العدد 4845 - السبت 12 ديسمبر 2015م الموافق 30 صفر 1437هـ

سيدجميل كاظم لـ «الوسط»: خيارنا المقاطعة في 2018... ولكن «الرمال متحركة في عالم السياسة»

السيدجميل كاظم
السيدجميل كاظم

أكد رئيس شورى جمعية الوفاق سيدجميل كاظم، أن خيار المعارضة إزاء انتخابات 2018، سيستمر بالمقاطعة، حال «بقاء الوضع على نفس الوتيرة الحالية بنفس التعاطي الرسمي الحالي».

رغم ذلك، نوه كاظم في حوار مع «الوسط» إلى أن «الرمال متحركة في عالم السياسة، وقناعتنا أن هذا العالم غير محصور في الأسود بالمطلق أو الأبيض بالمطلق، فهناك المساحة الرمادية التي تتحرك فيها المقاطعة أو المشاركة».

ورداً على الانتقادات التي تؤكد افتقار المعارضة لبرنامج ما بعد المقاطعة، بين كاظم عدم صحة ذلك، وتساءل حيال المطالبة بالكشف عن عناوين البرنامج «العناوين ماذا تغني وتسمن من جوع، في ظل الكلمة المصادرة، وفي ظل حرية التعبير المصادرة؟»، قبل أن يضيف «علينا أن نعي أن البرنامج يتطلب بيئة، ولابد له من جو وحاضنة».

وفيما يلي نص الحوار: ما هو ردكم على القول بأن المعارضة بعد مرور عام على مقاطعتها لانتخابات 2014، بلا برنامج؟

- أتصور أن هذا الكلام يفتقر للدقة، وهو حديث على عواهنه وبعيد عن الواقع، ومن حقنا أن نتساءل: ما هي الأدوات والبرنامج المطلوب من المعارضة ممارستهما؟ فمن غير المنطقي بالنسبة للمعارضة القول إنها لا تتوفر على برنامج سياسي تُمارس من خلاله أهدافها البعيدة والاستراتيجية، في الوقت الذي تعلن فيه برنامجها في كثير من أدبياتها وفي خطابها.

عطفاً على ذلك، أنوه إلى أن المشكلة ليست في البرنامج ولا في الاستراتيجية التي تتمسك بها المعارضة منذ عقدين من الزمن وإن كانت قد تبلورت في الخمس سنوات الأخيرة بشكل جلي خصوصاً بعد انطلاق وثيقة المنامة التي تتحدث عن برنامج واضح.

عشنا منعطفات وتحديات كثيرة حاصرت الحراك السياسي بشكل عام، والمشكلة مجدداً ليست في برنامج المعارضة، بل في الأفق السياسي في البلد والذي أصبح أفقاً محاصراً بالكلمة والتصريح والخطاب والفعالية، ولعل المحاكمات التي نراها لقيادات المعارضة خير دليل رغم ما يعكسه خطابها الوطني من تحضر وتعقل وموضوعية.

فالكلمة والفعالية والخطاب، كل ذلك بات محاصراً، وخصوصاً فيما يتعلق بالمسيرات والمهرجانات التي هي في نهاية الأمر أدوات تستطيع من خلالها المعارضة التعبير عن برنامجها، ولكن حين يضيق عليك الخناق في كل هذه الساحات والمسارات، إلى جانب حزمة التشريعات والمحاكمات، وقد لاحظنا حديث تقرير المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان والذي يحمل صفة رسمية، عن التضييق على نشرات الجمعيات السياسية، بالمنع، وهو الأمر الذي يعبر عن إقرار المؤسسة باستهداف حرية التعبير.

وإلى جانب ذلك، هنالك التقارير والبيانات الصادرة عن المنظمات الحقوقية الدولية والتي تتحدث عن مصادرة حقيقية لحقوق الإنسان في البحرين، لنصل لحقيقة مفادها أن البلد يعيش شللاً سياسياً بشكل عام وحتى المؤسسة التشريعية وجدناها مؤسسة عاجزة حيال أبسط الملفات المعيشية والتي تمس حياة كل مواطن بحريني.

هل نفهم من حديثك أن المعارضة تمتلك برنامجاً، غير أن الظرف الأمني يحول دون تنفيذه؟

- هذا أحد الأسباب، فالظرف الأمني والسياسي، واللجوء لسياسة الهروب للأمام، عبر المشاركة الرسمية في أحلاف سياسية تتعلق بالحرب على «داعش»، بحثاً عن رصيد سياسي للتمويه على ما يعانيه البلد من أزمة سياسية، إلى جانب صمت الحلفاء، فإن كل ذلك أثبت فشله.

هل بالإمكان وضع الرأي العام في صورة برنامج المعارضة، والذي تبدو ملامحه غائبة؟

- ما أتصوره أن الرأي العام ليس لديه التساؤل الحاد والمحرج والملح على المعارضة وهو مكتوٍ بما تكتويه، حتى أن الجميع لا يسأل عن ما إذا كان لدى المعارضة برنامج من عدمه، فهو على معرفة بالتجاذبات الإقليمية والدولية المؤثرة.

