 23 سنة، يتيم الأب مغترب وأدرس أحد تخصصات الهندسة في جمهورية أوكرانيا، وبفضل الله وبمساعدة من أبناء وطني الأخيار استطعت أن أنهي تقريباً دراستي الأكاديمية حتى انقطعت عني المساعدات، وأنا الآن على أعتاب السنة الأخيرة، وقد اتضح أن والدتي هي الأخيرة لا تستطيع اقتراض مبالغ أكثر من التي تم اقتراضها، أما بالنسبة للصناديق الخيرية وغيرها من منصات المساعدة للأسف لم تمد يد العون والسبب في إلغاء الاعتراف بدرجتي الأكاديمية في مملكة البحرين، حيث اعتذرت المكاتب الخيرية عن مساعدتي، أنا الآن بأمس الحاجة لمبلغ ربما يكون بسيطاً لتكملة تكاليف الجامعة لهذه السنة وباقي متطلبات التخرج، لكنه ليس كذلك بالنسبة لي، فقيمة هذه المساعدة ستعزز ثقتي بمجتمعي وتزيد من إصراري في التضحية من أجل الدرجات الاكاديمية العليا، إن شاء الله، القسط الجامعي المتبقي 1500 دولار أميركي، على تحقيق حلمي وحلم والدي وكل أقربائي، بالتأكيد الأوراق والإثباتات جميعها موجودة لأصحاب الأيدي الكريمة ومن أراد التقدم وتحقيق حلمي، ولن أنسى له ذلك ما حييت أبد الدهر.

(الاسم والعنوان لدى المحرر)

الحسين ثورة خالدة

لقد كان الحسين بن علي في مدينة جده سيداً وشريفاً لدى قومه وعموم المسلمين، يؤمهم في الصلاة، ويتحلق حوله المؤمنون في المسجد طلباً للعلم ويأتيه المعسرون ليحرر رقابهم من الديون التي أثقلها سوء الحال بهم، أما العاشقون الذين حرمتهم التقاليد القبلية من الزواج فقد كانوا يهيمون في صحاري الجزيرة العربية ليصلوا إليه ليكون وسيطاً لهم، فما الذي يدفع شخصاً بهذا الشأن والمكانة الاجتماعية أن يلقي بنفسه في معركة حتمية النتيجة، يقتل فيها ويفقد جميع أهل بيته وأصحابه المخلصين!

لم تكن تلك الزعامة الاجتماعية والدينية التي حظي بها الحسين تمنعه من ملامسة ومعرفة الواقع والحال المزري بالمسلمين، بل كان معايشاً لهمومهم ومشاكلهم، وهنا تكمن الروح العظيمة للحسين التي جسدت الإيثار والتضحية ونكران الذات في خروجه للثورة على الوضع الفاسد الذي أحدثه الحكم الأموي.

وعلى رغم مرور مئات السنين على واقعة كربلاء فإنها لاتزال تشحذ همم الثائرين، ونبراساً لإلهامهم، وعلى رغم أن هناك الكثير من الثورات والتضحيات طوال التاريخ، فلماذا الحسين هو العنوان البارز للثورة؟

لقد أصّلت كربلاء للعديد من المبادئ الثورية، فالبشرية جمعاء إلى الآن تدين إلى الحسين الذي ثار وحيداً في عصر حالِك مليء بالمهانة والظلم والجور ينادي أمام جيش الطاغية بنداء لايزال صوت صداه يتردد على مسامعنا «هيهات منا الذلة»، فمن كان يمتلك تلك الجرأة للثورة في ذلك العصر الغابر؟!

لقد سبق الحسين التطور التاريخي، فبعد استشهاده لم تتوقف الثورات على الملك الأموي العضوض، وقد قال الثائر زيد بن علي مقولة خالدة استلهمها من موقف جده الحسين الفذ يوم عاشوراء: «ما خاف الناس حر السيف إلا ذلوا».

هذه المدرسة الثورية، كما وصفها الشاعر مظفر النواب، في إحدى القصائد «لم يزل همماً للقتالِ ترابُك» هي بحق نموذج يقتدي به الثائرون.

لو توارى الحسين عن واقع الناس المرير وبقي في المسجد يلقي بالمواعظ ويصلي بالناس ولم يخرج ثائراً على طاغية زمانه لكانت الأمة فارغة من مبادئ العزة والإباء والكرامة، يعيث بها ألف يزيد ويزيد يبطش بالناس وينكل بهم.

في ظهيرة يوم العاشر من محرم كان الحسين يجود بنفسه لا لينال مُلكاً أو يطلب جاهاً إنما لتتعلم الأجيال المتعاقبة أن الحياة وقفة عزٍّ وإباء.

علي جاسم

السلوم الغانمه

حنا نحشم العم والخال والضيف

ماهو صغير العقل يقدر علينا

يبحث عن الزلات ابو علمٍ رهيف

ونسايره لجل الوفاء مارضينا

وانا بطيبي ماتصنعت بالزيف

كاسب محبة البشر اجمعينا

يا هل الرديه بالشتاء عندكم صيف

يوم ان وسط صدوركم حاقدينا

والنار تبقى، والاودام ملاهيف

نفسٍ تسوق الشر دايم لشينا

والي يتريا طيحتي بالمحاسيف

لو هو قريب الناس يبقى خوينا

نرأف بضعفه واتعامل على كيف

واكرم ضيوف الله لو هو يجينا

علومنا ما ترتخي تثني السيف

رجالنا يغدي وفعله يبينا

عبدالله عرفه الحربي