العدد 4843 - الخميس 10 ديسمبر 2015م الموافق 28 صفر 1437هـ

الجمال بعيون المكفوفين

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

- الجمال هو أن تكون صادقاً مع نفسك، هو الأسلوب والهوية هو أن ترى شخصاً على طبيعته.

- بعض الأشخاص يكونون جذابين من داخلهم فقط، بالطريقة التي يتصرفون بها تجاه أنفسهم وتجاه الآخرين.

- أن تعيش التجربة فذلك هو الجمال كأن تستمتع برائحة الكعك المحمص الساخن، وبمرور النسيم الدافئ على جسدك، أن تشعر بالعشب وأنت تمشي في حديقة منزلك الأمامية.

- الجمال هو الذهاب إلى الشاطئ والجلوس بجانبه، ومجرد تخيل شكل الشاطئ والسماء فهذا هو الجمال بالنسبة لي.

- الشخص في نظري جميل لأنه صادق مع نفسه.

- الجمال بالنسبة لي هو الهدوء والسلام.

- هو خوض تجربة في الحياة بحثاً عن السعادة والمتعة، فالسعادة هي أجمل شيء في العالم.

- أنا لا أحتاج لعينيّ كي أشعر بالجمال.

كانت هذه هي إجابات مجموعة من المكفوفين في أحد الأفلام المصورة رداً على سؤال وُجِّه لهم عن معنى الجمال، وهو ما يتناسب حقيقةً مع كل ما كنتُ أسمعه من الراحل حسين الأمير، يرحمه الله، بشأن معنى الجمال وشعوره بالرضا لأن الله اختار له أن يكون كفيفاً منذ الولادة لأن كف بصره كان في كثير من الأوقات بمثابة نعمة.

يقول أحد المكفوفين في الفيلم ذاته: «في بعض الأحيان يغمرك شعور عندما تكون أعمى بأن حياتك تتكون فقط من المشاعر، كل يوم هو إحساس جديد، وأشعر أن فقداني للنظر هو نعمة؛ فأنا لا أهتم بجنسية أحد، ولا أهتم بطول أحد، ولا أهتم بحجمه كبيراً أو صغيراً كان».

هذا الشعور يبعث الأسى في داخلنا، وخصوصاً نحن نرى كيف أننا بتنا نربط جلّ معاني الجمال في الأمور المنظورة، حتى فقدنا قدرتنا على خلق الجمال من مشاعرنا واستشفاف هذا الجمال في إحساسنا بمشاعر الآخرين وأحاسيسهم، وهو ما يجعل سعادتنا منقوصة ومرهونة بكثير من الأمور المادية التي أبعدتنا عن إحساسنا بالسعادة من همسة وقعت في القلب، أو ضحكة طفل تغلغلت في أسماعنا، أو هدهدات رقيقة حين يربّت على كتوفنا من نحب، ومن يشعر بحاجتنا لقربه، أو أن نرى الجمال في إنجاز جديد قمنا به، أو في صدقنا حين مدحنا هذا أو أثنينا على ذاك أو شكرنا هذا وامتنَّنا لما قام به من معروف لنا شكراً من القلب.

الجمال متعدد من حولنا وأسبابه كثيرة، ما علينا إلا أن نفتح جُلَّ حواسنا ونمضي لاستشعاره بقلوب صافية وأرواح شفافة، ونقبض عليه كي لا يفلت منا من غير وعي.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4843 - الخميس 10 ديسمبر 2015م الموافق 28 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:25 ص

      إن يجرح الدهر مني خير جارحة، * ففي البصائر ما يغني عن البصر.

      لو كان الناس يبنون علاقاتهم على حقيقة الجمال وجمال الحقيقة والجمال الحقيقي لَما انفرط عقد علاقة بينهم أبدا، ولكن العلاقات تبنى في غالبها على جمال الظواهر والأشكال وعند تلاشي تلك الظواهر والأشكال، تتلاشى معها العلاقات الزائفة إن لم تُتَدارك العلاقة بإعادة التأسيس على الأسس الحقيقية للجمال.

اقرأ ايضاً