ألا تتفق معنا في أن للرأي العام، حق الاطلاع ولو على عناوين هذا البرنامج؟

- العناوين ماذا تغني وتسمن من جوع، في ظل الكلمة المصادرة، وفي ظل حرية التعبير المصادرة؟

علينا أن نعي أن البرنامج يتطلب بيئة، ولابد له من جو وحاضنة، فإذا كان الجو ضدك والحواضن ممنوعة عليك، فمن سيستقبل البرنامج والاستراتيجية في ظرف كهذا، الناس فيه منشدة لأبسط الحقوق التي تطالب بها.

ومن خلال تواجدنا مع الناس في المجالس والمنتديات، لا نرى من يتساءل عن برنامج المعارضة واستراتيجيتها، بل العكس من ذلك، بحيث إن الناس تظهر تقديراً للمعارضة صمودها وثباتها، وعطفاً على ذلك فإنها تعتقد بوجود برنامج، لكن مجدداً نتساءل: أين جو تنفيذ هذا البرنامج؟ وأين الحاضنة لهذا البرنامج؟.

وما أتصوره أن غياب هذا الجو لطرح البرنامج، هو السبب في غياب هذه الصورة بشكل عام عن المراقب السياسي والداخلي وحتى الخارجي.

تحدثت عن عجز يعيشه مجلس النواب، فهل تتفق مع من يرى أن تشبث المعارضة بقناعاتها وزهدها في البرلمان، يشكل أحد أسباب ذلك؟

- المعارضة جزء من الحل لا جزء من المشكلة، والسلطة لم تجعل لها خياراً غير المقاطعة، على اعتبار ان الحل المطروح لم يبنَ على أساس العدالة والشفافية وتكافؤ الفرص، والتوزيع العادل للدوائر الانتخابية، والتمثيل الحقيقي للصوت السياسي لكافة أبناء الشعب، وكل ذلك يعبر عن مفصل أساسي في عدم مشاركة المعارضة، وأعتقد ان غياب المعارضة أضعف البرلمان بنسبة كبيرة جداً منذ الانسحاب في 2011، وهذا الأمر يبدو منطقياً بلحاظ التمثيل الكبير للمعارضة من مجموع أصوات الناخبين، وهو دليل على أهمية وجود المعارضة العاقلة السلمية المتحضرة والتي تُمارس دور الرقابة والتشريع بكل مسئولية ووطنية.

أدلل على كلامي حول ضعف البرلمان، بما يدور في مواقع التواصل الاجتماعي من تعليقات للموالين قبل المعارضين، وكلها تصب في التأكيد على أن البرلمان الحالي لا يمثل الناس، ويتضح ذلك من غيابه عن قضايا الناس الأساسية.

إلى أي حد تمتلك المعارضة صورة واضحة حيال محطة 2018، وانتخاباتها التي يطالب البعض المعارضة باستعدادات مبكرة لها سواء شاركت أو قاطعت؟

- من غير الممكن تحديد موقف حاسم من الآن على اعتبار ان الرمال متحركة في عالم السياسية، كما ان قناعتنا ان هذا العالم غير محصور في الأسود بالمطلق أو الأبيض بالمطلق، فهناك المساحة الرمادية التي تتحرك فيها المقاطعة أو المشاركة.

وبالنسبة لمحطة 2018، فمع بقاء الوضع على نفس الوتيرة الحالية بنفس التعاطي الرسمي الحالي، فإنني أستطيع القول إن المعارضة تتجه للمقاطعة، باعتبار أن الحل الذي تنشده ليس حلاً مؤقتاً ولا تكتيكياً، بل استراتيجي مبني على أسس من العدالة والحقوق المتساوية، ومع غياب الحل العادل الذي يتمحور حول ما تنادي بِه المعارضة فإن المعارضة تعتبر نفسها مهمشة وبعيدة عن التأثير الإيجابي في بناء الوطن وتطويره لما هو أفضل.

نتحدث عن تجربة بعمر 4 عقود، بدءاً من برلمان 73، بما مكن المعارضة من الوصول لمرحلة من النضج والبصيرة والتعلم من تلك التجربة، حيث منحت من قبل الجانب الرسمي في إحدى المحطات الشمس في يد والقمر في أخرى، لكنها لم تتحصل في نهاية الأمر على الإنصاف الحقيقي للناس.

العدد 4845 - السبت 12 ديسمبر 2015م الموافق 30 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 4:45 م

      ما الفائدة

      هذا مجلس لا يحل ولا يربط والدخول فية اكبر اسائه للشعب البحرين
      المستفيدين فيه حالياً هم من قالوا بحرمتة في التسعينيات لملأ كروشهم ولوكان منة فائد او وقف للسرقات لحل كما حل برلمان 73

    • زائر 12 | 7:49 ص

      الرمال متحركة في عالم السياسة

      موقف السلطة معروف من حكومة منتخبة ولاكن لماذا المكون الثاني كذلك إلا يجعلنا هذا نحاور شريك الوطن ونعرف سبب هذا ونحاول أن نصل إلى صيغة تزيل الخوف بين بعضنا وترجع الثقة وتزيد اللحمة الوطنية ونكون شركاء جميعاً لأي تغيير في الوطن

    • زائر 11 | 6:20 ص

      فيلم هندي ..

      مطالب المعارضة أشبه بالفيلم الهندي.، وثيقة المنامة وهمية ولا يوجد لها مثيل في دول مجلس التعاون الخليجي .
      أيا أيها المعارضة أفيقوا من سباتكم، طارت الطيور بارزاقها وانتو تبون حكومة منتخبة .....
      حتى في الحلم ما راح يصير ...

    • زائر 9 | 2:29 ص

      شكرا سيد كاظم بقاء الحال على ماهو ليس في صالح الوطن والمواطنين

      السلطة ضمنة نصف الشعب لا يريد حكومة منتخبة هذا ما صرح به النائب السابق بو صندل وأعتقد السبب معروف للكل ليس في هذا الملف فقط بل في غيره كذالك فبرلمان كالسابق يريح الحكومة ليس الديكور فقط وأعتقد في هذه المرحلة وجب الحوار بين الجمعيات الدينية وحتى لو تطلب الأمر أنصارها لاثنين أو ثلاث والمطالب لايمكن ان تفرق

    • زائر 6 | 12:23 ص

      المشاركة

      في السياسة لا يوجد شي ثابت ، المصلحة هي التي تحدد، بعد المقاطعة منذو 2011 ولا يوجد بديل ، أتمنى من المعارضة أن تراجع نفسها وتدخل البرلمان ، إيران عدلت من رأيها وتصالحت مع الدول الكبرى، هذه جمهورية وليست حزب ...
      يرجى التفكير مليا .

    • زائر 8 زائر 6 | 2:13 ص

      هههه

      انا ابي اعرف شدخل ايران يا فهيم في السياسه ؟؟؟ اولا المعارضه تستند الى الشارع والشارع قطعا سيقاطع وثانيا البرلمان ليس لديه صلاحيات ..اعطني شيئا حققه المولاة للحكومه ..وعدوكم بزيادة الراوتب ولكن اخلفوا وعودهم هذا هم نوابكم وهذا هو برلمانكم

    • زائر 13 زائر 6 | 8:00 ص

      انته مو مال سياسية

      السياسة لازم تطالع جيرانك. ..انا طرحت موضوع إيران علشان تفهم وجهة نظري ..
      ويكون مدخل لموضوع المعارضة .
      الظاهر انته شبابي في السياسة

    • زائر 5 | 11:41 م

      بعد الشكر

      شكراً لكم أنتم رموز للوطن قبل المعارضة فقد سجنتم وعانيتم كثيراً
      على الناس التركيز على السلطة باعتبارها من يملك القرار والثروة وهي بيدها كل الحل
      أما المعارضة والجماهير فعليها المطالبة فقط وهو تكليفها الوطني والديني مع الحق في نقد أساليب المطالبة دون تخوين وإشاعة الفتن

    • زائر 4 | 11:29 م

      قرار فاشل

      المقاطعة قرار فاشل ، والناس قاعده تخسر ، لازم تدخل المجلس وتناقش مشاكل الناس ، لكم المقاطعة تعني الهروب

    • زائر 10 زائر 4 | 3:01 ص

      أي مجلس هذا

      وش المشاكل الي بنقاشونها
      شوفو مجلسكم احين وش يناقش
      مجلس يفشل الصراحة
      و على قولتنا من احين الى 2018 بتتغير أمور
      و يمكن يشاركون المعارضة أذا تغير الوضع
      معنى أنا شخصيا لن أشارك في أي انتخابات حتى لو المعارضة و العلماء دعوا للمشاركة

    • زائر 3 | 11:21 م

      لماذا البقاء بعيدا

      ها انتم والجميع يرى ويعلم و كما قال الأخ بوصندل عن ضعف أعضاء مجلس النواب ..بعدكم يزيده ضعفا و هوانا .....نريد من يحرك المياه الجامدة ....نريد برلمان قويا ..... عمري البحرين .

    • زائر 2 | 11:09 م

      تاج راسي

      لكم الشكر و التقدير على ما بذلتموه من عمل جبار و مازلتمو عطاء لم يتوقف ، و أنا فخور لاني أنتمي لهذا البلد و توجد بها معارضه بهذا الثبات والصمود مع كل الظروف القاسيه

    • زائر 1 | 10:15 م

      لكم التحية والتقدير

      على ماقدمتموه ولاكن الندوات مامنها فايدة
      دام تقدمتون ادعو للمسيرات السلميه في العاصمه لتسليط الضوء على البحرين

اقرأ ايضاً